ضامية الشوق
09-07-2022, 03:06 PM
تفسير الآية
وهذه القصة التي تحكى لنا هنا ما دار بين إبراهيم- عليه السلام- وبين الملائكة الذين جاءوا لبشارته بابنه إسحاق، ولإخباره بإهلاك قوم لوط، قد وردت قبل ذلك في سورتي هود والحجر.
وقد افتتحت هنا بأسلوب الاستفهام هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ للإشعار بأهمية هذه القصة، وتفخيم شأنها، وبأنها لا علم بها إلا عن طريق الوحى .
.
.
وقيل إن هل هنا بمعنى قد.
والمعنى: هل أتاك- أيها الرسول الكريم- حديث ضيف إبراهيم المكرمين؟ إننا فيما أنزلناه عليك من قرآن كريم، نقص عليك قصتهم بالحق الذي لا يحوم حوله باطل، على سبيل التثبيت لك، والتسلية لقلبك.
والضيف في الأصل مصدر بمعنى الميل، يقال ضاف فلان فلانا إذا مال كل واحد منهما نحو الآخر، ويطلق على الواحد والجماعة.
والمراد هنا: جماعة الملائكة الذين قدموا على إبراهيم- عليه السلام- وعلى رأسهم جبريل، ووصفهم بأنهم كانوا مكرمين، لإكرام الله- تعالى- لهم بطاعته وامتثال أمره.
ولإكرام إبراهيم لهم، حيث قدم لهم أشهى الأطعمة وأجودها.
قال الآلوسى: قيل: كانوا اثنى عشر ملكا وقيل: كانوا ثلاثة: جبريل وإسرافيل وميكائيل.
وسموا ضيفا لأنهم كانوا في صورة الضيف، ولأن إبراهيم- عليه السلام- حسبهم كذلك، فالتسمية على مقتضى الظاهر والحسبان.
وبدأ بقصة إبراهيم وإن كانت متأخرة عن قصة عاد، لأنها أقوى في غرض التسلية .
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ليبين بها أنه أهلك المكذب بآياته كما فعل بقوم لوط .
هل أتاك أي ألم يأتك .
وقيل : هل بمعنى قد ; كقوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر .
وقد مضى الكلام في ضيف إبراهيم في " هود " و " الحجر " .
" المكرمين " أي عند الله ; دليله قوله تعالى : بل عباد مكرمون قال ابن عباس : يريد جبريل وميكائيل وإسرافيل - زاد عثمان بن حصين - ورفائيل عليهم الصلاة والسلام .
وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه تسعة .
وقال عطاء وجماعة : كانوا ثلاثة ؛ جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر .
قال ابن عباس : سماهم مكرمين لأنهم غير مذعورين .
وقال مجاهد : سماهم مكرمين لخدمة إبراهيم إياهم بنفسه .
قال عبد الوهاب : قال لي علي بن عياض : عندي هريسة ما رأيك فيها ؟ قلت : ما أحسن رأيي فيها ; قال : امض بنا ; فدخلت الدار فنادى الغلام فإذا هو غائب ، فما راعني إلا به ومعه القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لو علمت يا أبا الحسن أن الأمر هكذا ; قال : هون عليك فإنك عندنا مكرم ، والمكرم إنما يخدم بالنفس ; انظر إلى قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين .
وهذه القصة التي تحكى لنا هنا ما دار بين إبراهيم- عليه السلام- وبين الملائكة الذين جاءوا لبشارته بابنه إسحاق، ولإخباره بإهلاك قوم لوط، قد وردت قبل ذلك في سورتي هود والحجر.
وقد افتتحت هنا بأسلوب الاستفهام هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ للإشعار بأهمية هذه القصة، وتفخيم شأنها، وبأنها لا علم بها إلا عن طريق الوحى .
.
.
وقيل إن هل هنا بمعنى قد.
والمعنى: هل أتاك- أيها الرسول الكريم- حديث ضيف إبراهيم المكرمين؟ إننا فيما أنزلناه عليك من قرآن كريم، نقص عليك قصتهم بالحق الذي لا يحوم حوله باطل، على سبيل التثبيت لك، والتسلية لقلبك.
والضيف في الأصل مصدر بمعنى الميل، يقال ضاف فلان فلانا إذا مال كل واحد منهما نحو الآخر، ويطلق على الواحد والجماعة.
والمراد هنا: جماعة الملائكة الذين قدموا على إبراهيم- عليه السلام- وعلى رأسهم جبريل، ووصفهم بأنهم كانوا مكرمين، لإكرام الله- تعالى- لهم بطاعته وامتثال أمره.
ولإكرام إبراهيم لهم، حيث قدم لهم أشهى الأطعمة وأجودها.
قال الآلوسى: قيل: كانوا اثنى عشر ملكا وقيل: كانوا ثلاثة: جبريل وإسرافيل وميكائيل.
وسموا ضيفا لأنهم كانوا في صورة الضيف، ولأن إبراهيم- عليه السلام- حسبهم كذلك، فالتسمية على مقتضى الظاهر والحسبان.
وبدأ بقصة إبراهيم وإن كانت متأخرة عن قصة عاد، لأنها أقوى في غرض التسلية .
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ذكر قصة إبراهيم عليه السلام ليبين بها أنه أهلك المكذب بآياته كما فعل بقوم لوط .
هل أتاك أي ألم يأتك .
وقيل : هل بمعنى قد ; كقوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر .
وقد مضى الكلام في ضيف إبراهيم في " هود " و " الحجر " .
" المكرمين " أي عند الله ; دليله قوله تعالى : بل عباد مكرمون قال ابن عباس : يريد جبريل وميكائيل وإسرافيل - زاد عثمان بن حصين - ورفائيل عليهم الصلاة والسلام .
وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه تسعة .
وقال عطاء وجماعة : كانوا ثلاثة ؛ جبريل وميكائيل ومعهما ملك آخر .
قال ابن عباس : سماهم مكرمين لأنهم غير مذعورين .
وقال مجاهد : سماهم مكرمين لخدمة إبراهيم إياهم بنفسه .
قال عبد الوهاب : قال لي علي بن عياض : عندي هريسة ما رأيك فيها ؟ قلت : ما أحسن رأيي فيها ; قال : امض بنا ; فدخلت الدار فنادى الغلام فإذا هو غائب ، فما راعني إلا به ومعه القمقمة والطست وعلى عاتقه المنديل ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لو علمت يا أبا الحسن أن الأمر هكذا ; قال : هون عليك فإنك عندنا مكرم ، والمكرم إنما يخدم بالنفس ; انظر إلى قوله تعالى : هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين .