ضامية الشوق
04-29-2021, 05:25 PM
إنَّ المصلي ، الذي أقبل على ربِّه بقلبه في صلاته ، يتعلم من خلالها مراقبةَ الله تعالى في
جميع أحواله خارجها ، والذي ألزم نفسه الكفَّ عن كلِّ حركة ، وإن كانت مباحة خارج الصلاة ،
وكفَّ لسانه عن كلِّ قول غير أذكارِ الصلاة ..
يتعلم من ذلك كيف يكفُّ لسانه عمَّا حُرِّمَ عليه خارجها ، من غيبة ،
ونميمة ، وكذب ، وفحش ، فيعيش نزيه اللسان ، عفيف النطق ،
حريصاً على القول الحسن .
والمصلي الذي ألزم نفسه النظر إلى موضع سجوده ، يتعلم منه كيف
يغض عن الحرام بصره خارجها .
والذي ألزم سمعه الإنصات لتلاوة إمامه ، ومنعه استماع كلِّ قولٍ عداه ،
وإن كان مباحاً ، يتعلم كيف يمنع سمعه الإنصات لكل قول سيء .
والذي ألزم يده أن تقبض يمناه على يسراه حال قيامه ، ومنعها كلَّ حركة
مباحة عداها ، يتعلم منها كيف يكفُّ يده عن البطش في الحرام ، من سرقة ،
وإيذاءٍ للخلق ، وهكذا في جميع جوارحه .
إنَّ المصلي الذي تعلم من إقامته الصلاة كلَّ هذا ، تكون صلاته ناهية
له عن المنكرات ، محرضة له على فعل الصالحات ؛
قال الله تعالى [ وَأَقِم الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ] .
أمَّا ذاك الذي لم يفقه من صلاته إلا حركاتِ القيام والقعود ، والركوع والسجود ،
فلا نستغرب أن نراه مقبلاً على مقارفة الرذائل ، كافَّاً عن الفضائل ، لأنَّه لم يقمها كما أمره
مولا ه عز وجل .
يمثل حال من فَقُه في صلاته ومن لم يفقه :
ما رواه الإمام أحمد : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ،
غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( هي في النار )
قال : يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ،
وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال :
( هي في الجنة ) .
( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)
جميع أحواله خارجها ، والذي ألزم نفسه الكفَّ عن كلِّ حركة ، وإن كانت مباحة خارج الصلاة ،
وكفَّ لسانه عن كلِّ قول غير أذكارِ الصلاة ..
يتعلم من ذلك كيف يكفُّ لسانه عمَّا حُرِّمَ عليه خارجها ، من غيبة ،
ونميمة ، وكذب ، وفحش ، فيعيش نزيه اللسان ، عفيف النطق ،
حريصاً على القول الحسن .
والمصلي الذي ألزم نفسه النظر إلى موضع سجوده ، يتعلم منه كيف
يغض عن الحرام بصره خارجها .
والذي ألزم سمعه الإنصات لتلاوة إمامه ، ومنعه استماع كلِّ قولٍ عداه ،
وإن كان مباحاً ، يتعلم كيف يمنع سمعه الإنصات لكل قول سيء .
والذي ألزم يده أن تقبض يمناه على يسراه حال قيامه ، ومنعها كلَّ حركة
مباحة عداها ، يتعلم منها كيف يكفُّ يده عن البطش في الحرام ، من سرقة ،
وإيذاءٍ للخلق ، وهكذا في جميع جوارحه .
إنَّ المصلي الذي تعلم من إقامته الصلاة كلَّ هذا ، تكون صلاته ناهية
له عن المنكرات ، محرضة له على فعل الصالحات ؛
قال الله تعالى [ وَأَقِم الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَن الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ ] .
أمَّا ذاك الذي لم يفقه من صلاته إلا حركاتِ القيام والقعود ، والركوع والسجود ،
فلا نستغرب أن نراه مقبلاً على مقارفة الرذائل ، كافَّاً عن الفضائل ، لأنَّه لم يقمها كما أمره
مولا ه عز وجل .
يمثل حال من فَقُه في صلاته ومن لم يفقه :
ما رواه الإمام أحمد : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ،
غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( هي في النار )
قال : يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ،
وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال :
( هي في الجنة ) .
( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)