جنــــون
10-31-2020, 08:15 AM
ـــ مُقَـدّمة رائعـة بديعـة لتفـسيـر ( فِـي ظِـلاَلِ الْـقُـرْآنِ )
بقـلم الشهيد : سَـيّـد قُـطب ( رحمه الله )
الحياة في ظِـلال القـرآن نعـمة . نعـمة لا يعـرفها إلا من ذاقها .
نعـمة ترفع العـمر وتباركه وتُـزكيه.
والحمد لله . . لقد مَـنَّ عـليَّ بالحياة في ظِـلال القرآن فترة من الزمان ، ذقتُ فيها من نعـمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه .
لقد عـشتُ أسمع ا لله - سبحانه - يتحدث إليَّ بهذ ا القرآن . . أنا العـبد القليل الصغـير . . أيّ تكريم للإنسان هذا التكريم العـلوي الجليل ؟ أي رفعـة للعـمر يرفعـها هـذا التنزيل ؟ أيّ مقام كريم يتفضل به عـلى الإنسان خالقه الكريم ؟
وعـشتُ - في ظِـلال القرآ ن - أنظرُ من عُـلُـو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغـيرة الهزيلة . . أنظر إلى تَعـاجب أهل هـذه الجاهلية بما لديهم من معـرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال . . كما ينظر الكبير إلى عـبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولَثغـة الأطفال . .
وأعـجب .. ما بال هـؤلاء الناس ؟ ! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعـو ن النداء العـلوي الجليل . النداء الذي يرفـع العـمر ويباركه ويزكيه ؟
عـشتُ أتملّى - في ظلال القـرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود . . لغـاية الوجود كله ، وغـاية الوجود الإنساني . . وأقيسُ إليه تصورات الجاهلية التي تعـيش فيها البشرية ، في شرق وغـرب ، و في شمال وجنوب .. وأسألُ .. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن ، وفي الدرك الهابط ، وفي الظلام البهيم ، وعـندها ذلك المرتع الزكي ، وذلك المُرتقى العـالي ، وذلك النور الوضيء ؟
وعـشتُ - في ظلال القرآن - أحسُّ التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله ، وحركة هذا الكون الذي أبدعـه الله . . ثمّ أنظر . . فأرى التخبُّط الذي تعـانيه البشرية في انحـرافها عـن السّـنن الكونية ، والتصادم بين التعـاليم الفاسدة الشرّيرة التي تُملَى عـليها وبين فطرتها التي فـطـرها الله عـليها . وأقول في نفسي :أي شيطان لئيم هـذا الذي يقود خُطاهـا إلى هذا الجحيم ؟ يا حـسرةً عـلى العِـباد !!
بقـلم الشهيد : سَـيّـد قُـطب ( رحمه الله )
الحياة في ظِـلال القـرآن نعـمة . نعـمة لا يعـرفها إلا من ذاقها .
نعـمة ترفع العـمر وتباركه وتُـزكيه.
والحمد لله . . لقد مَـنَّ عـليَّ بالحياة في ظِـلال القرآن فترة من الزمان ، ذقتُ فيها من نعـمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه .
لقد عـشتُ أسمع ا لله - سبحانه - يتحدث إليَّ بهذ ا القرآن . . أنا العـبد القليل الصغـير . . أيّ تكريم للإنسان هذا التكريم العـلوي الجليل ؟ أي رفعـة للعـمر يرفعـها هـذا التنزيل ؟ أيّ مقام كريم يتفضل به عـلى الإنسان خالقه الكريم ؟
وعـشتُ - في ظِـلال القرآ ن - أنظرُ من عُـلُـو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغـيرة الهزيلة . . أنظر إلى تَعـاجب أهل هـذه الجاهلية بما لديهم من معـرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال . . كما ينظر الكبير إلى عـبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولَثغـة الأطفال . .
وأعـجب .. ما بال هـؤلاء الناس ؟ ! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعـو ن النداء العـلوي الجليل . النداء الذي يرفـع العـمر ويباركه ويزكيه ؟
عـشتُ أتملّى - في ظلال القـرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود . . لغـاية الوجود كله ، وغـاية الوجود الإنساني . . وأقيسُ إليه تصورات الجاهلية التي تعـيش فيها البشرية ، في شرق وغـرب ، و في شمال وجنوب .. وأسألُ .. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن ، وفي الدرك الهابط ، وفي الظلام البهيم ، وعـندها ذلك المرتع الزكي ، وذلك المُرتقى العـالي ، وذلك النور الوضيء ؟
وعـشتُ - في ظلال القرآن - أحسُّ التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله ، وحركة هذا الكون الذي أبدعـه الله . . ثمّ أنظر . . فأرى التخبُّط الذي تعـانيه البشرية في انحـرافها عـن السّـنن الكونية ، والتصادم بين التعـاليم الفاسدة الشرّيرة التي تُملَى عـليها وبين فطرتها التي فـطـرها الله عـليها . وأقول في نفسي :أي شيطان لئيم هـذا الذي يقود خُطاهـا إلى هذا الجحيم ؟ يا حـسرةً عـلى العِـباد !!