ضامية الشوق
01-22-2023, 06:10 PM
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
لو افترضنا أن عمر الإنسان 70 سنة، وضيَّعَ كُلَّ يوم خمس دقائق من عمره، لو حسبناها، لوجدنا أنه أضاع من عمره كم؟ نعم، ثلاثة أشهر، ولو ضيَّع كل يوم عشر دقائق، لأضاع من عمره ستة أشهر، ولو ضيَّع عشرين دقيقة، لأضاع من عمره سنة كاملة، ولو ضيَّع كل يوم ساعة، لأضاع من عمره ثلاث سنين، ولو أضاع من عمره عشر ساعات في كل يوم، لأضاع من عمره ثلاثين سنة[1]، فكيف لو نام كل يوم عشر ساعات، وضيَّع عشر ساعات؟ الجواب: أضاع ستين سنة، وإذا قلنا إن الإنسان منذ أن يُولَد إلى عشر سنوات، فهو يعيش حياة الطفولة، إذن يكون الشخص قد أضاع عمره كله.
بعض الدراسات تقول: إن الإنسان يُضيِّع في الأكل والشرب ما بين 500 – 800 ساعة في السنة، والنوم ما بين 2100 – 3500 ساعة في السنة[2]، فأوقات كثيرة تهدر وتضيع من عمر الإنسان[3].
البعض من الناس إذا كان ينتظر في صالة المستشفى، تجده يذهب في أفكار وهواجس، أو يحلق بعينيه يمينًا وشمالًا، والبعض الآخر يُسلِّط عينيه في الوجوه، سواء كانت لممرضة، أو امرأة، وينظر إلى الجائي والرائح من أول الممرِّ إلى آخره، وهكذا حتى ينتهي انتظاره، ويأتي دوره، والمطلوب من المسلم أن يستثمر هذا الوقت؛ لأنه حياته، فيستغله بتسبيح أو تحميد وتكبير أو تهليل، أو قراءة كتاب، أو ترتيب لأعماله اليومية، أو تسجيل لخواطر، أو أفكار لموضوع من الموضوعات، ونحو ذلك من الاستغلال المفيد.
هناك دراسة أعدَّها معهد البحوث في جامعة أم القرى بمكة وجد أن:
75% تذهب أوقاتهم عند التلفزيون.
32% دوران بالسيارة في الشوارع.
24% لعب الورق (البلوت والكنكان)[4].
هذا علي بن عقيل الحنبلي، وهو من أذكياء العالم، يقول عن حاله: "إني لا يحلُّ لي أن أُضيِّع ساعة من عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملتُ فكري في حال راحتي، وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أُسطِّره"[5].
فالمحافظة على الوقت تعني المحافظة على الحياة؛ لأن وقت الإنسان هو حياته، فوقتُك هو أغلى ما تملِك؛ لأنه قيمتُكَ وحياتُكَ، وأن ما مضى منه لا يعود أبدًا، والحرص عليه مطلبٌ شرعيٌّ، فالأُمَم الكافرة حرَصت عليه، وانتفعت به؛ مما جعلهم يتقدمون علينا، فاهتمَّ به؛ لأنه سببٌ في تغيير النفس، وتطوير الذات، وتكوين الشخصية.
[1] فن إدارة الوقت؛ للبوصي ص69.
[2] كيف تستغل وقتك؛ لكرسوم، ص12.
[3] لكن إذا احتسب الإنسان نومه وأكله وشربه، فإنه يُؤجَر بنيَّته الصادقة.
[4] كيف تستغل وقتك؛ لكرسوم، ص12.
[5] الذيل على طبقات الحنابلة؛ لابن رجب (1 /121).
لو افترضنا أن عمر الإنسان 70 سنة، وضيَّعَ كُلَّ يوم خمس دقائق من عمره، لو حسبناها، لوجدنا أنه أضاع من عمره كم؟ نعم، ثلاثة أشهر، ولو ضيَّع كل يوم عشر دقائق، لأضاع من عمره ستة أشهر، ولو ضيَّع عشرين دقيقة، لأضاع من عمره سنة كاملة، ولو ضيَّع كل يوم ساعة، لأضاع من عمره ثلاث سنين، ولو أضاع من عمره عشر ساعات في كل يوم، لأضاع من عمره ثلاثين سنة[1]، فكيف لو نام كل يوم عشر ساعات، وضيَّع عشر ساعات؟ الجواب: أضاع ستين سنة، وإذا قلنا إن الإنسان منذ أن يُولَد إلى عشر سنوات، فهو يعيش حياة الطفولة، إذن يكون الشخص قد أضاع عمره كله.
بعض الدراسات تقول: إن الإنسان يُضيِّع في الأكل والشرب ما بين 500 – 800 ساعة في السنة، والنوم ما بين 2100 – 3500 ساعة في السنة[2]، فأوقات كثيرة تهدر وتضيع من عمر الإنسان[3].
البعض من الناس إذا كان ينتظر في صالة المستشفى، تجده يذهب في أفكار وهواجس، أو يحلق بعينيه يمينًا وشمالًا، والبعض الآخر يُسلِّط عينيه في الوجوه، سواء كانت لممرضة، أو امرأة، وينظر إلى الجائي والرائح من أول الممرِّ إلى آخره، وهكذا حتى ينتهي انتظاره، ويأتي دوره، والمطلوب من المسلم أن يستثمر هذا الوقت؛ لأنه حياته، فيستغله بتسبيح أو تحميد وتكبير أو تهليل، أو قراءة كتاب، أو ترتيب لأعماله اليومية، أو تسجيل لخواطر، أو أفكار لموضوع من الموضوعات، ونحو ذلك من الاستغلال المفيد.
هناك دراسة أعدَّها معهد البحوث في جامعة أم القرى بمكة وجد أن:
75% تذهب أوقاتهم عند التلفزيون.
32% دوران بالسيارة في الشوارع.
24% لعب الورق (البلوت والكنكان)[4].
هذا علي بن عقيل الحنبلي، وهو من أذكياء العالم، يقول عن حاله: "إني لا يحلُّ لي أن أُضيِّع ساعة من عمري، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملتُ فكري في حال راحتي، وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أُسطِّره"[5].
فالمحافظة على الوقت تعني المحافظة على الحياة؛ لأن وقت الإنسان هو حياته، فوقتُك هو أغلى ما تملِك؛ لأنه قيمتُكَ وحياتُكَ، وأن ما مضى منه لا يعود أبدًا، والحرص عليه مطلبٌ شرعيٌّ، فالأُمَم الكافرة حرَصت عليه، وانتفعت به؛ مما جعلهم يتقدمون علينا، فاهتمَّ به؛ لأنه سببٌ في تغيير النفس، وتطوير الذات، وتكوين الشخصية.
[1] فن إدارة الوقت؛ للبوصي ص69.
[2] كيف تستغل وقتك؛ لكرسوم، ص12.
[3] لكن إذا احتسب الإنسان نومه وأكله وشربه، فإنه يُؤجَر بنيَّته الصادقة.
[4] كيف تستغل وقتك؛ لكرسوم، ص12.
[5] الذيل على طبقات الحنابلة؛ لابن رجب (1 /121).