إرتواء نبض
07-13-2022, 08:49 PM
يزخر موسم الحج بالعديد من القصص المؤثرة والتجارب الملهمة التي يخرج الإنسان منها بفوائد جمة تنعكس على حياته بشكل إيجابي.
وتعتبر أهم فئة من الفئات العاملة في موسم الحج هي فئة المتطوعين الذين ضحوا بوقتهم وتركوا خلفهم أسرهم وأعمالهم وتفرغوا لخدمة ضيوف الرحمن دون مقابل؛ بحثا عن الأجر والمثوبة والدعوة الصالحة.
وجاءت جهودهم رغبة في اكتساب مزيد من الخبرات كل في مجال عمله وتخصصه، حيث يعد الحج جامعة متكاملة تمكن الإنسان من زيادة خبراته في المجالات العلمية والعملية.
وفي موسم الحج هذا العام؛ تطوع أكثر من 450 طالبا وطالبة عبر 120 فرقة تطوعية من مختلف التخصصات الطبية قدِموا من جميع مناطق المملكة للانخراط في البرنامج الصحي التطوعي الرابع عشر الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بالشراكة مع العديد من الجهات الصحية والخاصة غير الربحية.
وفي هذا الإطار، قرر سعيد الغامدي المختص في مجال الطب الرياضي والذي يعالج إصابات الملاعب، أن يترك هذا المجال في فترة الحج في السنوات الأخيرة ليتفرغ لمعالجة أقدام ضيوف الرحمن المصابين بالغرغرينا في المشاعر المقدسة، وتقديم النصائح الطبية وهو ضمن برنامج الصحي التطوعي الرابع عشر.
وأوضح الغامدي القادم من العاصمة الرياض أنه بدأ عمله في مجال التطوع الصحي عام 2017 عندما شارك في برنامج التطوع الصحي الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بمكة المكرمة.
من ناحيته، قال الدكتور سعيد إن التطوع في البرنامج أضاف له الكثير من المعارف والصفات الحسنة، وأضاف: ولعل أجمل ما في التطوع الروحانية حيث يستشعر المتطوع وهو يخدم ضيوف الرحمن بهذه اللذة، وهذا سر عودة المتطوعين للعمل مجددا في الحج في كل عام رغم المشقة والتعب لشعورهم بهذه اللذة والأجواء الروحانية.
واستحضر قصة الدكتور محمد الفيلالي الذي كان مبتعثًا في أستراليا، ومع ذلك كان يأتي في كل موسم حج للمشاركة بالتطوع في البرنامج الصحي ثم يعود من جديد لإكمال دراسته في أستراليا بعد الحج.
ووفق "الغامدي"، لا تتوقف فوائد التطوع على الجانب الشخصي بل تمتد للجوانب المهنية، حيث يؤكد أن التطوع أضاف له الكثير من الخبرة الميدانية والتعامل مع الحالات النادرة والطارئة والتصرف بسرعة في بعض الحالات التي تحتاج للتدخل الطبي السريع.
ويستذكر قصصا كثيرة مرت عليه خلال تجربته في البرنامج، حيث كان أول نزول له لجبل الرحمة وكان وقت الظهيرة والشمس قوية جدا فلم يحتمل وسقط بالأرض رغم مقاومته الكبيرة وعدم استماعه لنصائح الشباب بأخذ قسط من الراحة.
إلى ذلك، يروي فواز القرني المتخصص في مجال الصيدلة، والذي يقضي عامه الثامن في البرنامج الصحي التطوعي لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث قال: "بدأت علاقتي مع التطوع في المجال الكشفي حيث كنت قائدا كشفيا، ولأن مجال دراستي في الجانب الطبي اتجهت للبرنامج الصحي التطوعي الذي أعيش السنة الثالثة معه بمتعة لا توصف".
وعن الفوائد التي اكتسبها من عمله في مجال التطوع الصحي، قال "القرني": "أضاف لي البرنامج الكثير على الصعيد الشخصي، حيث تعلمت العديد من المهارات مثل إدارة الحشود وحل المشكلات والقيادية وكسر الحواجز مع الأشخاص".
وأردف "القرني" القادم من مدينة أبها: "عزز برنامج التطوع روح التعاون بين الفريق الواحد خصوصا أنك تتعامل مع عدد كبير من مختلف مناطق المملكة وبثقافات متنوعة، لكن الكل على قلب واحد ويد واحدة لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام".
وتابع: في كل عام أقدم للحج ومعي دعوات، لا أدعو بها إلا وتجد الإجابة ويتحقق لي ما أريد، ولعل نجاحي في مجال عملي هو ثمرة هذا التطوع والأدعية التي أجدها وادعو بها في هذا المكان المبارك".
وأكد "القرني"، الذي يطمع للوصول لرقم قياسي في التطوع وهو عشر سنوات متتالية في مجال التطوع، أنه فخور بما يعمل وكذلك أسرته، ويشكر كل من وقف معه في هذا العمل العظيم.
ووجّه شكره للقائمين على برنامج الصحي التطوعي على ما يبذلونه من جهد لاستمرار هذا البرنامج المهم الذي يقدم أسمى خدمة لأغلى ضيف على وجه الأرض.
في سياق متصل، يخوض الشاب عبدالرحمن الدرويش القادم من الأحساء تجربته الأولى مع التطوع من خلال البرنامج، مشيرًا إلى أنه كان يرغب في خدمة الحجيج خلال موسم ما قبل كورونا، إلا أن تداعيات الجائحة قللت عدد المتطوعين، وانتظر حتى فتح المجال في العام الجاري، وتم قبوله في البرنامج.
وأكد "الدرويش"، من قسم طب الجراحة العامة، سعادته لقبوله هذا العام، مشيرًا إلى أنه ضمن فريق يضم 12 شخصًا من محافظة الأحساء، وقال إن العمل كان مرهقا بسبب الحرارة والشمس والغربة عن الأهل، خصوصًا في موسم العيد، كما أنها أول تجربة له بعيدًا عن الأهل، إلا أن خدمة ضيوف الرحمن ودعواتهم المباركة هوّنت عليه كثيرًا من التعب.
وامتدح القائمين على البرنامج ممن ساعدوه في تجربته الأولى، وكانوا خير عون له فيها.
أما المتطوعة نورة الزيد فقد أشارت إلى أن التحاقها بالبرنامج الصحي التطوعي هو بحثا عن دعوة من حاج، حيث تجتمع فضيلة المكان والزمان وخدمة ضيوف الرحمن.
بدورها، روت المتطوعة يارا حلبي سبب التحاقها بالبرنامج حيث وقعت حادثة مع حاجة غير عربية في جسر الجمرات، عندما ضمدت لها جراح قدمها، فلم تعرف كيف تكافئها ففاجأتها الحاجة بتقبيل رأسها ويدها كتعبير لها عن الامتنان والتقدير لتلتحق بالبرنامج الصحي للعام الثالث على التوالي بحثا عن دعوات طبية في أيام مباركة.
وتعتبر أهم فئة من الفئات العاملة في موسم الحج هي فئة المتطوعين الذين ضحوا بوقتهم وتركوا خلفهم أسرهم وأعمالهم وتفرغوا لخدمة ضيوف الرحمن دون مقابل؛ بحثا عن الأجر والمثوبة والدعوة الصالحة.
وجاءت جهودهم رغبة في اكتساب مزيد من الخبرات كل في مجال عمله وتخصصه، حيث يعد الحج جامعة متكاملة تمكن الإنسان من زيادة خبراته في المجالات العلمية والعملية.
وفي موسم الحج هذا العام؛ تطوع أكثر من 450 طالبا وطالبة عبر 120 فرقة تطوعية من مختلف التخصصات الطبية قدِموا من جميع مناطق المملكة للانخراط في البرنامج الصحي التطوعي الرابع عشر الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بالشراكة مع العديد من الجهات الصحية والخاصة غير الربحية.
وفي هذا الإطار، قرر سعيد الغامدي المختص في مجال الطب الرياضي والذي يعالج إصابات الملاعب، أن يترك هذا المجال في فترة الحج في السنوات الأخيرة ليتفرغ لمعالجة أقدام ضيوف الرحمن المصابين بالغرغرينا في المشاعر المقدسة، وتقديم النصائح الطبية وهو ضمن برنامج الصحي التطوعي الرابع عشر.
وأوضح الغامدي القادم من العاصمة الرياض أنه بدأ عمله في مجال التطوع الصحي عام 2017 عندما شارك في برنامج التطوع الصحي الذي تشرف عليه جمعية درهم وقاية بمكة المكرمة.
من ناحيته، قال الدكتور سعيد إن التطوع في البرنامج أضاف له الكثير من المعارف والصفات الحسنة، وأضاف: ولعل أجمل ما في التطوع الروحانية حيث يستشعر المتطوع وهو يخدم ضيوف الرحمن بهذه اللذة، وهذا سر عودة المتطوعين للعمل مجددا في الحج في كل عام رغم المشقة والتعب لشعورهم بهذه اللذة والأجواء الروحانية.
واستحضر قصة الدكتور محمد الفيلالي الذي كان مبتعثًا في أستراليا، ومع ذلك كان يأتي في كل موسم حج للمشاركة بالتطوع في البرنامج الصحي ثم يعود من جديد لإكمال دراسته في أستراليا بعد الحج.
ووفق "الغامدي"، لا تتوقف فوائد التطوع على الجانب الشخصي بل تمتد للجوانب المهنية، حيث يؤكد أن التطوع أضاف له الكثير من الخبرة الميدانية والتعامل مع الحالات النادرة والطارئة والتصرف بسرعة في بعض الحالات التي تحتاج للتدخل الطبي السريع.
ويستذكر قصصا كثيرة مرت عليه خلال تجربته في البرنامج، حيث كان أول نزول له لجبل الرحمة وكان وقت الظهيرة والشمس قوية جدا فلم يحتمل وسقط بالأرض رغم مقاومته الكبيرة وعدم استماعه لنصائح الشباب بأخذ قسط من الراحة.
إلى ذلك، يروي فواز القرني المتخصص في مجال الصيدلة، والذي يقضي عامه الثامن في البرنامج الصحي التطوعي لخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث قال: "بدأت علاقتي مع التطوع في المجال الكشفي حيث كنت قائدا كشفيا، ولأن مجال دراستي في الجانب الطبي اتجهت للبرنامج الصحي التطوعي الذي أعيش السنة الثالثة معه بمتعة لا توصف".
وعن الفوائد التي اكتسبها من عمله في مجال التطوع الصحي، قال "القرني": "أضاف لي البرنامج الكثير على الصعيد الشخصي، حيث تعلمت العديد من المهارات مثل إدارة الحشود وحل المشكلات والقيادية وكسر الحواجز مع الأشخاص".
وأردف "القرني" القادم من مدينة أبها: "عزز برنامج التطوع روح التعاون بين الفريق الواحد خصوصا أنك تتعامل مع عدد كبير من مختلف مناطق المملكة وبثقافات متنوعة، لكن الكل على قلب واحد ويد واحدة لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام".
وتابع: في كل عام أقدم للحج ومعي دعوات، لا أدعو بها إلا وتجد الإجابة ويتحقق لي ما أريد، ولعل نجاحي في مجال عملي هو ثمرة هذا التطوع والأدعية التي أجدها وادعو بها في هذا المكان المبارك".
وأكد "القرني"، الذي يطمع للوصول لرقم قياسي في التطوع وهو عشر سنوات متتالية في مجال التطوع، أنه فخور بما يعمل وكذلك أسرته، ويشكر كل من وقف معه في هذا العمل العظيم.
ووجّه شكره للقائمين على برنامج الصحي التطوعي على ما يبذلونه من جهد لاستمرار هذا البرنامج المهم الذي يقدم أسمى خدمة لأغلى ضيف على وجه الأرض.
في سياق متصل، يخوض الشاب عبدالرحمن الدرويش القادم من الأحساء تجربته الأولى مع التطوع من خلال البرنامج، مشيرًا إلى أنه كان يرغب في خدمة الحجيج خلال موسم ما قبل كورونا، إلا أن تداعيات الجائحة قللت عدد المتطوعين، وانتظر حتى فتح المجال في العام الجاري، وتم قبوله في البرنامج.
وأكد "الدرويش"، من قسم طب الجراحة العامة، سعادته لقبوله هذا العام، مشيرًا إلى أنه ضمن فريق يضم 12 شخصًا من محافظة الأحساء، وقال إن العمل كان مرهقا بسبب الحرارة والشمس والغربة عن الأهل، خصوصًا في موسم العيد، كما أنها أول تجربة له بعيدًا عن الأهل، إلا أن خدمة ضيوف الرحمن ودعواتهم المباركة هوّنت عليه كثيرًا من التعب.
وامتدح القائمين على البرنامج ممن ساعدوه في تجربته الأولى، وكانوا خير عون له فيها.
أما المتطوعة نورة الزيد فقد أشارت إلى أن التحاقها بالبرنامج الصحي التطوعي هو بحثا عن دعوة من حاج، حيث تجتمع فضيلة المكان والزمان وخدمة ضيوف الرحمن.
بدورها، روت المتطوعة يارا حلبي سبب التحاقها بالبرنامج حيث وقعت حادثة مع حاجة غير عربية في جسر الجمرات، عندما ضمدت لها جراح قدمها، فلم تعرف كيف تكافئها ففاجأتها الحاجة بتقبيل رأسها ويدها كتعبير لها عن الامتنان والتقدير لتلتحق بالبرنامج الصحي للعام الثالث على التوالي بحثا عن دعوات طبية في أيام مباركة.