ضامية الشوق
04-15-2021, 02:15 PM
كانَ النَّبى صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلمًا رحيمًا، ومُؤدبًا رَفيقًا، ومُربيًا حليمًا، يقتص من نفسه لغيره، ويعدل حتى مع خصومه، ففتح قلوب الناس بإحسانه قبل بيانه، ومن التطبيق العملى على ذلك، أن زيد بن سعنه – كان من أحبار اليهود قبل أن يُسلم – أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يتقاضاه، فجبذ ثوبه عن منكبه، ثم قال: إنكم يا بنى عبدالمطلب أصحاب مطل، وإنى بكم لعارف.. فما كان من عمر بن الخطاب إلا أن ثار لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهر زيدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر، أنا وهو كنا إلى غير هذا منك أحوج، أن تأمرنى بحسن القضاء، وتأمره بحسن التقاضى، انطلق يا عمر أوفه حقه، أما إنه قد بقى من أجله ثلاث فزده ثلاثين صاعًا لتزويرك عليه».
فهذا الموقف النبوى يُبرز فقه العدالة فى الإسلام، تلك العدالة المطلقة التى تكون من النفس ومن الولد قبل الغير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ»، وقال أيضا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».. كما أنها عدالة عمياء لا تفرق بين قوى وضعيف وغنى وفقير وشريف ووضيع.. إلخ فقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها: «أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!»، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
هذا هو الإسلام الذى جعل الجميع أمام القضاء كأسنان المشط لا فرق بين عربى وعجمى ولا أبيض على أسود، وانتقل بالعدالة لمفهوم أوسع لتشمل العدالة بين الأبناء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، وكذلك العدل مع الزوجات فَعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ». ثم اتسعت دوائر العدالة حتى شملت جميع الخلق، لذلك يجب أن نبرز أن عدالة الإسلام عدالة شاملة للإنسانية كلها، عدالة بعيدة كل البعد عن الوحشية والانتقام والتمثيل والحرق والذبح.. عدالة مكمنها الرحمة وأداء الحقوق وزجر الجانى وتوبته وتهذيبه، وصناعة مجتمع آمن ومستقر، تصان فيه النفوس والعقول والأموال والأعراض.
فهذا الموقف النبوى يُبرز فقه العدالة فى الإسلام، تلك العدالة المطلقة التى تكون من النفس ومن الولد قبل الغير، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ»، وقال أيضا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».. كما أنها عدالة عمياء لا تفرق بين قوى وضعيف وغنى وفقير وشريف ووضيع.. إلخ فقد روت السيدة عائشة رضى الله عنها: «أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ المَرْأَةِ المَخْزُومِيَّةِ الَّتِى سَرَقَتْ، فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!»، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
هذا هو الإسلام الذى جعل الجميع أمام القضاء كأسنان المشط لا فرق بين عربى وعجمى ولا أبيض على أسود، وانتقل بالعدالة لمفهوم أوسع لتشمل العدالة بين الأبناء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم»، وكذلك العدل مع الزوجات فَعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ». ثم اتسعت دوائر العدالة حتى شملت جميع الخلق، لذلك يجب أن نبرز أن عدالة الإسلام عدالة شاملة للإنسانية كلها، عدالة بعيدة كل البعد عن الوحشية والانتقام والتمثيل والحرق والذبح.. عدالة مكمنها الرحمة وأداء الحقوق وزجر الجانى وتوبته وتهذيبه، وصناعة مجتمع آمن ومستقر، تصان فيه النفوس والعقول والأموال والأعراض.