لا أشبه احد ّ!
11-24-2022, 01:48 AM
قال ابن القيم: "وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت - كما لم يكن ضحكه قهقهة - ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا..."[1].
والبكاء أنواع، منها:
• بكاء الخشية والخوف.
• بكاء المحبة والشوق.
• بكاء عند سماع القرآن.
• بكاء الخور والضعف.
• بكاء الحزن. وغير ذلك[2]. وفقرتنا هذه ستكون قاصرة على النوع الأخير.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يبكي - كما تقتضي ذلك الفطرة الإنسانية - عند موت قريب أو عزيز، وقد سجلت كتب السنة كثيرًا من هذه المشاهد، نذكر بعضها.
• قال أنس: "لقد رأيته - أي إبراهيم - وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله! يا إبراهيم، إنا بك لمحزونون"[3].
• وقال أنس: "شهدنا بنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان"[4].
• وعن أسامة بن زيد: أن ابنة النبي أرسلت إليه أن ابنًا لها قبض.. فذهب في رجال من أصحابه، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع، كأنها شنّ[5]، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"[6].
• وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وأصحابه فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب.." وقال: وإن عينيه لتذرفان[7].
• وقد يكون الحزن كبيرًا، ويظل أثره في النفس وجدًا كما حدث أنس عن سرية القراء التي أصيبت قال: "فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم.."[8].
[1] زاد المعاد (1/ 183).
[2] انظر أنواع البكاء في زاد المعاد (1/ 183 – 185).
[3] متفق عليه (خ 1303، م 2315) واللفظ لمسلم.
[4] أخرجه البخاري برقم (1285).
[5] الشنّ: القربة البالية.
[6] متفق عليه (خ 1284، م 923).
[7] أخرجه البخاري (3063).
[8] متفق عليه (خ 6394، م 677).
أ. صالح بن أحمد الشامي
والبكاء أنواع، منها:
• بكاء الخشية والخوف.
• بكاء المحبة والشوق.
• بكاء عند سماع القرآن.
• بكاء الخور والضعف.
• بكاء الحزن. وغير ذلك[2]. وفقرتنا هذه ستكون قاصرة على النوع الأخير.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يبكي - كما تقتضي ذلك الفطرة الإنسانية - عند موت قريب أو عزيز، وقد سجلت كتب السنة كثيرًا من هذه المشاهد، نذكر بعضها.
• قال أنس: "لقد رأيته - أي إبراهيم - وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، والله! يا إبراهيم، إنا بك لمحزونون"[3].
• وقال أنس: "شهدنا بنتًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان"[4].
• وعن أسامة بن زيد: أن ابنة النبي أرسلت إليه أن ابنًا لها قبض.. فذهب في رجال من أصحابه، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع، كأنها شنّ[5]، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء"[6].
• وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وأصحابه فقال: "أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب.." وقال: وإن عينيه لتذرفان[7].
• وقد يكون الحزن كبيرًا، ويظل أثره في النفس وجدًا كما حدث أنس عن سرية القراء التي أصيبت قال: "فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وجد على شيء ما وجد عليهم.."[8].
[1] زاد المعاد (1/ 183).
[2] انظر أنواع البكاء في زاد المعاد (1/ 183 – 185).
[3] متفق عليه (خ 1303، م 2315) واللفظ لمسلم.
[4] أخرجه البخاري برقم (1285).
[5] الشنّ: القربة البالية.
[6] متفق عليه (خ 1284، م 923).
[7] أخرجه البخاري (3063).
[8] متفق عليه (خ 6394، م 677).
أ. صالح بن أحمد الشامي