ملكة الجوري
09-05-2022, 11:08 PM
https://v.3bir.net/3bir/2016/10/0_7729e_be71019f_L-1.jpg
فائدة العمل الخالصهناك خصم يُدعى النفس
«وَتَوَقَّ مُجَازَفَةَ الْهَوَى بِدَلالَةِ الْعَقْلِ، وَقِفْ عِنْدَ غَلَبَةِ الْهَوَى بِاسْتِرْشَاءِ الْعِلْمِ، وَاسْتَبْقِ خَالِصَ الأَعْمَالِ لِيَوْمِ الْجَزَاء»1.
المراد من صراع الإنسان مع نفسه
نحن نقرّ بأنّ لدينا عدوّاً داخليّاً. لأنّ من جملة التعبيرات المشهورة في الأحاديث هو: «أعدَى عدوّك نفسُك التي بين جَنبَيك»2. إذ تظهر في وجودنا ميول ونزعات مختلفة يمكن تقسيمها بشكل عامّ إلى مجموعتين: 1. النزعات التي يكون الميل الأوّليّ فيها إلى الصعود والرُقيّ. 2. النزعات التي يكون الميل الأوّليّ فيها إلى النزول والتسافل. والمجموعة الثانية هي نزعات حيوانيّة نشترك فيها مع جميع الحيوانات. ويُطلق على مجموع هذه الميول، أو بتعبير آخر: على ذلك الجزء من كياننا الذي تُنسب إليه تلك الميول، مصطلح «النفس». كما أنّ لنا في المقابل ميولاً اخرى سامية؛ كحبّ الحقيقة، وحبّ الكمال، وأمثال ذلك، وإنّ الذين يتمتّعون بصفاء الباطن يدركون ميلهم إلى التقرّب إلى الله تعالى. ويطلق على أمثال هذه الامور، التي تدعو الإنسان إلى الرُقيّ والتسامي والتقرّب من الله عزّ وجلّ، اسم «العقل» في مقابل تلك العوامل الحيوانيّة. فهذان المصطلحان هما مصطلحان أخلاقيّان، وفي حقيقة الأمر إنّهما هما اللّذان يتصارعان ويتقاتلان مع بعضهما البعض. بالطبع إنّ ما جاء في هذه الرواية يختلف بعض الشيء عن هذا المصطلح الأخلاقيّ. فهنا تصوّر الرواية الـ «أنا» في حالة صراع مع نفسه. فهي لا تقول: العقل يصارع النفس، بل تقول: إنّك أنت في صراع مع النفس ولابدّ من أن تستخدم العقل. إذن فالمطروح هنا هو ثلاثة امور: 1. «الأنا» التي تتّخذ القرارات، 2. أهواء النفس، 3. العقل.
ولعلّ بإمكاننا القول من أجل تطبيق ذلك مع الاصطلاحات العقليّة: إنّ كلّ تلك الامور ترجع إلى قوى موجود واحد. فكلّ امرئ هو موجود واحد ليس أكثر وإنّ لهذا الموجود قوى ومراتب وجوديّة مختلفة وهو يكتسب أسماء متنوّعة بحسب القوى المختلفة. وقد ينشأ بين هذه الحاجات تعارض وتضادّ، وعندها سيقال: ثمّة قوّتان تتصارعان مع بعضهما. وفي مثل هذه الحالات يحصل الصراع بين النفس والعقل، وبين الإنسان والنفس. وعلينا الحذر في هذا الصراع لئلاّ نؤخَذ على حين غرّة. فنشاط النفس يكمن في حثّنا على إشباع غرائزها. فليس هناك قاعدة خاصّة لما تريده النفس وتطلبه في كلّ آن، بل يعتمد ذلك على ظروف معيّنة من قبيل أعمالنا وسلوكيّاتنا، وطبيعة البيئة المحيطة بنا، والحالة الفسلجيّة لنا. إذ لابدّ من تفاعل العديد من العوامل مع بعضها البعض من أجل أن ينشأ عند الإنسان ميل معيّن نحو أمر ما. بل إنّ الإنسان نفسه لا يسعه التنبّؤ بشكل دقيق بما ستطلبه نفسه بعد حين. ومن هذا المنطلق فإنّ فعل النفس - كما تعبّر الرواية – يُبنى على المجازفة؛ أي الجزاف، خلافاً للأحكام العقليّة التي تكون دائماً ضمن ضوابط معيّنة. فإنّ للعقل حكماً في كلّ موضوع، بل إنّه يقضي حتّى في التضادّ بين حكمين من أحكامه، وكلّ ذلك يكون قابلاً للتدوين.
استعن بالعقل والعلم!
علينا أن نعلم أنّ الشيء الوحيد الذي باستطاعته أن يجعلنا نصمد أمام النفس ونأمن مباغتتها هو الإفادة من قوّة العقل. ومن أجل الإفادة من العقل لابدّ لنا أن نعلم أنّ العقل قابل للتقوية. إذن يتحتّم علينا الإحاطة بأحكام العقل واستخدامه في مواجهة الميول النفسانيّة؛ تلك الميول التي استجاب لها طيلة فترة العمر، أو التي يستطيع حَدْسها انطلاقاً من تجاربه السابقة إذا لم يكن قد استجاب لها لحدّ الآن. وهذه توجيهات عامّة من شأنها أن تعيينا على عدم التفاجؤ في المواجهة مع النفس. على سبيل المثال هناك قاعدة عقليّة عامّة تقول: إذا كنت تسير على حافّة الوادي فإنّ احتمال سقوطك فيه يكون كبيراً. فإن أردتّ تجنّب السقوط فلابدّ أن تبتعد عن حافّة الوادي قليلاً! بمعنى: إذا كنت ترغب في عدم التورّط في ارتكاب المعصية فعليك الابتعاد بعض الشيء عن مواطنها، وذلك باجتناب بعض الامور غير المحرّمة أيضاً؛ فمثلاً: عليك تجنّب النظرة الاُولى كي لا تقع في النظرة المحرّمة.
https://v.3bir.net/3bir/2016/10/0_7729e_be71019f_L-1.jpg
فائدة العمل الخالصهناك خصم يُدعى النفس
«وَتَوَقَّ مُجَازَفَةَ الْهَوَى بِدَلالَةِ الْعَقْلِ، وَقِفْ عِنْدَ غَلَبَةِ الْهَوَى بِاسْتِرْشَاءِ الْعِلْمِ، وَاسْتَبْقِ خَالِصَ الأَعْمَالِ لِيَوْمِ الْجَزَاء»1.
المراد من صراع الإنسان مع نفسه
نحن نقرّ بأنّ لدينا عدوّاً داخليّاً. لأنّ من جملة التعبيرات المشهورة في الأحاديث هو: «أعدَى عدوّك نفسُك التي بين جَنبَيك»2. إذ تظهر في وجودنا ميول ونزعات مختلفة يمكن تقسيمها بشكل عامّ إلى مجموعتين: 1. النزعات التي يكون الميل الأوّليّ فيها إلى الصعود والرُقيّ. 2. النزعات التي يكون الميل الأوّليّ فيها إلى النزول والتسافل. والمجموعة الثانية هي نزعات حيوانيّة نشترك فيها مع جميع الحيوانات. ويُطلق على مجموع هذه الميول، أو بتعبير آخر: على ذلك الجزء من كياننا الذي تُنسب إليه تلك الميول، مصطلح «النفس». كما أنّ لنا في المقابل ميولاً اخرى سامية؛ كحبّ الحقيقة، وحبّ الكمال، وأمثال ذلك، وإنّ الذين يتمتّعون بصفاء الباطن يدركون ميلهم إلى التقرّب إلى الله تعالى. ويطلق على أمثال هذه الامور، التي تدعو الإنسان إلى الرُقيّ والتسامي والتقرّب من الله عزّ وجلّ، اسم «العقل» في مقابل تلك العوامل الحيوانيّة. فهذان المصطلحان هما مصطلحان أخلاقيّان، وفي حقيقة الأمر إنّهما هما اللّذان يتصارعان ويتقاتلان مع بعضهما البعض. بالطبع إنّ ما جاء في هذه الرواية يختلف بعض الشيء عن هذا المصطلح الأخلاقيّ. فهنا تصوّر الرواية الـ «أنا» في حالة صراع مع نفسه. فهي لا تقول: العقل يصارع النفس، بل تقول: إنّك أنت في صراع مع النفس ولابدّ من أن تستخدم العقل. إذن فالمطروح هنا هو ثلاثة امور: 1. «الأنا» التي تتّخذ القرارات، 2. أهواء النفس، 3. العقل.
ولعلّ بإمكاننا القول من أجل تطبيق ذلك مع الاصطلاحات العقليّة: إنّ كلّ تلك الامور ترجع إلى قوى موجود واحد. فكلّ امرئ هو موجود واحد ليس أكثر وإنّ لهذا الموجود قوى ومراتب وجوديّة مختلفة وهو يكتسب أسماء متنوّعة بحسب القوى المختلفة. وقد ينشأ بين هذه الحاجات تعارض وتضادّ، وعندها سيقال: ثمّة قوّتان تتصارعان مع بعضهما. وفي مثل هذه الحالات يحصل الصراع بين النفس والعقل، وبين الإنسان والنفس. وعلينا الحذر في هذا الصراع لئلاّ نؤخَذ على حين غرّة. فنشاط النفس يكمن في حثّنا على إشباع غرائزها. فليس هناك قاعدة خاصّة لما تريده النفس وتطلبه في كلّ آن، بل يعتمد ذلك على ظروف معيّنة من قبيل أعمالنا وسلوكيّاتنا، وطبيعة البيئة المحيطة بنا، والحالة الفسلجيّة لنا. إذ لابدّ من تفاعل العديد من العوامل مع بعضها البعض من أجل أن ينشأ عند الإنسان ميل معيّن نحو أمر ما. بل إنّ الإنسان نفسه لا يسعه التنبّؤ بشكل دقيق بما ستطلبه نفسه بعد حين. ومن هذا المنطلق فإنّ فعل النفس - كما تعبّر الرواية – يُبنى على المجازفة؛ أي الجزاف، خلافاً للأحكام العقليّة التي تكون دائماً ضمن ضوابط معيّنة. فإنّ للعقل حكماً في كلّ موضوع، بل إنّه يقضي حتّى في التضادّ بين حكمين من أحكامه، وكلّ ذلك يكون قابلاً للتدوين.
استعن بالعقل والعلم!
علينا أن نعلم أنّ الشيء الوحيد الذي باستطاعته أن يجعلنا نصمد أمام النفس ونأمن مباغتتها هو الإفادة من قوّة العقل. ومن أجل الإفادة من العقل لابدّ لنا أن نعلم أنّ العقل قابل للتقوية. إذن يتحتّم علينا الإحاطة بأحكام العقل واستخدامه في مواجهة الميول النفسانيّة؛ تلك الميول التي استجاب لها طيلة فترة العمر، أو التي يستطيع حَدْسها انطلاقاً من تجاربه السابقة إذا لم يكن قد استجاب لها لحدّ الآن. وهذه توجيهات عامّة من شأنها أن تعيينا على عدم التفاجؤ في المواجهة مع النفس. على سبيل المثال هناك قاعدة عقليّة عامّة تقول: إذا كنت تسير على حافّة الوادي فإنّ احتمال سقوطك فيه يكون كبيراً. فإن أردتّ تجنّب السقوط فلابدّ أن تبتعد عن حافّة الوادي قليلاً! بمعنى: إذا كنت ترغب في عدم التورّط في ارتكاب المعصية فعليك الابتعاد بعض الشيء عن مواطنها، وذلك باجتناب بعض الامور غير المحرّمة أيضاً؛ فمثلاً: عليك تجنّب النظرة الاُولى كي لا تقع في النظرة المحرّمة.
https://v.3bir.net/3bir/2016/10/0_7729e_be71019f_L-1.jpg