مشاهدة النسخة كاملة : من هو الذي تنهاه صلاته000 تنهاه عن الفحشاء والمنكر


عفوكـ يارب
04-18-2010, 02:27 PM
من هو الذي تنهاه صلاته
عن الفحشاء والمنكر ؟


السؤال: في القرآن الكريم نجد الآية الكريمة :


( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت/45،

بينما أجد الكثير من المصلين من يملك أسوأ الأخلاق , نجده مرتشيا ، وحراميا، ولصا ،

وكذابا ، وكل شيء من هذا القبيل , فاستغربت لهذا . أود منكم الإيضاح .




الجواب :
الحمد لله

لا نجد داعيا لاستغرابك أخي السائل

فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر

هي الصلاة الحقيقية التي يقبل صاحبها إليها بقلبه وروحه ونفسه

يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب

فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه .

فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة

لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة

التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولم يكتب له من أجرها

إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها .
يقول الله عز وجل فيها :

( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ

وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

( قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا -

غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ .

قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ

بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي الْجَنَّةِ )

رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/

321) والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة"
(رقم/190)

قال الإمام القرطبي رحمه الله :

" في الآية تأويل ثالث ، وهو الذي ارتضاه المحققون ، وقال به المشيخة الصوفية ،

وذكره المفسرون ، فقيل المراد بـ ( أقم الصلاة ) : إدامتها ، والقيام بحدودها .



ثم أخبر حكما منه بأن الصلاة تنهى صاحبها وممتثلها عن الفحشاء والمنكر ، وذلك لما

فيها من تلاوة القرآن المشتمل على الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا

دخل المصلي في محرابه ، وخشع ، وأخبت لربه ، وادكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه :
صلحت لذلك نفسه

وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى ، وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر من

ذلك حتى تظله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة .

فهذا معنى هذه الأخبار ؛ لأن صلاة المؤمن هكذا ينبغي أن تكون .



قلت – أي القرطبي - :

لا سيما وإن أشعر نفسه أن هذا ربما يكون آخر عمله ، وهذا أبلغ في المقصود ، وأتم في المراد
فإن الموت ليس له سن محدود ، ولا زمن مخصوص ، ولا مرض معلوم ، وهذا مما لا خلاف فيه .


وروي عن بعض السلف

أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه ، فكُلم في ذلك فقال :

إني واقف بين يدي الله تعالى ، وحق لي هذا مع ملوك الدنيا ، فكيف مع ملك الملوك ؟!

فهذه صلاة تنهى - ولا بد - عن الفحشاء والمنكر .


ومن كانت صلاته دائرة حول الإجزاء

لا خشوع فيها ، ولا تذكر ، ولا فضائل – كصلاتنا ، وليتها تجزي - فتلك تترك صاحبها

من منزلته حيث كان ، فإن كان على طريقة معاص تبعده من الله تعالى :

تركته الصلاة يتمادى على بعده ، وعلى هذا يخرج الحديث المروي عن ابن مسعود

وابن عباس والحسن والأعمش قولهم :

( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعدا ) " انتهى.

" الجامع لأحكام القرآن " (13/348) .

والحديث المشار إليه في آخر كلامه : ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ، رقم (2)



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الصلاة إذا أتى بها كما أمر نهته عن الفحشاء والمنكر ، وإذا لم تنهه : دل على

تضييعه لحقوقها وإن كان مطيعاً ، وقد قال تعالى : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة )

مريم/59، وإضاعتها : التفريط في واجباتها وإن كان يصليها " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (22/6)




وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"
فإن قال قائل : كيف تكون الصلاة عوناً للإنسان ؟

فالجواب : تكون عوناً إذا أتى بها على وجه كامل ، وهي التي يكون فيها حضور القلب

، والقيام بما يجب فيها .


أما صلاة غالب الناس اليوم
فهي صلاة جوارح لا صلاة قلب ؛

ولهذا تجد الإنسان من حين أن يكبِّر ينفتح عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجس التي

لا فائدة منها ؛ ولذلك من حين أن يسلِّم تنجلي عنه وتذهب .



لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله ، وأنها روضة فيها

من كل ثمرات العبادة :

لا بد أن يَسلوَ بها عن كل همّ ؛

لأنه اتصل بالله عزّ وجلّ الذي هو محبوبه ، وأحب شيء إليه ؛

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( جعلت قرة عيني في الصلاة ).

أما الإنسان الذي يصلي ليتسلى بها

لكن قلبه مشغول بغيرها :

فهذا لا تكون الصلاة عوناً له ؛ لأنها صلاة ناقصة ؛ فيفوت من آثارها بقدر ما نقص فيها ، كما قال الله تعالى :

( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
العنكبوت/45،



وكثير من الناس يدخل في الصلاة ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء

والمنكر ، هو على ما هو عليه، ؛

لا لانَ قلبه لذكر ، ولا تحول إلى محبة العبادة" انتهى.

" تفسير سورة البقرة " ( 1 / 164 ، 165 )




ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" للصلاة الصحيحة تأثير في سلوك العبد وأعماله الأخرى ، قال تعالى :

( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )
العنكبوت/45.

فالذي يصلي بحضور قلبه وخشوع واستحضار لعظمة الله ؛

هذا يخرج بصلاة مفيدة نافعة ، تنهاه عن الفحشاء والمنكر ، ويحصل بها على الفلاح .

أما الذي يصلي صلاة صورية ؛

من غير حضور قلب ، ومن غير خشوع ، قلبه في واد وجسمه في واد آخر ؛ فهذا لا

يحصل من صلاته على طائل " انتهى.

" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان "
( 3 / 53 ، 54 )


والله أعلم .




الإسلام سؤال وجواب

سعودي وافتخر
04-18-2010, 02:31 PM
أشكرك ع الطرح الاكثر من رائع

نظرة الحب
04-18-2010, 05:44 PM
جزاااكي الله الف خير

عفوكـ يارب
04-19-2010, 03:27 AM
ولمن قال سعودي

عفوكـ يارب
04-19-2010, 03:27 AM
ولمن قال نظرررررره

جنــــون
04-19-2010, 07:46 AM
يعطيــــــــــكـ الـــــف عافيــــــــــــه
لاعدمنـــــــــــاكـ


مع ودي ...



http://www.sky-bramj.com/upload/uploads/images/1-30e80f5ec2.gif

البرق النجدي
04-19-2010, 03:44 PM
بارك الله فيك على الطرح الرائع

malak
04-19-2010, 05:01 PM
جزاك الله الجنه يالغلا.........

عـــودالليل
04-19-2010, 09:39 PM
http://abeermahmoud07.jeeran.com/619-welldone-AbeerMahmoud.gif
ألف شكر

مروري شكر وتقدير للمجهود الراقي

http://7bna.com/up/uploads/196889b8e5.gif

LuLu CaTy
04-19-2010, 11:49 PM
جزااااااااك الله ألف خييير

موضوع رااااائع

متميييييييزه دائما

عفوكـ يارب
04-22-2010, 02:13 AM
ولمن قال جميعآآآآآآ