جنــــون
12-25-2022, 10:08 PM
ضوابط في معاملة أولياء الأمور لا سيما في الفتن[1]
1- أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث.
2- استقر أمر أهل السُّنَّة على ترك القتال في الفتنة؛ للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم.
3- من تأمَّل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، واعتبر أيضًا اعتبار أولي الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبويَّة خير الأمور.
4- لما أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق - أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين؛ كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج، وغلب على ظنهم أنه يُقتَل، حتى إن بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل، وقال بعضهم: لولا الشفاعة لأمسكتك ومنعتك من الخروج.. وهم في ذلك قاصدون نصيحته، طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين.
5- لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة لا في دين ولا في الدنيا؛ بل تمكَّن أولئك الظلمة الطُّغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا.
6- كان في خروج الحسين وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء؛ بل زاد الشرُّ بخروجه وقتله، ونقص الخيرُ بذلك، وصار ذلك سببًا لشَرٍّ عظيم.
7- ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمدًا أو مخطئًا لم يحصل بفعله صلاح؛ بل فساد.
8- أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله: ((إنَّ ابني هذا سيِّد، وسيُصلِح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين))، ولم يُثْنِ على أحدٍ لا بقتالٍ في فتنةٍ، ولا بخروجٍ على الأئمة، ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة.
9- وهذا يُبيِّن أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبًا ممدوحًا، يُحبُّه الله ورسوله، وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان القتال واجبًا أو مستحبًّالم يثنِ النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بترك واجب أو مستحب.
10- لم يُثْنِ النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بما جرى من القتال يوم الجَمَل وصفين فضلًا عما جرى في المدينة يوم الحرة، وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير، وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك من الفتن.
11- حديث ((إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، وسيُصلِح الله به)) من أعلام نبوَّة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث ذكر في الحسن ما ذكره، وحمد منه ما حمده، فكان ما ذكره وما حمده مطابقًا للحق الواقع بعد أكثر من ثلاثين سنة; فإن إصلاح الله بالحسن بين الفئتين كان سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وكان عليٌّ قد استشهد في رمضان سنة أربعين، والحسن حين مات النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره نحو سبع سنين.
[1] اختصره وعلَّقَه أبو يعقوب نشأت بن كمال المصري- عفا الله عنه- من منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ج4، ص 529 - 533).
1- أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبدالله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث.
2- استقر أمر أهل السُّنَّة على ترك القتال في الفتنة؛ للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم.
3- من تأمَّل الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، واعتبر أيضًا اعتبار أولي الأبصار علم أن الذي جاءت به النصوص النبويَّة خير الأمور.
4- لما أراد الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى أهل العراق - أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين؛ كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام ألَّا يخرج، وغلب على ظنهم أنه يُقتَل، حتى إن بعضهم قال: أستودعك الله من قتيل، وقال بعضهم: لولا الشفاعة لأمسكتك ومنعتك من الخروج.. وهم في ذلك قاصدون نصيحته، طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين.
5- لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة لا في دين ولا في الدنيا؛ بل تمكَّن أولئك الظلمة الطُّغاة من سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتلوه مظلومًا شهيدًا.
6- كان في خروج الحسين وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء؛ بل زاد الشرُّ بخروجه وقتله، ونقص الخيرُ بذلك، وصار ذلك سببًا لشَرٍّ عظيم.
7- ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمدًا أو مخطئًا لم يحصل بفعله صلاح؛ بل فساد.
8- أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله: ((إنَّ ابني هذا سيِّد، وسيُصلِح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين))، ولم يُثْنِ على أحدٍ لا بقتالٍ في فتنةٍ، ولا بخروجٍ على الأئمة، ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة.
9- وهذا يُبيِّن أن الإصلاح بين الطائفتين كان محبوبًا ممدوحًا، يُحبُّه الله ورسوله، وأن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان القتال واجبًا أو مستحبًّالم يثنِ النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بترك واجب أو مستحب.
10- لم يُثْنِ النبي صلى الله عليه وسلم على أحد بما جرى من القتال يوم الجَمَل وصفين فضلًا عما جرى في المدينة يوم الحرة، وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير، وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك من الفتن.
11- حديث ((إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، وسيُصلِح الله به)) من أعلام نبوَّة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث ذكر في الحسن ما ذكره، وحمد منه ما حمده، فكان ما ذكره وما حمده مطابقًا للحق الواقع بعد أكثر من ثلاثين سنة; فإن إصلاح الله بالحسن بين الفئتين كان سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وكان عليٌّ قد استشهد في رمضان سنة أربعين، والحسن حين مات النبي صلى الله عليه وسلم كان عمره نحو سبع سنين.
[1] اختصره وعلَّقَه أبو يعقوب نشأت بن كمال المصري- عفا الله عنه- من منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ج4، ص 529 - 533).