مشاهدة النسخة كاملة : من عجائب الفاتحة وقاعدة التعايش مع القران


ضامية الشوق
02-18-2021, 10:40 AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


أن السورة الوحيدة التي قد بلَّغنا أن الله تعالى يرد فيها على عبده هي الفـــاتحـــة ..

والتي تبدأ بـــ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. والْحَمْدُ: هو إثبـــات الكمـــال لله تعالى مع المحبــة ..


والحمــد عظيمٌ جدًا، لدرجة أنه يملأ ميـــزانك بالحسنـــات .. يقول النبي ".. والحمد لله تملأ الميزان.." [رواه مسلم]

وإن وفقك الله عز وجلَّ لقول الحمد لله ..فإنك بحاجة لأن تحمده على هذه النعمة؛ لأن الله تعالى هو الذي ألهمَّك نعمة الحمد، يقول تعالى {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير: 29] ..


وما أعطاك الله في الدنيا عطاءً إلا وهو نعمة منه سبحانه، فإن حمدته على هذا العطاء كانت نعمته عليك بأن حمدته أعظم من نعمته عليك بالعطاء.

والرَبَّ: هو الرازق المالك المُدبِّر ..

والْعَالَمِينَ: جمع عالم وهي كل ما سوى الله تعالى .. فالملائكة والإنس والجن والحيوانات والحشرات وحتى البكتريا والخلايا عالم .. والله تعالى هو رب كل هذه العوالم، يُدبِّر كل صغيرة وكبيرة فيها .. حتى دقائق الأمور التي لا تُرى بالعين المجردة، جعل الله تعالى تدبيرها إليه.


ولتدرِّك مدى عظمة تدبير الله تعالى للأمور .. يكفيك أن تُشاهد العملية الدقيقة التي تحدث داخل خلية واحدة لكرة دم بيضاء، لكي تنزلق وتخرج من شُعيرة دموية إلى أخرى .. ولتعلَّم أن جسم الإنسان مكوَّن من مليارات من الخلايا، وأن المللي الواحد من الدم به عشرة آلاف خلية من كرات الدم البيضـــاء ..

فالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ..


في أعظم سورة على الإطلاق نقلنا الله تعالى من حمده على ربوبيته للعالمين إلى رحمته بالعالمين،

وبين كل آية وآية يرد الله عزَّ وجلَّ علينا ويخاطبنا كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ..

فما أحلى الفاتحة، ووالله إنها لأكثر سورة يجب أن يخشع العبد فيها ..


ولكن للأسف بعض الناس لا يبدأ بالتركيز إلا بعد إنتهاءه من الفاتحة ويستبعد أن يكون هناك ما يشدهُ فيها .. مع أن الذي يطلِّع على أسرارها، يجد لها طعمًا آخر.


والسبب في أن قول الله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أتى عقب قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .. كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "إن ربوبية الله عزَّ وجلَّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق، لأنه تعالى لما قال{.. رَبِّ الْعَالَمِينَ}كأن سائلاً يسأل ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ وانتقام أم ربوبية رحمة وإنعام؟ فقال بعدها ربي {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ }"


والرحمن والرحيم يدلان على الرحمة .. ولكن بينهما فرق ..

فالرحمن .. أي ذو الرحمة الواسعة ولذلك جاء على وزن فعلان الدال على السعة، ويدُل على أن صفة الرحمة قائمة به سبحانه.

أما الرحيـــــم .. فهو الذي يوصل الرحمة إلى من يشاء من عباده، ولهذا جاءت على وزن فعيل الدال على وقوع الفعل.

يقول ابن القيم "ألا ترى أنهم يقولون: غضبان للممتليء غضبا وندمان وحيران وسكران ولهفان لمن ملىء بذلك، فبناء فعلان للسعة والشمول .. ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرا كقوله تعالى{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]، و{.. ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان: 59].. فاستوى على عرشه باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى {.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ..} [الأعراف: 156].. فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء"

ويقول "والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل ..


فالأول

دال أن الرحمة صفته،

والثاني

دال على أنه يرحم خلقه برحمته .. وإذا أردت فهم هذا فتأمَّل قوله: { .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}[الأحزاب: 43] وقوله تعالى{.. إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة: 117]

ولم يجيء قط رحمن بهم، فعُلِّم أنالرحمن:هو الموصوف بالرحمةورحيم:هو الراحم برحمته"

ورحمة الله تكون في ما منعك، كما تكون في ما منحك .. فإذا منعك الله تعالى من شيءٍ تحبه وتريده، فهذا هو عين العطاء لك .. لإنه إن كان هذا الشيء في الظاهر محبباً لك، فإن فيه مفاسد هي أعظم من منافعه والله تعالى يراها وأنت لا تراها .. فهو الخالق سبحانه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك: 14] .. فيكون منعك منه فيه منفعة لك أكثر من حصوله لك سواء في العاجل أم في الآجل، قال تعالى {.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216]

فالأمر كله رحمةً للعبد، ولكنه يقف بين يدي الله تعالى مُتسخطًا في الصلاة بدلاً من أن يقف فرحًا متلذذًا برحمة الله التي وسعت كل شيء

والسبب في أن قول الله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تقدَّم على قوله {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .. يقول الغرناطي في (ملاك التأويل) "الله عز وجل يخاطب عباده بخطاب الرحمة والتلطف والاعتناء، فيقول للنبي {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ}[التوبة : 43] .. فقدَّم العفو على ما ظاهره العتاب، لكي لا ينصدع قلب النبي .. وكذلك تلطَّف على عباده من أمة النبي فقال لهم {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ليؤنسهم في ذلك اليوم الشديد"


فكما آنس الله عز وجلَّ نبيه ، فقد قدَّم قوله الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ لكي يؤنس أمته في هذا اليوم العصيب لما فيه من أهوال

مجنون قصايد
02-18-2021, 11:31 AM
الله يعطيك العافيه
ويكثر من امثالك

اخترت الموضوع المناسب بمعلوماته
احترامي

مجنون

نجم الجدي
02-18-2021, 11:33 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي

عـــودالليل
02-18-2021, 03:09 PM
امتناني وشكري لك على هذا الطرح
محتواه جميل
ونال الاستحسان

وهذا دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهوره بهذا الشكل

لك كل احترامي وتقديري



اخوك
محمد الحريري

http://dc02.arabsh.com/i/00093/ejwkcw2i2s3n.gif

عازفة القيثار
02-18-2021, 06:00 PM
جزاك الله خيرا
ونفع بك ع الطرح القيم والمفيد
وعلى طيب ماقدمت
اسعد الله قلبك بالأيمان
وسدد خطاك لكل خير وصلاح
وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
دمت بطاعة الرحمن

زمرد
02-18-2021, 06:09 PM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

ضامية الشوق
02-18-2021, 06:10 PM
يسلمو على المرور

نظرة الحب
02-18-2021, 09:53 PM
سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك

ضامية الشوق
02-19-2021, 05:58 AM
يسلمو على المرور

ترانيم عشق
02-19-2021, 03:05 PM
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

طهر الغيم
02-19-2021, 04:40 PM
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري

ضامية الشوق
02-19-2021, 05:41 PM
يسلمو على المرور

ملكة الجوري
02-20-2021, 10:37 PM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان
وأن يثيبك البارئ خير الثواب
دمت برضى الرحمن

فزولهآ
02-21-2021, 10:02 AM
طرح رائع

ضامية الشوق
02-22-2021, 04:17 PM
يسلمو على المرور

جنــــون
02-25-2021, 06:28 PM
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ
وُدِيِّ

ضامية الشوق
02-26-2021, 06:32 AM
يسلمو على المرور

لا أشبه احد ّ!
02-27-2021, 02:24 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

ضامية الشوق
02-28-2021, 10:21 AM
يسلمو على المرور