إرتواء نبض
09-07-2023, 06:01 PM
( القويُّ )
من أسماء الله الحسنى
قال ابن منظور في (لسان العرب): "القوة من تأليف (ق و ي)، ولكنها حُمِلَتْ على (فُعْلَة)، فأُدغمت الياء في الواو؛ كراهية تغير الضمة... ابن سيده: القوة نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى؛ وقوله عز وجل: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12]؛ أي: بجدٍّ وعون من الله تعالى، وقد قَوِيَ فهو قويٌّ، وتقوَّى واقتوى كذلك، قال رؤبة:
وَقُوَّةُ اللهِ بها اقْتَوَيْنا
وقوَّاه هو التهذيب، وقد قَوِيَ الرجل والضعيف يَقْوَى قوة، فهو قوي، وقوَّيْتُه أنا تقويةً، وقَاوَيْتُه فقَوَيْتُه؛ أي: غلبتُه".
وفي (تاج العروس) للزبيدي: "القوة بالضم: ضد الضعف يكون في البدن وفي العقل، قال الليث: هو من تأليف: (ق و ي)، ولكنها حُمِلت على (فُعْلَة)، فأُدغمت الياء في الواو؛ كراهية تغير الضمة، الجمع: قُوًى بالضم والكسر، وقوله تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12]؛ أي: بجدٍّ وعون من الله تعالى... وقَوِيَ الضعيف كرَضِيَ قوةً، فهو قوِيٌّ، والجمع: أقوياء، وتقوَّى مثله كما في الصحاح، واقتوى كذلك؛ قال رؤبة:
وَقُوَّةُ اللهِ بها اقْتَوَيْنا
وقيل: اقتوى: جادت قوته، وقوَّاه الله تعالى تقويةً... وأقوى: إذا استغنى وأيضًا إذا افتقر كلاهما عن ابن الإعرابي، فالأول بمعنى: صار ذا قوة وغنًى، والثاني بمعنى زالت قوته".
وكلمة القوة واشتقاقاتها المتعددة مثل (القوي)، و(قوة) و(قوتكم)، و(قوي)، و(قويًّا)، وردت في آيات عديدة من آي التنزيل؛ قال الله تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: 26]، ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فصلت: 15].
وقال تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: 12]، ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52]، ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [النمل: 33]، ﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ [الكهف: 95]، ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ﴾ [محمد: 13]، ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾ [غافر: 21].
و(القوي) من أسماء الله تعالى؛ قال الله جل شأنه: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [هود: 66]، وقال تعالى: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [الشورى: 19]، ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21].
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: القول في تأويل قوله تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]، وقوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ [المجادلة: 21] يقول: قضى الله وخطَّ في أم الكتاب، لأغلبن أنا ورسلي من حادَّني وشاقَّني، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ [المجادلة: 21]؛ الآية، قال: كتب الله كتابًا وأمضاه.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21] يقول: إن الله جل ثناؤه ذو قوة وقدرة على كل من حادَّه ورسولَه أن يهلكه، ذو عزة فلا يقدر أحد أن ينتصر منه إذا هو أهلك وليَّه، أو عاقبه، أو أصابه في نفسه بسوء
من أسماء الله الحسنى
قال ابن منظور في (لسان العرب): "القوة من تأليف (ق و ي)، ولكنها حُمِلَتْ على (فُعْلَة)، فأُدغمت الياء في الواو؛ كراهية تغير الضمة... ابن سيده: القوة نقيض الضعف، والجمع قُوًى وقِوًى؛ وقوله عز وجل: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12]؛ أي: بجدٍّ وعون من الله تعالى، وقد قَوِيَ فهو قويٌّ، وتقوَّى واقتوى كذلك، قال رؤبة:
وَقُوَّةُ اللهِ بها اقْتَوَيْنا
وقوَّاه هو التهذيب، وقد قَوِيَ الرجل والضعيف يَقْوَى قوة، فهو قوي، وقوَّيْتُه أنا تقويةً، وقَاوَيْتُه فقَوَيْتُه؛ أي: غلبتُه".
وفي (تاج العروس) للزبيدي: "القوة بالضم: ضد الضعف يكون في البدن وفي العقل، قال الليث: هو من تأليف: (ق و ي)، ولكنها حُمِلت على (فُعْلَة)، فأُدغمت الياء في الواو؛ كراهية تغير الضمة، الجمع: قُوًى بالضم والكسر، وقوله تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ﴾ [مريم: 12]؛ أي: بجدٍّ وعون من الله تعالى... وقَوِيَ الضعيف كرَضِيَ قوةً، فهو قوِيٌّ، والجمع: أقوياء، وتقوَّى مثله كما في الصحاح، واقتوى كذلك؛ قال رؤبة:
وَقُوَّةُ اللهِ بها اقْتَوَيْنا
وقيل: اقتوى: جادت قوته، وقوَّاه الله تعالى تقويةً... وأقوى: إذا استغنى وأيضًا إذا افتقر كلاهما عن ابن الإعرابي، فالأول بمعنى: صار ذا قوة وغنًى، والثاني بمعنى زالت قوته".
وكلمة القوة واشتقاقاتها المتعددة مثل (القوي)، و(قوة) و(قوتكم)، و(قوي)، و(قويًّا)، وردت في آيات عديدة من آي التنزيل؛ قال الله تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص: 26]، ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فصلت: 15].
وقال تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ [مريم: 12]، ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52]، ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [النمل: 33]، ﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ [الكهف: 95]، ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ﴾ [محمد: 13]، ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾ [غافر: 21].
و(القوي) من أسماء الله تعالى؛ قال الله جل شأنه: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [هود: 66]، وقال تعالى: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [الشورى: 19]، ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21].
قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى: القول في تأويل قوله تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]، وقوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ [المجادلة: 21] يقول: قضى الله وخطَّ في أم الكتاب، لأغلبن أنا ورسلي من حادَّني وشاقَّني، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ [المجادلة: 21]؛ الآية، قال: كتب الله كتابًا وأمضاه.
وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21] يقول: إن الله جل ثناؤه ذو قوة وقدرة على كل من حادَّه ورسولَه أن يهلكه، ذو عزة فلا يقدر أحد أن ينتصر منه إذا هو أهلك وليَّه، أو عاقبه، أو أصابه في نفسه بسوء