مشاهدة النسخة كاملة : مع سورة الإخلاص 2


جنــــون
10-07-2022, 02:06 AM
مع سورة الإخلاص 2



الحمد لله العليم الخبير، هدانا للإسلام، وعلَّمنا القرآن، وجعلنا من أُمَّةِ الصيام والقيام، نحمده على جزيل عطائه، ونشكره على وافر إحسانه.



مر معنا في الجزء السابق ذكر طرف من فضائل سورة الإخلاص القصيرة آياتها، العظيمة ثمراتها، الجليلة معانيها، وها نحن ذا نلتقي في هذا الجزء لنعيش مع شيء من معاني هذه السورة المباركة. بدأ الله هذه السورة بالخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً ﴿ قل هو الله أحد ﴾ أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه، وقد مر معنا سابقًا؛ إن سبب نزولها هو طلب المشركين من النبي - عليه الصلاة والسلام - أن ينسب لهم ربه - جل الله في علاه -، فرد عليهم بأتم رد ﴿ قل هو الله أحد ﴾ أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل، الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند له ولا شبيه ولا عديل، فهو سبحانه الكامل في جميع صفاته وأفعاله، فاستحضر هذا المعنى عند قراءتك: ﴿ قُلْ هُوِ اللهُ أَحَدٌ ﴾ .



ثم قال - تقدست أسماءه -: ﴿ اللهُ الصَّمَدُ ﴾، وفي هذه الآية بين الله تعالى أنه ﴿ الصمد ﴾ وأجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته. فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو السيد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل في حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته. وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل الصفات، وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو الله سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلا له، ليس له كفء، وليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهار.



وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته ، وكل هذه المعاني صحيحة، وهي صفات لربنا - عز وجل - وهو الذي يُصمَد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه - سبحانه من إله جليل -، ثم قال- تبارك اسمه -: ﴿ لم يلد ولم يولد ﴾ وهذا حق؛ لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: (إنها بَضْعَةٌ مني) والله - جل وعلا - لا مثيل له ، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه إما في المعونة على مكابدة الدنيا، وإما في الحاجة إلى بقاء النسل. والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل.



وقد أشار الله عز وجل إلى امتناع ولادته أيضاً في قوله تعالى: ﴿ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 101] الولد يحتاج إلى صاحبة تلده، وكذلك هو خالق كل شيء. وفي قوله:﴿ لم يلد ﴾ رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله بقوله:﴿ لم يلد ولم يولد ﴾ إذا اعتقدت ذلك: أن الله الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا ند له ولا شبيه ولا عديل ، وأنه- سبحانه الكامل - في جميع صفاته وأفعاله، فأنت تخالف جميع من ضل من اليهود والنصارى والمشركين؛ لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟! سبحان من ليس له ولد ولا والد ولا زوجة، ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنعام: 101]، وفي الصحيح -صحيح البخاري-: "لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدا، وهو يرزقهم ويعافيهم"، ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95].



ثم قال - جلت صفاته - ﴿ ولم يكن له كفواً أحد ﴾ أي لم يكن له أحد يساويه في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل ، فهو سبحانه مالك كل شيء وخالقه، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه؟! وقال ربّ العزة في الحديث القدسي: ((كذّبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أولد، ولم يكن لي كفوًا أحد)).

لا أشبه احد ّ!
10-07-2022, 04:55 AM
:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

نجم الجدي
10-07-2022, 05:17 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق
10-07-2022, 11:16 AM
طرح جميل

شموخ
10-07-2022, 02:49 PM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

روح الندى
10-07-2022, 08:54 PM
جزاك الله خير

كـــآدي
10-10-2022, 08:15 AM
أنرتم سَمانا بـ جَمال العَطاء
سَلمت الأنامل وَدام وهج التَألق
كل الود والإحترام

نظرة الحب
10-11-2022, 06:00 AM
سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك

مياسه
10-11-2022, 07:56 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
ونفع بك يارب
.‘

ملكة الجوري
10-13-2022, 03:30 PM
جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان

مجنون قصايد
10-14-2022, 01:10 AM
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

إرتواء نبض
10-18-2022, 07:52 AM
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري