ضامية الشوق
04-06-2021, 07:36 AM
أبِكَ ارْتَوَى وَاخْضَلَّ وَابْتَرَدا
ها ذا الجْمَال الغَضُّ، يا (بَرَدَى)؟[1]
شَغَفَ الفُؤادَ سَناً وَأسْكَرَهُ،
فَانْسابَ في مَرْآهُ واتَّحَدا.
يا دِينَ قَلْبِيَ، والهَوَى قَدَرٌ!
قَلْبِي أحَبَّ، وناظِرِي رَصَدا![2]
هذا مَطَافُ الحُسْنِ، مُقْتَرِبٌ
مِنّي، وَحِسِّيِ فِيهِ قَدْ بَعُدا!
و(دِمَشْقُ) خَضْراءٌ مُنَوِّرَةٌ
فَيْحاءُ، نافِحَةُ الشَّذا أبَدا
نَفَسُ العَذارَى، ما تُناسِمُهُ.
أشَمَمْتَ أطْيَبَ مِنْهُ إنْ مَأدا؟[3]
وَخَمائِلٌ رَيّا، انْتَشَتْ، وَزَهَتْ
بَهَجاً، وَرَفَّ نَعيمُها غَيَدا[4]
وأطايبٌ، يُعْطِيكَ لَيِّنُها
نُعْمَى الحياةِ هَنِيئةً رَغَدا
وكَأنَّما (بَرَدَى) بِسَلْسَلِهِ
عَسَلٌ وصَهبْاءٌ قدِ ابْتَرَدا[5]
وَ (الرَّبْوتَانِ) - وَإنَّ حُسْنَهُما
ما بانَ عَنْ عيني، وإنْ شَرَدا-[6]
بابٌ إلى (الفِرْدَوْسِ)، تَحْتَهُما
(رِضْوانُ) شَدَّدَ حَوْلَهُ الرَّصَدا:[7]
♦ ♦ ♦
(الغُوطَتانِ) رُؤىً وأخْيِلَةٌ
ونَعِيمُ دُنْيا مِنْ سَدىً ونَدَى[8]
جَمَعَ الجْمالُ لَدَى فَوارِدِها
ما كان مِنْ أنْواعِهِ بَدَدا
ضَحِكَتْ وُجُوهُ فُتُونِها، وَبَدَتْ
والحُسْنُ فَوْقَ أديِمِها سَجَدا
و(النَّيْرَبانِ) مَنارِةٌ، رَقَصَتْ
زَهَراً، وَغَنّى طَيْرُها غَرِدا[9]
اللَّيْلُ فِيها: كُلُّهُ سَحَرٌ
زاهٍ، وسِحْرٌ يَخْلُبُ الكَبِدا
وهُناكَ.. مَنْ يَعْشَقْ، يَجِدْ صُوَراً
عَجَباً، تَعالَى حُسْنُها صَعَدا
ما دارَ في خَلَدٍ تَصَوُّرُهُ،
فاقَ الخْيَالَ، وَجازَهُ أمَدا!
♦♦♦♦
ناغَيْتُ (جِلَّقَ) عاشقاً بَلَداً
نَزِهاً، وناساً أشْبَهُوا البَلَدا!
أسْكَنْتُهُمْ لِجَلالِهِمْ خَلَدِي
حُبّاً، كما أسْكَنْتُها الخَلَدا[10]
وَطَنُ السَّناءِ، أنافَ ساكِنُهُ
بِكَرِيمَتَيْنِ: عُرُوبَةٍ وَهُدَى![11]
جُذَّتْ يَدا مَنْ سامَهُ ضَرَراً
واسْتُؤْصِلَ الأرَحْامَ والوَلَدا[12]
♦ ♦ ♦
أ (دِمَشْقُ) يا أخْتَ الضُّحَى
ذَهَباً، ويا رِئْدَ العُلَى صَيَدا[13]
أسَلِيلَةَ الأحَقْابِ، وارِثَةً
زَهْوَ الحَضِارَةِ جَلْوَةً ورِدا[14]
بِنْتَ العُرُوبَةِ، نَبْتَ ترْبَتِها
وعَرِينَها المُتَأشِّبَ الأسِدا[15]
(غَسّانُ).. أثَّلَ فِيكِ مملكةً،
غَنَّى لها (حَسّانُ) واحْتَشَدا[16]
كُبَراؤُها، يَسْقُونَ مَنْ وَرَدُوا
صًفْوَ الرَّحِيقِ مُمازِجاً (بَرَدَى)[17]
وعُلاكِ في (الإسْلام): كُلُّ عُلاً
سَجَدَتْ لَهُ وتخاوَصَتْ حَسَدا![18]
مُلْكٌ عَرِيضٌ.. شَدَّ (أنْدَلُساً)
ِ (السِّنْدِ) مُحْتَشِداً وَمُتَّحِدا
وجَحافِلٌ في البَرِّ، وازِعَةٌ
نَزْوَ الغُزاةِ وَمَنْ بغى وَعَدا[19]
وسَفائِنٌ في البَحْرِ، حارِسَةٌ
حُرَمَ الثُّغُورِ، طَوالِعٌ مَدَدا[20]
أصْبَحْتِ بِ (الإسْلامِ) قاعِدَةً
(لِلْمَشْرِقَيْنِ)، ومَؤْئِلاً فَرَدا
كنْتِ (الثُّريّا)، والوَرَى احْتَشَدُوا
كانُوا (الفُرُودَ الزُّهْرَ) و(السُّعُدا)[21]
أعْلَتْ (أمَيَّةُ) فِيكِ رايَتَهُ
شَمّاءَ تَحْسِرُ ناظِراً رَصَدا
وَحَوَيْتِهِ، فَحَوَيْتِ جَوْهَرَةً
كالكَوْكَبِ الوَهّاجِ قَدْ وَقَدا
يَفْرِي الظَّلامَ سَنَا تَألَقُّهِ
ويُحِيلُ مِثْلَ الصُّبْحِ ما كَمَدا[22]
ويُرِي البَصائِرَ، إذْ يُجَنّبُها
شَرَّ العِثارِ، طَرِيقَها الجَدَدَا[23]
أطْلَعْتِهِ شَمْساً على أمَمٍ
غَشَّى الظَّلامُ عُيُونَها رَمَدا
عَلَّمْتِها ما لَيْسَ تَعْلَمُهُ
وَحَبَوْتِها الإيمانَ والرَّشَدا
وَرَئِمْتِها عَطْفاً ومَرْحَمَةً
رَأْمَ الثَّواكِلِ تُرْضِعُ الوَلَدا[24]
وهَدَيْتِ دانِيَهُمْ وقاصِيَهُمْ
فَسَمَوْا مَعالِيَ وارْتَقَوْا سُدَدا[25]
نَعِمُوا، وكانُوا في ضَلالَتِهِمْ
عُمْيَ القُلُوبِ مَعاشِراً بِدَدا
بادِينَ في تَيْهاءَ مُظْلِمَةٍ
في رَذْلِ عيشٍ جاوَزَ الأمَدَا[26]
مَنْ دانَ لِلأصَنْامِ يَعْبُدُها
وَجْهاً، وَمَنْ لِلنّارِ قد سَجَدا
♦ ♦ ♦
تابَعْتِ (طَيْبَةَ) سُنَّةً وهُدىً،
والخَيْرُ ما سَنَّتْهُ وامْتَهَدا[27]
(أمُّ الخِلافَةِ)، أصْلُ دَوْحَتِها
طابَتْ وطابَ بِها الوَرَى رَغَدا[28]
لَوْلا خِلافَتُها وسِيرَتُها
ما قامَ مُلْكُكِ بَسْطَةً وَيدا
مِنْ رَحْمَةِ (الرَّحْمانِ) ما نَفَحَتْ،
يا طِيبَ ما نَفَحَتْ، وما وَفَدا!
كَرَوائِحِ (الفِرْدَوْسِ) ناشِرَةً
طِيباً، وعابِقَ سَوْسَنٍ، ونَدَى[29]
تَغْدُو على ذاوٍ فَتُنْعِشُهُ
وتَرُبُّ ما ألْوَى وما هَمَدا[30]
أوْحَتْ، فَسَطَّرْتِ الهُدَى سِيَراً
وُشِيَتْ طِرازاً، وازْدَهَتْ بُرَدا[31]
♦ ♦ ♦
(تارِيخُكِ المَيْمُونُ)، مَخْبَرُهُ
أصْبَى هَوايَ إلِيكِ، واعْتَبَدا[32]
يَتَرنَّحُ (العَرِبَيُّ) قارِئُهُ
طَرَباً، وتَسَمْوُ نَفْسُهُ صُعُدا
يُوحِي إلى الأبَنْاءِ ما سَطَرَتْ
أنْباؤُهُ العَزَماتِ وَالْجلَدا
مَجْدٌ على الأيَّامِ.. لَوْ وَزَنُوا
مَجْدَ الأنَامِ بِبَعْضِهِ، مَجَدا![33]
ألْوَتْ بِهِ الأعْداءُ، غَيْرَ سَنَا
ذِكْرٍ، كَلألاءِ الضُّحَى، خَلَدا[34]
هَلْ يُسْتَعادُ جَلالُ سُدَّتِهِ؟
حُضِيّ البَنِينَ عليه والحُفَدا[35]
نَسْتَعذِبُ الذَِكْرَى، وَلَيْسَ بِنا
فَخْرٌ، لِنَبْعَثَ وانِياً قَعَدا!
ها ذا الجْمَال الغَضُّ، يا (بَرَدَى)؟[1]
شَغَفَ الفُؤادَ سَناً وَأسْكَرَهُ،
فَانْسابَ في مَرْآهُ واتَّحَدا.
يا دِينَ قَلْبِيَ، والهَوَى قَدَرٌ!
قَلْبِي أحَبَّ، وناظِرِي رَصَدا![2]
هذا مَطَافُ الحُسْنِ، مُقْتَرِبٌ
مِنّي، وَحِسِّيِ فِيهِ قَدْ بَعُدا!
و(دِمَشْقُ) خَضْراءٌ مُنَوِّرَةٌ
فَيْحاءُ، نافِحَةُ الشَّذا أبَدا
نَفَسُ العَذارَى، ما تُناسِمُهُ.
أشَمَمْتَ أطْيَبَ مِنْهُ إنْ مَأدا؟[3]
وَخَمائِلٌ رَيّا، انْتَشَتْ، وَزَهَتْ
بَهَجاً، وَرَفَّ نَعيمُها غَيَدا[4]
وأطايبٌ، يُعْطِيكَ لَيِّنُها
نُعْمَى الحياةِ هَنِيئةً رَغَدا
وكَأنَّما (بَرَدَى) بِسَلْسَلِهِ
عَسَلٌ وصَهبْاءٌ قدِ ابْتَرَدا[5]
وَ (الرَّبْوتَانِ) - وَإنَّ حُسْنَهُما
ما بانَ عَنْ عيني، وإنْ شَرَدا-[6]
بابٌ إلى (الفِرْدَوْسِ)، تَحْتَهُما
(رِضْوانُ) شَدَّدَ حَوْلَهُ الرَّصَدا:[7]
♦ ♦ ♦
(الغُوطَتانِ) رُؤىً وأخْيِلَةٌ
ونَعِيمُ دُنْيا مِنْ سَدىً ونَدَى[8]
جَمَعَ الجْمالُ لَدَى فَوارِدِها
ما كان مِنْ أنْواعِهِ بَدَدا
ضَحِكَتْ وُجُوهُ فُتُونِها، وَبَدَتْ
والحُسْنُ فَوْقَ أديِمِها سَجَدا
و(النَّيْرَبانِ) مَنارِةٌ، رَقَصَتْ
زَهَراً، وَغَنّى طَيْرُها غَرِدا[9]
اللَّيْلُ فِيها: كُلُّهُ سَحَرٌ
زاهٍ، وسِحْرٌ يَخْلُبُ الكَبِدا
وهُناكَ.. مَنْ يَعْشَقْ، يَجِدْ صُوَراً
عَجَباً، تَعالَى حُسْنُها صَعَدا
ما دارَ في خَلَدٍ تَصَوُّرُهُ،
فاقَ الخْيَالَ، وَجازَهُ أمَدا!
♦♦♦♦
ناغَيْتُ (جِلَّقَ) عاشقاً بَلَداً
نَزِهاً، وناساً أشْبَهُوا البَلَدا!
أسْكَنْتُهُمْ لِجَلالِهِمْ خَلَدِي
حُبّاً، كما أسْكَنْتُها الخَلَدا[10]
وَطَنُ السَّناءِ، أنافَ ساكِنُهُ
بِكَرِيمَتَيْنِ: عُرُوبَةٍ وَهُدَى![11]
جُذَّتْ يَدا مَنْ سامَهُ ضَرَراً
واسْتُؤْصِلَ الأرَحْامَ والوَلَدا[12]
♦ ♦ ♦
أ (دِمَشْقُ) يا أخْتَ الضُّحَى
ذَهَباً، ويا رِئْدَ العُلَى صَيَدا[13]
أسَلِيلَةَ الأحَقْابِ، وارِثَةً
زَهْوَ الحَضِارَةِ جَلْوَةً ورِدا[14]
بِنْتَ العُرُوبَةِ، نَبْتَ ترْبَتِها
وعَرِينَها المُتَأشِّبَ الأسِدا[15]
(غَسّانُ).. أثَّلَ فِيكِ مملكةً،
غَنَّى لها (حَسّانُ) واحْتَشَدا[16]
كُبَراؤُها، يَسْقُونَ مَنْ وَرَدُوا
صًفْوَ الرَّحِيقِ مُمازِجاً (بَرَدَى)[17]
وعُلاكِ في (الإسْلام): كُلُّ عُلاً
سَجَدَتْ لَهُ وتخاوَصَتْ حَسَدا![18]
مُلْكٌ عَرِيضٌ.. شَدَّ (أنْدَلُساً)
ِ (السِّنْدِ) مُحْتَشِداً وَمُتَّحِدا
وجَحافِلٌ في البَرِّ، وازِعَةٌ
نَزْوَ الغُزاةِ وَمَنْ بغى وَعَدا[19]
وسَفائِنٌ في البَحْرِ، حارِسَةٌ
حُرَمَ الثُّغُورِ، طَوالِعٌ مَدَدا[20]
أصْبَحْتِ بِ (الإسْلامِ) قاعِدَةً
(لِلْمَشْرِقَيْنِ)، ومَؤْئِلاً فَرَدا
كنْتِ (الثُّريّا)، والوَرَى احْتَشَدُوا
كانُوا (الفُرُودَ الزُّهْرَ) و(السُّعُدا)[21]
أعْلَتْ (أمَيَّةُ) فِيكِ رايَتَهُ
شَمّاءَ تَحْسِرُ ناظِراً رَصَدا
وَحَوَيْتِهِ، فَحَوَيْتِ جَوْهَرَةً
كالكَوْكَبِ الوَهّاجِ قَدْ وَقَدا
يَفْرِي الظَّلامَ سَنَا تَألَقُّهِ
ويُحِيلُ مِثْلَ الصُّبْحِ ما كَمَدا[22]
ويُرِي البَصائِرَ، إذْ يُجَنّبُها
شَرَّ العِثارِ، طَرِيقَها الجَدَدَا[23]
أطْلَعْتِهِ شَمْساً على أمَمٍ
غَشَّى الظَّلامُ عُيُونَها رَمَدا
عَلَّمْتِها ما لَيْسَ تَعْلَمُهُ
وَحَبَوْتِها الإيمانَ والرَّشَدا
وَرَئِمْتِها عَطْفاً ومَرْحَمَةً
رَأْمَ الثَّواكِلِ تُرْضِعُ الوَلَدا[24]
وهَدَيْتِ دانِيَهُمْ وقاصِيَهُمْ
فَسَمَوْا مَعالِيَ وارْتَقَوْا سُدَدا[25]
نَعِمُوا، وكانُوا في ضَلالَتِهِمْ
عُمْيَ القُلُوبِ مَعاشِراً بِدَدا
بادِينَ في تَيْهاءَ مُظْلِمَةٍ
في رَذْلِ عيشٍ جاوَزَ الأمَدَا[26]
مَنْ دانَ لِلأصَنْامِ يَعْبُدُها
وَجْهاً، وَمَنْ لِلنّارِ قد سَجَدا
♦ ♦ ♦
تابَعْتِ (طَيْبَةَ) سُنَّةً وهُدىً،
والخَيْرُ ما سَنَّتْهُ وامْتَهَدا[27]
(أمُّ الخِلافَةِ)، أصْلُ دَوْحَتِها
طابَتْ وطابَ بِها الوَرَى رَغَدا[28]
لَوْلا خِلافَتُها وسِيرَتُها
ما قامَ مُلْكُكِ بَسْطَةً وَيدا
مِنْ رَحْمَةِ (الرَّحْمانِ) ما نَفَحَتْ،
يا طِيبَ ما نَفَحَتْ، وما وَفَدا!
كَرَوائِحِ (الفِرْدَوْسِ) ناشِرَةً
طِيباً، وعابِقَ سَوْسَنٍ، ونَدَى[29]
تَغْدُو على ذاوٍ فَتُنْعِشُهُ
وتَرُبُّ ما ألْوَى وما هَمَدا[30]
أوْحَتْ، فَسَطَّرْتِ الهُدَى سِيَراً
وُشِيَتْ طِرازاً، وازْدَهَتْ بُرَدا[31]
♦ ♦ ♦
(تارِيخُكِ المَيْمُونُ)، مَخْبَرُهُ
أصْبَى هَوايَ إلِيكِ، واعْتَبَدا[32]
يَتَرنَّحُ (العَرِبَيُّ) قارِئُهُ
طَرَباً، وتَسَمْوُ نَفْسُهُ صُعُدا
يُوحِي إلى الأبَنْاءِ ما سَطَرَتْ
أنْباؤُهُ العَزَماتِ وَالْجلَدا
مَجْدٌ على الأيَّامِ.. لَوْ وَزَنُوا
مَجْدَ الأنَامِ بِبَعْضِهِ، مَجَدا![33]
ألْوَتْ بِهِ الأعْداءُ، غَيْرَ سَنَا
ذِكْرٍ، كَلألاءِ الضُّحَى، خَلَدا[34]
هَلْ يُسْتَعادُ جَلالُ سُدَّتِهِ؟
حُضِيّ البَنِينَ عليه والحُفَدا[35]
نَسْتَعذِبُ الذَِكْرَى، وَلَيْسَ بِنا
فَخْرٌ، لِنَبْعَثَ وانِياً قَعَدا!