إرتواء نبض
01-11-2023, 12:53 AM
مفهوم العبودية في الشرع
والعبودية مشتقة من العبادة، وقد عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) - رحمه الله- بقوله: «هِيَ اسْم جَامع لكل مَا يُحِبهُ الله ويرضاه من الْأَقْوَال والأعمال الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة»[1]، وقيل: «وَهِيَ اسْمٌ يَجْمَعُ كَمَالَ الْحُبِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ وَكَمَالَ الذُّلِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ»[2].
ولا شك أن تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعريف جامع مانع، وهو أفضل مَن عرَّف معنى العبودية وكتابه: (العبودية) شاهد عيان على ذلك، وقد عرض فيها حقيقة العبودية في الإسلام بشموليتها وكمالها وتمامها، وهو من أنفع وأمتع ما كُتِبَ في بابه تحقيقًا وتدقيقًا وسبكًا وحبكًا للأسلوب، وعرضًا للمادة العلمية، لِمَ لا وهو إمام جهبذ وعالم نِحرير، ما جادت لنا بمثله الأرحام من ذاك الزمان.
وقال ابن القيم (ت: 751هـ) - رحمه الله-: «العبودية اسم جامع لمراتب أربع: من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح، فقول القلب هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته على لسان رسله- عليهم السلام - وقول اللسان الإخبار عن قول القلب بما فيه من الاعتقاد والدعوة إليه والذَّب عنه، وتبيين بطلان البدع المخالفة والقيام بذكره وتبليغ أوامره، وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه، والإنابة إليه والخوف منه، والرجاء له وإخلاص الدين له، والصبر على أوامره، وعن نواهيه وعلى أقداره، والمعاداة فيه والخضوع والذل له، وغير ذلك من أعمال القلب، وأعمال الجوارح كالصلاة والحج والجهاد وغيرها»[3].
ويُعرِّفها المناوي (ت: 1031هـ) - رحمه الله - بقوله: «العبادة فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيمًا لربه، وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع المتجاوز لتذلُّل بعض العباد لبعض، ولذلك اختصت بالرب، وهي أخص من العبودية التي تعني مطلق التذلل»[4].
[1] العبودية لابن تيمية (ص: 44).
[2] مجموع الفتاوى (10/ 19).
[3] مدارج السالكين (1/100)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م عدد الأجزاء: 2 .
[4] التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (234)، التوقيف على مهمات التعاريف المؤلف: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) الناشر: عالم الكتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة الطبعة: الأولى، 1410هـ-1990م عدد الأجزاء: 1.
والعبودية مشتقة من العبادة، وقد عرَّفها شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728هـ) - رحمه الله- بقوله: «هِيَ اسْم جَامع لكل مَا يُحِبهُ الله ويرضاه من الْأَقْوَال والأعمال الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة»[1]، وقيل: «وَهِيَ اسْمٌ يَجْمَعُ كَمَالَ الْحُبِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ وَكَمَالَ الذُّلِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ»[2].
ولا شك أن تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعريف جامع مانع، وهو أفضل مَن عرَّف معنى العبودية وكتابه: (العبودية) شاهد عيان على ذلك، وقد عرض فيها حقيقة العبودية في الإسلام بشموليتها وكمالها وتمامها، وهو من أنفع وأمتع ما كُتِبَ في بابه تحقيقًا وتدقيقًا وسبكًا وحبكًا للأسلوب، وعرضًا للمادة العلمية، لِمَ لا وهو إمام جهبذ وعالم نِحرير، ما جادت لنا بمثله الأرحام من ذاك الزمان.
وقال ابن القيم (ت: 751هـ) - رحمه الله-: «العبودية اسم جامع لمراتب أربع: من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح، فقول القلب هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته على لسان رسله- عليهم السلام - وقول اللسان الإخبار عن قول القلب بما فيه من الاعتقاد والدعوة إليه والذَّب عنه، وتبيين بطلان البدع المخالفة والقيام بذكره وتبليغ أوامره، وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه، والإنابة إليه والخوف منه، والرجاء له وإخلاص الدين له، والصبر على أوامره، وعن نواهيه وعلى أقداره، والمعاداة فيه والخضوع والذل له، وغير ذلك من أعمال القلب، وأعمال الجوارح كالصلاة والحج والجهاد وغيرها»[3].
ويُعرِّفها المناوي (ت: 1031هـ) - رحمه الله - بقوله: «العبادة فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيمًا لربه، وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع المتجاوز لتذلُّل بعض العباد لبعض، ولذلك اختصت بالرب، وهي أخص من العبودية التي تعني مطلق التذلل»[4].
[1] العبودية لابن تيمية (ص: 44).
[2] مجموع الفتاوى (10/ 19).
[3] مدارج السالكين (1/100)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م عدد الأجزاء: 2 .
[4] التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (234)، التوقيف على مهمات التعاريف المؤلف: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) الناشر: عالم الكتب 38 عبد الخالق ثروت-القاهرة الطبعة: الأولى، 1410هـ-1990م عدد الأجزاء: 1.