جنــــون
08-13-2023, 11:13 PM
أن ترحل بكلّك خيرٌ من أن تبقى ناقصاً، أن تستسلم للظرف القاهر الذي لا سبيل لتغييره وتتركه يمرُّ دون أن تفقدَ أكثرَ مما لا مفرَّ من فقدانه خيرٌ من أن تقاومه دونما جدوى وتستهلك نفسك في محاولة تشبّثٍ بلهاء بشيءٍ مصيره ألا يكون لك، فإذا اخترتَ التشبُّث والمقاومة فإنك حينَها تختار تعظيم خسارتك، وبذل نفسك مع انعدام الجدوى وعدمية المقاومة
وإنك لتعلم أن شيئاً ما لن يكون لك عندما يدفعك إلى كراهية نفسك وما أنت عليه، لأنك بالحال الذي أنت عليه لست كافياً، ولا ترقى لدرجة استحقاق ذلك الشيء، بل يُضيف على ذلك انتقاصَك لنفسك مما هي عليه في الحقيقة، ويورثك عُقدة نقصٍ تُعمّر في كل المواقف التي ستواجهها بعد ذلك، لذا يصبح في مقاومتك للظرف المفروض عليك مقاومةٌ أعتى منها لما أصبحتَه خلال ذلك الظرف، وهناك تنقسم على نفسك، تحاكمها بعنف، تنهار على ذاتك في كل ليلة ناقلاً معركتك مع الظروف القاهرة إلى قرارة نفسك حيث كل شيء تحت إمرتك، فتجلد ذاتك وتلومها وتهزمها، وتنهزم بانهزامها مرةً أخرى دون أن تتدخل الظروف في ذلك، انهزاماً ذاتياً مَحْضاً
لا وجودَ لحصرية المواقف والأشخاص، ولا ينفرد شخصٌ عن بقية البشر بقدرته على بعث شعورٍ أو سلبه، لكنك من تُحاصر نفسك في فخ الأشخاص والمواقف، والحقيقةُ أنك لستَ بذلك التفرُّد، والأشخاص والمواقف التي تُحاصر نفسك فيهم ليسوا بتلك الخصوصية أيضاً، بإمكانك النجاح في علاقةٍ والفشل في أخرى، وبوسعك أن تحمل نفسك على الحب كما بوسعك أن تحمل نفسك على الكراهية كذلك، بمعزلٍ عن حقيقة شعورك الأوليّ بالحب والكراهية، وبإمكانك دائماً أن تغلق الباب على مواقف أعجزتك، قَسَت عليك، حاكَمَتْكَ بقسوة، وأن تستبدلها بما يتناسب معك، يحنو عليك، لا يقف ضدك..
أليست علاقاتك كلها من صداقةٍ وحبٍّ ومودّة ناشئة في المحيط الذي وجدتَ نفسك فيه؟ وأنت وإن كان الخيار فيها لك إلا أنك لم تختر ذلك المجتمع المصغّر الذي ستختار منه أصدقاءك وأحبّاءك، ولو تغيّر محيطك ذاك إلى آخر لن تتغيّر قدرتك على إنشاء علاقاتٍ مماثلة، فأنت مُخيّرٌ ولكن ضمن خياراتّ محدّدة مسبقاً، يوفرها محيطك لك لتختار منها
لا تصدّقهم عندما يقولون أن من أراد البقاء سيبقى مهما كانت الظروف، أحياناً الظروف مانعة، أحياناً أخرى تكون العقبة في الطريق هي نقطة انطلاق إلى طريقٍ آخر، ولعل من يخبرك أنك لو أردت البقاء لبقيت لا يعلمُ مقدار انتكاستك ومقدار ما بذلته من نفسك دون طائلٍ في سبيله، بينما يجلس هو في نقطةٍ بعيدةٍ يراقبك ويحاكمك بمعاييره، وإن شرَّ الناس من يرى في معاناتك من أجله ثمناً لاستحقاقك له، فهو في عين نفسه الجائزةُ التي عليك أن تصارع لتفوز بها، بنرجسيةٍ مفرطة يظنُّ وجودَه وحدَه مساوياً لوجودك ومعاناتك وكل ما تبذله في سبيل الوصول إليه
لا وجود لأُحادية الاختيار، ولو كان الأمر كذلك لبدّدتَ عمرك بحثاً عن صديقك الواحد، وحبيبك الواحد، ومحيطك الواحد، لكنّ الخيارات متعدّدة متفاوتة، ويجب على نظرتك لها أن تتفاوت أيضاً
لا تترك الباب موارباً، ارحل بكلّك، لا تلتفت.. ولا تجعل غايتك من الطريق وجهته الواحدة، حسبُك من الطريق أنه يتفرّع، يتشابك، يتعثّر، وللرضا والسعادة أوجهٌ ووجهاتٌ متعدّدة، وأنت ما ترى نفسك عليه وما تريد أن تكونه، لا ما يراه الآخرون فيك
وإنك لتعلم أن شيئاً ما لن يكون لك عندما يدفعك إلى كراهية نفسك وما أنت عليه، لأنك بالحال الذي أنت عليه لست كافياً، ولا ترقى لدرجة استحقاق ذلك الشيء، بل يُضيف على ذلك انتقاصَك لنفسك مما هي عليه في الحقيقة، ويورثك عُقدة نقصٍ تُعمّر في كل المواقف التي ستواجهها بعد ذلك، لذا يصبح في مقاومتك للظرف المفروض عليك مقاومةٌ أعتى منها لما أصبحتَه خلال ذلك الظرف، وهناك تنقسم على نفسك، تحاكمها بعنف، تنهار على ذاتك في كل ليلة ناقلاً معركتك مع الظروف القاهرة إلى قرارة نفسك حيث كل شيء تحت إمرتك، فتجلد ذاتك وتلومها وتهزمها، وتنهزم بانهزامها مرةً أخرى دون أن تتدخل الظروف في ذلك، انهزاماً ذاتياً مَحْضاً
لا وجودَ لحصرية المواقف والأشخاص، ولا ينفرد شخصٌ عن بقية البشر بقدرته على بعث شعورٍ أو سلبه، لكنك من تُحاصر نفسك في فخ الأشخاص والمواقف، والحقيقةُ أنك لستَ بذلك التفرُّد، والأشخاص والمواقف التي تُحاصر نفسك فيهم ليسوا بتلك الخصوصية أيضاً، بإمكانك النجاح في علاقةٍ والفشل في أخرى، وبوسعك أن تحمل نفسك على الحب كما بوسعك أن تحمل نفسك على الكراهية كذلك، بمعزلٍ عن حقيقة شعورك الأوليّ بالحب والكراهية، وبإمكانك دائماً أن تغلق الباب على مواقف أعجزتك، قَسَت عليك، حاكَمَتْكَ بقسوة، وأن تستبدلها بما يتناسب معك، يحنو عليك، لا يقف ضدك..
أليست علاقاتك كلها من صداقةٍ وحبٍّ ومودّة ناشئة في المحيط الذي وجدتَ نفسك فيه؟ وأنت وإن كان الخيار فيها لك إلا أنك لم تختر ذلك المجتمع المصغّر الذي ستختار منه أصدقاءك وأحبّاءك، ولو تغيّر محيطك ذاك إلى آخر لن تتغيّر قدرتك على إنشاء علاقاتٍ مماثلة، فأنت مُخيّرٌ ولكن ضمن خياراتّ محدّدة مسبقاً، يوفرها محيطك لك لتختار منها
لا تصدّقهم عندما يقولون أن من أراد البقاء سيبقى مهما كانت الظروف، أحياناً الظروف مانعة، أحياناً أخرى تكون العقبة في الطريق هي نقطة انطلاق إلى طريقٍ آخر، ولعل من يخبرك أنك لو أردت البقاء لبقيت لا يعلمُ مقدار انتكاستك ومقدار ما بذلته من نفسك دون طائلٍ في سبيله، بينما يجلس هو في نقطةٍ بعيدةٍ يراقبك ويحاكمك بمعاييره، وإن شرَّ الناس من يرى في معاناتك من أجله ثمناً لاستحقاقك له، فهو في عين نفسه الجائزةُ التي عليك أن تصارع لتفوز بها، بنرجسيةٍ مفرطة يظنُّ وجودَه وحدَه مساوياً لوجودك ومعاناتك وكل ما تبذله في سبيل الوصول إليه
لا وجود لأُحادية الاختيار، ولو كان الأمر كذلك لبدّدتَ عمرك بحثاً عن صديقك الواحد، وحبيبك الواحد، ومحيطك الواحد، لكنّ الخيارات متعدّدة متفاوتة، ويجب على نظرتك لها أن تتفاوت أيضاً
لا تترك الباب موارباً، ارحل بكلّك، لا تلتفت.. ولا تجعل غايتك من الطريق وجهته الواحدة، حسبُك من الطريق أنه يتفرّع، يتشابك، يتعثّر، وللرضا والسعادة أوجهٌ ووجهاتٌ متعدّدة، وأنت ما ترى نفسك عليه وما تريد أن تكونه، لا ما يراه الآخرون فيك