كـــآدي
08-14-2022, 07:33 PM
حين رفض إبليس السجود لآدم لم يكن هناك شيطان؛ فمَنْ وسوس له؟
سؤال وجيه لكل شخص؟
الشيطان عندما عصى الله، مَنْ كان شيطانه؟؟
اقرؤوا هذه السطور لتعرفوا مَنْ هو الشيطان الحقيقي لنا!!!
إن كلمة (نفس) هي كلمة في منتهى الخطورة، ولكن لا نعي مدى هذه الخطورة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة.. يقول الله تبارك وتعالى في سورة (ق):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
نحن نؤمن بالله -عز وجل-، ونذكره، ونصلي، ونقرأ القرآن، ونتصدق و..... و...... إلخ، وبالرغم من ذلك ما زلنا نقع في المعاصي والذنوب!!!
فلماذا؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي، وغفلنا عنه، وذهبنا إلى عدو ضعيف.. يقول الله تعالى في مُحكم كتابُه العزيز:
{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
إنما العدو الحقيقي هو (النفس).. نعم؛ فالنفس هي القنبلة الموقوتة، واللغم الموجود في داخل الإنسان، هي المتحكم الأساسي؛ فإن النفس تعني الإنسان كاملاً، جسدًا وروحًا، وهي الاتصال بينهما.. فهي شريط من غرائز وعواطف وانفعالات ومخاوف، مسرحها الدماغ حيث الطبيعة المادية؛ وتتعرض للتغير والمرض والقياس. طبيعة روحية دائمة، لا زمانية أو مكانية، تتكون من العقل والأنا والحس الأخلاقي والحس الجمالي. يقول الله تبارك وتعالى في سورة (الإسراء):
{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}،
وقوله تبارك وتعالى في سورة (غافر):
{الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (المدثر):
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (النازعات):
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقام رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (التكوير):
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ}.
لاحظوا أن الآيات السابقة تدور كلها حول كلمة (النفس)، وما هو هوى هذه النفس؟؟؟
يقول علماء الدين: إن الآلِهة التي كانت تُعبد من دون الله (اللات، والعزى، ومناة، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرى).. كل هذه الأصنام هُدمت ما عدا إلـه مزيف، ما زال يُعبد من دون الله. يقول الله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ}. ومعنى ذلك أن النفس لها أهواء، فإن لم تتمكن من أهواء نفسك والتحكم بعدم الانجراف خلفها فإن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا وازع ديني؛ لذلك تجده يفعل ما يريد. يقول الإمام البصري في بردته: وخالف النفس والشيطان واعصيهُما.
ففي جريمة (قتل قابيل أخاه هابيل) يقول الله تبارك وتعالى:
{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}.
عندما تسأل إنسانًا وقع في معصية ما!!!
وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا؟ سوف يقول لك: أغواني الشيطان. وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم وراءه شيطان.. بل طوعت له نفسه.
ولكن الله -عز وجل- وضع لنا الاختيار بين الخير والشر، وجعل بأيدينا اختيار مصائرنا.. قال تعالي (في سورة البلد) {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ لأن الله -جل وعلا- بيَّن لعباده الطريقَيْن: طريق الشر يعني: الشرك والمعاصي، ونهاهم عن ذلك، وبيَّن لهم طريق الخير: التوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل؛ لذا يجب علينا معرفة أنفسنا، وتقديرها، وكبح جماحها، فإذا عرفت ترويض هذه النفس، وجعلت دائمًا اختياراتك بمعقولية، وارتقيت بهذه النفس، ستجد تغيرًا كبيرًا في حياتك، وارتقاء في أفعالك.. اجعل دائمًا اختياراتك للأفضل والأعلى.. ترفَّع عن كل ما هو دوني ودنيء، وعن كلما هو مسيء؛ فاختياراتك هي التي تحدد مصيرك ومَنْ تكون، ولا تضع اللوم على الشيطان، ولكن حاسب نفسك أولاً قبل كل شيء.
فإذا تعلمت محاسبة نفسك، وارتقيت بها، فستجد أنك تحاسب نفسك على جميع أعمالك وقراراتك قبل اتخاذها.. فذكِّر نفسك دائمًا بحدودها. قال الله -عز وجل- في مُحكم كتابه الكريم:
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء}.
وأخيرًا، نتضرع إلى المولى -عز وجل- ونقول:
"اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ؛ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
سؤال وجيه لكل شخص؟
الشيطان عندما عصى الله، مَنْ كان شيطانه؟؟
اقرؤوا هذه السطور لتعرفوا مَنْ هو الشيطان الحقيقي لنا!!!
إن كلمة (نفس) هي كلمة في منتهى الخطورة، ولكن لا نعي مدى هذه الخطورة، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة.. يقول الله تبارك وتعالى في سورة (ق):
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
نحن نؤمن بالله -عز وجل-، ونذكره، ونصلي، ونقرأ القرآن، ونتصدق و..... و...... إلخ، وبالرغم من ذلك ما زلنا نقع في المعاصي والذنوب!!!
فلماذا؟؟
السبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي، وغفلنا عنه، وذهبنا إلى عدو ضعيف.. يقول الله تعالى في مُحكم كتابُه العزيز:
{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.
إنما العدو الحقيقي هو (النفس).. نعم؛ فالنفس هي القنبلة الموقوتة، واللغم الموجود في داخل الإنسان، هي المتحكم الأساسي؛ فإن النفس تعني الإنسان كاملاً، جسدًا وروحًا، وهي الاتصال بينهما.. فهي شريط من غرائز وعواطف وانفعالات ومخاوف، مسرحها الدماغ حيث الطبيعة المادية؛ وتتعرض للتغير والمرض والقياس. طبيعة روحية دائمة، لا زمانية أو مكانية، تتكون من العقل والأنا والحس الأخلاقي والحس الجمالي. يقول الله تبارك وتعالى في سورة (الإسراء):
{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}،
وقوله تبارك وتعالى في سورة (غافر):
{الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (المدثر):
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (النازعات):
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقام رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ}.
وقوله تبارك وتعالى في سورة (التكوير):
{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ}.
لاحظوا أن الآيات السابقة تدور كلها حول كلمة (النفس)، وما هو هوى هذه النفس؟؟؟
يقول علماء الدين: إن الآلِهة التي كانت تُعبد من دون الله (اللات، والعزى، ومناة، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرى).. كل هذه الأصنام هُدمت ما عدا إلـه مزيف، ما زال يُعبد من دون الله. يقول الله تبارك وتعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ}. ومعنى ذلك أن النفس لها أهواء، فإن لم تتمكن من أهواء نفسك والتحكم بعدم الانجراف خلفها فإن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا وازع ديني؛ لذلك تجده يفعل ما يريد. يقول الإمام البصري في بردته: وخالف النفس والشيطان واعصيهُما.
ففي جريمة (قتل قابيل أخاه هابيل) يقول الله تبارك وتعالى:
{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ}.
عندما تسأل إنسانًا وقع في معصية ما!!!
وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا؟ سوف يقول لك: أغواني الشيطان. وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم وراءه شيطان.. بل طوعت له نفسه.
ولكن الله -عز وجل- وضع لنا الاختيار بين الخير والشر، وجعل بأيدينا اختيار مصائرنا.. قال تعالي (في سورة البلد) {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}؛ لأن الله -جل وعلا- بيَّن لعباده الطريقَيْن: طريق الشر يعني: الشرك والمعاصي، ونهاهم عن ذلك، وبيَّن لهم طريق الخير: التوحيد والطاعات، ودعاهم إليه على أيدي الرسل؛ لذا يجب علينا معرفة أنفسنا، وتقديرها، وكبح جماحها، فإذا عرفت ترويض هذه النفس، وجعلت دائمًا اختياراتك بمعقولية، وارتقيت بهذه النفس، ستجد تغيرًا كبيرًا في حياتك، وارتقاء في أفعالك.. اجعل دائمًا اختياراتك للأفضل والأعلى.. ترفَّع عن كل ما هو دوني ودنيء، وعن كلما هو مسيء؛ فاختياراتك هي التي تحدد مصيرك ومَنْ تكون، ولا تضع اللوم على الشيطان، ولكن حاسب نفسك أولاً قبل كل شيء.
فإذا تعلمت محاسبة نفسك، وارتقيت بها، فستجد أنك تحاسب نفسك على جميع أعمالك وقراراتك قبل اتخاذها.. فذكِّر نفسك دائمًا بحدودها. قال الله -عز وجل- في مُحكم كتابه الكريم:
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء}.
وأخيرًا، نتضرع إلى المولى -عز وجل- ونقول:
"اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ؛ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".