ملكة الجوري
11-26-2020, 09:34 PM
http://files2.fatakat.com/2015/6/14344424001595.gif
ليه الايه جت بالفظ اشتعل الراس شيبا بدل واشتعل الشعر شيبا تعالوا نعرف ..........
دعا زكريا – عليه السلام- ربه، فقال:﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾(مريم: 4).
قوله:﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾. أي: انتشر بياض الشيب في الرأس انتشار النار في الهشيم.
والشيب: بياض الشعر، ويعرض للشعر البياض بسبب نقصان المادة التي تعطي اللون الأصلي للشعر، ونقصانها بسبب كبر السن غالبًا ؛ فلذلك كان الشيب علامة على الكبر. والاشتعال يكون للنار شبِّه به انتشار الشيب في الرأس على سبيل الاستعارة. ويجمع علماء البلاغة على أن الاستعارة في هذه الجملة من ألطف الاستعارات وأحسنها لفظًا ومعنى، فقد جمعت بين الإيجاز والإعجاز ؛ إذ فيها من فنون البلاغة، وكمال الجزالة ما لا يخفى، حيث كان الأصل أن يقال واشتعل شيبُ الرأس ) ؛
وإنما قلب للمبالغة، فقيلواشتعل الرأس شيبًا )، فأسند الاشتعال للرأس في اللفظ، وهو في الحقيقة مسند للشيب في المعنى
، فأفاد بذلك مع لمعان الشيب في الرأس- الذي هو أصل المعنى- العموم على سبيل الاستغراق والشمول، وأن الشيب قد شاع في الرأس كله، وأخذه من نواحيه، وعم جملته، حتى لم يبق من السواد شيء، أو لم يبق منه إلا ما لا يعتد به. وهذا المعنى لا يمكن أن يفهم
لو قيل اشتعل شيبُ الرأس ) ؛ بل لا يوجب اللفظ- حينئذ- أكثر من ظهور الشيب في جانب أو أكثر من جوانب الرأس. ويبين لك ذلك أنك تقولاشتعل البيت نارًا )، فيكون المعنى: أن النار قد وقعت في البيت وقوع الشمول، وأنها قد استولت عليه، وأخذت في جميع أطرافه ووسطه.
وتقول اشتعلت النار في البيت )، فلا يفيد ذلك المعنى الذي أفاده الأول ؛ بل لا يقتضي هذا أكثر من وقوع النار في البيت وإصابتها جانبًا منه أو أكثر.
ليه الايه جت بالفظ اشتعل الراس شيبا بدل واشتعل الشعر شيبا تعالوا نعرف ..........
دعا زكريا – عليه السلام- ربه، فقال:﴿ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ﴾(مريم: 4).
قوله:﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾. أي: انتشر بياض الشيب في الرأس انتشار النار في الهشيم.
والشيب: بياض الشعر، ويعرض للشعر البياض بسبب نقصان المادة التي تعطي اللون الأصلي للشعر، ونقصانها بسبب كبر السن غالبًا ؛ فلذلك كان الشيب علامة على الكبر. والاشتعال يكون للنار شبِّه به انتشار الشيب في الرأس على سبيل الاستعارة. ويجمع علماء البلاغة على أن الاستعارة في هذه الجملة من ألطف الاستعارات وأحسنها لفظًا ومعنى، فقد جمعت بين الإيجاز والإعجاز ؛ إذ فيها من فنون البلاغة، وكمال الجزالة ما لا يخفى، حيث كان الأصل أن يقال واشتعل شيبُ الرأس ) ؛
وإنما قلب للمبالغة، فقيلواشتعل الرأس شيبًا )، فأسند الاشتعال للرأس في اللفظ، وهو في الحقيقة مسند للشيب في المعنى
، فأفاد بذلك مع لمعان الشيب في الرأس- الذي هو أصل المعنى- العموم على سبيل الاستغراق والشمول، وأن الشيب قد شاع في الرأس كله، وأخذه من نواحيه، وعم جملته، حتى لم يبق من السواد شيء، أو لم يبق منه إلا ما لا يعتد به. وهذا المعنى لا يمكن أن يفهم
لو قيل اشتعل شيبُ الرأس ) ؛ بل لا يوجب اللفظ- حينئذ- أكثر من ظهور الشيب في جانب أو أكثر من جوانب الرأس. ويبين لك ذلك أنك تقولاشتعل البيت نارًا )، فيكون المعنى: أن النار قد وقعت في البيت وقوع الشمول، وأنها قد استولت عليه، وأخذت في جميع أطرافه ووسطه.
وتقول اشتعلت النار في البيت )، فلا يفيد ذلك المعنى الذي أفاده الأول ؛ بل لا يقتضي هذا أكثر من وقوع النار في البيت وإصابتها جانبًا منه أو أكثر.