مشاهدة النسخة كاملة : أيتها المسرفة على نفسها.. لا تيأسي وعدي,


عفوكـ يارب
06-02-2010, 10:29 PM
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

أختي اليائسة من رحمة المولى عزوجل... أختي المذنبة....

يا من ظننت ألا يُغْفَر لك من كثرة ذنوبك.
يا من وسوست لك نفسُك، وقالت لك: لا تُصلِّي؛ لأنك كثيرة الذنوب.
يا من سَخِر منك الناس؛ لكونك أسرفت في المعاصي.
يا من قال لكِ الناسُ: إنك متبرجةٌ فلن يُغفر لك، ولن تُقْبل منك صلاة.

أبشروا أخوتتي في الله بكلِّ خير؛ فالله - عز وجل - يفرح بالتائبين المعترفين بذنوبهم، والنادمين على معاصيهم، المهمُّ أن تصحَّ عقيدتك في الله، ولا تشرك به شيئًا؛ فالله - عز وجل - هو القائل فيما بلَّغه عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوبك عنانَ السماء، ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقُرابها مغفرةً))؛ الحديث أخرجه الترمذي، وحسَّنه الشيخ الألباني
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون))؛ أخرجه الترمذي.

والله - سبحانه - هو القائل في قرآنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].

اعلمي أختي الحبيبة أن الله - عز وجل - واسع المغفرة، وقد فتح باب التوبة على مصراعيه أمام المخطئين المذنبين؛
فقال - تعالى -: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر: 53 - 54].

ثم اعلمي أختي التائبة العائدة إلى ربِّها أنَّ نَدَمَك على ما كان منك أول خطوة على طريق التوبة؛ رُوي عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما علم الله من عبد ندامةً على ذنبٍ إلا غفر له قبل أن يستغفرَ منه))؛ رواه الحاكم، وحيث قد ندمت، فاعزمي ألا تعودي إلى زلاَّتك أبدًا؛ فإنك إذا صممت على عدم العودة إلى الذنب، أغلقت على النفس أبواب الهوى والشيطان ومنافذ العصيان:

إنِّي ابْتُلِيْتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا إلاَّ لِشِدَّةِ شِقْوَتِي وَعَنَائِي
إبْلِيسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلُّهُم أَعْدَائِي

كيف أتوب؟

كيفيةُ التوبة النصوح أن تقلعي عن الذنب إقلاعًا، وتُكثِري من الأعمال الصالحات، صلاةً وذكرًا وصومًا وصدقةً، وتؤدي الفرائض كلَّها، ودعك من وساوس الشيطان وألاعيبه، وتقرَّبي إلى ربِّك بما استطعت من النوافل والطاعات، واجتهدي ألا يراك الله حيث نهاك، وألا يفقدك حيث أمرك، فعسى الله أن يقبل منك ويرضى عنك ويبدِّل سيئاتك حسنات؛ فقد وعد - تعالى - ووعده الحقُّ، فقال - سبحانه -: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 68 -71].

وهذه بُشْرى أنَّ الله سيبدِّل سيئاتك حسنات ما دُمْت تُبت وآمنت وعملت عملاً صالحًا، إن هذا الشعور الذي شعرت به حين عُدت إلى الله يدلُّ على صدقك وعمق إيمانك وخوفك من الله؛ قال - تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: 25 - 26].

توبة العبد تمحو ذنوبه:


اعلمي أختي التائبة أنَّ التوبة تجبُّ ما قبلها من ذنوب؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن عبدًا أصاب ذنبًا - وربما قال: أذنب ذنبًا - فقال: ربِّ أذنبت - وربما قال: أصبت - فاغفر لي، فقال ربه: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكثَ ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا أو أذنب ذنبًا، فقال: ربِّ أذنبت أو أصبت آخر فاغفره، فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا - وربما قال: أصاب ذنبًا - قال: ربِّ أصبت - أو قال: أذنبت آخر - فاغفره لي، فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي ثلاثًا، فليعمل ما شاء)).

فاعلمي أيتها التائبة أنَّ من تابَ، تابَ الله عليه، فإن الله - تعالى - قد يبدِّل سيئاته حسنات؛ شريطة أن تكون هذه التوبة قد وقعت على الوجه الذي أراده الله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتكون خالصةً لله أولاً، وشاملةً جميع الذنوب والمعاصي، وأن يعقد العبد العزمَ على ألا يعود لهذه المعصية أبدًا، وأن يندم على فعلها، وأن يكثر من أعمال الخير والصالحات؛ كالاستغفار والتوبة والذكر والدعاء، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويكثر من أعمال البر.

وأودُّ أن أبشِّرك؛ فالتوبة تجُبُّ ما قبلها، والإسلام يجُبُّ ما قبله، أما وقد هداك الله وعُدت إليه معترفة بذنوبك، فلله الفضل والمنَّة.

لدوام التوبة لا بدَّ من تجديد للإيمان:

واعلمي أن الصحبة الصالحة تعيينك على صدق الثوبة و الثبات على الصراط المستقيم، وقد قال الله - سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، فلقد أمرنا الله - سبحانه وتعالى - أن نتجنَّب مواطنَ السوء والأماكن التي تجرُّنا وتدعونا إلى المعاصي، وأن نكون مع الصادقين، أهل الطاعة والاستقامة.

أيتها الأخت الراغبة في العودة إلى الله، إنما يريد الشيطان أن يضلَّك عن سبيل الله، ليس هذا فقط، بل يريد أن يقذفَ بك في نار جهنم وبئس المصير، أعاذني الله واياك منها.

والله - سبحانه وتعالى - ربٌّ رحيمٌ، سَمَّى نفسه التوَّاب؛ لكي يتوب على من أذنب من عباده، وسَمَّى نفسه "الغفَّار"؛ لكي يغفر ذنوب من أذنب من عباده، وسَمَّى نفسه "الرحمن الرحيم"؛ لكي يرحم بها خَلْقه، فتوكَّلي على الله حُسْنَ توكله، وأحسني توبتك، والجأي إلى ربِّك - سبحانه وتعالى - وثِقْي في أن الله - سبحانه - سوف يقبل توبتك ويقيل عَثْرتك.

الله أرحم بنا من الأمِّ بولدها:

أختي المسرفة على نفسها، تُبي ولا تيأسي، فالله أرحم بك من الأمِّ على ولدها، واسمعي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما أراد أن يعلِّم صَحْبَه الكِرام ويعلِّمنا معهم مدى رحمة الله، وذلك عندما جِيء بسبيٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله، وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لله أرحم بعباده من هذه بولدها))؛ رواه البخاري ومسلم.

فبشراك أختي التائبة العائدة إلى رحمة الله؛ فرحمة ربِّك تسع ذنوبك، ولو بلغت عنان السماء، واسمعي لنبي الله يعقوب عندما قال لأولاده: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُّوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 78]، رَوح الله؛ أي: رحمة الله، فإياك أن تيئسي من رحمة الله، بعد كلِّ هذا، هل ما زلت أختي في الله يائسة بعدُ؟!

أحْسِني ظنَّك بالله، وأتقني العمل وتوكَّلي على الله، وحبَّذا أختي التائبة أن تكوني مقرة بذنبك معترفة بخطئك، فمعرفتك بأنك قد أذنبت سوف تفتح لك الطريق إلى الأخذ بأسباب التوبة، وكونك تحسُّين بحرجٍ ساعةَ رؤية الذنب؛ فهذا دليل إيمانك، وكذلك كونك تسأل عن هذا ويَحيك الإثم في صدرك، فأنت مؤمنٌة إن شاء الله.

أختي التائبة، حصِّن نفسك وزوديها:

أختي المسلمة، أَمَا وقد تبت إلى ربِّك، فاستعني بالله ولا تعجزي، وأقْبِل على الله بكلِّ صِدْقٍ وإخلاص واجتهاد، واحضري الجُمَع والجماعات ومجالس العلم ومجالس القرآن، وإذا مررت برياض الجنة، فارتعي ولا تحرمي نفسك.

عليك كلَّ يومٍ أن تقرأي وردًا يوميًّا من القرآن، وتشهدي مجالس العلم وحِلَق القرآن، واعتزِلي الأغاني الملهية والماجنة، وكذلك مشاهدة الأفلام الماجنة الداعية إلى الفساد.

وانتقِي الصحبة الحسنة الصالحة التي تُعينك على طاعة الله، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل الجليس الصالح وجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير، فبائع المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رائحةً طيبةً))، فاعتزلي صحبة السوء الداعية للفجور والفساد، وعليك بالصحبة الطيبة الداعية للخير والصلاح.

ويقول الشاعر موضحًا هذا المعنى:

عَنِ الْمَرْءِ لا تَسَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِيْنِهِ فَكُلُّ قَرِيْنٍ بِالْمُقَارِنِ يَقْتَدِي

ويقول آخر:

احْذَرْ مُصَاحَبَةَ الَّلئِيْمِ فَإنَّهُ يُعْدِي كَمَا يُعدِي الصَّحِيْحَ الأجْرَبُ


وأخيرًا:


أختي التائبة عليك بتقوى الله، ودعْك من الشكوك والوساوس التي تنتابك وتريد أن تُيئسك من رحمة الله، فهي من عمل الشيطان
{لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادلة: 10].

وآخر دعونا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

عـــودالليل
06-02-2010, 10:30 PM
http://up3.up-images.com/up//uploads/images/images-44ed609373.jpg (http://fashion.azyya.com/)

عفوكـ يارب
06-02-2010, 10:49 PM
مشكور عود الليل

اخـــراحساس
06-02-2010, 10:58 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/60.gif

عفوكـ يارب
06-02-2010, 11:11 PM
مشكوره نجمة المنتدى

البرق النجدي
06-03-2010, 02:34 AM
يارب يسعدك ويوفقك يالغلا على جمال ماسطرت اناملك في هذا المتصفح

جنــــون
06-03-2010, 11:57 AM
http://www.1aia1i.com/up/upfiles/YQL86485.gif




روووووووووووعه يالغلا

تسلم ايدك

يعطيك الف عافيه

ودي

ღ أسيرة هواهـ ღ
06-03-2010, 01:58 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/17.gif

نظرة الحب
06-03-2010, 05:30 PM
يسلمو عالطرح الرائع

~يقولون غير البشر~
06-04-2010, 07:14 PM
يعطيك العآآآآآآآآفيه عشتآآآر ...
ماقصرتي ربي يسعدك ....

Crystal
06-04-2010, 09:28 PM
جزآك الله خير قلبي...
الله يسعدك على هالطروحآت ..

يعطيك العافيه ..

وائل العدواني
06-04-2010, 09:29 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/mwaextraedit4/extra/97.gif

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:42 AM
مشكووره بروق

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:43 AM
مشكوووره جنوووووو

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:43 AM
مشكووره كيااااااان

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:43 AM
مشكوووره نظره

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:43 AM
مشكوره يقولون

عفوكـ يارب
06-05-2010, 07:44 AM
مشكوووووووور روح