جنــــون
04-15-2021, 08:29 AM
لليوم الذي لا أعرف رقمه على التوالي ! تعصف بنا الرياح الصحراوية العاتية المحملة بأطنانٍ من الأتربة الدقيقة، والغبار الناعم الذي يغلق مسامات جلودنا ! مخلفةً في زياراتها الثقيلة هذه أمزجةً عكرة، وأنفساً متبرمة، وأخلاقاً سيئةً للغاية، ولأن هذا العام والأعوام التي قبله شهدت شحاً في الأمطار – على كثرة صلوات الاستسقاء - وجفافاً في الأودية والآبار، فالقادم أسوء إن لم تتداركنا رحمة الله تعالى .
وكنت قد تلمست من خلال الصحافة تعليلاً علمياً لما يجري، فلم أجد سوى تصريحات غابرة للأخ الفلكي الزعاق ضيف الرياض الأثير، والزاعم بزعيقه أن موسم دخول الغبار سيستمر بضعة أيامٍ فقط، وهي الفترة الربيعية من كل عامٍ التي تبدأ بتاريخ كذا وتنتهي بيوم كذا ! قبل أن يرحل مودعاً بمثل ما استقبل به من السعال وضيق التنفس واحمرار الأحداق ! وانتهت تلك الفترة بالفعل، وشهدت الأجواء صفاءً نسبياً، ووضوحاً في مدى الرؤية الأفقية، قبل أن تشرع العواصف الترابية في الزحف ثانيةً فوق سماء المدينة وأجوائها ! فاجتمع علينا حر الصيف اللاهب، وسمومه، وتلوث الهواء وتبعات همومه ! من عمليات تنظيفٍ وتطهيرٍ وغسلٍ وكنسٍ، وتسليكٍ لشعبنا وشعب أطفالنا الهوائية التي ضاقت، أو غسلٍ لمُقلنا وأهدابنا .
ولقد سألت يوماً أحد الإخوة الوافدين عن رأيه في جو مدينة الرياض وهو شيخ كبير السن، قد احدودب ظهره، ورق عظمه، وجف جلده، هرب بدينه قبل عقودٍ من الفتن، فرد عليّ بكلمتين فقط : جهنم تتنفس ! يشير بذلك إلى الحديث النبوي الشريف : اشتكت النار إلى ربها فقالت أكل بعضي بعضاً … إلى أن قال عليه الصلاة والسلام : فجعل لها نفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فما تجدونه من الحر فهو من سمومها، وما تجدونه من البرد فهو من زمهريرها … أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
قد تستوقفك بضعة لوحاتٍ متناقضةٍ في خضم هذه العواصف وتقلّبات الأجواء، فأرى غير مرةٍ بضعة شبابٍ من هواة التنزه وتغيير المجلس، قد أوقفوا مركباتهم عند الأرصفة، وطرحوا نمارقهم وفرشهم فوقها، وشرعوا في شرب الشاي، أو سحب بضعة أنفاسٍ رطبةٍ من خلال خراطيم الموت الحمراء المتصلة بالأركيلة، متناسين أنفسهم وما يحيط بهم من سوء المناخ في غمرة حماس شوطٍ من أشواط البلوت ! وكأن الأمر لا يعنيهم، ولربما خيل إليك أنهم قاموا بتركيب فلاتر هوائيةٍ صغيرةٍ داخل خياشيمهم !
والمفارقة في هذا كله، دخولك في لعبة رهانٍ بينك وبين نفسك، هل تغامر بتنظيف حوش المنزل مثلاً، أو غسل سيارتك في إحدى المغاسل القريبة منك أو البعيدة، أم تنتظر انقشاع العوالق الترابية، والتحسن الملموس في مدى الرؤية الأفقية كما يقول الأستاذ حسن كراني ؟!
ولأننا نعاني نحن جمهور المستهلكين للأخبار والإعلانات، من قلة المعلومات الدقيقة للأحوال الجوية، التي كانت تقدم لنا بطريقةٍ تقليديةٍ غارقةٍ في البؤس والفقر، فإنني أضطر مع غيري إلى غسل حوش المنزل أكثر من مرةٍ، وكذا الحال بالنسبة لسيارتي، دون التفكير في عواقب هدر المياه التي أوصتنا الوزارة بترشيدها، أو التبذير غير المقبول للمال المنفق على غسيل السيارة
وكنت قد تلمست من خلال الصحافة تعليلاً علمياً لما يجري، فلم أجد سوى تصريحات غابرة للأخ الفلكي الزعاق ضيف الرياض الأثير، والزاعم بزعيقه أن موسم دخول الغبار سيستمر بضعة أيامٍ فقط، وهي الفترة الربيعية من كل عامٍ التي تبدأ بتاريخ كذا وتنتهي بيوم كذا ! قبل أن يرحل مودعاً بمثل ما استقبل به من السعال وضيق التنفس واحمرار الأحداق ! وانتهت تلك الفترة بالفعل، وشهدت الأجواء صفاءً نسبياً، ووضوحاً في مدى الرؤية الأفقية، قبل أن تشرع العواصف الترابية في الزحف ثانيةً فوق سماء المدينة وأجوائها ! فاجتمع علينا حر الصيف اللاهب، وسمومه، وتلوث الهواء وتبعات همومه ! من عمليات تنظيفٍ وتطهيرٍ وغسلٍ وكنسٍ، وتسليكٍ لشعبنا وشعب أطفالنا الهوائية التي ضاقت، أو غسلٍ لمُقلنا وأهدابنا .
ولقد سألت يوماً أحد الإخوة الوافدين عن رأيه في جو مدينة الرياض وهو شيخ كبير السن، قد احدودب ظهره، ورق عظمه، وجف جلده، هرب بدينه قبل عقودٍ من الفتن، فرد عليّ بكلمتين فقط : جهنم تتنفس ! يشير بذلك إلى الحديث النبوي الشريف : اشتكت النار إلى ربها فقالت أكل بعضي بعضاً … إلى أن قال عليه الصلاة والسلام : فجعل لها نفسين، نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فما تجدونه من الحر فهو من سمومها، وما تجدونه من البرد فهو من زمهريرها … أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
قد تستوقفك بضعة لوحاتٍ متناقضةٍ في خضم هذه العواصف وتقلّبات الأجواء، فأرى غير مرةٍ بضعة شبابٍ من هواة التنزه وتغيير المجلس، قد أوقفوا مركباتهم عند الأرصفة، وطرحوا نمارقهم وفرشهم فوقها، وشرعوا في شرب الشاي، أو سحب بضعة أنفاسٍ رطبةٍ من خلال خراطيم الموت الحمراء المتصلة بالأركيلة، متناسين أنفسهم وما يحيط بهم من سوء المناخ في غمرة حماس شوطٍ من أشواط البلوت ! وكأن الأمر لا يعنيهم، ولربما خيل إليك أنهم قاموا بتركيب فلاتر هوائيةٍ صغيرةٍ داخل خياشيمهم !
والمفارقة في هذا كله، دخولك في لعبة رهانٍ بينك وبين نفسك، هل تغامر بتنظيف حوش المنزل مثلاً، أو غسل سيارتك في إحدى المغاسل القريبة منك أو البعيدة، أم تنتظر انقشاع العوالق الترابية، والتحسن الملموس في مدى الرؤية الأفقية كما يقول الأستاذ حسن كراني ؟!
ولأننا نعاني نحن جمهور المستهلكين للأخبار والإعلانات، من قلة المعلومات الدقيقة للأحوال الجوية، التي كانت تقدم لنا بطريقةٍ تقليديةٍ غارقةٍ في البؤس والفقر، فإنني أضطر مع غيري إلى غسل حوش المنزل أكثر من مرةٍ، وكذا الحال بالنسبة لسيارتي، دون التفكير في عواقب هدر المياه التي أوصتنا الوزارة بترشيدها، أو التبذير غير المقبول للمال المنفق على غسيل السيارة