البرق النجدي
06-10-2010, 12:44 PM
الآداب المتصلة بشخصية المعلم
وقد أوجز محمد بن عمران المزرباني- المتوفى (384هـ) في كتابه "نور القبس المختصر من المقتبس"- هذه الآداب كخصال يجب أن تتوافر في كل من المعلم والمتعلم ,فقال:
(إذا كانت في العالم خصال أربع وفي المتعلم خصال أربع اتفق أمرهما وتم , وإن نقصت من واحد منهما خصلة لم يتم أمرهما , فأما اللواتي في العالم فالعقل , والصبر , والرفق ,و البذل .وأما اللواتي في المتعلم , فالعقل ,والحرص , والفراغ , و الحفظ. لأن العالم إذا لم يحسن تدبير المتعلم بعقله خلط عليه أمره, وإن لم يكن له صبر عليه مله , وإن لم يرفق به بغض إليه العلم , وإن لم يبذل له علمه لم ينتفع به. وأما المتعلم فإنه إن لم يكن له حرص لم يتعلم , وإن لم يفرغ قلبه للعلم لم يعقل عن معلمه , وإذا ساء حفظه كان ما يكون منهما مثل الكتابة على الماء).
هذه الخصال يفترض توفرها في شخصية كل من المعلم و الطالب كقواعد للعملية التعليمية.
ذكر ابن جماعة بعضا من هذه الآداب فقال : ( دوام مراقبة الله في السر والعلن والمحافظة على خوفه من الله تعالى في حركاته وسكناته , وأقواله , وأفعاله ,فإنه أمين على ما أودع من العلوم , وما منح من الحواس والفهوم – قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال
وقال الإمام الشافعي : ليس للعلم ما حُفظ فالعلم ما نفع. ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع لله والخضوع .
ومما كتب مالك للرشيد رحمهما الله ( إذا كنت علمت علماً فلير عليك عمله , وسكينته , ووقاره , وحلمه , لقوله صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء").
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا العلم وتعلموا له السكينة و الوقار).
ومن هذه الآداب:
1- أن يكون المعلم طاهر القلب واللسان, وأن يكون نظيفاً عن الغيبة, وعدلاً في الدين.
2- أن يصون العلم كما صانه علماء السلف ويقوم له بما جعله الله تعالى له من العزة و الرفعة والشرف , فلا يذله بذهابه ومشيه إلى غير أهله , من أبناء الدنيا في غير ضرورة ولا حاجة.
3- أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان بحيث لا يضر بنفسه أو عياله.
4- أن يقصد وجه الله بأشغاله لا لمال أو الأجرة , أو شهوة , أو سمعة أو تميز عن الأشباه أو تكثر بالمشتغلين عليه.
قال الإمام الشافعي : ( وددت لو أن الخلق تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إلي حرف منه , وكذلك ينزهه عن الطمع في رفق من طلبته بمال أو خدمة أو غيرها مما يسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه ).
5- و للمشتغل بالعلم و التعليم منزلة من طبيعة المهنة فلا يمتهن مهن دونية , أي دون مرتبة التعليم أو اقل منها شأناً في المجتمع لأن ذلك يقلل من قيمته ووقاره.
6- المحافظة على الشعائر الدينية في مختلف أنواع العبادات , وأن يحافظ على القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام كإقامة الصلاة في المساجد وإفشاء السلام للخواص والعوام , والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والصبر على الأذى.
7- أن يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية , فيلازم تلاوة القرآن ونوافل العبادات.
8- التخلق بمكارم الأخلاق وحسن معاملة الناس, وفي ذلك مندوحة للمعلم لأنه و وسيلة الاتصال بين البشر بما حباه الله من علم ومعرفة.
9- تجنب سوء الأخلاق لمختلف أنواع السلوك ظاهراً وباطناً مما لا يتناسب مع طبيعة وظيفته.
10- دوام الحرص على الازدياد وملازمة الجد والاجتهاد , والمواظبة على وظائف الأوراد ,والعبادة والاشتغال في القراءة والمطالعة , فكراً وتأليفاً وحفظاً وتصنيفاً وبحثاً, استناداً لقوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (114) سورة طـه. وذلك للتجديد المعرفي فيصبح المعلم عالما , وكما قيل (لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم فمن ظن أنه قد علم فقد جهل).
11- ألا يستنكف عن قبول العلم ممن هو دونه منصباً أو نسباً أو سناً بل أن يكون حريصاً على الفائدة حيث كانت و الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها , وقد أنشد بعض العرب :
وليس العمى طول السؤال و إنما
تمام العمى طول السكوت على الجهل
وقد أوجز محمد بن عمران المزرباني- المتوفى (384هـ) في كتابه "نور القبس المختصر من المقتبس"- هذه الآداب كخصال يجب أن تتوافر في كل من المعلم والمتعلم ,فقال:
(إذا كانت في العالم خصال أربع وفي المتعلم خصال أربع اتفق أمرهما وتم , وإن نقصت من واحد منهما خصلة لم يتم أمرهما , فأما اللواتي في العالم فالعقل , والصبر , والرفق ,و البذل .وأما اللواتي في المتعلم , فالعقل ,والحرص , والفراغ , و الحفظ. لأن العالم إذا لم يحسن تدبير المتعلم بعقله خلط عليه أمره, وإن لم يكن له صبر عليه مله , وإن لم يرفق به بغض إليه العلم , وإن لم يبذل له علمه لم ينتفع به. وأما المتعلم فإنه إن لم يكن له حرص لم يتعلم , وإن لم يفرغ قلبه للعلم لم يعقل عن معلمه , وإذا ساء حفظه كان ما يكون منهما مثل الكتابة على الماء).
هذه الخصال يفترض توفرها في شخصية كل من المعلم و الطالب كقواعد للعملية التعليمية.
ذكر ابن جماعة بعضا من هذه الآداب فقال : ( دوام مراقبة الله في السر والعلن والمحافظة على خوفه من الله تعالى في حركاته وسكناته , وأقواله , وأفعاله ,فإنه أمين على ما أودع من العلوم , وما منح من الحواس والفهوم – قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال
وقال الإمام الشافعي : ليس للعلم ما حُفظ فالعلم ما نفع. ومن ذلك دوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع لله والخضوع .
ومما كتب مالك للرشيد رحمهما الله ( إذا كنت علمت علماً فلير عليك عمله , وسكينته , ووقاره , وحلمه , لقوله صلى الله عليه وسلم " العلماء ورثة الأنبياء").
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا العلم وتعلموا له السكينة و الوقار).
ومن هذه الآداب:
1- أن يكون المعلم طاهر القلب واللسان, وأن يكون نظيفاً عن الغيبة, وعدلاً في الدين.
2- أن يصون العلم كما صانه علماء السلف ويقوم له بما جعله الله تعالى له من العزة و الرفعة والشرف , فلا يذله بذهابه ومشيه إلى غير أهله , من أبناء الدنيا في غير ضرورة ولا حاجة.
3- أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان بحيث لا يضر بنفسه أو عياله.
4- أن يقصد وجه الله بأشغاله لا لمال أو الأجرة , أو شهوة , أو سمعة أو تميز عن الأشباه أو تكثر بالمشتغلين عليه.
قال الإمام الشافعي : ( وددت لو أن الخلق تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إلي حرف منه , وكذلك ينزهه عن الطمع في رفق من طلبته بمال أو خدمة أو غيرها مما يسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه ).
5- و للمشتغل بالعلم و التعليم منزلة من طبيعة المهنة فلا يمتهن مهن دونية , أي دون مرتبة التعليم أو اقل منها شأناً في المجتمع لأن ذلك يقلل من قيمته ووقاره.
6- المحافظة على الشعائر الدينية في مختلف أنواع العبادات , وأن يحافظ على القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام كإقامة الصلاة في المساجد وإفشاء السلام للخواص والعوام , والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر والصبر على الأذى.
7- أن يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية , فيلازم تلاوة القرآن ونوافل العبادات.
8- التخلق بمكارم الأخلاق وحسن معاملة الناس, وفي ذلك مندوحة للمعلم لأنه و وسيلة الاتصال بين البشر بما حباه الله من علم ومعرفة.
9- تجنب سوء الأخلاق لمختلف أنواع السلوك ظاهراً وباطناً مما لا يتناسب مع طبيعة وظيفته.
10- دوام الحرص على الازدياد وملازمة الجد والاجتهاد , والمواظبة على وظائف الأوراد ,والعبادة والاشتغال في القراءة والمطالعة , فكراً وتأليفاً وحفظاً وتصنيفاً وبحثاً, استناداً لقوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (114) سورة طـه. وذلك للتجديد المعرفي فيصبح المعلم عالما , وكما قيل (لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم فمن ظن أنه قد علم فقد جهل).
11- ألا يستنكف عن قبول العلم ممن هو دونه منصباً أو نسباً أو سناً بل أن يكون حريصاً على الفائدة حيث كانت و الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها , وقد أنشد بعض العرب :
وليس العمى طول السؤال و إنما
تمام العمى طول السكوت على الجهل