جنــــون
08-29-2022, 11:21 PM
إن كل لغة هي في حقيقتها أداة دالة على كل ما في داخلها من مضامين ومفاهيم وإيحاءات خاصة بها تتجلى عند التحدث بها فتحمل الألفاظ كل تلك المعاني والمضامين العميقة والتي لا تدرك إلا من خلال الإلمام الجيد باللغة، واللغة العربية من بد مختلف اللغات في العالم هي الأوسع والأعمق في ذلك ولا تقبل أبدًا أن من يتحدثها يعيش على ضفاف الهامش دون العمق والفهم، فالاهتمام بتعليم صغار السن أو من هم في مرحلتي الابتدائية والمتوسطة باللغة العربية تتحقق عنه أهداف دينية واجتماعية ووطنية ويعمل على ضبط لسان الناشئة وتعمل على تعميق الإدارك لديهم نحوًا وصرفًا وفهمًا خاصة أن كان التعليم من خلال مناهج متميزة وأساتذة يتمتعون بجودة التدريس ويؤدون أعمالهم بشغف ويحببون المادة للطلاب والطالبات من خلال تنوع الأساليب في تدريسها بجانب الاهتمام بالناحية التطبيقية.
لكن يبدو أن الأمر في العالم العربي على عكس ذلك من ناحية الاهتمام فالتعليم باللغة العربية لم يأخذ حظه بالحجم المطلوب ويعاني من هبوط حاد في ذلك في المدارس وبين الطلاب والطالبات، ولعمري أن ذلك حاجة سلبية ومؤشر بُعد حقيقيا عن أحد مصادر قوة الأمة وتعلقها بهويتها فمن لا يفتخر بلسانه لا يسلم له فكر ولا يصل بأهدافه إلى العمق، وهناك غربة للغة العربية بين أهلها على الرغم أنها هي مصدر اعتزاز لهم لأنها تعد من اللغات ذات الاعتبار عالميًا مقارنة بلغات أخرى فمن يصل من خريجي الثانوية إلى الجامعة وعنده شيء من اللغة العربية يضيع ويتيه أكثر بالتدريس في الجامعات باللغة الانجليزية، مما يزيد في إهماله للغة العربية وعند تخرجه من الجامعة يتطلب لتوظيفه أمرًا يقضي بألا يتكلم العربية لأن المطلوب منه تحدثه باللغة الانجليزية ليحصل على الوظيفة وهكذا يصل بنا الحال حتى تفصح اللغة العربية عن الشكوى بنعي حظها بين أهلها.
فاللغة أي لغة ليست لسانًا فقط إنما هي حياة وهوية ووجود فكيف إذا كانت اللغة هي العربية التي هي لغة القرآن الكريم الذي يقرأه أمة بأكملها، وإني والله لأحزن أشد الحزن على جيل لا يتمتع بتذوق وطعم اللغة العربية في نثرها وأشعارها وكل الآداب الحاوية لها، هذا هو واقع اللغة العربية في تعليم العالم العربي وما وصل بها الحال، بقي أن نقول إن من العدل في التعامل مع الواقع أن نعطي اللغة الانجليزية حقها من الاهتمام لضرورة احتياجنا لها في التعليم والبحوث والحياة اليومية محليًا وعالميًا، وأن هذا الاهتمام لا يتعارض مع الاهتمام الأول والأساسي باللغة العربية مع توضيح بأنه ليس هناك أي علاقة بين التقدم العلمي باستحضار الانجليزية وتغيب العربية.
إن التقدم والحضور العلمي يعتمد بالدرجة الأولى على العقول والإنتاج والإبداع والابتكار فألمانيا وفرنسا واليابان والصين وكوريا متقدمة علميًا ومحافظة على لغاتها ومعتزة بها، فالأبناء والبنات الناشئين والقادمين على التعليم هم حديثو عهد في الفهم العميق لما تحتاجه الأمة العربية من ضرورة المحافظة على الهوية فتجدهم مندفعين للتخلي عن لغتهم بل بعضهم يرى ذلك ليس من الأساسيات.
يبلغ الحزن مداه أن تزور صديقًا لك في بيته ثم تفاجأ أن أحد أبنائه لا يتكلم اللغة العربية إلا مكسرة، ويزداد الأمر قهرًا أن الوالدين يفتخران بذلك ولا يخجلان من قولهما «ما يتكلم عربي جيدًا لأنه في مدرسة أجنبية» أقول: واعيباه!! حقه أن يعاقب والداه لأنهما حرماه من حق طبيعي ومهم في حياته، حق له ارتباط بفهمه لدينه ومخالطته بالمجتمع حيث تجده بين أقرانه من أقاربه وجيرانه لا يفهم شيئًا مما يقولون، ومن هنا أقول إن على وزارة التعليم فرض مواد أساسية خاصة باللغة العربية في المدارس الأجنبية لكل طلاب وطالبات المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وهذا أقل القليل الذي يجعل التعليم بين العربية والانجليزية، أما الجامعات فالتوجه الكامل للتدريس بالانجليزية واعتمادها ١٠٠٪ وإهمال اللغة العربية فتلك متاهة وإهمال لما ينبغي أن تكون عليه اللغة العربية من مكانة، والاعتدال في ذلك مطلوب وفق المعمول به في ألمانيا واليابان وفرنسا من الاعتزاز بلغاتهم دون إهمال اللغة الانجليزية كلغة علمية حية.
لكن يبدو أن الأمر في العالم العربي على عكس ذلك من ناحية الاهتمام فالتعليم باللغة العربية لم يأخذ حظه بالحجم المطلوب ويعاني من هبوط حاد في ذلك في المدارس وبين الطلاب والطالبات، ولعمري أن ذلك حاجة سلبية ومؤشر بُعد حقيقيا عن أحد مصادر قوة الأمة وتعلقها بهويتها فمن لا يفتخر بلسانه لا يسلم له فكر ولا يصل بأهدافه إلى العمق، وهناك غربة للغة العربية بين أهلها على الرغم أنها هي مصدر اعتزاز لهم لأنها تعد من اللغات ذات الاعتبار عالميًا مقارنة بلغات أخرى فمن يصل من خريجي الثانوية إلى الجامعة وعنده شيء من اللغة العربية يضيع ويتيه أكثر بالتدريس في الجامعات باللغة الانجليزية، مما يزيد في إهماله للغة العربية وعند تخرجه من الجامعة يتطلب لتوظيفه أمرًا يقضي بألا يتكلم العربية لأن المطلوب منه تحدثه باللغة الانجليزية ليحصل على الوظيفة وهكذا يصل بنا الحال حتى تفصح اللغة العربية عن الشكوى بنعي حظها بين أهلها.
فاللغة أي لغة ليست لسانًا فقط إنما هي حياة وهوية ووجود فكيف إذا كانت اللغة هي العربية التي هي لغة القرآن الكريم الذي يقرأه أمة بأكملها، وإني والله لأحزن أشد الحزن على جيل لا يتمتع بتذوق وطعم اللغة العربية في نثرها وأشعارها وكل الآداب الحاوية لها، هذا هو واقع اللغة العربية في تعليم العالم العربي وما وصل بها الحال، بقي أن نقول إن من العدل في التعامل مع الواقع أن نعطي اللغة الانجليزية حقها من الاهتمام لضرورة احتياجنا لها في التعليم والبحوث والحياة اليومية محليًا وعالميًا، وأن هذا الاهتمام لا يتعارض مع الاهتمام الأول والأساسي باللغة العربية مع توضيح بأنه ليس هناك أي علاقة بين التقدم العلمي باستحضار الانجليزية وتغيب العربية.
إن التقدم والحضور العلمي يعتمد بالدرجة الأولى على العقول والإنتاج والإبداع والابتكار فألمانيا وفرنسا واليابان والصين وكوريا متقدمة علميًا ومحافظة على لغاتها ومعتزة بها، فالأبناء والبنات الناشئين والقادمين على التعليم هم حديثو عهد في الفهم العميق لما تحتاجه الأمة العربية من ضرورة المحافظة على الهوية فتجدهم مندفعين للتخلي عن لغتهم بل بعضهم يرى ذلك ليس من الأساسيات.
يبلغ الحزن مداه أن تزور صديقًا لك في بيته ثم تفاجأ أن أحد أبنائه لا يتكلم اللغة العربية إلا مكسرة، ويزداد الأمر قهرًا أن الوالدين يفتخران بذلك ولا يخجلان من قولهما «ما يتكلم عربي جيدًا لأنه في مدرسة أجنبية» أقول: واعيباه!! حقه أن يعاقب والداه لأنهما حرماه من حق طبيعي ومهم في حياته، حق له ارتباط بفهمه لدينه ومخالطته بالمجتمع حيث تجده بين أقرانه من أقاربه وجيرانه لا يفهم شيئًا مما يقولون، ومن هنا أقول إن على وزارة التعليم فرض مواد أساسية خاصة باللغة العربية في المدارس الأجنبية لكل طلاب وطالبات المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وهذا أقل القليل الذي يجعل التعليم بين العربية والانجليزية، أما الجامعات فالتوجه الكامل للتدريس بالانجليزية واعتمادها ١٠٠٪ وإهمال اللغة العربية فتلك متاهة وإهمال لما ينبغي أن تكون عليه اللغة العربية من مكانة، والاعتدال في ذلك مطلوب وفق المعمول به في ألمانيا واليابان وفرنسا من الاعتزاز بلغاتهم دون إهمال اللغة الانجليزية كلغة علمية حية.