مشاهدة النسخة كاملة : سورة الحجر (الآيات 19 : 21)


كـــآدي
07-24-2022, 08:32 AM
قول الله - تعالى ذِكْره -: ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فيها رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فيها مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 19 - 21].

"الْمدَّ" هو الزِّيادة في الشيء من جنسه، يُقال: مدَدْتُ الشَّيء؛ أيْ: زدتُه، فصار بعد الْمدِّ أكبر وأعظم مِمَّا كان قبله، وهذا يدلُّ على أنَّ الأرض كانت في أوَّل خَلْقها كُتْلة صغيرة عمَّا هي عليه الآن، ثم دَحَاها ومدَّها الله ومطَّها من جميع جوانبها، فتضخَّمت واتَّسع سطحها، وأَظهر الله بهذا الْمدِّ ما كان مَخبوءًا فيها من أنواع الزُّروع والثِّمار وغيرها، مِمَّا جعله الله وأعدَّه لمعايش بني آدم وأنعامهم فيها، وكذلك نبت فيها، وبرز على سطحِها من أثر هذا المدِّ تلك الجبالُ الشامخات التي جعلها الله فيها "رواسي" جمع راسية؛ أيْ: ثابتة ومثبِّتة للأرض، ومنظَّمة في حركتها الدائبة الدائمة حول نفسها وفي مدارها في هذا الفضاء العظيم الْمُحيط بها.

وإلى ذلك الإشارةُ بقوله تعالى: ﴿ وَأَلْقَى في الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15] وبقوله: ﴿ وَجَعَلْنَا في الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فيها فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 31]؛ يعنِي ربُّنا سبحانه أنَّه برحْمته وحكمته مهَّد الأرض، ووضع هذه الجبال الشامِخات في مواضع منها موزَّعة بحكمة بالغة؛ لِيَمنع بذلك الأرضَ أن تضطرب وتَميد في حركتها الدَّائبة؛ فإنَّها إن اضطربت في حركتها مَنَع ذلك الاضطرابُ أهْلَها وساكنيها من بَنِي آدم الْهُدوء والراحة، وذلك يدلُّ دلالة واضحة أنَّ الأرض تَجْري في دورتها حول نفسها في هذا الفضاء جريان السَّفينة في وسط الخضمِّ العظيم، وأنَّ ما يُحيط بهذه الأرض من العواصف والرياح والعوامل الأخرى التي تُزَلزلها وتعترضها في حركتها، كمثل ما يحيط بالفُلْك في البحر من الأمواج وعواصف الرِّياح، فاقتضت الحِكْمة من أرحم الراحمين، أن يثبِّتها في حركتها بهذه الجبال الرَّواسي التي وصفها في آيات أخرى بالأوتاد: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6، 7]، فإنَّ الأوتاد هي التي تُمْسك الخيمة وتُثبِّتها أمام عواصف الرياح، وكذلك تمسك كل ما يربط بها.

ومن عجيب أمر المُفَسِّرين أن يَزْعموا أنَّ هذه الآيات وأمثالها من آي الذِّكر الحكيم، تَرُدُّ على القائلين بكرويَّة الأرض وحركتها حول نَفْسها، وهي كما ترى دليلٌ واضح على صِحَّة ما قام البرهان البديهيُّ الحسِّيُّ على ثبوته من كرويَّة الأرض وحركتها، ولكنِّي لسْتُ أعجب لذلك، فإنِّي بِحَمد الله أؤمن أصدَق الإيمان وأقْوَاه: أنَّ هذا مِمَّا جعله الله مِن أبْيَنِ الآيات على إعجاز القرآن، وأنه ليس خارجًا من رأس عبد الله ورسوله محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ولا ناشئًا عن تفكيره في جَمال الطَّبيعة، كما زعم ذلك عدوُّ نفسه القصيمي في إغلاله مما الْتَهمَه وهضمَه من عمايات أساتذته المُلْحدين.

وتدلُّ على أنَّ هذا القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تَنْزيل من حكيم حميد، وأنه يدعو كلَّ مُحتفظ بنِعَم الله عليه في إنسانيَّته إلى فقْهِه وتدبُّره مستقلاًّ ومتجرِّدًا من كل تقليد، وآخذًا - بكل ما يقدر عليه ويسَّره الله له من هُدًى - سُننَ الله الكونية، ومتضلِّعًا في فقه لُغَة القرآن العربيَّة التي بِها أنزل الله القرآن وحفظه إلى آخِر الدَّهر، هدى ورَحْمة وبُشْرى للمحسنين، ولا يزيد الظالمين إلاَّ خسارًا.

ومما يدلُّ على أن هذا المدَّ كان هو السبب في بُروز ما كان الله قد أكنَّه في الأرض من الجبال والزُّروع والثِّمار والمياه وغيرها، وأنه سبحانه أعدَّها بِهذا المدِّ كذلك وهيَّأَها لدورانها وحركتها؛ ليحثَّ الليل والنهار، قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فيها رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 3]، فإنَّ ذلك الترتيب لِجَعل الرواسي والأَنْهار والثَّمرات، وغشيان اللَّيلِ النهارَ، والنهارِ الليلَ، يدلُّ دلالة بيِّنة على ذلك لمن يتفكَّر ويتأمَّل، ويدلُّ لذلك أيضًا قولُه: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النازعـات: 30 - 33] الدَّحو: هو تمديد الشيء المُكوَّر ومَطُّه، وتوسيع تكويره.

وفي هذه الآية يقول سبحانه: ﴿ أَنبَتْنَا فيها مِن كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ﴾ [الحجر: 19]، وذلك يعمُّ الزُّروع والثِّمار والمعادن، وغيرها مما اكتشفه الإنسان إلى اليوم، وجرى فيه شوطًا بعيدًا بما علَّمه الله من علم طبائع الأرض وسُنَّتِها الذرِّية والكميائيَّة، ما لم يكن يعلم قبل ذلك، ومما سيكشفه الله له بَعْدُ، بما سيُحدث له من العلم، وكان فضل الله على الإنسان عظيمًا، ولكن أكثر الناس لا يعقلون، ولا يشكرون.

و"موزون" الوَزْن: تقدير الشيء بدقَّة وعَدْل؛ ليتحرَّى فيه النَّصَفة بمعرفة الحقوق فيه، ووَضْعِها مواضعَها؛ لِيَصلح النِّظام، وتقوم الحياة على أساسها الصَّالِح، فينتفع بها الإنسان على الوجه الذي جعَلَه العليم الحكيم فيما هيَّأه وأعدَّه سبحانه لأسباب معيشته؛ مِن أخيه الإنسان والحيوان، والزُّروع والثِّمار، والمعادن والمياه، وغيرها بِقَدر معلوم أَحْكم تَقْدير، وموزون أدقَّ وَزْن، كما سيتبيَّن ذلك فيما يأتي.

وقوله: ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فيها مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ﴾ [الحجر: 20] يعنى سبحانه أنَّه إنَّما أراد بذلك الرَّحْمة بالإنسان والخير له؛ إذْ جعل له مما بثَّ في هذه الأرض وكنَز فيها، وأبرز له بهذا المدِّ من كُلِّ شيء موزون، ما يكفل المعايش لنا، ولكلِّ ما حولنا ومَن حولنا من الإنسان والدوابِّ، الذي كلُّه قائم على نظام الحكمة والسُّنن البديعة: ﴿ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [الزخرف: 32] ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2] ويقصد ربُّنا سبحانه أن يُوقظ الغافلين من غفلاتهم، وينبِّههم بتلك الآيات البيِّنات إلى أنَّه هو الذي بِيَدِه الخير كلُّه، وهو على شيء قدير، وأنَّ نِعَمه لا تزال تَتوالى عليهم من أوَّل خلق الأرض وتَهْيئتها لَهم، وتمهيدها لإقامتهم واستخلافهم، إلى وقتهم الذي يعيشون فيه وإلى آخر الدَّهر، وأنَّهم لا يزالون يَسْبحون في بَحْر نِعَمه وآلائه، وأنَّ يده سبحانه سَحاء بالخير والفضل آناء الليل والنهار؛ وأنه القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير، وأن سُنَنه الحكيمة تَجري بِوَزْن دقيق، وتحديد بالغ، منتهى العدل والحكمة في مُجازاتِه كلَّ عامل على عمله، كما أنَّ سننه تَجري كذلك في إعطائهم هذه المعايش لهم ولِمَن لا يَرْزقون، وأنه سبحانه كما يعطيهم هذه النِّعَم مقدَّرة موزونة بأدقِّ تقدير وأحكم وزن، فهو كذلك يأخذها منهم بعد أن يتناولوها بالإحسان أو الإساءة بالتقدير والوزن الدقيق، ثم يردُّها عليهم يوم الحساب الدقيق بأدقِّ تقدير وأحكم وزن: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، ليس على ما يتوهَّمون بتقليدهم الأعمى مع الوساطات والشفاعات لأوليائهم ومعبوديهم مِمَّن لا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورًا.

فأَوْلَى بِهم ثم أولى إذا أهَمَّتْهم أنفسهم وحرَصوا على سعادتهم ونَجاتِهم مما يَحْذرون، أن يَزِنُوا عقائدهم وأعمالَهم وكلَّ شؤونهم التي يتناولونها نِعَمًا من الله مقدَّرة بميزان الحقِّ والرشد والحكمة، وأن يُنيبوا إلى ربِّهم ويُسلموا له في كلِّ أمرهم، من قبل أن يأتيهم العذاب ثم لا يُنصرون، ويتَّبعوا أحسَن ما أُنزل إليهم من ربِّهم من قبل أن يأتيهم العذاب بغتة وهم لا يَشعرون؛ ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 56 - 58]، فيُقال لها: ﴿ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 59].

فلقد ذكَّرَهُم الله في الآيات السابقة بما أقام من آياته في السموات ما كان بارزًا واضحًا لا يَخفى، بل ما كان فيه من أنواع الزِّينة والجمال ما يَدْعوهم إلى التأمُّل والتفكير، وهو في هذه الآيات يذكِّرهم بما جعل في الأرض كذلك من الآيات ما يَخْتلط بالإنسان ويَمْتزج به في نفسه وفيما حوله من معايش ما سخَّر له، ومع كل هذا فقد أبَى أكثر النَّاس إلاَّ غفلة وتقليدًا أعمى وكُفورًا، كذَّبوا بآيات الله وأعرضوا عنها، واستكبروا أن تَذِلَّ أعناقهم لفاطِرِها ومُبْدِعها والمُنْعِم بها، في حين ذلَّتْ أعناقهم لعدوِّهم الشَّيطان، الذي عبدوه باسْم ما أقام لهم من أولياء لا يَملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، ﴿ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 6].

ثم يقول ربُّنا: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21] يقصد - سبحانه وتعالى - أنَّه مُحالٌ عليه - جلَّت حكمتُه - أن يكون على ما يعتقد المقلِّدون، أصحابُ عمَى القلوب والبصائر؛ إذْ يظنُّون به ظنَّ السَّوء، فيزعم لهم غرورُهم أنه يُعطي الأجر والمثوبة جزافًا بلا تقدير، ويجازي بلا حساب ولا وَزْن، فيسوِّل لَهم شيطان الغرور والجهل بالله وحكمته: أنَّه يعطيهم بكفرهم وفسوقهم وعصيانِهم وقصائدهم الوثنيَّة الناعقة بالكفر القَذِر بِرَسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي يسمُّونَها تواشيح دينيَّة - ما تَهْوى أنفسهم الغافلة، وما تتمنَّى بأمانيها الكاذبة؛ من النَّصر على الأعداء، والعزَّة والعيش الرغد، والحياة الطيبة في الدُّنيا، والنَّعيم والرضوان في الآخرة، وإن قصرت بهم، فبشفاعة الشافعين ووساطة أوليائهم ومعبوديهم، لا بالوزن الحقِّ والقسطاس المستقيم، فليس من شيء دقَّ أو جلَّ من شؤون الدِّين والدُّنيا والآخرة إلاَّ وعند الله وحْدَه خزائنه، وبيده سبحانه مفاتحه، ولا عند غيره ولا بِيَد غيره ممن تؤلِّهونهم وتذلُّ لهم أعناقُكم رغبًا ورهبًا؛ من رؤساء وقادة، وملوك، وشيوخ وأولياء، موتى أو أحياء، خِفْتُموهم كخيفة الله، ولَجأتم إليهم اللَّجأ الذي لا ينبغي إلاَّ لله، ودِنْتُم لهم ولِماَ يشرعون لكم من الدِّين الذي هو حقُّ الله وحده؛ فإنَّه سبحانه هو الذي يَخْتزن كلَّ شيءٍ ويَملكه وحده، وهو الذي يُنزل من خزائنه ما يشاء بِرَحْمته وحكمته: الأرزاق والآجال، والعزَّة والذلَّة، والضَّعف والقوَّة، والهُدَى ودين الحقِّ، والعلم بسننه الكونية والهداية بما في هذه السُّنن من الحِكَم والمنافع، ويُنَزِّل كلَّ ذلك بقدر معلوم، ووزن مَحْدود، لا يَضِلُّ ربنا ولا ينسى، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ في الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18] وقال: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2] وقال: ﴿ وَجَعَلَ فيها رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فيها وَقَدَّرَ فيها أَقْوَاتَهَا في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ﴾ [فصلت: 10] وقال: ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38] وقال: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا في الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [الشورى: 27] وقال: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 50]. وقال: ﴿ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴾ [الواقعة: 60] وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3] وقال: ﴿ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [المزمل: 20] وقال: ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ في قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾ [المرسلات: 23] وقال: ﴿ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ وقال: ﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8].

وإنَّ لِتقدير الله - سبحانه وتعالى - بِحِكمته البالغة فيما يتناول الإنسانُ من طعام وشراب، وفيما يُوقدها عليه في النار ابتغاء حِلْية أو متاع، وفيما ينتفع به من الأرض من موادَّ ومعادن - لكلِّ ذلك من التقدير الحكيم لمن يتدبَّر ويتفكَّر ما يجعل إسلامه وخضوعه لله وَحْده أمرًا بديهيًّا، لا يمكن أن يَحُول دونه حائلٌ، أو يدفعَه عنه دافع، ولو اجتمعت الإنس والجنُّ لم يقدروا أن يحوِّلوه بتوفيق الله وهدايته عن صراط الله المستقيم، ولكن صدَق ربُّنا سبحانه، إذْ يقول: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴾ [يوسف: 105] ﴿ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام: 149].

ولْنَذكر لك بعض الأمثلة لهذا الوزن والتقدير؛ لتستبين القليل من عظمة قدرة الله ورَحْمته وحكمته، والله الموفِّق والهادي سواء السبيل، هذا الْهواء الذي يُحيط بالكرة الأرضيَّة، والذي هو من ألزم الأشياء لحياة كلِّ كائن حي على سطح هذه الكرة أو في جوف الماء لا تراه العين، ولكنَّا نحسُّ أثره، ليس هذا الهواء بسيطًا، ولكنَّه مزيجٌ من عدَّة عناصر وموادَّ، أهَمُّها عناصر الأكسجين والنيتروجين وغاز ثانِي أكسيد الكربون، قد اتَّحَدَت هذه الغازات وامتزَجَتْ ببعضها بنسبة معيَّنة، هي واحد من الأكسجين، وأربعة من النيتروجين، وثلاثة من الألف من ثاني أكسيد الكربون تقريبًا، وليست هذه النسبة التي يتكوَّن بها الهواء عبثًا؛ فتعالى ربُّنا الحكيم العليم أن يَخلق شيئًا عبثًا، بل عنصر الأكسجين هو العنصر الأساسيُّ في عملية التنفُّس والاحتراق، ولولاه ما عاش كائن حيٌّ على سطح الأرض، ولا كانت هذه النار التي جعَلَها الله تَذْكرة ومتاعًا للمُقْوِين، والتي لا غِنى للإنسان عنها، أمَّا غاز النيتروجين فإنَّه ليس إلاَّ ملطِّفًا لفِعْل الأكسجين وحِدَّته؛ حتى لا يسرع ويَقْوى في الاحتراق إلى حدٍّ لا تستطيعه طاقة الإنسان والحيوان، يستنشق الإنسان والحيوان والنَّبات هذا الهواء، فيحرق غاز الأكسجين الموادَّ الغذائيَّة الموجودة داخل الكائن الحيِّ، فتنطلق بِهذا الاحتراق الطاقةُ اللاَّزمة لكلِّ مَجهود يقوم به الكائن من عقليَّة وجسميَّة، ونتيجة لِهذا الاحتراق يخرج ثاني أكسيد الكربون، وحيث إنَّ الأكسجين يُستهلك في عمليات التنفُّس والاحتراق، وينطلق نتيجة لِذَلك غازُ ثاني أكسيد الكربون، فكان لا بدَّ للنِّسبة التي يتركَّب بها الهواء أن تتغيَّر، ولكنْ ثبَتَ علميًّا أنَّ هذه النِّسبة لا تتغيَّر في أيِّ بقعة من بقاع الأرض إلاَّ تغيُّرًا طفيفًا لا يكاد يُذْكَر.

وقد وجد علماء النَّبات أنَّ كلَّ النباتات الخضراء حين تُشْرِق عليها الشمس بأشعَّتِها تأخذ ثاني أُكْسيد الكربون لِتَستخدمه في تركيب غذائها، وتُعْطِي بدلاً منه غاز الأكسجين، وهكذا يبقى تركيب الهواء ثابتًا، صالِحًا لنفس الكائنات الحيَّة، سواء منها الحيوان والنبات، ومُساعدًا لها على البقاء إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

وإنَّ مَن له دراية بِعِلْم الكيمياء يَعْرف القانون الذي استنبَطه الباحثون وسَمَّوه "بقانون النِّسَب الثابتة"، وينصُّ هذا القانون على أنَّ "كُلَّ مركَّب كيميائيٍّ مهما اختلفَتْ طرُق تَحْضيره يتركَّب من عناصره المكوِّنة له بنِسَب وزْنيَّة ثابتة"، وقد ثبتَتْ صحَّة هذا القانون بِمئات التَّجارب الذي أجراها الباحثون.

فمثلاً: الماء الذي نَشْربه ونستخدمه في شتَّى شؤون حياتنا، ليس سائلاً بسيطًا كما قد يَبْدو ظاهرًا، ولكنَّه يتركَّب من عنصرين غازِيَّيْن، هُما: غاز الأكسجين وغاز الأيدروجين، اتَّحَدا مع بعضهما بنِسْبة وزنيَّة، هي ثمانية من الأوَّل، وواحد من الثاني، وسواء حصَلْنا على هذا الماء من البحر أو النهر، أو من البئر أو الترعة، أو نزَلَ من السماء، أو تفجَّر من ينابيع الأرض، أو حضَّرناه في المعمل، فإنه هو نفس الماء بنفس التركيب السابق.

وكذلك ملح الطعام، فإنَّه يتركَّب من عنصُرَي الكلور والصُّوديوم بنسبة معيَّنة لا تتغيَّر، نَجِدها في الملح المستخرج من البحر، أو من الصَّخر، أو ما نُحضِّره عمليًّا.

وهناك من التجارب العلميَّة ما يُثْبِت إثباتًا قاطعًا: أنَّ كل ما في الكون موادُّ لا بُدَّ أن يكون مركَّبًا من عناصر مُختلفة بنسب ثابتة. وإنا لم نَذْكر إلاَّ ما سهل منها وما يُمكن شرحه، ولكن هناك الكثير مما يَدِقُّ فَهْمُه ويطول تبيانه، فجسم الإنسان والحيوان والنبات يتركَّب من عناصر مُختلفة، منها ما هو أساسي، إن نقص مقداره أورث الجسم ضعفًا وسقمًا، ومنها ما هو ثانويٌّ وخادم للأوَّل، تتَّحد العناصر مع بعضها؛ لتكوِّن مادة الجسم الحيَّة المسمَّاة "البروتوبلازم"، وهذه المادَّة هي التي يُعطِي اللهُ بها الكائن الحيَّ صفة الحياة، فيتحرَّك، ويأكل ويشرب، ويحسُّ ويشعر، ويؤدِّي عملَه.

وبَحَث العلماءُ وما زالوا يبحثون ويُحلِّلون حتى عرفوا هذه العناصر التي تُكوِّن جسم الكائن الحيِّ مهما كان نوعه، حاولوا في بغْي وطغيان أن يَصْنعوا كائنًا حيًّا مِمَّا عرفوا من هذه المواد، ولكنْ ما أعظم دهشتَهم حين ثبت لَهم عجْزُهم، وجهلُهم سِرَّ الحياة، مِصْداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85] فإنَّهم لَمْ يتمكَّنوا ولن يتمكَّنوا من معرفة النِّسبة التي ترتبط بها هذه العناصر مع بعضها لتكوِّن مادَّة الحياة، التي سَمَّاها الله رُوحًا.

وشرحًا لذلك يَقول العلماء: إنَّ جسم الكائن الحيِّ مثلاً يتركَّب من عناصر عديدة، أهَمُّها: الكربون، والأكسجين، والنيتروجين، والهيدروجين والكالسيوم، والحديد، والفسفور، والماغنسيوم... وغيرها، تتَّحِد مع بعضها بنسبة معيَّنة لتكوِّن المادة الحيَّة، وقد أصبَحَتْ هذه العناصر في مُتناوَلِ يد العلماء؛ إذْ إنَّها موجودة في كلِّ مكان، بل وتركيب جسم الكائن الحيِّ يقرب كثيرًا من تركيب الأرض، ولكنْ قد حيَّرَتْهم معرفةُ تلك النِّسبة الَّتِي تتركَّب بِها من تلك العناصر، فما هي هذه النِّسَب؟! هنا وقَف عِلْم العلماء، وهنا تَظْهَر قدرة الخلاَّق العليم الخبير، وهنا يَسْجد المؤمن بكلِّ شعوره إسلامًا وإذعانًا للعليم الحكيم سبحانه.

والمعروف عند العُلَماء أنَّ كُلَّ شيء في الأرض من نبات وحيوان وجَماد، ورطب ويابس، وسائل وصلب، لا يَخرج تركيبُه وعناصره عن 92 عنصرًا، هي كلُّ ما اكتشف الباحثون إلى الآن، وقد أثبتَتِ التَّجارب الذرِّية الحديثة أنَّ كلَّ عنصر منها يتركَّب من وحدات متناهية في الصِّغَر، هي ما يُسَمَّى بالذرَّات، ويمكن تصوُّر حَجْم الذرَّة، إذا تصوَّرنا أنَّ حَجْمها بالنِّسبة لرأس الدبُّوس كالنِّسبة بين حبَّة الرَّمل والصحراء المترامية، أو القطرة بالنسبة إلى البحر، وهذه الذرَّة على صِغَرِها ليست بسيطة؛ بل تتركَّب من وحدات أخرى كهربائيَّة، هي: "البروتونات" و"الإلكترونات" و"النيترونات"، وهذه الوحدات موجودة في كل ذرَّات العناصر الاثنتَيْن والتِّسعين السابق ذِكْرُها، ولا تختلف ذرَّة عنصر عن ذرَّة عنصر آخَر إلاَّ في عدد هذه الوحدات ونِسْبة وجودها، فكلُّ ما هو تحت حسِّنا وبصَرِنا من الموجودات لا يَخْرج عن هذه الوحدات الثَّلاث، وأن الفرق بين مادة وأخرى وعنصر وآخَر إنَّما هو في العدد والمِقْدار والتركيب.

كلُّ هذا استنْفَد من العلماء قرونًا عديدة، وأنفَقَت الحكوماتُ على معرفته الملايينَ الكثيرة، وقد خرجت من معرفته بهذا البَغْي والفساد الذي دمَّرَت به على نفسها، ولكن الله - عزَّ وجلَّ - أنزله على رسوله رَحْمة، وأَجْملَه في قوله: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]، فسُبحانه، جلَّت قدْرُته، وسَمَتْ حكمتُه، وتبارك اسْمُه.

ولقد يستطيع كلُّ إنسان أن يُدْرِك ذلك جُمليًّا ثم تفصيليًّا، إذا هو تساءل عن كلِّ شيء يقع تحت حسِّه، ويتناوله في طعامه أو شرابه أو لباسه، أنَّ صناعته أو أي من شؤونه، مؤمنًا بِحكمة الله البالغة، ودقَّة تصريفه سبحانه، وجَميل خلْقِه، وأنَّ كلَّه بالحقِّ، ليس في أيِّ شيء منه - دقَّ أو جلَّ - لعِبٌ ولا عبَثٌ ولا باطل، وإنَّما يستطيع كلُّ إنسان ذلك، إذا هو تنبَّه وأيقَظ كلَّ حواسِّه ومشاعره يتأمَّل آيات الله ويتفكَّر فيها، فإنَّ هذا التأمُّل والتفكير لا تزال تأخذ كلُّ نظرة منه برقبة التي بعدها حتى يَنْتهي به النظر النافذ إلى معرفة هذه السُّنن الكونيَّة البديعة، فيأخذ منها القوىَّ الصالِحَ والمواد النافعة، يُحْسِن استعمالَها، فيكون مؤمنًا بعمل الصالحات في مَعْمَلِه ومزرعته وبيته ومسجده، وأولئك هم المعنيُّون بقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97] وقد غفل المُتَسَمُّون بالمسلمين عن كلِّ ذلك حين ضرب على قلوبِهم سُرادق التقليد الأعمى، وكفروا بالله وآياته وأسمائه وصفاته، وتنبَّه أعداؤهم لذلك مِن سنن الله الكونيَّة في الحياة الدُّنيا، فسلَكوا طريقها وجدُّوا فيه حتى كان لهم الغَلَب، وكان لمن يتسَمَّون بالمسلمين الضَّعف والوهن؛ لأنَّهم لَم يُؤْمنوا بالدُّنيا ولا بالآخرة، وآمَن غيرهم بالدُّنيا وسعَوْا لها سعْيَها، فآتاهم الله منها ما علوا فيها بهذا الفساد، ولا يَمْنع هذا ألاَّ يكون لهم في الآخرة ونعيمها من نصيب؛ مِصْداقًا لقوله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فيها وَهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ في الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فيها وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15 - 16].

وإنِّي أسأل الله برحمته أن يَجْعل من هذه الكوارث عِبْرة للمسلمين يستيقظون بها على دقَّات مَطارق الحياة العنيفة، فيعودون إلى الحياة اليَقِظة، ويَرْجعون إلى التفكير في سنن الله وآياته العلميَّة، وقد خرجوا من تحت رجوم التَّقليد الذي طال عليهم الأمَد وهم مَوْتى تَحْت أكوامه الثقيلة؛ لِيُبصروا شَمْس الحياة العِلْميَّة والعمَليَّة، مُشْرقة على الكون من هداية القرآن إشراقَها يوم أرسلها الله، وأطلَعَها هُدًى ورَحْمة على لسان عبد الله ورسوله محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وحينئذٍ يكونون جديرين بالحياة القويَّة العزيزة، والسُّلطان الغالب بالحقِّ والْهُدى، كما كان للمؤمنين السابقين من السَّلَف الصالحين - رضي الله عنهم أجمعين - اللَّهم حقِّق لنا هذا قريبًا برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلِّ على عبدك ورسولك محمَّد وآله[1].

عـــودالليل
07-24-2022, 11:57 AM
‏اختيار جميل جدا
يدل على ثقافه عاليه

‏شكرا من القب
على هكذا طرح




احترامي
‏محمد الحريري

شموخ
07-24-2022, 12:35 PM
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك

نجم الجدي
07-24-2022, 02:04 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق
07-24-2022, 09:58 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

جنــــون
07-24-2022, 11:20 PM
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_fb0eb66adb0a14.gif

مجنون قصايد
07-25-2022, 12:21 AM
بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

‏لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد

‏http://i18.servimg.com/u/f18/12/38/24/05/4afakk10.jpg

كـــآدي
07-26-2022, 09:32 AM
يسلمو على المرور

ترانيم عشق
07-26-2022, 11:45 AM
لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه والجميلة

إرتواء نبض
08-01-2022, 05:05 AM
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

لا أشبه احد ّ!
08-01-2022, 06:19 AM
:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ

نظرة الحب
08-05-2022, 12:22 AM
سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك

كـــآدي
08-09-2022, 07:11 PM
ترانيم
يسلمو على المرور

كـــآدي
08-09-2022, 07:11 PM
ارتواء
يسلمو على المرور

كـــآدي
08-09-2022, 07:12 PM
لااشبه
يسلمو على المرور

كـــآدي
08-09-2022, 07:12 PM
نظره
يسلمو على المرور

فزولهآ
08-10-2022, 11:50 PM
طرح جميل

كـــآدي
08-11-2022, 06:22 AM
يسلمو على المرور