مشاهدة النسخة كاملة : تسريب عن واقعة فقد..
كتف ثالثه
08-30-2020, 04:01 AM
22- مايو - 2016 م
لم أشرق كعادتي، ولم يأتيني الفجربسجيته الدائمة، كان مختلف الوطء والتتمة
لا النوم رافقني في ليلتي المنصرمة ولا جسدي أهداني مغفرة بالهدوء
تسعرت أشجاني، توترت أركاني، أهتز وإن كنت لا أبديه
أضحك أكثر من المتوقع و أفتعل الشغب ما يناسب الليلة الأخيرة جداً
كيف أطمس الذي فات، كيف أعود لنقطة ماضية وكأني لم أزاول مهنة ربان السفينة
أنا أعود لمكاني و جزء من قلبي أبقيه هنا
حانت اللحظة، لطالما فررت منها طفلة وصبية وأعيشها مرغمة في كل مرة
أوادعه و الشرخ فيه صدره تنطق به عيناه
عانقته كعناقي له تلك الليلة المضطربة، الحزينة، الباكية، أواسيه بصبري
إلا أن جلدي تخلى عني هذه اللحظة
في هذا الموضع ( أنا بكيت)
غادرت والتلويحات خلف ظهري
الصغير ينادي
أمسكوه إجباراً
ليعود الكل لمكانه الطبيعي
لا أجروء على الالتفات، ولا يجوز أن أظهر بالصورة الخفية التي احتفظ بها لساعات الليل
فقط مضيت
.
.
.
عند (بوابة القادمون)
كل الشعور مختلط
حقاً أعود لداري ولي ولأحضان أمي
استنشق الهواء الذي انتمي إليه
يا إلهي..
تغير كل شي
الطرقات والأشجار وألوان السماء
صوت العصافير، تحليق الحمام
و صبارتي الصغيرة (أشواكها ضمرت لم تعد فتية)
أم أنا التي لم تعد ترى كل شيء كسابقه
سابقت الريح لألج لداري
آه يا شوق وصوت الآه لا أخفيه
عُدنا والفقد كبير
عُدنا والجرح أكبر من أن أخفية بابتسامة حمقاء
عُدت
لكني بروح أخرى
عُدت
و هو
لن يعود
أبداً
.
.
.
حملتني جسارتي لترتيب ما أحدثه الزمان والغياب والفقد
منذ ساعات الصباح الأولى حتى بداية تفشي ساعات الصباح الجديد
من الجيد أني فعلت
ويبدو أن عيني تستجيب لسلطان النعاس أخيراً
دون استحضار أي فكرة، أو أين أكون وأين سأكون في العشية الجديدة
لن أرى الملامح البائسة
لن أستمع لعثرات الصوت بالدمع
لن أشاهد صورته مزجاة في الأفق تحلق
فقط سأنام..
قبل أن أفعل لم أمنعني من إرسال صوت خاطري
ثم رحلت في نوم طويل..
.
.
.
لم يسبق أن دونت انحناءة كهذه
تصبر واقرأ
لا أضمن لك ما تجده في ( تسريب عن واقعة فقد )
لحصر قصايد ليل
ثالثه لاتميل..
روح الندى
08-30-2020, 05:12 AM
قصة جميلة رغم سطورها المؤثرة
قدح جديد
نرتشف منه حرفك الجميل
دمت سامقة الابداع
روح الندى
08-30-2020, 05:12 AM
5ستار
ملكة الجوري
08-30-2020, 05:38 AM
ما شاء الله القصة رائعة جدا
اعجبتني بشدة
واسلوب الكتابة اروع
وجذبتني طريقة السرد
ودقة تصوير الاحداث
شعرت اني اراها
يعطيك العافيه
مع الشكر وختمي واعجابي وتنبيهات
المهرة
08-30-2020, 05:52 AM
جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير
كتف ثالثه
08-30-2020, 06:03 AM
لي وقفة مع كل هذه الاطلالات الباذخة
للتنويه
لها تتمة طويلة
سأسعد بمتابعتكم الراقية
تقديري الخالص..
محاولة أخرى
08-30-2020, 07:43 AM
لاشك أن النص رائع
والدليل على روعته أننا رأينا ماحدث، وفي المرات القليلة التي تغيب فيها الصورة تحضر الكلمة.
أمنيتي أن هذا النص قد كتب في نفس ذاك العام وليس جديدا، رغم أن ذلك لايغير شيئا كثيرا للاسف.
لأن حروفه لازالت رطبة ندية.
لي عودة بعد آخر نزف ( حرف)
دجى الليل
08-30-2020, 08:40 AM
سلمتي ولاعدمنا وجودج الغاليه شكرا ع طرح رائع
نجم الجدي
08-30-2020, 10:39 AM
كل هذااا وانتي مخبيته في داااخلك من سنين
اثررتي فيه عموووووووو
ويااكرهي للانكسااار
نظرة الحب
08-30-2020, 03:13 PM
الله يرحم كل قلب انكسر وماانجبر
قثه وقعها متعب حبيبتي كتف ثالثه
قلمك حبيته
مجنون قصايد
08-30-2020, 03:43 PM
بعيد عن كل ألم وتعب فاح من بين اسطرك
سحرني جودة قلمك يابنتي
وهذا مانبحث عنه الجودة فقط
الخاطرة
ادبية بإمتياز شديد
بيض الله وجهك
.
.
.
.
.
نص فخم ؛ لا غبار عليه.
ثانياً: بذخ بالمفردات ؛ والمعاني ( جد والله )
نرجع لـ أولا: من غير الانصاف المداخله تحسب وأنا عقلي ممتلئ من دوشة عملي!
لي باك ليس كمقيّم للنص ؛ بل النص فاخر وأنا تقريباً من نفس المدرسة.
طاهرة القلب
08-30-2020, 05:43 PM
قصه رائعه وعبق نرجسي يسطر بعذوبه
وجمال يعانق السماء كجمال الحرف
و الطرح الراقى
ابداع تميز تألق
يعطيكم العافيه ولاعدمنا جديدكم
الغنــــــد
08-30-2020, 06:29 PM
جميييييل
يعطيك العااافيه
قصه مميزه وسرد رائع وسلس
دائما نستمتع بقلمك الرائع
سلمت اناملك على ماتقدمه لنا
ب انتظار المزيد من ابداعاتك
كل الود والتقدير
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:25 AM
قصة جميلة رغم سطورها المؤثرة
قدح جديد
نرتشف منه حرفك الجميل
دمت سامقة الابداع
مرحباً ياندى الصباح وبسمته
شكراً لمرورك الجميل
وسأسعد بمتابعتك للبقية
أنت النجمات المتألقة هنا
تقديري الخالص..
ما شاء الله القصة رائعة جدا
اعجبتني بشدة
واسلوب الكتابة اروع
وجذبتني طريقة السرد
ودقة تصوير الاحداث
شعرت اني اراها
يعطيك العافيه
مع الشكر وختمي واعجابي وتنبيهات
ياجورية الأرض وعبقها الفواح
تلزمني أبجدية عالية لتقديم شكر يوازي مرورك
سأحب مرورك على البقية
باقات تقديري الخالص..
جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير
الجميلة ( المهرة الجامحة)
حضورك كالزلال من الماء العذب
به ارتويت فرحاً
ابقي للتمة فهناك المزيد..
لاشك أن النص رائع
والدليل على روعته أننا رأينا ماحدث، وفي المرات القليلة التي تغيب فيها الصورة تحضر الكلمة.
أمنيتي أن هذا النص قد كتب في نفس ذاك العام وليس جديدا، رغم أن ذلك لايغير شيئا كثيرا للاسف.
لأن حروفه لازالت رطبة ندية.
لي عودة بعد آخر نزف ( حرف)
محاولة أخرى
سأبقي في ساحة انتظار التنقيب والنقد
ممتنة لهذا المرور الفاخر
قراءة دهاليز النص أمر يسعدني جداً
شكراً لا تنضب
تقديري الخالص...
سلمتي ولاعدمنا وجودج الغاليه شكرا ع طرح رائع
ياسيدة القلم الذهبي
مرحباً بك في أفياء سطري المتواضع
أسعد بمتابعتك ونقدك
تقديري واحترامي...
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:41 AM
كل هذااا وانتي مخبيته في داااخلك من سنين
اثررتي فيه عموووووووو
ويااكرهي للانكسااار
مرحباً بنجم المكان وضوءه
يا شعلة قصايد ليل
ما يكتبه الكاتب لا يشترط أنه يحكيه
وبجوابك رأيته وكأنها إجازة حقيقية لقلمي
إذ أنه شوهد وكأنه يعنيني معناه أني تلبست الحدث جيداً
هناك تتمة ستفخر إذا ما قرأتها
تقديري لمرورك السخي...
الله يرحم كل قلب انكسر وماانجبر
قثه وقعها متعب حبيبتي كتف ثالثه
قلمك حبيته
نظرة الحب
يا سيدة القلب الرؤوم
ما أحدثه الزمان من ندب سيتعافى ( بشكل عام)
سأنتظر قراءتك للتالي من القصة
وسأحب رؤية حضورك
باقات عرفاني وتقديري..
بعيد عن كل ألم وتعب فاح من بين اسطرك
سحرني جودة قلمك يابنتي
وهذا مانبحث عنه الجودة فقط
الخاطرة
ادبية بإمتياز شديد
بيض الله وجهك
مرحباً ب نبض قصايد ليل ( مجنون قصايد)
القصة ازدانت بتواجدك
وسينالها الفخر أن تشهد تتمتها الباقية
إشادك كوسام يحق لي أن أفاخر به
شكري وتقديري الخالص..
.
.
.
.
.
نص فخم ؛ لا غبار عليه.
ثانياً: بذخ بالمفردات ؛ والمعاني ( جد والله )
نرجع لـ أولا: من غير الانصاف المداخله تحسب وأنا عقلي ممتلئ من دوشة عملي!
لي باك ليس كمقيّم للنص ؛ بل النص فاخر وأنا تقريباً من نفس المدرسة.
جسد
ياسيد القلم الفاخر
القصة ستشهدها تتمة وربما طويلة
إذا كنت أفلحت في مقدمتها فذلك من دواعي سروري
لربما أتعثر في أوساطها
شكراً بكل رايات سعادتي
تقديري الخالص..
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:46 AM
قصه رائعه وعبق نرجسي يسطر بعذوبه
وجمال يعانق السماء كجمال الحرف
و الطرح الراقى
ابداع تميز تألق
يعطيكم العافيه ولاعدمنا جديدكم
الجملية طاهرة القلب
تألقت بمرورك الفاره
سعدت بإطلالتك وسأسعد إذا شهدتي التتمة
تقديري الخالص..
جميييييل
يعطيك العااافيه
الغند
أنت الجمال الذي انسكب هنا
تقديري واحترامي..
قصه مميزه وسرد رائع وسلس
دائما نستمتع بقلمك الرائع
سلمت اناملك على ماتقدمه لنا
ب انتظار المزيد من ابداعاتك
كل الود والتقدير
الرائعة زمرد
ولك من اسمك نصيب
أبث شكري حتى منتاه لحضورك الجميل
وسأسعد بمداومة متابعتك
تقديري الخالص..
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:48 AM
الجزء الجديد قادم
بهكذا تحفيز
استطيع المدوامة والاستمرار
بكل حبور يتملكني
شكراً وشكراً وشكراً..
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:59 AM
نزاول العد
هيا ننطلق..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استعادت مفكرتي نشاطاً .. وصدمت انها رواية
واذا عرف السبب بطُل العجب " اجهاد العمل " ؛ ما علينا التتمة لمداخلتي النص بعد رآئع حتى وإن كان رواية .. وحتى لا اشوّه المنظر بكثرت المداخلات ؛ حاجز مقعد :sm152: ومتابع بصمت
موفقة مقدماً
كتف ثالثه
08-31-2020, 03:07 AM
.
.
.
.
.
.
.
.
.
استعادت مفكرتي نشاطاً .. وصدمت انها رواية
واذا عرف السبب بطُل العجب " اجهاد العمل " ؛ ما علينا التتمة لمداخلتي النص بعد رآئع حتى وإن كان رواية .. وحتى لا اشوّه المنظر بكثرت المداخلات ؛ حاجز مقعد :sm152: ومتابع بصمت
موفقة مقدماً
على الرحب والسعة يا جسد
أُكبر هذا الحضور بأشكاله و ألوانه
ممتنة..
لا أشبه احد ّ!
08-31-2020, 04:47 AM
جدا انيقة جميلتي
الله يعطيك العافية
اعجابي وتقييمي
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:51 PM
جدا انيقة جميلتي
الله يعطيك العافية
اعجابي وتقييمي
الجمال هو مرورك يا بهية
شكراً لمرورك السخي
تقديري..
كتف ثالثه
08-31-2020, 01:56 PM
(2)
حُييت يا فجري الجديد وبك ترنيمة صوت الأمان ( والدتي )
ودلال عكازي الأعظم ( والدي )
رائحة القهوة تراقص ذرات الهواء، ورأسي معها يزداد انتشاءً
ابتسم خاطري ، الحياة حقاً تبقى مستمرة
كم كنت ألهج بالدعاء في زمان قد مضى أن يأتي الله بالهطول
أن تنقضي دقائقي العاجزة
أن ينزل علينا معجزة من السماء
وأتى قضاءه وقدره وبه رضيت
امتدت ذراعي إلى هاتفي
لعل جواباً أنتظره قد أقبل ومع الأسف كان ساكناً على غير عادته
عدا إشعار ( دخل وقت الصلاة )
.
.
.
(مدام، مدام، مدام ساعة تمنية)
يا لا فزعي كيف أخذتني عيني حتى هذا الوقت
الساعة السادسة كنت متحضرة تماماً، أوراقي مصفوفة بعناية
ملبسه و وجبته في أتم الاستعداد
صادفني الحظ أن العاملة المنزلية يقظة للأحداث الجارية ولا أريد أن أفكر
لو كان خلاف ذلك
في هذه المرحلة يجب أن تكون مناعته عالية ومعدلاته الحيوية كذلك
عبدالوهاب/ نعم البطل عبدالوهاب يجب أن يكون في تمام الساعة التاسعة
في المختبر
سلطان يهاتف للاطمئنان، هل يجري كل شيء على ما يرام
الساعة الثامنة من المفترض أن (عبدالوهاب) قد غادر لكنه للتو يستيقض
ليتني كذبت كذبة بيضاء ونجوت بها من حصص العتاب لكني لا أعرف زخرفة الوقائع.
أتيته بالخبر لربما يجد حلاً أو يتصرف .
كله مضى على عجالة بمساعدة (سري)
والآن/ حان وقت التوبيخ، عاقبني السهد حتى يومي التالي
.
.
.
حاضر/
تنفست محوقلة لما يتشوش تفكيري بموقف صغير انتهى زمانه
و أجبت والدتي بصوتي الهزيل( طيب ياماما الحين جاية)
كيف كان صباحه هذا اليوم
هل هو كعادته يصلي ليلاً ويلتقي بالملوحة حتى تشعشع عيون النائمين
أم أنه خلد لنوم طويل واستفاق مع بكور الأطيار
ليست من عادته النوم لساعات طويلة، كما أن يقض على الدوام، نومه خفيف
واشتركنا في صفة المنامات المزعجة التي تزورنا على الدوام
أعلم عن زوجه لن تقصر
لكنها تحمل الكسر في جبينها هي أيضاً، تتصبر من أجله
لأكون أكثر صراحة /هو رأي الذي لم تراه
خاف على قلبها الفزع والهلع فأبقاها بعيداً بعض الشيء عن ساحة المشفى
من يستطيع أن يفهم قلب الامهات؟؟!!
أعلم أنه اليوم حزين أكثر من كل يوم
الفرق بيننا أني هربت
وهو بقي في محيطه يعيش حدثه وافياً حتى يتعافى..
:(وين حابه نخرج اليوم)
انتشلني صوت سارة من فكري العميق
حسناً ماذا أريد أن أفعل و أين أريد أن أمضي
:( أي مكان حتى لو أبقى في البيت وحشني)
تغير في ترتيبه ومفروشاته الكثير
لم يكن عمراً قليلاً الذي بقيته هناك في (حقبة المأساة)
تلك الأشهر كانت تساوي في دروسها أعوام عمري السابق..
نجم الجدي
08-31-2020, 06:06 PM
فاااهم عليك عموووووو
روح الندى
08-31-2020, 06:34 PM
ابدعتي في تسلسل الاحداث
جزء ملئ بالتشويق
سلم بنانك
في انتظار بقية الاجزاء
تحياتي
كتف ثالثه
09-01-2020, 03:22 AM
فاااهم عليك عموووووو
يا لا عظيم سروري بذلك و بحضورك
تقديري..
ابدعتي في تسلسل الاحداث
جزء ملئ بالتشويق
سلم بنانك
في انتظار بقية الاجزاء
تحياتي
متابعتك سعادة حقيقية ياندى
شكري لك لا ينضب..
كتف ثالثه
09-01-2020, 03:23 AM
(3)
الأحد 12 اكتوبر 2015
الساعه السابعة صباحاً..
سارعي للمجد والعلياء
مجدي لخالق السماء
وارفع الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
رددي الله أكبر يا موطني
موطني عشت فخر المسلمين
عاش الملك للعلم والوطن..
أردد النشيد الوطني ولاءً أولاً، ثم لأني في موضع القدوة أمام تلميذاتي
ما إن صدحت بترديد النشيد حتى بدأن في ترديده وكأنهن في سباق الصوت الأعلى
نصف الوجوه ناعسة
وأخرى تتمتع بشغب عالي
وباقايات أخذن موضع الحياد لا استشف من ملامحهن إلا الجمود
مضين إلى صفوفهن وأنا إلى مكتبي الصغير
استجمع ثباتي بعد فوضى الصعود على السلالم و الأصوات العالية
وحين بدأ الوقت الحقيقي كنت أقف على رؤسهن
كل الاستفهامات تنصب على رأسي دفعة وحده
:( يامعلمة أنتي جديدة)
:(يامعلمة حتدرسينا أي مادة)
يالا كثرة الأسئلة، ومجبرة على الإجابة لكل سؤال يُطرح
:سأتيكن يا صبيات بكل الأجوبة و أسد كل منافذ الفضول لديكن
الانطباع كان جيد إلى حد كبير
أبدينا تفاهم مدهش، وتقبل سريع
أخبرتهن ما يلزمهن معرفته وأبواب الفضول لا تغلق أمامهن
سعيدة لوقوفي هذا إذ أني سعيت للحصول عليه وبشدة
كثيراً ما كنت أردد على مسامع عائلتي لا أريد أن أبقى بعد تخرجي الجامعي بلا وظيفة ولا لوقت قصير
وحدث ما تمنيته
أقبلت منطلقة، أؤدي أمراً أردته، خصوصاً بعد الثناء الذي تلقيته من اللجنة التي اختبرت قدراتي من أجل المهمة
لم يُخيل إلي أن يتم اختياري سريعاً، و أن أكون في مكاني هذا في ظرف إسبوع
مضى اليوم الأول كما كنت أخطط إلا أني استثقل تدريسي لثلاث مراحل مختلفة بين الابتدائي والمتوسط
.
.
.
الطفل يبكي و ما من أحد بجواره
ماذا يجري يا إلهي
ليس من أحد هنا
اقترب منه وألتفت علّي أجد أياً من ذويه ولا أحد
حملته بين ذراعي
الطفل محموم ويئن
يا أمه أين أنتِ، لا يوجد في هذا المركب في أحد
من أبقاك ياصغيري هنا بمفردك
تبدو السفينة تسير بسرعة هائلة
كيف أتيت هنا في عمق هذا البحر
من أتى بك في مركبة كهذه أيها الجميل الصغير
تشبث بعنقي مجيباً ( لا تتركيني ما عندي غيرك)..
على إثر هذه المقولة استفقت بفزع كبير من نومي الذي لم يتجاوز النصف ساعة
يا إلهي
لماذا أشعر بأعماقي تتأذى
حقاً الملوحة تغطي ملامحي
سارة لم تستطع تلقي أي جواب لمعرفة أسباب هذا الفزع
عدا أنها عانقتني
لماذا أبدو بهذا الشكل البائس وكان صباحي موسيقى تحقيق الهدف الذي كنت أصبو إليه منذ سنين عمري الأولى؟؟
لماذا علقت في كفي رائحة الطفل وعناقة وحمى بدنه؟؟
لماذا ينساب هذا الاستياء على إثر رؤيا نردد عنها منامات العصر الكاذبة
و لم أشعره كذلك أبداً مع إصرار عقلي بإقناعي بذلك؟؟
من يكون هذا الصبي و ماذا يصبو إليه من معنى و إن كنت لا أعلقني كثيراً بالرؤى؟؟
أعتقد أني أُصبت بحماه، عدى إصابته انتقلت إلي
لا أجيد إجابة لأي استفهام مما سبق إلا أني
لا أريد أن أحادث أحد
ولا أريد الالتقاء بأياً كان
أريد أن أبقى وحدي وفقط...
لا أشبه احد ّ!
09-01-2020, 04:02 AM
اناقة وجمال حبيبتي
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
كتف ثالثه
09-01-2020, 04:02 AM
(4)
23 مايو 2016 م
( الأول من كل أمر يبدو صعب للغاية، حتى نفسك قد تردد أحياناً كيف يمكن أن أفعل
أن أتجاوز، أن أغفر، أن أنجز، أن أتقدم، أن أحل أبواب المعضلة، وأكبر استفهام قد يكون
أن أنسى
ليس ثمة نسيان جميل أو سريع هكذا قالت أحلام مستغانمي
لا يمكن أن ننسى في الحقيقة
لكن الزمان كفيل بتضميد هذه الجراح
هذه الليلة بالنسبة لي تبدو صعبة أيضاً
أجهدت نفسي في ترتيب كل ذرات الغبار التي تراكمت حتى لا أفكر بشيء
لكن قلبي معك
سأستسلم للنوم أخيراً، لا تنسى أن تطمئن خاطري
ليكن نومك ساكناً)
نسيت العدد الذي وصلت إليه من اطلاعي عليها
ياترى هل وصلت للعدد عشرين أم لا
لعله أتى بجواب يطمئن من قلقي عليه ومع كل الأسف لا يوجد إلا صح باللون الأزرق
وبما أنه اختار الصمت فأنا أخذت جوابي
ومع ذلك كنت أريد أن أكذبة ولو بجواب يسير ، كنقطة مثلاً سارضى بها
أردته أن يخبرني كما كان يفعل سابقاً
لا أريده أن ينغلق لهذا الحد
ليس من الكلام أي فائدة تُذكر أتفهم الأمر جيداً
على الأقل لو نقتسم الوجع، والآه، والدمع هذا ما فكرت به
كثيراً ما اعتدت على إجاباته الفعلية لا القولية مثل عامي المنصرم مثلاً
عندما أخبرته بأني أزور المقهى الذي ذهبنا إليه مؤخراً مع بعضنا
وأني أشتاق إليه جداً
عند حضور اليوم التالي استفقت من منامي إثر قبلة على رأسي
كان هو صاحبها ما إن رأى حركة تنم على يقضتي حتى ابتسم قائلاً: ( قلتي وحشتك و أنا جيتك )
تكبد عناء الرحلة من أجل كلمة
ترك أعماله الكثيرة و مسؤولياته التي لا تنتهي من أجل (وحشتني)
تمنيت لو أنه يفعل مثل الوقت الماضي ويأتيني جوابه باتصال
وانا التي تعلم بأنه لا يُجري أي مكالمات في الوقت الحالي إلا للضرورة القصوى
صحيح أن نغمة الحزن في صوته قد تقضي على ثباتي لكن أختار هذه الكفة عن الصمت
انتزعني من هذه الأفكار نداء سارة
نسيت أننا في موعد لنزهة عائلية
تلقيت بعض العتاب بسبب حماقة ما ارتكبتها
أبقيت من سارة متحفزة بعض الشيء لبدء شجار لطيف نفتعله في كل مرة لخنق الصمت
كنت أبدل بين أثوابها وثيابي في الخزائن
كما أني خبأت هاتفها لهدف اللعب
وأفلح الأمر ها أنا ذا أركض لاختبئ خلف ظهر أمي
و والدي يبادلنا الضحك
نسيت أيضاً الإفصاح بأني بدلت الحقائب سأرى حين تكتشف الأمر ما الذي سيجري
أعدت سيرة الشغب الأولى من جديد
حتى والدتي لم تسلم منه ولا والدي
أنشبت بينهما الشجار وفررت بضحكاتي...
كتف ثالثه
09-01-2020, 04:07 AM
اناقة وجمال حبيبتي
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
الرائعة أول أطيافي
سعيدة بهذه المتابعة حقاً
ممتنة وجداً
قبلاتي..
كتف ثالثه
09-02-2020, 03:35 AM
(5)
26 اكتوبر 2015
الأحد الساعة التاسعة صباحاً في حجرة المديرة
بدهشة تستفسر:(ليه الاستقالة يا أستاذة يارا، معلمة بهذه الكفاءة نحب إنها تبقى عندنا
طالباتك يشيدون بإمكانياتك العالية، يا ترى السبب خاص أو من المدرسة؟؟).
كيف سأخبرك يا أستاذه هيام بأني لا أشعرني هنا، كيف أخبرك بأسبابي الحقيقية
نفسي تطلب مني هذا الاعتزال
كيف سأخبرك بأني طوال الفترة الماضية كنت أصلي لله أن يجلب لي الخير
وأن استخاراتي تجاري عدد صلواتي في اليوم على أن أبقى أو أغادر
كيف سأتلو على مسامعك بأن خاطري مغلق عن هذا القدوم
ولولا أني أخاف التقصير في حق ربي أمام هذا النشء لكنت بقيت، لن أرفض أي مردود مادي.
لا يفلح انجازي وأنا أراه يشبه الانسياق إلى المعتقل
كأن جنازة ما تنتظرني في مكان أجهله
استعيذ ثلاثاً وأنفث على صدري الفلق ثم أعدت الأسباب لعدم اعتيادي لكنه لم يكن شيئاً كهذا
: بالعكس يا أستاذه هيام من أروع الإدارات اللي تعاملت معاها لكن السبب عائلي بحت
:فعلاً خسارة أستاذة مثلك، مافي إمكانية إنه ينحل الموضوع؟
أجبت وأنا أهز رأسي بالرفض لا توجد إمكانية لبقائي.
أليس الانتماء من الأسباب التي تجعلك تُقبل بانشراح إلى حيث تنتمي
هذه الجهة لا تناسبني، ولا يناسبني أن أكون مسخاً يفعل بلا اقتناع أو إدراك لما يدور حوله
العقد فارغ من كل الذي أمارسه خلف الكواليس لهذه الجهة، أنا أحمل مسمى وظيفي واحد
ومع الأسف أقوم بثلاث وظائف
: أتمنى لك التوفيق
:شكراً جزيلاً
سلمت ما في جعبتي من عهدة، وطالبت بلقاء أخير مع تلميذاتي
الصبيات في الصف الرابع وقفوا على صعيد واحد والجزم بأن أبقى
هذا الرفض لن يُجدي نفعاً ولن يغير نتيجة أنه اليوم الأخير
كم أبغض اللحظات الأخيرة، وأبغض ترتيباتها التي في النهاية فراغ عن كُل ما خُطط له
ميعاد أخذت تنتحب على الباب : (لا تروحي يا معلمة أنتي درسينا) .
بماذا أخبرك أيتها الصبية، أنا لا أشعرني هنا بخير، أريد الخلاص بأقل الأثمان ولو كنت في كف الخسارة
طمست المسافة التي تفصلنا بخطوات بسيطة وعانقتها مربدةً على أسباب اعتراضها
: أنت طالبة مجتهدة وذكية وكذلك زميلاتك ومتأكدة ستكون المعلمة القادمة قدراتها عالية إذا لم تكن أفضل مني
سأرسل لكم سلامي مع المعلمة نوال و لربما آتي للزيارة في يوم ما.
ما إن فعلت الفعلة حتى أصبح الطابور أطول .
حان زمان المغادرة، وأغلقت ملفاً من حياتي أحب أن أذكره ، عند الباب الرمادي و الردهة البيضاء، والسماء الملبدة بالغيوم، ومدامع ميعاد..
.
.
.
الساعة السابعة مساءً
:(صاحبتي جايه وتبغى تقابلك)
في يوم كهذا يبدو خاوي أكثر من اللازم، لاتوجد دروس تُحضر ولا وسائل تعليمة ولا واجبات إكترونية
ولا مهام إدارية يتعين علي ترتيبها و لا إضافات أفتعلها سوى المكث بصمت ومزاج يتقابل مع الصفرية لماذا تصر سارة على مقابلتي لصديقتها؟
: مايصير أعتذر
تعقب ببعض التأنيب :البنت طالبة تشوفك، وكمان فاضية يعني ما عندك مجال اعتذار
نعم الأمر كذلك أنا فارغة من كل شيء ولا أريد أن أحدث شيء
الوقوف أمام الواجبات الاجتماعية لا يستهويني كثيراً لكن (سلوى) فتاة تستحق
ربما شيء ما من مزاجي يتغير
تؤكد سارة : لاتجي حتى أقول لك
امتعضت ملامحي اعتراضاً إلا أني تنبهت يبدو أن هناك أمر ما يُحاك من خلف ظهري، إذ تبدو ساره على غير عادتها
أثار تساؤلات طويلة المدى تأكيدها الاخير في أعماقي
ومع ذلك بقيت أكمل الرتوش الأخيرة على زينتي البسيطة
بعد أن أصابني النعس أقبلت بوجه متهلل تقول: هيا
ما أثقل خطواتي إلى هناك حيث جلسة النساء، أواسيني أني سألقي التحية وأعود للنوم
و
وقفت بدهشة أمام ما أرى
(يارا) تزين الحائط الأمامي بـ بالون زهري اللون
الأرض الرخامية لا يوجد بها ممر للعبور عدا طريقي المُضاء
تجوب الأركان رائحة الزهر
أستطيع أن أخمن أنها من أفعال بسمة حياتي (بسمة)
يارفيقة أيامي الضاحكة والبائسة
ياجزء مني لا أفكر معه إلا أني بخير
تتوسط الطاولة قطعة حلوى كبيرة الحجم مدون على سطحها ( الله لا يحرمني منك )
تواسيني بطريقتها ونهجها وأسلوبها
بجوارها الكثير من الورد بلون زهري أيضاً
تراقصت فرائصي فرحاً، منذ شهر و أكثر لم يتسنَ لي مهاتفتها جيداً ولا لقاء يستحق
تظهر أمامي باسمة حاملة في يدها قلادة بإسم ( يارا ) مرددة: بمناسبة العطالة
أخرسني الموقف عن أي ردة فعل، كيف أجيب على وفاء كهذا.
تتفق خلسة مع سارة في توقيت كهذا من أجل انزعاجي الذي احتفظ به لنفسي
هي تعرفني لهذه الدرجة وتعرف أني لن أحدث أكثر من الصمت فأثرت روح المرح على الانزواء
طال السمر والضحك و قصص من تاريخنا الدراسي
أتى الضحى والساعة التاسعة و ما عادت هناك طاقة لمتابعة المزيد من الحديث
عانقتها ختاماً ورددت شكري الذي رأته في ملامحي بلا صوت أذكره
آن للنوم أن يأتي ناشراً يداه، وأنا أرتمي إليه..
لا أشبه احد ّ!
09-02-2020, 04:16 AM
جمميل كثفي
تبارك الرحمن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
كتف ثالثه
09-02-2020, 04:26 AM
جمميل كثفي
تبارك الرحمن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
تحفيزك يدفعني للأمام
ممتنة يا أول أطيافي
كتف ثالثه
09-02-2020, 04:41 AM
(6)
المكان مزدحم بالنساء والرجال
أبدو في مزاج جيد وهناك عُرس يُقام
لا أستطيع معرفة من هي العروس
من الذي يقف هناك أرى بشكل ضبابي ظهره
نعم أنا أعرفه/ سلطان؟
التفت إلى بملامح جامدة ولا تبدو هناك ردة فعل
أنا التقيه بين هذا الجمع لماذا يبدو على هذا الحال
يرتدي زيه الرسمي وفي مناسبة كهذه يجب أن يكون كذلك
لكن أنا لماذا أرتدي عباءة في هذا الجمع
أكرر بابتسامة عريضة / سُلطان
أمسك بكفي وغادرنا إلى قمة الجبل
: (سلطان وين احنا رايحين)؟
يقابلني منه الصمت ولا أرى وجهه
خطوته أسرع من خطوتي
لحظة/ سلطان حزين فهمت جز أسنانه
ترك يدي و مضى إلى قمة الجبل و أنا ألحق به بلا كلل..
إحدى منامات أسابيع الدوام ..
.
.
.
الإثنين 27 اكتوبر 2015
الساعة الثانية ظهراً
هناك رنين مزعج أجبرني على الاستيقاض
(سلطاني) يتصل بك
ما أعظم سروري هذه اللحظة سأسمع صوته وبي من الشوق منازله
: مرحباً وأهلاً ويا أحلى مساء
أجاب بهدوء لم أعهده في مكالماته المشاغبة بالسلام ورد السلام وسؤال عن الحال عام
ثم أتى السؤال الذي انتظر ما خلفه من سبب لهذه المكالمة وفي هذا التوقيت: تركتي الشغل
: أمس كان أخر دوام ليا
نطق بــ هممم وكأنها أطول هممم سمعتها في حياتي
:ايش رأيك تجي عند عيال أخوك
غريب علي التكليف، أنا فتاة لا تجروء على فعل خروج بسيط دون والدتها أو سارة
لم يسبق لي أي رحلة سفر دون مرافقة والدي و والدتي وسارة
هذا التكليف يعني أن أذهب إلى هناك بمفردي
هناك خطب جلل وإلا ما طلب مني سلطان في مثل هذا الوقت أن أكون في ضيافته
استفسرت يتوجس : فيه شي
ليتني أبقيت على السؤال في حنجرتي ولم أفصح عنه
ليتني قبلت بلا أي مفاوضات حول الأمر أو عن الفترة الزمنية أو أي استفسارات
ليتني التزمت صمت
آه يا وجعي على صوتك الموجوع يا سلطاني
آه يا حرقة تنصب في جوفي عليك يا فيصل وعلى عمرك الفتي
لا أستطيع أن أستوعب السبب ولا الخطب
فررت إلى سارة بعد المكالمة التي لم أدرك كيف أنهيتها
لا أستقر في مكاني ، و لا أستطيع الحديث ، اضطراب تنفسي هو الحاضر في الإجابة
احتجز الدمع في محاجري
وكأن يداً عصية تقبض على قلبي
استغرق الأمر وقتاً أجهله وأتيتها بالحكاية وليتني لم أرويها
يلزمني رحيل سريع فيصل ليس بخير
وإياد سيبقى بمفرده
سلطان سيكون مع فيصل
وصفاء أيضاً مع فيصل
كنت أنثر لها الكثير من الأخبار لكنها لم تفهم أياً مما أقول
استفقت بعد أن سكبت كوباً من الماء البارد على رأسي
وبكيت بعد أن عانقتني
استشعرت الخطب الجلل من حالي
قدر الله ماضٍ يا سارة
لا نعترض على حكمه وخيرته
ما زلنا نلهج بالحمد أن هناك مساحة للعلاج
وأنا لن نفقد وجهه الجميل
رحيلي من هنا إلى هناك مؤكد
ثقيل علي وقع الخبر، وفراق والداي وحزنه يا ساره فتت أفواج تصبري
فلذة كبد سلطاني مصاب (بسرطان دم نخاعي حاد)
هذا كان التشخيص الأخير..
لا أشبه احد ّ!
09-02-2020, 06:13 AM
الله عليك قلبي
اعجابي وتقييمي
نجم الجدي
09-02-2020, 11:22 AM
ياسلاااام انتي كملتي وانا انتظر
في موضووووع مستقل
لا والله منتي ببسيطه عمووووو مأشااااء الله
شديتيني وحماااس
والاحدااث مثيرره
بسس تكدرت في اخر جزءء
طيب بيعااالجووووونه
روح الندى
09-02-2020, 11:26 AM
تسلسل رائع واحداث تشد القارئ
مميزة في الكتابة
رغم النهاية المحزنة
الله يعطيك العافية
دجى الليل
09-02-2020, 05:44 PM
ما شاء الله عليج طرح وسرد جمييييل وورواااايه رائئعه سلمت اناملج
دخلنا جو بروايتج
كتف ثالثه
09-03-2020, 02:26 AM
الله عليك قلبي
اعجابي وتقييمي
الرائعة أول أطيافي
شكراً للعطايا :48::48::48:
ياسلاااام انتي كملتي وانا انتظر
في موضووووع مستقل
لا والله منتي ببسيطه عمووووو مأشااااء الله
شديتيني وحماااس
والاحدااث مثيرره
بسس تكدرت في اخر جزءء
طيب بيعااالجووووونه
سعيدة بهذه الإطلالة
يا نجم الجدي
وهذا الانتظار يحفزني للتقدم
أما عن السؤال سيتضح في في الأجزاء القادمة :3 z t (13):
ممتنة..
تسلسل رائع واحداث تشد القارئ
مميزة في الكتابة
رغم النهاية المحزنة
الله يعطيك العافية
روح الندى
شكراً بكل لغات الأرض على مرورك وإشادتك..
:48::48::48:
ما شاء الله عليج طرح وسرد جمييييل وورواااايه رائئعه سلمت اناملج
دخلنا جو بروايتج
ثناؤك يا صديقة القلم
أُكبره في صدري
ممتنة:48::48::48:
كتف ثالثه
09-03-2020, 02:31 AM
(7)
29 اكتوبر 2015
الأربعاء الساعة الواحدة والنصف فجراً
مطار الملك خالد الدولي ( الرياض)
في انتظار استلام الأمتعة
كان وداعي لعائلتي قاسي للحد الذي لم يختاله عقلي في يوم من الايام
كانت تؤذي قلبي مدامع والدتي
و أبقتني في الخيار إما أن تكون هي في موضع المهمة أو أكون أنا
في كلا الحالتين يعني نفترق، أصررت على موقفي أنا سأذهب لسلطاني
لا أعرف ماذا ينتظرني
أفهم شيء وحيد ( تنتظرني مهمة صعبة و أيامٌ كذلك)
ما الذي أخذته من متاعي لا أدري
كنت أضع وحسب لا يوجد وقت كافي للانتقاء
ولا خاطر يريد حمل المزيد
وفقاً لحساب الفترة المجهولة، يعني هناك رحلات تسوق ستخاض بالتأكيد
أن أجد ريم _ إحدى موظفات المطار ولي بها معرفة قديمة _ في الزمان الذي أغادر به
كان يشبه المواساة
عانقتني متمنية لي رحلة سعيدة
حقيقة رحلتي كانت تأمل خاص في وجوه المغادرين
يقيناً هناك من يشبه حالي وهناك من هو خلافة
الرجل العجوز برفقة زوجه كبيرة السن يداً بيد يسيران أمامي
ذلك الشاب طويل القامة للحد الذي أشعرني أنه العملاق والبقية أقزام
كان متمللاً أكثر من البقية
هذه الفتاة عروس بالتأكيد، جمال الحنا على كفيها ملفتاً لجميع المارة
بجواري امراءة كثيرة الحكوات والكلام و رأسي كأنه يُدق بألف مطرقة وصوتها كان السندان
حملت حقيبتي إلى الخارج وكان في انتظاري فهد ( شقيقي الثاني الذي يلي سلطان)
أخبرني بشكل مُبسط عن الحال الذي سيكون في الأيام القادمة
مودة ستتغيب عن صفها الدراسي من أجل إياد ولكوني وصلت في وقت متأخر
صفاء( والدتها) ستذهب في الصباح الباكر إلى فيصل، وسلطان إلى مقر عمله
الاستقبال كان خاوياً من كل علامات البهجة التي كانت تحدث سابقاً
كلنا يقف بصمت، نتبادل التحايا الروتينية وفي أعماقنا السكين مستقر
أسفت من أجل صفاء، في تمام الساعة الخامسة يجب أن تغادر المنزل
حتى يتسنى لها الوصول في وقت مناسب
ما كان يجب عليها انتظاري حتى هذه الساعة المتاخرة
تبادلت بعض الحوارات المبسطة مع مودة إذ نقتسم السرير والحجرة
باحت لي عن بعض القلق الذي يسكنها، يالا حزني عليك يامودة
فهي لاتعرف ماذا يعني هذا الداء ولا تعرف عن علاجه إلا الأسماء
غفت هي ورأسي لا يرحمني لأنام، كما أنه سرير حديث الملمس على بدني سأحتاج لبعض الوقت حتى أعتاد عليه
الأن أريد أن أرى فيصل، وكما يبدو الأمر لي ليس بهذه المرونة
إذاً وضعه الصحي أيضاً يفوق تصوراتي
صعب علي الولوج إلى دار سلطان وهو غائب عنه
هل تغير من محياه شي منذ الأشهر الثلاثة التي غادر فيها
تبدو صفاء شاحبة الوجه، وما تواجهه اقتلع جزء من قلبها الرؤوم
أين تصب تفكيرها، عند الصغير أم مستقبل البقية أم مرض فيصل
كيف سأتعامل مع الأطفال، (إياد ،عبدالوهاب، بدر، ومودة)
كم وصلت من عمر مودة الأن، تأخذ من ملامح سارة الكثير
هنا أعتقد أنها أخر فكرة دارت في رأسي قبل أن استسلم للنوم ...
دجى الليل
09-03-2020, 03:14 PM
واوووور روعه م شاء الله تبارك الله ابداع في ابداع قمت اتخيل اشكالهم من كثر الوصصصف الرائع والدقه في انتقاء الكلمات ...
بيض الله ويهج ع طرح الجميل اللي نفس صاحبته ...
ملكة الجوري
09-03-2020, 11:38 PM
ماشاءالله سردك رائع
احساسك ووصفك للأحداث لامثيل له
رزقك رب الجبال والارض والسموات
سعاده ورزق وخير وعافيه على مر السنوات
ودمتي ناثره البهجه والمتعه والابتسامات
والشكر لك يتلا في البدايه وفي النهايات
لا أشبه احد ّ!
09-04-2020, 12:34 AM
بارت انيق ي انيقه
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
روح الندى
09-04-2020, 12:49 AM
رواية رائعة في السرد
والوصف وكل شي
قلم مميز
الله يعطيك العافية
نبضها حربي
09-04-2020, 01:10 AM
روايه رائعه
قلم جميل
ماقصرتي
مودتي
كتف ثالثه
09-04-2020, 02:07 AM
واوووور روعه م شاء الله تبارك الله ابداع في ابداع قمت اتخيل اشكالهم من كثر الوصصصف الرائع والدقه في انتقاء الكلمات ...
بيض الله ويهج ع طرح الجميل اللي نفس صاحبته ...
الجميلة دجى الليل
هذا قطرة من بحر أبداعك
واو المدهشة التي أتت من قِبلك
بنت في قلبي مستعمرة من الأنس
ممتنة
كتف ثالثه
09-04-2020, 02:10 AM
ماشاءالله سردك رائع
احساسك ووصفك للأحداث لامثيل له
رزقك رب الجبال والارض والسموات
سعاده ورزق وخير وعافيه على مر السنوات
ودمتي ناثره البهجه والمتعه والابتسامات
والشكر لك يتلا في البدايه وفي النهايات
شكراً ل لطفك يا ملكة الجوري
اللهم لنا جمعاً
ممتنة لجمالك الذي كان هنا
اتسعت ابتاسمتي سروراً بمرورك..
تقديري
كتف ثالثه
09-04-2020, 02:17 AM
بارت انيق ي انيقه
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
شكراً لدعمك الذي لا ينضب
و لوقوفك المتألق..
رواية رائعة في السرد
والوصف وكل شي
قلم مميز
الله يعطيك العافية
روح الندى
هذا التميز لا يختال إلا أنه مستقى من جوهرك
ممتنة
روايه رائعه
قلم جميل
ماقصرتي
مودتي
ممتنة لفيض حضورك المتوهج..
كتف ثالثه
09-04-2020, 02:35 AM
(8)
لم يأخذ جسدي كافية من الراحة، وتيقضت مبكرة جداً
يجب أن أهتم بإياد، له أوقات للوجبات مخصصة، كل ساعتين إذا لم أحضرها
نداءه الباكي سيجعلني أركض لإعداد وجبته
وأخذت درسي في صنع الحليب والعناية اللازمة به
وفي إدارة المنزل بشكل عام، من الجيد أن المساعدة الفلبينية سري
وصلت قبل قدومي ب إسبوع واحد فقط
لن أحمل في ذراعي المهام المنزلية، ويتعين علي أن أكون أم في فترة غياب صفاء
مودة سرقها النوم أكثر وبقيت برفقة إياد حتى عاد للنوم من جديد
سيؤنس وحدتي في الصباحات الطويلة ذلك الصغير بمشاغباته، ومناغاته يبلغ من العمر ستة أشهر
وله ملامح لطيفة للغاية، وحجم صغير يشعرني بأنه مازال في سن صغيرة
بعد صلاة المغرب من يومي الغريب جداً والجديد أيضاَ في كل شيء
تحققت أمنيتي الأولى، رُفع عن فيصل الحجر الصحي ولكن عدد الزائرين مقنن وبإحترازات
ممنوع علينا الاقتراب منه أو السلام عليه.
طوال الطريق كنت أتبادل الأحاديث مع فهد و بعقل مشتت لا يربط بين مقدمة الحكاية وأخرها
أمسك على يدي عند وصولنا لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ينبهني عن الذي قد أراه
:شدي حيلك سلطان يحتاج نكون أقوياء و نوقف معاه، وفيصل الله يحفظه مو صغير ويفهم
انتبهي على نظراتك ترا نص وجهه ما يقدر يتحكم فيه.
لماذا لم تخبرني مسبقاً عن هذا الأمر، لماذا تصفعني بالحقيقة عند الباب بالتحديد
لا مجال لتعيين ماهو شعوري، لكني التزمت الصمت ثم طمئنت مخاوفه: ماعليك أختك شجاعة
تبسم في وجهي متهكماً ثم ترجلنا إلى حيث لهفتي
قمت بغسل يدي جيداً وبعد التجفيف وضعت المعقم كما فعل فهد وتبعته ثم طرقنا الباب
أسمع هدر نبضي في أذني، أنا أشتاق جداً، والآن أخاف من ردات فعلي، يجب أن تكون مدروسة.
قبلت رأس سلطان ويده وعانقني بذراع واحدة كعادته
محياه هزيل، يفتعل الانشراح، هالاته تفضح إعياءه و تنتشر بشكل واضح
: نورت الرياض بزوارها والله يحيي اللي جاها
منورة بك و اشتقت إليك، ولا بأس على فيصل طهور إن شاء الله
نثرت ردودي سريعاً أريد أن أرى فيصل من خلفه
كان على حق فهد حين قام بتحذيري
احتجزت غصة في حنجرتي جعلت صوتي يظهر متقطعاً
وأعدته بعد نحنحة بسيطة: فصولي ياعمري وحشتني، الله يحفظك لنا يارب
أجاب بصوت متعب بشكل لا يصدق، وضعيف ليس كما أعتدت عليه
: إنتِ أكثر، الحمدلله عالسلامة
سلامتي ناقصة من أجلك يا فرحة تنتشر في الأرض وتكفيها
: الله يسلمك ارتاح يا بابا مو ضروري تجلس تمدد أريح لك
نصف وجهه لا يستطيع التحكم به، مصاب بالشلل، ارتخت عضلاته
بسبب وصول الخلايا السرطانية إلى رأسه.
بدأت جلسات علاجه الكيماوي، وأسر لي فهد خلسة عند دخول الممرضة من أجل تركيب مصل علاجي جديد وهي تسأله عن رقم الملف وووو
أن وجهه سيعود كما كان، وبعد الكيماوي ستنخفض المناعة، وسيعطى دم جديد وصفائح دموية جديدة
ونرجوا من الله أن يعيده لنا سالماً
الحق أقول لا أريد معرفة المزيد، ليست بي طاقة لتحمل هذه الفواجع المتتالية
عُدنا وكانت تنتظرني مودة، تتقصى الاخبار، خذلني لساني في ترتيب جواب مناسب اختزلت الأجوبة بـ بخير
أخذت تحادثني عن الواقعة حين بدأت/ في يوم من الأيام كان يشكو من نزيف متواصل في لثته
وطبيب الأسنان اكتفى بإعطاءه علاجات بسيطة، ثم بدأ يشكو من صداع حاد أخذ مسكن للآلام لاعتقاده أنه بسبب نقص النظر
وفي ذات الليلة بعد أن كان الجمع نيام، أراد الذهاب لوالدته بعد أن اشتد عليه الوجع اصطدم بالذي أمامه و وقع
فز سلطان إثر الصوت المُحدث في الخارج، وجده واقعاً في أرضه، يفتح عينيه لأقصى اتساع، ويحاول النهوض
يقاوم المحدثات والوجع وحين سأله سلطان عن الخطب، أجاب بصوت واهن أنه لا يرى شيئاً
تُفني ثباتي هذه الصبية ذات الـ الخمسة عشر عاماً..
كتف ثالثه
09-04-2020, 04:28 AM
(9)
8ديسمبر 2015 م
لا يقاسمني اليوم قلب بهذا السعد
عائلتي في طريقها للقدوم إلينا
فيصل لديه سويعات يستطيع بها الخروج من المشفى من 6 ل8 ساعات لا توجد بها علاجات
فيمكنه القدوم إلى المنزل
كيف مضى الشهر الماضي حتى أني لا أعرف كيف بدأ و انقضى
كبُر إياد عن سابقته، وأصبح شديد التعلق بي
الوقت الأكثر مللاً بالنسبة لي وقت العصر
يعود الطلبة من صفوف الدراسة للنوم، وسري تكمل مهامها المنزلية
و أبقى بمفردي، أهاتف عائلتي ثم صديقاتي وينتهي الكلام
يأتيني إياد نلعب كما لم أفعل طيلة مسيرة حياتي
أحبو تارة، و أباغته تاره ويملئ الدقائق بضحكاته المنشرحة
من أوقات السعد التي تمر، بعد عودة فهد من مقر عمله يأتيني أولاً قبل المرور لمنزله
نتبادل الاحاديث والضحك والحوارات وشكوى مطولة من موظفيه
وبعض العثرات التي تحدث في معمعة الوقت الحالي و أطبطب على شكواه كعادتي
أحادث سلطان و يخبرني بالمستجدات كل ليلة و أفشيه خبراً عنا/ في كل يوم نتحادث ليلاً حتى وقت متأخر
عالمه في المشفى مليء بالحالات التي تجلب المأساة، وفي مقر عمله يتحمل مسؤوليات عظيمة ومشاكل لاتنتهي
ذات مرة حادثني ناقماً على ولي أمر طفل في الحجرة المجاورة
رفض أن يتلقى طفله علاج كيماوي و اكتفى بالعسل وماء زمزم والرقية الشرعية
لم يقاوم جسده الصغير وانتقل إلى رحمة الله في أيام قليلة
بقدر حزنه على الصبي و والده إلا أنه ناقم في ذات الوقت
لا نعترض على قضاء الله وقدره و لم يكن يتعارض أن يعالجه في الجهتين، إلا أنه توكل فقط ولم يعقلها
جثوت على أرضي أقبّل قدم والدتي ثم والدي
لشدة فرحي يدي لا تستطيع إحكام القبض على أي شيء
أزلت الشوق، وكأن المسافات التي خُلقت بسبب الظرف لم تعد حية، قُتلت بهذا اللقاء
سأبث عني سراً/ في ليلتي الماضية لشدة فرحي كنت أرقب الوقت و لا أريد النوم مطلقاً
كما أني أرغب بشدة بالنوم بين والدتي و والدي ويمنعني عمري الذي وصلت إليه
مزاجي في مكانه بعد هذا الوقت من الصراع الذي كنت أمارسه
بعد أن عاد فيصل و سلطان إلى المشفى
وخلد والداي إلى النوم بقي السمر من حصتنا أنا وسارة و مودة
الليالي شاتيه و أشبه ما تكون بنافذة لبوابة شعريه وموسيقية وهذا ما فعلناه
بدر ذو التسع اعوام انضم إلينا مؤخراً ولو أنه كثير الصمت إلا أنه شاركنا المرح
رؤية فيصل في المنزل كان لها الأثر الكبير
عبدالوهاب ( خمس أعوام) لا يجيد التوقف عن تكرار السؤال ( فيصل متى يعود) هذه المرة كان يضحك
ويحكي لسارة عني حين ألزمته بكتابة درسه حرف الضاد
أخذ كتابه إلى سري وألزمها بكتابتها
بدوت حمقاء في حينها إذ أني أتابع دروس بدر وعيني لا تبتعد عن إياد
استغفلني إليها وكتبت له هي بدورها
إياد في غياب والدته يرفض الإقبال إلى أحد ولا يريد إلا أن يكون محمولاً
أعلم أني سبب الدلال والآن أجني ثماره
ما إن يضع قدمه على الأرض حتى يقوم بتصنع البكاء
أحمد الله أن له قد صغير وإلا لما استطعت الاستمرار بحمله لوقت طويل..
حلّ الفجر ونحن في مقعدنا، ويبدو أننا نقوم بالبث إذا أقبلت والدتي بوجه ناعس: لسى ما نمتوا
اختبأت بشغب خلف الوسادة التي بجواري أجيبها: أنا نايمة
رائحة هذا الصباح، لا تشبه رائحة صباح قد مضى قط...
كتف ثالثه
09-05-2020, 02:22 AM
(10)
لا تدوم سعادة، ولا يبقى حال على ماهو عليه
عصر هذا اليوم، ستعود عائلتي إلى مقرها و أنا أعاود عيش الوحدة من جديد
الخوف يلازمني بين عشيتي وضحاي
في بادئ الأمر/ كنت أخاف من سري إذ أنها حديثة القدوم و المرويات في حقهن أكثر مما يحتمله عقلي
أبقينا (أنا و إياد) في حجرة مؤصدة ما إن يذهب الأولاد إلى صفوف الدراسة،
بعد أن أغلق كل الأبواب وأبقي المفتاح بجواري
ويبدأ عقلي بنسج الحكايات عند نشوء أي صوت صغير، وكيف أتصرف.
ومع الأيام بقيت لي رفيقة جيدة لا أجيد تعاملها أكثر من هذه الصفة
باختلاف لغاتنا وأشكالنا ودياناتنا إلا أنها شخص جيد.
يوصيني سلطان ويسأل عنها باستمرار ويحذرني من أن أبقى متيقضة لأي سلوك مشبوه
حتى من ناحية السائق، وأبقى كمسمار جحا أحياناً من أجل التنبيه الذي تلقيت معناه بشكل خاطئ
سري أم لشاب وفتاه، الفتاة بعمر يقارب عمر إياد، هذا ما يجعلها تفيض حناناً كلما رأته
تُغدق عليه اهتماماً ورحمة فهمت معناها متأخراً بعد ان عرضت لي الصور
غادرت عائلتي في وداع ثابت الجأش ظاهراً بالنسبة لي
و غزير النواح في خافية
والحق أقول أن داخلي كان ينوح طوال أيامي بلا رحمة
قبّلت والدتي ختاماً وهي تودعني إلى الله ثم أعطتني وشاحها الذي كانت تدفء جسدها به
: خليه علشان يدفيك من البرد
محاولاتي فشلت لإبقائي مرحة و انعزلت إلى الصمت
صفاء، دورها اليوم كاملاً في البقاء في المنزل واختارت أن تُخاض نزهة مصحوبة برحلة تسوق
كنت أحتاج لمثل هذا الخروج حتى أنساني
الخميس/ نذهب جمعاً لزيارة فيصل
الجمعة/ يوم البقاء لصفاء وإذا كان وضع فيصل الصحي لا يسمح فإنها تذهب لتقديم المساعدة لسلطان
بعد هبوط المناعة الشديد يبدأ في مرحلة الحمى الشديدة والقيء المستمر من آثار العلاج
السبت/ يوم زيارة سلطان لمنزله لكنه لا يستطيع النوم وفيصل في المشفى
في أحد مولات الرياض الكبيرة/ ابتعت لي تذكرة ألعاب خاصة
ما أبقيت لعبة تناسبني إلا لعبتها وكررت المرات أيضاً
أخذت بيد صفاء في مرة وهي ترفض من أجل إياد، أقنعتها ببقاء مودة ولن يأخذنا الوقت طويلاً
المكان مظلم ولدينا نظارات 3d ، في أيدينا الأسلحة و أمامنا فوج من مصاصي الدماء
إما أنقذني أو يبتلعني
صرخت وتحفزت وأحرزت أرقاماً عالية تقول مودة: رقم محرز جدير بالفخر، أنت ماهرة في الاقتناص
هكذا تفعل النساء عندما تهلع، تضرب بلا وجهة و تتخبط وتصيب أهدافاً بليغة الندب
ابتعت الكثير من الحاجيات و من التي تميل لها نفسي من الأحذية والحقائب و أدوات الزينة والتجميل
حين الخروج تنبهت لهذا الصرف الذي لم يكن من عادتي أبداً، ماهو خارج عن الاحتياج لا يلزمني
خلد الجميع إلى نومه وبقيت كعادتي، الجو بارد ولا أريد أن التحف، و أنا أتابع مسلسلي الجديد
أخذت وشاح والدتي وهبط الشوق الذي كنت أترفع عن ملاقاته سريعاً
رائحتها أنعشت رئتي وبكيت، لم يكن يسعني الصبر لأوقات أكثر، وأخشى من الانفجار أن يكون مدوياً
أمطرت السماء وكأنها تواسيني ،خرجت استمطر رغم البرودة والهواء، والتجئ إلى الله في دعوات طويلة سألته الإجابة وهو قادر على كل شيء.
بعد هذا الألم الذي أستشعره في حنجرتي تأكيداً سيحل الفجر و أنا مريضة..
كتف ثالثه
09-05-2020, 03:42 AM
(11)
من المفترض أن تكون في هذا اليوم نتائج العلاج المحفز للارتياح والذي أخذ عدة أشهر
من أجل أن يكون حاضراً لمرحلة زرع الخلايا الجذعية
في الليلة الماضية التي حادثت فيها سلطان كان يحثني على الصلاة كثيراً من أجل فيصل
و أن تكون الخطة العلاجية تمضي بشكل جيد
وبما أنه حتى الساعة الحادية عشرة لم يأتيني بأي بشرى لا أريد أن أخمن بأن الأمور تمضي بشكل عكسي
وأخذت أبتهل إلى الله أكثر
كنت أرغب وبشدة أن أكون مهيأة من أجل هذا التبرع، لكني أُقصيت وأُخذ للاختبار من هو في كرت عائلته فقط
لربما أكون مطابقة لكنه أمر يشبه الاستحالة
خرج بالإيجاب عنهم عبدالوهاب في التطابق
كان سلطاني قلقاً من ناحية الفشل، ومن ناحية عبدالوهاب لصغر سنه، بهذه الصورة يلقي بالتهلكة به أيضاً
لكن أمر الله ماضٍ، ولا يوجد وسيلة أخرى للعلاج
الساعة الثانية ظهراً
النتائج لم تكن مرضية ونحتاج للخضوع لطور جديد من العلاج حتى يكون مستعداً للزراعة
هكذا قال فهد.
أسفت لدرجة الخرس حين تكلم القدر، ولعل خيراً يكتنزه الله لنا جميعاً لا نعرفه
من المقرر هذا اليوم أن نذهب لزيارة فيصل، وبعد العشاء نعود برفقة صفاء
حضّرت ما يلزم من حقيبة لإياد و تهذيب لشكل الأولاد، و صنعت (فطيرة تفاح) طلب خاص من فيصل، ولم أنسَ القهوة
حرصت أن يكون كل شيء مثالي كعادتي، لا أريد النقص وإن كنت في بادئ الامر يلزمني الكثير من الوقت
ومع الاعتياد أصبح أسهل علي في الإدارة
لم أرتدي الرداء الأصفر ولا ألزمونا بذلك فقط غسل الأيادي والتعقيم
ولجنا إلى الحجرة وفرحة الأولاد تشبه كل مرة، نتبادل الأخبار والحوارات
وكذلك سري كان يتقصى أخبارها سلطان بشكل مباشر وتردد انها ممتنة من العمل
قدمت طبق الفطيرة إلى فيصل لكنه رفضه بسبب غثيان مستمر و ابقيته جانباً
الوقت طويل بيننا
في منتصف هذا الجو من الأنس المحشو بالمشاعر المنفطرة،
قال عبدالوهاب لفيصل: تعرف راح أعطيك من دمي وراح تطلع من المستشفى كذا قال عمو الدكتور
أي سكينة أشهرتها على خواطرنا يا صغير
أي خدش قمت برسمة إثر معلومة كتب الله أن يتأخر زمان حدوثها
سقيت الجرح ملحاً، والوجع فغر فاه وابتلعنا جملة واحدة
: إن شاء الله وتسير أنت منقذي /هكذا أجاب فيصل
بعد أن كان اتجاهي مسلط ناحية فيصل أخذ يدور وريداً رويداً إلى مقعد سلطان وصفاء
تداري صفاء على مشاعرها جاذبة إياد إليها مقبلة إياه
لكن عين سلطاني حكت ألف غصة، معها ابتسامة بسيطة وعض على شفته السفلية يفرج عن كبته بها
ما استطعت البقاء في مكاني وعانقته هامسة: ما نعرف الخيرة وين الله كريم
ربد على ظهري ثلاثاً ولم ينبس ببنت شفة عدا عينيه التي امتلأت بالدمع واعتذر بإدعاء حاجته للخلاء أشار بإيماءة ناحيته ومضى
يفضحني اتساع عيناني، الدمع يظهر فيها سريعاً
ما استطاعت أن تخفي الوجوه الاسئلة مكتومة الصوت ولا الدهشة من الموقف، الأجوبة في يميني حينها مقتولة
واريت الحدث بعذر أحمق / أخويه و وحشني عادي..
لم تبقَ الزيارة كالعادة إذ أن صداع فيصل اشتد لدرجة لا يستطيع فيها سماع أي صوت
وحقنوه ب (مورفين) المسكن الوحيد لمثل حالته..
سبقت الجمع لطلب المصعد والغرض الأساسي ان أحضى بدقيقة على الأقل حتى اتنفس الصعداء بلا عين ترصد ردات الفعل
وان أظهر تنهيدة تبقيني قوية حتى الالتقاء بالسرير وما ظننت أن أزداد رهقا
شهدت مشهداً أردى بشعوري إذ كنت استعيذ بالله
من وعثاءه وكأبة ما يعود إليه
رجل يحمل في يده بعض الاوراق ينظر إليها ببكاء مرير ويضرب بها على الحائط الخلفي
ومن امامه كان سرير يحمل جثمان قريبه
لهجت بدعاء في سري أن لا أعايش مثل هذا الحدث ولا يحفظ لنا فيصل
ويعوض الذي أمامه خيراً مما فقد و أن يرزقه الصبر والسلوان
تجمع بعض المارة لمواساته وما من من مواساة تربد على لوعته
اخترت مصاعد الجهة الأخرى بعيداً عن البكاء، قوامي لم يعد يحتمل
آثرنا الخروج لـ حديقة المشفى لغرض انتظار وصول السائق عن البقاء داخله
هناك اهتمام جلي في المكان، مزين بشكل الاستثنائي بالاضاءات و الأشجار
والأزهار التي تحيط مكان دخول السيارات أمام الباب الرئيسي
بالمناسبة كانت هناك سيارة اسعاف لنقل أحد المرضى من المركز إلى مستشفى الملك فيصل
يعني أن حالته حرجة ويلزم نقل سريع
طريق عودتنا مشوب بأنين منخفض
و مناغاة إياد كانت الصوت الوحيد الذي يخترق الصمت
سبحت في أفكاري وتركت لذاتي العنان في التعبير عن الشعور بإسلوبها المعتاد
كلٌ ذاهب لمكانة، ليست رغبة في النوم، وإنما هروباً من أي حديث قد يأتي بمزيد من الوجع..
روح الندى
09-05-2020, 06:51 PM
الله الله قصة قمة في الابداع
سرد راقي للقصة والاحداث متسلسة
رغم الاحداث الحزينة
مبدعة كتف
الله يسعدك
دجى الليل
09-05-2020, 09:56 PM
رووعه في سرد وطرح والوصف لي عوده بامر الله
لا أشبه احد ّ!
09-06-2020, 12:01 AM
الله عليك ي انيقه
سرد فاتن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
كتف ثالثه
09-06-2020, 02:59 AM
ستكون لي وقفة للجواب عليكم جمعاً
وأعتذر عن جزء اليوم
نظراً لعرض صحي
سيكون الغد جميلاً بإذن الله
ابقوا بخير
تقديري واحترامي الخالص..
المهرة
09-06-2020, 04:01 AM
جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير
كتف ثالثه
09-08-2020, 01:54 AM
الله الله قصة قمة في الابداع
سرد راقي للقصة والاحداث متسلسة
رغم الاحداث الحزينة
مبدعة كتف
الله يسعدك
شكراً لـ لطفك البالغ
أسعدتني ثناؤك و مرورك الجميل
تقديري الخالص..
رووعه في سرد وطرح والوصف لي عوده بامر الله
ممتنة لروعتك المنصبة هنا
بالمناسبة/ افتقدت حضورك وكتابتك..
الله عليك ي انيقه
سرد فاتن
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
شكراً يا أول اطيافي
لمرورك التميز وحضورك المستمر
تقدير لا ينضب..
جميلة جدا يعطيك الف عافية
اسلمي وسلمت الايااادي طرح وجلب رااائع
اشكرك وبانتظااار جديدك المميز
تقديري وكوني بخير
شكراً لمرورك المتألق
ولعبير اطلالتك
تقديري..
كتف ثالثه
09-08-2020, 02:05 AM
(12)
اعتدت أن أجعل المهمات الصعبة بلا تخطيط مُسبق
إن سبقت الخطوة بفكرة أعود بالفشل وقت التنفيذ وتأخذ من رأسي حيز أكثر من الاحتياج الحقيقي للواقعة
أردت الأيام أن تأتي بحوادثها هكذا فهمت مؤخراً
بلا أمل أرسمة ولا شؤم أتناوله
ويومي هذا ضمن الأيام التي أصفها تحت هذا الوصف
منذ بداية الأسبوع وهو حافل بالتوتر والقلق من جميع الجهات
الأحد كان يوم فشلي الذريع حين انسقت إلى النوم بلا إدراك على الرغم من الاحتراز
بقيت متيقضة خشية من الموقف الذي وقعت فيه
ولولا لطفٌ من الله لتأخر أمر الزراعة لوقت أطول
صفاء كانت قد هاتفتني في تمام الساعة السادسة صباحاً وكنت متيقضة وفي أتم الاستعداد
لا أعلم ماذا جرى على الرغم من الهاجس حتى تيقضت على صوت سري
ما يليها من الأيام كانت مداومة يومية لعبد الوهاب لأخذ مناعة عن طريق الحُقن
اليوم السادس يوم مخصص لراحة عبدالوهاب فاليوم التالي يوم مهم من أجله ومن أجل فيصل
أتفهم الاضطراب الذي يحيط بسلطان وصفاء و العائلة ، هذا هو الكرت الأخير و أملنا في الله لا يخيب
حين تلقيت حصة التوبيخ من أجل الإخفاق اللا مقصود، كنت أعلم ماذا في داخل سلطاني من أذى في شعوره
عذرته ألف مره و هاتفني تباعاً بنغمة تشبه الاعتذار أرهقت مسامعي
هو لا يعلم أني أغفر له بلا فترة أخذ خاطر
يتوجب علي الاهتمام بتغذية عبدالوهاب في هذه الفترة تحديداً
ولولا عنادة لكان أملأ بدناً مما هو عليه
كل الأطعمة التي يحب أحضرها بطريقة صحية ولو أنه يمتنع عنه أحياناً وآتيه بالحلية وطريقة تقديم تدهش عينه فانتصر على رفضه
استحال لطفل كثير الدلال لا يريد الطعام مع مرور الأيام حتى أطعمه بيدي و أفعل بكل سرور
فيصل في تلك الفترة قاموا بقتل جميع الخلايا السرطانية في جسدة وتثبيط المناعة استعداداً لتلقي الطعم
حتى يتسنى من خلاله انتاج جهاز دموي جديد وخلايا ليمفاوية لتقضي على ما تبقى من الخلايا المصابة
كانت مرحلة ليست بالهوينة عليه، وأخذت زمانها كافياً بآثارها البالغة، الآثار الجانبية أخذت وقتاً أكثر من المراحل السابقات،
ما إن اعتدل حاله حتى قُرر في حقه إتمام مراحل العلاج.
فهد قدم عذر عن عمله ليصاحب عبدالوهاب وسلطان وفيصل في هذه المرحلة
تآكل قلبي قلقاً وتمنيت أن أكون في المرافقة، على الأقل أبقى في الدائرة
ماذا لو لم يُفلح الأمر هل هناك فرصة أخرى يا ترى؟!!
أراقب هاتفي باستمرار هل تم الأمر أو تعثر، ختاماً لجأت لحيلة الركض حتى أتخلص من الاضطراب ولو في جزء صغير
عاد فهد برفقة عبدالوهاب وقت العشاء، وقد ابتاع له قطعة من الحلوى وكذلك لعبة أختارها بنفسة
أقمنا احتفال مبسط من أجل خروجه سالماً
وما زالت مرحلة الخطر تحيط به
يتوجب علي الانتباه على تحركاته، واسلوب منامه، وجلوسه، مازال في ظهره الجرح طرياً ولو كان صغير الحجم
إلا أنه عميق الأثر.
من هواجيس الليل:
أحادث سلطان في كل شيء يحدث على وجه الأرض
ولا أريد أن احادثه عن واقعته الصحيحة
أريد أن انتشله من ذلك المحيط ولو أني أرفع راية فشلي منذ صدور صوت تنبيه انتهاء المحلول المستمر
في منتصف طريق حواري عن أيام سابقة ارتبكت فيها بعض الحماقات
: أشوفني شايله على كتفي بالكفن
يا قيح جرحك الذي فاض ولم ندركه
يالا مخاوفك التي رسمت هذا الحدث في مخيلتك
يا لا احساسك الذي هربت منه طويلاً وصدحت به في حديث كهذا
: بسم الله الرحمن الرحيم ليه تقول كذا
: ما أحد يدري عن شي، ولا يشوف اللي أشوفه، كل فترة التفت أتأكد إنه يتنفس أخاف أفقده،
تنهد بعمق وأضاف :الله لا يذوقني حرارة فقده
هل تظن أنك الوحيد الذي يخاف
ابتهل لله ليلاً أن يجعل الدواء على جسده برداً وسلاماً
أصلي إليه أن لا يتمزق قلبك ولا يُفجع قلبي ولا ينفطر قلب أمه
دعوته ألا أتهاوى بفقد أو حزن
اتسع في داخلي الأسى الذي كنت أوراية منذ نشوب أمل نجاح الزراعة
هل ينطفئ حقاً
أرجوك يا الله...
أمير الاحساس
09-08-2020, 10:27 PM
موضوع و طرح جميل ب انتظار جديدك
تحياتي و دمتي بألف خير
لا أشبه احد ّ!
09-09-2020, 01:43 AM
جمالك كثف
انيقه كالعادة
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
عَنَـاقِيد عِشق
09-09-2020, 01:00 PM
أحتاج أن أقرأك أكثر من مرة ٍ لتتسرب لي تلك الآه الخفيّة بين السطور بكلِّ جلجتها وَ احتدامها وصراعها وتماسكها النرجسيّ الذي لا يمت للحرف سوى بوقع صدىً من ذكرى ستدسُّ في جيوب الزّمن وستدمن العودة كرة بعد أخرى !!!
كتف :
جشعة لأن أرى سجعُك !!
لا تبتلُ عروق الحرف لديك ِ ويديك صنعت من فتنة
روح الندى
09-10-2020, 03:29 AM
الله الله كتف رائعة ومميزة
تميز في السرد قمة في الابداع
أمير الاحساس
09-11-2020, 07:09 PM
كتف ثالثه اهنئك على هذه القصه واقعية وحزينة جدا أيامنا بها تكالب كبير يومُُ جميل و يومُُ حزين ولولا الصبر و القدرة على التحمل ل باءت كل أحلامنا سراب أعجبني في سرد الموضوع القدرة على حل المشاكل الكبيرة و المداراة للوصول لتحقيق الهدف المرجو
تحياتي لكي و بانتظار جديدك
ودمتِ ب ألف خير
كتف ثالثه
09-13-2020, 05:43 AM
جمالك كتف
انيقه كالعادة
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
الرائعة أول أطيافي
سأحب تواجدك على الدوام
تقديري..
كتف ثالثه
09-13-2020, 05:45 AM
أحتاج أن أقرأك أكثر من مرة ٍ لتتسرب لي تلك الآه الخفيّة بين السطور بكلِّ جلجتها وَ احتدامها وصراعها وتماسكها النرجسيّ الذي لا يمت للحرف سوى بوقع صدىً من ذكرى ستدسُّ في جيوب الزّمن وستدمن العودة كرة بعد أخرى !!!
كتف :
جشعة لأن أرى سجعُك !!
لا تبتلُ عروق الحرف لديك ِ ويديك صنعت من فتنة
هبي كرياح طيبة
تنعش مواطن المأساة
أقبلي كضوء لا ينطفئ
و روحي ستناديك بالحب والتقدير
مرحباً بك و بغيث مرورك يا عناقيد
ممتنة لروض حضورك..
كتف ثالثه
09-13-2020, 05:47 AM
الله الله كتف رائعة ومميزة
تميز في السرد قمة في الابداع
بكل اتساعات الفرح التي تسكنني
ممتنة لتواجدك الفاخر
تقديري..
كتف ثالثه
09-13-2020, 05:51 AM
موضوع و طرح جميل ب انتظار جديدك
تحياتي و دمتي بألف خير
القادم آتي بإذن الله
شكراً لدقائق الانتظار..
كتف ثالثه اهنئك على هذه القصه واقعية وحزينة جدا أيامنا بها تكالب كبير يومُُ جميل و يومُُ حزين ولولا الصبر و القدرة على التحمل ل باءت كل أحلامنا سراب أعجبني في سرد الموضوع القدرة على حل المشاكل الكبيرة و المداراة للوصول لتحقيق الهدف المرجو
تحياتي لكي و بانتظار جديدك
ودمتِ ب ألف خير
أمير الإحساس
استنتاجك لهذا الجانب من المعضلات وسُبل تجاوزها
أر يدعو للمفخرة
شكراً بقدر حبات المطر
لمرورك وقراءتك السخية
تقديري...
كتف ثالثه
09-13-2020, 06:34 AM
(13)
أيها الغد ولأنك تنبئ بأنك ستكون جميلاً
لا تستطيع الاستفتاء عن مدى صبابتي إليك..
.
.
.
تسبقني لهفتي للساعة التاسعة حتى يتسنى لي الإعداد لما خططت له
تنازلت سابقاً عن هذه العادة وسرعان ما عدت إليها راكضة بعد استقامة حال التيار
أقبلت البشرى ولك الحمد جزيلاً يا الله
ما خُلت أن يمضي صباح بهذا الانتشاء والتوق بعد هذا الزمن من الوحشة
اصطحبت سري و إياد والسائق من أجل التحضيرات اللازمة
بداية سأذهب لاقتناء سرير متنقل وكذلك لحاف جديد
ثم إلى جهة من بعد إرشادات صفاء وسلطان لاقتناء جهاز تنقية الهواء لجهلي البالغ في المنطقة
يتعين علي اختيار ما يلزم بشكل مناسب للحالة ومتناسق أيضاً
من ناحية الألوان و كذلك الشكل لن أهمله
الوقت يركض و خلفي الكثير من المهام قبل أن يحين زمان العودة من صفوف الدارسة
لا أفكر في وسط للاحتفال كبير وفي ذات اللحظة أريده أن يكون متكاملاً و يعكس مدى الشعور بالفرحة
الغد هو الوقت المحدد لخروج فيصل بعد أن نجحت الزراعة مبدئياً
الأمر مبهج جداً، داعياً لأجواء من الفرح لا يجوز أن تتلكأ بالتفكير العكسي ( إن لم يحدث المتوقع )
لحسن الحظ أن هناك مركز قريب سأبتاع منه بعض الحاجيات لتدعم أجواء الاحتفال
بالون، لواصق، بعض الزهور الصناعية، و ما يلزم لتغليف الهدايا التي سنقدمها لفيصل بمناسبة خروجه
منذ دخوله للمشفى وحتى هذا اليوم لم يتراجع أخوة فيصل عن شراء الهدايا له بعضها قُدمت وكثير منها باقٍ من أجل لحظة خروجه.
أما قطعة الحلوى سأقوم بإعدادها، لا أثق بنظافة الجاهزة منها خصوصاً في وضع صحي ليس متكامل كفيصل
أي فايروس أو ميكروب قد يكون عند الشخص الطبيعي لا يُشعر به، فهو لديه خلاف ذلك
ولجت عند الساعة الحادية عشر والنصف إلى المنزل وغادر السائق سريعاً من أجل الطلبة
سري على عجالة من أمرها ذهبت لإعداد وجبة الغداء أما عني
وضعت إياد في سريره و هو ينعم بنوم عميق وأنا بدأت الترتيبات
اللحاف ألقيته في آلة الغسيل لاستغلال الوقت ثم عدت للعراك مع السرير المتنقل
بعد قرار حاسم من سلطان سيكون في حجرته و سيكون فيصل أمام نظره حتى يشتد عوده وتعود صحته وافية
في الليلة الماضية أخبرتني صفاء عن المكان المُختار له و فعلت
أجريت الترتيبات النهائية حتى رن جرس العودة
أغلقت الحجرة من خلفي، لا أعلم لماذا أكتم الأمر حتى الآن
أريد أن أقدمها مفاجآة بعد أن أنتهي من الإعداد من جهة، ومن جهة أخرى ينتابني الخوف أن يحل أمر عكسي، وصوت خفي
من حق صفاء أن تقدم لهم البشرى بنفسها
مضت وجبة الغداء بعقل غائب مني و جسد حاضر ولسان يجاري الحكايات والأخبار التي حدثت مع الأولاد
أما مودة، تستبقي الحديث معي للوقت الذي يسبق نومها، فهو وقت تبادل الحوارات والحكايا.
تبسمت فجأة إثر فكرة أن يعود أهل الدار لدارهم، و أن أعود لعائلتي وفيصل في عافيته
وتعود الحياة مكانها بعد هذا التوقف
أشار بدر إلى مودة قائلاً: شكل أجدادي جايين وعمة تبغى سويها لنا مفاجأة
ضحكت بعد أن سمعته ، المشاغب اصطاد اللحظة المحرجة خلال حديثي مع عقلي
وأكملت عنه مودة إذ وكزتني: من جد يا عمة
ازدادت قهقهتي سعيدة لتحليلات ابتسامتي التي فاضت بلا شعور: لا بس فيه مفاجأة مرا حلوة لمن تجي ماما حتقول لكم
قفزت بجواري مودة تستجوبني ولا أجيب إلا بالضحك و بدر قد أمسك بذراعي من جهة و مودة من جهة
أما عبدالوهاب اختار أن يتحضن رأسي من الخلف وكانت هذه مساحته واحتفظت بالسر إلى أن تعود صفاء
.
.
.
عادت صفاء في الحين الذي انتهيت فيه بمساعدة سري من طوق البالون وتغليف الهدايا و التراكيب الأخرى
الباقي أن تصرح بالبشرى ثم أظهر الترتيبات من حجرة سري ونبدأ تعليق الزينة وما إلى ذلك
أثنت على جهودي صفاء حين ولجت إلى حجرتها بترت كلمات شكرها الكثيرة بــ : متى حتقولي لهم عن فيصل
كأني حركت فيها شجاعة أن تبوح وفي عينيها تردد قرأته، هناك ما لا أعرفه هكذا فهمت من ترددها
و ألقت البشرى
يقفز في مكانه عبدالوهاب يقول: أعطيته دمي وفيه الدواء
بينما عانقت مودة والدتها ثم عادت إلي : هذا سبب فرحتك اليوم
: طبعاً، شفتي إنها مفاجأة مرا حلوة
: وأنتِ حترجعي متى ؟
صحيح لم أفكر في أمر عودتي إثر زحمة هذا اليوم
إلى الآن لم يتبين شيء، لكني لا أفكر بالعودة سريعاً
أريد أن أطمئن أكثر ثم لكل حادث حديث
طوقتها بذراعي :شوفوا في إيش تفكر، خلي كل حدث لوقته
أما بدر الذي أخذ يضحك طويلاً، ثم انسحب ليعيش فرحته باسلوبه الخاص كعادته..
المشاغب الصغير هو أيضاً يفرح بطريقته، رمى لعبته في اتجاهي ولم تكن المرة الأولى..
.
.
.
أقبل اليوم المنتظر
في وقت مبكر أنا أقف في المطبخ، أريد أن أعد قطعة الحلوى التي اخترتها بعناية في ليلتي المنصرمة
لا تكون ممتلئة بمواد غذائية غير مفيدة، وكذلك تكون لذيذة المذاق والشكل والنكهة المفضلة لفيصل
أحضر المكونات واقرأ جيداً، أريده طبق وافٍ
أراجع الطريقة قبل البدء في الإعداد حتى لا أخطئ في تفصيلة صغيرة ويفسد المذاق
أقبل اتصال صفاء، أجبتها متبمسة لعلها تذكرت أمر قد نسيته ويجب أن أعده
سلامها كان فاتراً، ولم أدقق عليه أريد أن أحصل عن المعلومة التي بسببها أجري هذا الاتصال
: ايوا يارا ترا اليوم مو خارجين، فيصل جاته كحة وحابين يتطمنوا عليهممكن يتأخر اسبوع كمان.
لا بأس، فكل أمر من الله خير، ماذا يعني أن يتأخر زمن الفرح إلى اسبوع إضافي
المهم أن يأتي ولا ينقطع أمل حلوله..
: سلطان حيمر عليكم اليوم يسلم وياخذ له أغراض بعدين أرجع
أتى خبر زيارة سلطان كمواساة حقيقية
اشتقت لمجالسته و إن كان عمر الزمان سيكون قصيراً إلا أني سأزيل بعض الشوق الذي في صدري...
كتف ثالثه
09-13-2020, 06:53 AM
(14)
.
.
.
لا أتعامل مع الحوداث الكبيرة بتجاوزات يسيرة
أعيشها وافية لكن بنهجي
لن يجدي نفعاً أن أفصح بأني لست بخير..
صديقي الصمت/ .. تعال لنكمل الطريق سوياً..
من أشقى الأوقات أن أحمل خبراً سيئاً ويتعين علي الإفصاح عنه
كيف أبتر عنق الفرحة الذي لم يمتد وافياً بعد
كيف سأخبرهم أن هذا اليوم لن تكون بفرحته المرجوة
بما أن الحال على ما يرام، لماذا أخاف من بث أمر التأجيل
الوقت المناسب/ صديقي الذي يجب أن أختاره بعناية
مودة تغيبت عن صفها بحجة أن لا شيء مهم في الحضور، إضافة إلى أنه يوم اجتماع للأمهات
لن يكون نصاب الحصص المقدم وافي
تقولها من أجل الحجة، وانشطر قلب والدتها أنها تقصر في حقها في ظرف كهذا
والحقيقة أنها كانت تريد التحضير معي من أجل الاحتفال
أنهيت مكالمتي و في عينيها الاستفسار جلياً ما انتظرت حتى أمطرها ما في جعبتي واختصرت بسؤال (ايش)؟
لا أهضم وعيها حقه، لكني أعلم مدى ضعفها في بعض النقاط، فأنا أنظر لموقفها لو كنت أنا التي فيه
أجبتها باختصار مبالغ فيه: حيتأخروا كمان علشان يتطمنوا أكثرو أبوك حيجي العصر
اعترضت بلا طويلة، و أف متذمرة ،وخاطر محزون
ومع هذا قدّرت انفعالاتها، من الجيد أنها لم تنتبه لنقطة أن هناك حدث عكسي
: تعالي نسوي شي علشان سلطان لمن يجي..
أعلم أنها تريد الانزواء في هذا التوقيت، ولن أعطيها هذا الحق ليس من أجلها فقط
بل من أجلي أيضاً..
حانت اللحظة التي سأبوح بها للصغار ويجب علي أن أشغلهم بأمر أخر
بعد وجبة الغداء مباشرة: عندي لكم خبرين واحد حلو و واحد مو مرا سيء
نبدأ بالثاني، فيصل حيتأخر كمان اسبوع علشان صحته ( وقبل أن تنهال جمل الاعتراض )
و بابا حيجي بعد العصر أهديتم الخبر منتشياً إذ قفزت هييي إثر حماسة الخبر
في الأيام الأخيرة لم يعد هناك مساحة للزيارات الكثيرة، من الأفضل حدوث هذا التباعد لأمان فيصل،
مودة فقط من كانت تذهب بين فينة و أخرى
بسرعة يلا نستحم ونحل واجباتنا قبل يجي بابا يلا وممكن نخرج معاه كمان يلا يلا.
ما تركت لهم فرصة لأي استفسار أو إيضاح انشغلوا بما خلفهم من واجبات و أدوار للاستحمام
عبدالوهاب حمل حقيبته راكضاً ليتم واجبه قبل أن يأتي والده، محقق سيرى إنجازه الدراسي
بدر انصرف للاستحمام وبقيت مودة منزعجة الملامح، حزينة الواقع
أمسكت كفيها التي كانت تتكئ عليها : ماما لازم تعرفي شي، إن كل شي من ربي يجي فيه خير لنا
لا تحزني، الله كاتب لنا الطريق الأفضل
هزت رأسها للإيجاب وغادرت الجلسة
لا بأس فكله سيمضي، فقط مزيداً من الصبر والوقت
.
.
.
حضر المغرب، ولا صوت من سلطان أو صفاء
مُلئ رأسي بكثير من سؤال (متى جاي بابا)؟ و تأخر لن يكفينا الوقت للذهاب
أصابني اضطراب غريب إذ أن صفاء تؤكد أنه غادر منذ وقت مبكر
و فهد لا يجيب على اتصالاتي وكذلك سلطان
بت أردد يارب سلم سلم و اُسكت الأسئلة الممتدة بـ (الآن جاي يقولوا الطريق زحمة).
حضر العشاء ولم تعد بي طاقة للصبر
اجريت تواصلي الاخير و داخلي يتوسل أن يجيب علي سلطان هذه المرة
أجاب أخيراً ويا كبر الآه التي شجت صدري في طريقها للخروج
: تأخرت ياحبيبي وينك
: كنت أحس صدري يوجعني مريت المستشفى واحتجزوني
وأخذ يسعل طويلاً سعال أوجعني قبل أن يوجعه
استعاد صوته وأجاب: عندي التهاب حاد في الرئة
وكأن الأرض تزلزل من تحت أقدامي، تهاويت تالله ولم أملك جواباً أجيب به أخترقت الصمت بعد أن تلبستني الأمنية: ياليته فيني ولا فيك
سعل مجدداً وأجاب: بسم الله عليك، انتبهي على العيال، لا تقولي لهم عني، قولي تأخر عند فيصل عنده أشعة ولا ما يمدي يجي
همست بصوت مختنق: إن شاء الله، قدامك العافية ما تشوف شر
انتهت المكالمة و أنا خلف الباب ما كثة في مكاني، فهمت لماذا تأخر ولماذا مهاتفاتي كانت بلا رد
هذا اليوم الذي كنت انتظره جميلاً بكت أعماقي فيه عكس توقعاتي
وجع سلطاني هزمني
ويجب أن أقف قوية من أجل الأمانة التي في عنقي
ظهرت و إذا بمودة منكبة تبكي وبجوارها الهاتف يغفو باضطراب، تلقت الخبر من والدتها
لم تقف مكتوفة الأيدي، ذهبت لتقصي الأخبار بنفسها، وتهاوى حصن الصبر الذي كانت تتحلى به منذ بداية اليوم وحتى هذه اللحظة
ذهبت بها بعيداً عن البقية، تجمعوا إثر صوتها المرتفع، أرادت أن تبوح بأسبابها وأجبتها بأن لدي الخبر وافياً
:لازم تكوني قوية يا مودة علشان أخوانك، والحمدلله أبوك مافيه إلا العافية أنا كلمته، بس يبغوا يتطمنوا عليه وتقدري تتصلي عليه
وحيرد عليك، لا تفجعي اخوانك يا عمري كذا، مافي شي يثير القلق،البكاء ماراح يفيد ، أنت بطلة اسم الله عليك و أكبر من عمرك،
ممكن تجي أيام أصعب ما ندري إيش يحصل، لازم تتحملي
متى وصلت لهذه الحال أعطي الدروس وأقف في وجه المواقف وأقود السفينة لا أعلم، وجدت أن هذا ما كان يجب علي أن أفعل
قبلتها مواسية ثم عانقتها لأبثها بعض الأمان و أعماقي ترتعد، الشتاء قاسي، احتاج وشاح أمي.
: يلا روحي جهزي ملابس أمك ، عمك فهد الآن جاي من عند أبوك وحيودي لأمك أغراضها
انصرفت للبقية و اختلقت كذبة جديدة من أجل أبقي السر مكتوماً
وفي الغد سننظر ما القدر الذي ينتظرنا..
لا أشبه احد ّ!
09-13-2020, 07:51 AM
جميلتي سردك
وسطورك دائما تجذبني
كاتبه مميزه ماشاء الله
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
روح الندى
09-13-2020, 08:46 AM
ما شاء الله الاحداث مشوقة متتالية
رغم سطور الحزن في الاحداث
سرد جدا راقي
شكرا للامتاع والابداع
في انتظار البقية
كتف ثالثه
09-14-2020, 03:15 AM
جميلتي سردك
وسطورك دائما تجذبني
كاتبه مميزه ماشاء الله
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
أبدو بمرورك أكثر سعادة
شكراً لوهج حضورك..
كتف ثالثه
09-14-2020, 03:16 AM
ما شاء الله الاحداث مشوقة متتالية
رغم سطور الحزن في الاحداث
سرد جدا راقي
شكرا للامتاع والابداع
في انتظار البقية
روح الندى
سيدة العطاء
وبهجة السماء
ثناؤك سعادة
تقديري..
كتف ثالثه
09-14-2020, 03:24 AM
(15)
لا تسألني عن حالي
فتأكيداً لن أخبرك عني الحقيقة
سأقول لك أني بخير
بينما أنا أتعثر في الدقيقة ألف مرة
و أظن بأنها دقيقتي الأخيرة
فتأتيني أخرى تئن أكثر من سابقتها
عانقت إياد وقبلته، تأملته، كأني أغبطه على عمره إذ أنه لا يدرك مما يدور حوله أي شيء
أدرت رأسي للطريق، لم أعد أميز من أي جهة ستأتيني الصفعة الجديدة
أنا الآن آخذ الأطفال لزيارة والدهم، بعد أن صدر تصريح الإذن من المشفى بأن لا مانع من الزيارة
لكن الخروج ممنوع بالتأكيد
فهمت مؤخراً أن الأسلوب في نقل الأنباء هو ما يجعله كبيراً في عين المتلقي أو صغيراً
كانت ردات الفعل مقبولة، أو أنه تسرب الخبر إليهم سابقاً وأنا التي لم تكن تدرك، كل الاحتمالات مقبولة
في النهاية ليس من السهل المحاربة في عدة جبهات، قد أخفق في قيادة ما و أفلح في أخرى
لا يمكن أن تنطلي الكذبة على بدر وهو يرى مودة تبكي بهذا القدر
أما عبدالوهاب فكان سهل التعامل من هذه الناحية، كان يكفيه أن يخرج ليرى فيصل أو والده ولا يسأل بكثرة
رأيت سلطاني على سريره
في يده مصل موصول بعدد من الأدوية، يرتدي ثياب المشفى، لا يبدو بخير أبداً
هذا بعد مرور ثلاثة أيام، كيف كان حاله عندما أقبل إليهم يا ترى؟
تبادلنا الأخبار والأحوال، وسؤال عن مستوى الأولاد الدراسي وكثير من الاحاديث العامة
أكد لي في نهاية الزيارة بخفوت بأنه سيذهب خلسة هذا اليوم لزيارة فيصل
حاولت أن أثنيه عن قراره لكنه هزمني بجوابه: وحشني وهو ماراح يصبر عني
بعد أن أخبرني عن قراره الثاني الذي أتى وكأنه يفكر وافقته على الأول لكنه عزم و ما من قوة ستمنعه إذا عزم على أمره
في الغد سيخرج ولن يهتم للتوابع في قائمة اهتماماته الرقم الوحيد فيصل
حاولت و أنا أذكره بأنه لن يستطيع أن يقدم لفيصل وهو بهذه الحال أي مساعدة مما اعتاد فعله
أجاب بكسل: هذا التعب من آثار الأدوية
هل فهمت قصدة بشكل سليم، هل ينوي ترك العلاجات أيضاً
: سلطاني ياعمري، لازم تتحسن علشان تقدر تكون جنب فيصل، لازم تاخذ علاجاتك، بعدين حتطول فترة المرض
تبسم ختاماً و أردف: انتبهي للعيال إن شاء الله بكرا ترجع صفاء للبيت
لقد بت أمره وانتهى
غادرت و أنا أحمل هم جديد، لا يجدي أن أحادث سارة لأني لن أستطيع البوح بكل ما يجري هنا
لتبقى عائلتي مرتاحة البال على الأقل
و لا بسمة أيامي، لا يمكنني أن أصف حدود هذا الشعور
ختاماً انطويت إلى الصمت، حيلتي الاخيرة...
.
.
الأمور لا تسير على ما يرام، هكذا أوضح لي فهد بعد سكوت طويل
الخلايا المصابة تزداد أما المستوردة من عبدالوهاب فأعدادها في تناقص مستمر
حقاً أرغب في مقابلة سلطان، لا يكفي أن أتواصل معه عن طريق الرسائل أو صوتياً
نحتاج لوقت نقضيه لتبادل الهموم
هذا الصباح خاصمني النوم وبقيت متيقضة، لكن حظي هو الذي صالحني
في تمام الساعة العاشرة صباحاً، كان الجرس ينذر بقدوم أحدهم
استفززت أعصابي نهوضاً، من سيكون في هذه الساعة المبكرة
كل القصص التي كانت تنسجها مخيلتي الخائفة لاحت أمام ناظري بركض خالف توقعاتي
رأتيه أخيراً كان سلطان، يالها من مفاجأة مذهلة
يريد تعويض الأولاد عن اليوم الذي عاد عليهم ببؤس اضطراري، هذا استنتجته
وأنا في طريقي لفتح الباب
عانقته فرحاً بمقابلته: تصدق كنت أفكر فيك، كنت أقول لازم تجي تزورنا
ولج إلى الداخل و نحن نتبادل التحايا
أرغب في سؤاله عن فيصل لكني أخاف من الجواب
أخرت هذا الحوار حتى أعد له قهوة سريعة وبعضاً من قطع الحلوى التي كانت في البراد
أبلغت سري أن تحتسبه في الطعام وانصرفت إليه
كلانا كان يحتاج لهذا الانفراد في الحديث
أخبرني أنه أنهى اجتماعه على عجاله من أجل أن يحضى ببعض الوقت مع أولاده قبل أن يعود إلى المشفى
كان يعبث بهاتفه وهو يخبرني تأمله بصمت ثم ألقاه جانباً
أمسك على رأسه و عينيه بعد أن ألقى الذي كان فوقها جانباً وتحوقل بزفرة
: اشبك ، جاك خبر مو كويس
رفع رأسه يتأملني بلا جواب وهو متكئ على ذراعه
احتجزت يده الحرة بين يدي أستحثه على الحديث : فيه شي
: كنت أشوف نتائج التحاليل، مو كويسة
: يلا إن شاء الله خير
: باقي 5% من الخلايا اللي أخذناها من عبدالوهاب
ما إن قالها حتى رأيت الدمع يقفز في عينيه وحجبها عني حين خبأ وجهه بيديه
لا يا سلطاني لا تهتز فأنهزم أنا
لا تفعلها متوسلة إليك
إلا أن أرى مدامعك أو تيأس أرجوك
: لا لا لا الله يخليك، لا ياسلطان
كنت أردد النهي له وأنا احتضن وجهه بين يدي أتأمل رأسه الخالي من الشعر تماماً
والذي داوم على حلقة باستمرار من أجل فيصل، ومن أجل أن لا يشعر بالفرق أيضاً
حتى فهد منذ قدومي كان يتضامن مع فيصل وسلطان بحلاقة الشعر المستمرة
أتأمله و داخلي يتمزق
يا الله أنت اللطيف، أسألك اللطف
يا الله ليست بي طاقة لتحمل الفواجع، عجّل بالشفاء وارحم ضعفه
اعتذر مني وغادر لحجرته واضعاً الباب حاجزٌ بيننا
وقف أحساسي المتفائل على الدوام هذه المرة في الصف المعاكس
أحاول أن أخضعه لجانب السلامة و إن طالت، ويسقطني في بئر الواقع
هل العداد بدأ في التناقص؟؟
كتف ثالثه
09-14-2020, 04:06 AM
(16)
لقد أُفلت السهم من القوس مع الأسف..
اجتمعن يا نساء
حان وقت النحيب..
1_ مايو _ 2016
الإسبوع المنصرم لم يمض بشكل جيد، بعد خروج سلطان من المشتفى
تكاثرت الوقائع حتى هذه اللحظة، كأن المؤشر في تنازل بعد الارتفاع الذي حققه من ناحية الأمل
ويشهد الله أني لم أفقده على الرغم من كل الذي مضى، أتشبث بحبله هو الوكيل والكفيل
أشرق بالأمل متيناً، و أغفو به على نعشه
فارقني النوم منذ تردي وضع فيصل الصحي
كنت أتوسل إلى الله كثيراً، أن يختار له الخير
أصيب ظهره بجروح غائرة جراء نقص المناعة والعلاجات
ناهيك على الأعضاء التي تنذر بقرب تعطلها عن العمل
حين سألت فهد الذي أضحى يلازم المشفى هو أيضاً عن حاله وقف لبرهة و أجاب: إن عاش سبحان من يحيي العظام وهي رميم
يارب السموات والأرض، أنزل معجزتك بالشفاء وبه الخير، أنت القادر على كل شيء
حزنت وربما أنزعجت بشده لجوابه الذي أعطاني إياه و ولاني ظهره، كنت أريد جزء من أمل يبقى بلا انقطاع
لا أريد أن اسقط بهذه الحقيقة، لو بقيت في الحلم أما كان أنفع لخاطري وعيني الساهرة
في الاوقات التي كانت تعود فيها صفاء كانت تخبرني أن سلطان ليس في حال جيد أبداً
و عن فيصل/ تجيبني بإيماءة وجع و أن الله كريم
في اليوم الماضي نُقل فيصل بشكل عاجل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي
إلى قسم العناية المركزة، أجريت له قسطرة في الرقبة وعلى إثرها فقد الوعي، وفقد النبض
لكنه عاد، عاد لهذه الدنيا في اللحظة التي كان فيها سلطان ينتظر عند باب الحجرة الخبر المتوقع
أتاه الطبيب بالبشرى : ابنك بطل ابنك عاش ابنك متمسك بالحياة
يقول فهد: حينها جلس سلطان و أجهش شكراً لله
لم يبلغني الأمر بشكل مرن و أن فيصل طرق باب السفر إلى السماء
لكني تنبهت على ركض فهد في السلم مما جعلني اذهب للاستفسار من زوجه
كانت تبدو قلقة ولا تريد أن تأتيني بالجواب
وبعد اصراري المستمر أسرت في أذني : يقول يحتضر
تراجعت للخلف و أنا ابتسم، هل ما تقوله صحيح، لكنها لاتكذب وهاهي تنوح بصمت
عدت لحجرة مودة و أغلقت الباب دوني كيف هبطت من السلم لا أذكر، ما الذي أجبتها به لا أذكر
أريد أن أحادث الله حينها فقط، أريد أن أشكو إليه حزني و أبث إليه مخاوفي وشكواي
لا يمضي الوقت حين ننتظر، أخذت أمشي في المنزل ذهاباً و إياباً أريد للتوتر أن يتلاشي
وحتى لا اثير الاضطراب أمسكت بسري والأولاد ومشينا كأننا نلعب القطار السريع
يلهون بالضحك والفرح وداخلي تذروه الرياح.
في الساعة الثانية عشرة ليلاً عادت صفاء، أتيت إليها راكضة أريد النبأ
عانقتني ببكاء : لسى عايش
أخذت أقفز في مكاني و كأني نُشطتُ من عُقال
في تمام الساعة الواحدة والنصف، أحادث سلطاني عن فيصل
وافاني بخبر عن قسطرة جديدة إحداهن في بطنة و الأخرى في جنبه الأيسر
قلقٌ لشأن هذا الاغماء لم يستفيق بعد يقول ببعض الأمل: أكلمه يمسك أصبعي
بس الآن أبغاه يرتاح والفجر أسولف معاه من جديد
أغرس في داخله التفاؤل الذي أفلست منه، يجيب برضا (صدقيني اللي كاتبه ربي يصير، وربك يفرجها)
وعنك يا سلطاني وعنك؟؟
ترك علاجاته من أجل أن يستطيع التبرع لفيصل بصفائح دموية
و أعلم أنه ليس بخير، بين هذا وهذا لا يريد إلا أن يرى فيصل بخير
ثم سرد لي ما فعل
افتعل شجار ضخم البنية والعناد، النظام يمنع المرافقة في العناية المشددة، وهو يقسم ألا يترك ابنه مهما كان الثمن
أخيراً بقي بجواره على كرسي تبرعت به احدى الممرضات حتى لا يبقى واقفاً
في عصر ذات اليوم بينما كنت أجلس برفقة إياد ألاعبة
طلبت مني صفاء أن أهتم بترتيبات استقبال عائلتي
بهذا الشكل الفجائي يعني أن هناك طارئ جديد
استفسر عن حال فيصل و أجابتني : لسى في غيبوبة عند الضغط ينخفض ويرتفع والباقي مستقر
المؤشرات لا تنبئ بخير
هنا حضرت نفسي للعاصفة
هنا أيقنت بأني أودعه
هنا أنا أبقيته في أمان الله ورعايته...
دجى الليل
09-15-2020, 12:09 PM
ما شاء الله عليج يا كتف والله رائعه في السرد ربي يحفظج ويحميج ياربي يكووون فيصل بخير وسلطان يمده ربي بقوه من عنده
كتف ثالثه
09-16-2020, 05:17 AM
ما شاء الله عليج يا كتف والله رائعه في السرد ربي يحفظج ويحميج ياربي يكووون فيصل بخير وسلطان يمده ربي بقوه من عنده
مباركة أنتِ يا دجي الليل
ممتنة لعطاؤك و متابعتك..
كتف ثالثه
09-16-2020, 05:29 AM
(17)
2_ مايو _ 2016
اجتمعت عائلتي إثر هذا الخطب الجلل
ولأن الأعداد محدودة المسموح لها بالزيارة يتعين علينا الذهاب متفرقين
وقت زيارتي له في وقت متأخر و برفقة فهد
قُبضت أنفاسي قبل الولوج من البوابة الرئيسية
رائحة المرض والأحزان والأموات تنتشر من أروقة المشفى
على الرغم من الترتيبات والاهتمام في البناء والديكور إلا أنها لم تطمس حقيقة ماهو موجود خلف الجدران
و لم تُمح معالم الآنين إثر الألوان، والأثاث المنتظم، وكأن الحيطان تشكي الوقائع التي ترى
خلف هذا الستار، يوجد فيصل وسلطان وصفاء
وتوجد كثير من المشاهد التي سمعت عنها، ثواني فقط تفصلني على أن أراها
يا إلهي
تعتريني ارتجافة أثقلت أنفاسي
ما الذي أراه
لا شيء يدلي بأن الماثل أمامي هو فيصل سوى اسمه و الذين بجواره
وكأنه أخر
بدنه الصحيح لم يبق منه إلا هيكله أما بشرته فلا اللون لونه ولا الصفاء كما كان
كان سابقاً لونه المكتسب من العلاج لا يشبه هذا، أصبح أكثر غمقاً و اصفراراً
البقع الداكنة تنتشر في الجزء الذي أشاهده أم المخبأ فالله يعلم ماذا هناك
ضمادات في رقبته وصدره وأكتافه من جهة الخلف ممتدة إثر الإصابة الجلدية التي كانت سابقاً
لا يدرك بأني بجواره
لا يعرف أني أناجيه ربما
لا يعرف أني أعيذه من وعثاء هذه الدنيا ومن بؤس هذا الداء ومن قسوة الدواء ومن حرقة الوداع
تمتمت في إذنه ( أنت بطل، أنت قوي ، أعرف يا روح عمتك إنك شجاع وحتتجاوز هذا كله)
أمسكت كفه علي أجد منه استجابة ولو بسيطة ( حبيبي فيصل، لسى أبغى أفرح فيك وفي عيالك، لسى أبغاك تزفني بسيارتك لمن تكبر
باقي أشياء كثير تعيشها، علشان أبوك وأمك وعلشان كل اللي يحبك، شد حيلك ، ارجع لنا
أعرف إنك تسمعني، ترا أنا اعتمد على وجودك جنبي كثير حتى لو كنت صغير، يلا أصحى
راح أشرح لك دروسك مثل الوقت اللي جيت فيه لما ماما جابت إياد و وعد ما أهاوشك لمن تشوف التلفزيون وما تركز)
قبلت جبينة ختاماً وقلت أخيراً ( أنت تعرف إني أحبك وأبغى أقولها لك أحبك قد الكون مثل ما كنت تقول لي وأنت صغير، ربي يحفظك لنا)
كنت أدعي و أناجيه و أنا شبه متيقنة بأنها أخر عبارات سأقولها له
التفت إلى سلطاني وهو يحكي لفهد عن أخر عناق كان بينهما قبل وعكته الأخيرة
ناداه وهو مستلقٍ على سريره بلقب محبب لسلطان : أبو فيصل
أتاه يجلس بجواره على ذات السرير : أمر يا أبو سلطان
وأصبح مقابلاً إياه في جلسته لم يطل في الحديث مع والده إلا أنه قال ( حضن)
قالها سلطاني وأجهش في بكاء مكتوم وحجب ملامحه عنا
ما استطعت أن أقرأ ملامح صفاء إذ أنها تضع حجابها على وجهها في حضرة فهد إلا اني أدرك مدى الاحتراق في أعماقها هذه اللحظة
عانقت سلطاني من خلف الكرسي أمسح على صدره داعية ربي أن يثبته بالصبر والاطمئنان والإيمان
أبثه بعبارات تفاؤلية أُدعم بها أقوال فهد التي تصبره على مصابه
حتى التفت إلي ختاماً: أنتِ تقولي شي وعارفه إن حبله منقطع، أعرف أن قلبك يتوجع حتى لو خبيتي دموعك
حقاً لماذا لا أستطيع البكاء وكل هذا الوجع يفتت أوصالي؟؟
من أجلهم كان يجب أن أبقى في صمودي؟؟ أو جففت دموعي الفجيعة؟؟
خيم الصمت عدا صوت الشيخ ماهر المعيقلي في تلاوة له لسورة البقرة
بقيت أعيننا معلقة ترى الخط المتعرج تارة يمضي بشكل مرن وتارة تنخفض
هل ننتظره يستقيم يا ترى؟؟
المؤشرات لا تعطي أي بُشرى، والأمل بالله لا ينقطع..
.
.
.
الساعة الثانية والنصف فجراً..
هاتفي على وضع الصامت، لكوني لست الوحيدة في الحجرة و الوحيدة التي يعصي عينيها النوم لليوم الثالث على التوالي
لدى مودة امتحان في الغد معملي نهائي، وحتى تحضى بنوم مطمئن وتذهب لصفها بذهن صافي
لا تعلم عن غيبوبة فيصل، ولا عن تردي وضعه الصحي
خُبئ الأمر من أجل محصولها الدراسي.
أقبل اتصال سلطاني مفاجئ، أخذت وضع الجلوس عن الاستلقاء وأجبت عليه بصوت منخفض
و أنا أردد في أعماقي (يارب لا يكون أمر معاكس يارب يارب)
: أبغاك تروحي لصفاء، لا أخفيك فيصل الله أخذ أمانته الآن عالأجهزة بس
وتلقيت عزاء الأطباء من الآن ، الأمر مسألة ساعات
كلمتني وخبرتها، روحي لها قولي لها تقول : إنا لله وإنا إليه راجعون، الحمدلله على قضاءه وقدره
اللهم أجعله ذخرا، واجعله وفرطاً وأجراً وشفيعاً مجاباً، اللهم ثقل به موازيننا وأعظم به أجرنا، وألحقه بسلف صالح المؤمنين
واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم.
هل ماء ساخنة سُكبت من فوق رأسي، أم أني أحلم و أهلوس إثر فقداني للنوم
استعدت توازني بعد أن كرر حمده متصبراً لا يشبه الرجل الذي غادرت من عنده قبل عدة سويعات اختصرت جوابي ب ( إن شاء الله مع السلامة )
ذهبت إليها و رأسي قد أخذ توقف عن كل التفكير، فقط يتلقى وينفذ
صوتها وكأنها تتقيأ قادم من الخلاء بعد أن وجدت حجرتها خالية، أطرق عليها الباب ولا تجيب أكرر عليها النداء حتى ظهرت أمامي
ترتجف كعصفور خائف لا للدمع أثر فقط الصدمة والفجيعة
عانقتها بداية لعلّي أفلح في تهدئة هذه الارتعاشة ثم احتضنت محياها بين كفي: صفاء اسمعيني، لسى فيه نفس
لا تيأسي، روحي صلي وكلمي ربي بكل شي جواك، ما نقدر نسوي شي، أمرنا كله بيد رب العالمين سامعتني
أعدت عليها بتكرار أنبهها أكثر لأني لا أثق بأنها تستوعب ما أقول/ صفاء لا تنسي لسى فيه نفس
استجابت لكلامي دون أن تجيب على ما أقول فقط فعلت
سارة حين رأت انسحابي من الحجرة تبعت خطوتي
حين أكدت لها أنها فهمت الحدث بشكل صحيح انسحبت سريعاً تغسل وجعها قبل أن يتيقض والداي، حينها سنكون في حاجة لجأش أكبر...
لا أشبه احد ّ!
09-16-2020, 11:59 AM
جمممميل جدا جدا قلبي
تبارك الرحمن
اعجابي وتقييمي
دجى الليل
09-16-2020, 12:56 PM
يارب انه يقووووم بسلاامه يارب ويحبر خاطر صفاء وسلطان
روح الندى
09-17-2020, 09:00 PM
جميل جدا
الله يعطيك العافية
كتف ثالثه
09-18-2020, 02:06 AM
جمممميل جدا جدا قلبي
تبارك الرحمن
اعجابي وتقييمي
شكراً لدعمك لا ينضب
يارب انه يقووووم بسلاامه يارب ويحبر خاطر صفاء وسلطان
بقي القليل يا دجى الليل
ممتنة لمتابعتك يا رائعة..
جميل جدا
الله يعطيك العافية
ممتنة لمرورك يا روح الندى..
تحياتي..
كتف ثالثه
09-18-2020, 02:18 AM
(18)
3 مايو 2016
الساعة الثامنة والنصف صباحاً
بينما أحاول الاسترخاء بعد فجر هذا اليوم العصيب دوى بكاء والدتي
وكأنه تأشيرة تأكيد خبر (غادرنا فيصل) وانقضت أخر الساعات
استقام الخط المتعرج، وذهب هناك ليرتاح من عثرات هذه الدنيا
يا صبوح الوجه غادرتنا إلى الله سريعاً
اختارك يا أطيبنا خصالاً لتأتيه أولنا
رحلت إلى السماء محلقاً ولوالديك شفيعاً
وما من مواساة تربد على أفئدتنا إلا أنك إلى الله ذاهب
ولنا لقاء بعد أن تزول هذه الدنيا، تحقيقاً لوعد الله
أجوب الأرجاء باحثة عن والدتي،أجلسها وجع الفقد على السلم نزولاً ممسكة برأسها تحوقل
تشهق ببكاء طويل ب(إنا لله وإنا إليه راجعون)
سبقتني إليها سارة أما عني فإني أرقب صفاء الأم المكلومة أين هي؟
وجدتها ترتدي حجابها و بذات الهيئة التي تجلس بها والدتي لكنها تجلس على السلم الخارجي تردد (فهد الآن يجي يوديني)
حاولت انتزاعها لتكون في الداخل على الأقل، ما من جدوى و ما من ملام
أخذت تفرغ شعورها بالضغط على كفيها وتهتز للأمام والخلف
واكتفيت بالوقوف إلى جوارها هذه البطاقة التي في يدي
كل ما أفكر به الأن الأطفال لا يجب أن يعلموا بشكل قاسي أو هذه اللحظة
بعد مزيد من الوقت وحتى نستعيد بعض التوازن يحين الزمان المناسب لأستطيع على الأقل تقديم الاحتواء اللازم
من الجيد أنهم نيام عدا إياد ولن يفقه شيء مما يجري
يا إلهي أربط على فؤادي وجأشي
والحق أقول أني لم استطع ذرف دمعة واحدة لم يحن وقت النواح بعد
أفكر بكل شيء وبكل أفراد أسرتي إذا سقط الجميع سيكون الحال مزرياً
أبقيت الغصة في حنجرتي وحمدت الله على الثبات حتى هذه اللحظة
استعددن نساء العائلة للذهاب إليه ممن لم يحالفهم الوقت في اليوم الماضي
والبعض أراد إلقاء التحية الأخيرة عليه
ابتهلت لربي شكراً أني ذهبت إليه في يومي المنصرم
ورأيته وهو يتنفس، لن أستطيع رؤيته جثة، أو في ثلاجة الموتى
الصلاة عليه ستقام بعد صلاة الظهر
وعلي بدء ترتيبات استقبال العزاء مع سري رفيقة الوحدة
انتهت رحلة فيصل مع المرض وبدأت رحلتنا نحن في ابتلاع وداعه
حانت اللحظة التي كنت أفر منها منذ الصباح الباكر
أمسكت على يد بدر وأخبرته إذ أنه الأكبر عمراً عن البقية في الوقت الذي غادر فيه رجال العائلة للصلاة على فيصل
ثم الدفن و إلى المحطة الأخيرة
( حبيبي بدر، تعرف إن الله يحبنا، وهو اللي أوجدنا على هذي الأرض
ولأنه يحب فيصل كمان أختار أنه يروح له بسرعة)، تأملني قليلاً برجاء العدول عما فهمه، وبلا جدوى
أولاني ظهره وذهب لحجرة والدته و أستطيع أن أخمن الواقعة عليه كيف ثقلها، ليس من السهل أن تفقد أخاك وفي سن مبكرة جداً
ثم إلى البطل عبدالوهاب، ما أوجست صعوبة في إخبار أياً من العائلة
كالتي أتوجسها من إخبار عبدالوهاب/ حبيبي عبدالوهاب أنت تعرف أنه كلنا
في الأخر حنروح للسماء ونرجع لربي اللي أوجدنا على هذي الأرض صح
أجاب على عجالة ولأنه يرغب في إكمال رحلة اللعب الالكترونية التي بدأها
مسحت على رأسه و أنا أحادثه إللي حصل إنه فيصل سبقنا وسافر للسماء قبلنا
أمال رأسه لجهة اليسار يستفسر واضعاً كفة تحت ذقنه بحركة اعتاد فعلها مؤخراً بعد أن ولاني تركيزه عن اللعبة :يعني فيصل مات
من الذي علمك ماهو الموت أيها الصغير
كيف تعرف معناه الصعب بهذه السلاسة
عانقته و أنا أجيبه بنعم
كيف أقنعك بأمر نفسي لم تقتنع به بعد
أخاله سيأتيني في أي لحظة وكأنه في المشفى فترة وتنقضي
ابتعد عني مستفسراً: أنا أعطيته دمي وقال الدكتور إنه راح يرجع لنا، يعني يكذب عليه
لا ياحبيبي هو ما كذب عانقته أكثر لانعدام الجواب الله قد أختار ذلك يا بطل ..
عاد الجمع ويا آه قلبي
كيف لثباتي أن يكون لهذه الدرجة مستطيرا
فقط أشعر بصداع أكسبني رؤية غير صافية لما حولي
ما إن ولج سلطاني إلى بيته بعد الصلاة عليه حتى قبلت رأسه ويده معزية إياه
وكان متصبراً
و حين السلام على والدي الذي منعه من اتباع الجنازة عرض صحي
تعانقا في بكاء مرير وسلطان يردد ( خرجنا اثنين ورجعت واحد يا أبويه، راح فيصل)
والدي وسلطان على يساري ،جبال قوتي تهتز
وعلى يميني فهد ذراعي السليمة وهو في حالة مشابهة
يارب هل الأرض تتموج أم أن أقدامي لا تستقيم
لا أرى بشكل جيد، في وسط غيمة سوداء، أو ضباب مكثف يمنعني من عيش الواقع
الحلم مزعج وطويل لا يريد أن ينتهي/ هكذا واسيتني وأعايش اللحظة
توسلت لله أن يرحمني بدمعة واحدة عن هذه القبضة التي تعصر قلبي والارتعاشة التي تملأ جسدي
وانفاسي التي تتلكأ لكنه لم يحدث
غدوت هشيماً في العمق لا أقوى على الكلام، وفي ظاهري كائن لا يتوقف عن الحركة
أجوب الأطراف، أريد أن أطمئن، فيما يلي سأراني وسأكون بخير..
.
.
.
عن مودة سيتكفل بإخبارها والدها
بعد أن عادت من صفها الدراسي، ورأت امتلاء المنزل بالأقرباء ، كانت تظن أن هناك مفاجأة ما
قالت لي بعد أن رأتني مع سارة نأخذها لسلطان : ايش مسوين لي مفاجأة، طلع فيصل
أصابتني بنصل تركني أدع ذراعها و أوليها ظهري، ما عليها هو أن تتبعني
/ قبلت رأسه تسأله (وين فيصل)
فالجميع هنا وكأن وليمة ستحضر نظراً لتجمع نساء القرابة، إذ أنها لا تعلم عن صفوف الرجال في قسم الضيافة
عصي هذا الجواب يا مودة والدها: الله يقبله شفيع لنا
كانت تنظر له بصمت وأنفاسها ثقيلة مسموعة
أناديها ولا تجيب
أربد على خدها والحال هو نفسه
يعتصرني هذا الوجع تالله أني أشعره كما هو مستعمر في أعماقك
غياب السند و في بداية المشوار العمري، قصمة حقيقية لعود للتو يبدأ ليشتد
دفعتني بعيداً وكأنها تنتظر من والدها جواب أخر
ما لبثت كثيراً حتى سقطت مغشي عليها..
.
.
.
طويل هذا اليوم عن أي يوم مضيته في عمري
حتى الأكثر سوءً، كانت تأفل بمجرد أن أتناسى
تولت النساء إلى منازلهن وأخيراً بقينا لوحدنا
ما أكبرت صفاء في موقف بقدر تلقيها العزاء، متصبرة محتسبة
حتى أمام ما تثيره بعض النساء من بكاء وما إلى ذلك، كانت ثابته، تذكر الله كثيراً ولا تخوض الاحاديث
دخل سلطان إلى حجرته، حان الزمان الذي يتلقى فيه الراحة عن عناء نصف عام و أكثر
رأى سرير فيصل الذي لم يأذن الله له أن يرقد عليه ولا لـ ليلة واحده
استلقى على بطنه بعرض سريره، ونادى إلينا، ابناءه و أخواته
يريد أن نتبادل الأحاديث، يناديني باستمرار (أم إياد) معللاً: هذا كبر عندك، تربيتك
غفى بذات الوضعية أخيراً، وانسحبنا بهدوء
هذه الخلوة الذاتيه، لن نتحاكى فيها إلا المدامع و الفقد..
لا أشبه احد ّ!
09-18-2020, 05:26 AM
سطور حزينةة وجميلة جدا كثفي
كاتبتنا المبدعة الله يعطيك الف عافية
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
أمير الاحساس
09-18-2020, 02:35 PM
جميل جدا روعه يا كتف ثالثه
تحياتي و دمتي ب ألف خير
كتف ثالثه
09-20-2020, 04:10 AM
سطور حزينةة وجميلة جدا كثفي
كاتبتنا المبدعة الله يعطيك الف عافية
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
بقاؤك في صف المتابعة حتى خط النهاية
أمر يجعلني في غاية الامتنان
شكراً..
كتف ثالثه
09-20-2020, 04:12 AM
جميل جدا روعه يا كتف ثالثه
تحياتي و دمتي ب ألف خير
ممتنة لهذا الثناء والمرور يا أمير الاحساس
شكراً بقدر اتساع الأرض..
كتف ثالثه
09-20-2020, 04:24 AM
(19)
20_ مايو _ 2016
بعد الموت
سيُفهم معنى كل شيء فُقد بلا معنى..
أرتب حاجياتي، وأعيد التنظيم السابق قبل قدومي واستقراري في حجرة مودة
انتهت مهمتي بعد سبعة أشهر، أقمت الذكرى والشغب، والفرح، والصخب، والحزن، ومارست العيش فيه كموطن
يصعب التراجع بعد هذا الزمان المنطوي إلى نقطة ماضية وما من بُد أو اختيار والخسارة فيها فادحة
إياد يتمدد في أوساط حقيبتي السادسة التي ملأتها بحاجياتي الكثيرة والهدايا، يرغب بالسفر معي خلسة
وأبادله الشغب وكأن حدثاً لم نعايشه أو نسيناه
منسوب مشترياتي في النصف عام الماضي لا تصدق، اكتسبت عادة سيئة، وكانت منفذ الترويح
مودة تقدم المساعدة، وتأكد بأنها ستشتاق إلى وجودي، وسارة تلقي في وجهي النقد على ما أجريته من تجاوز في حجرة مودة
لدي الكثير من الأوراق، بها الخطط والألعاب الورقية و عدادات و كتابات لن يفقه قارئها شيء عداي
أرتب أيامي بشكل استثنائي وهذه الأوراق لبنة الأساس
أجد في كل طرف ورقة أخرى، و أتذمر من فوضويتها في حامل الأوراق، وكأني براء من العشوائية.
بدت لي خمسة أوراق غريبة في الأعلى تماماً، منتظمة بعناية وتبدو حديثة الوضع
لا أذكر أني شاهدتها قبل اسبوعين أما مايلي ذلك لا أذكرني جيداً
كيف يبدأ اليوم وكيف ينتهي لا أدرك أبداً، المهم أنه ينقضي
حملتها وسرت في كفي رعشة واحتذت ملامحي صفعة فجيعة
واريتها عن مودة و أنا أتم القراءة
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال
تبليغ وفاة
رقم السجل الطبي:*******
البيانات الخاصة بالمتوفى:
الاسم: فيصل بن سلطان ال........
رقم الهوية أو الجواز:**********
الجنس: ذكر
العمر: 13 سنة
الجنسية: المملكة العربية السعودية
الديانة: مسلم
تاريخ و وقت الوفاة ( الهجري): 26 رجب 1437.. 08:25
سبب الوفاة والأمراض المرتبطة بها:
انتكاسة سرطان الدم النخاعي الحاد، زرع الخلايا العظمية، صدمة انتائية شديدة،
خلل في أجهزة الجسم ( الكلى، الرئة، الكبد)
تعثرت وأنا أمر في طريقي إلى سارة أُشير إليها أن ترى الورقة
: سارة ماهو حلم، حقيقي اللي حصل
مو راجع فيصل، ولا هو في المستشفى ينتظرنا
ألهث خسارة و رزيئة :سارة شوفي مكتوب تبليغ وفاة، شوفي مكتوب إنه توفى
ما كانت قصة كذب ولا حكاية اختبار، يعني جد فيصل مات
عانقتني سارة وقد اعتادت على انفجاراتي التي تأتي متأخرة، تبثني صبراً ب( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
ضجت الآه في صدري وأكاد أفقدني
أسقط من بين يديها و جالستني إلى حيث ارتميت
نائبتي أبتلعها في زمان متأخر عن الركب
انقضى العزاء وعزائي ابتدأ في ترتيل صلواته بنهجي
عقداً فقدت انتظامة و تناثر يئن بليته
تشبثت بها أكثر، نسيت مودة، نسيت سلطان، نسيت صفاء، أتذكر فيصل وفقط
مما ترويه سارة بعد سقوطي ومايليه لا أذكره..
تقول عما هذيت به:
: انتي ماتعرفي شي وما شفتي مثل ما أنا شفت، أول ما جيت وشفته ولعت جوايا نار ما قدرت أحكيها لأحد
ولمن طاح شعره كان يستحي مني، كان يسألني ياعمة حيرجع شعري أو لا وأقول له كل شي حيرجع نفس ما كان مرحلة وتعدي
لما كنت أرافق معاه يخجل أرافقه لدورة المياة يقول أنا أقدر يناضل ياسارة، انتظره يرد الباب وأمنعه يقفله أخاف يطيح ولا أقدر أساعده
خرج يجر حاملة الأدوية وداخ عند الباب، مسك راسه وكان راح يتهاوى ، سندته لسريره ومن بعدها غطى وجهه
كان يفهم ويسمع الممرضات يتكلموا، وفي اليوم اللي يعرف أنه معدلاته مو كويسة يمتنع عن الأكل
بين استمرار في النواح وثقل في لسان الافصاح تأتي الأخبار المخبأة من جعبة الهذيان واللا وعي :تعرفي ياسارة كان يصلي ويدعي إن ربي يشفيه ويرجع شعره زي زمان
كنت أموت كل يوم أشوف سلطان وأشوف فيصل وأتعذب
انام على أمل وأصحى ألاقيه يتلاشيى
تخيلي إني إلى اليوم أصلي وادعي ان ربي يشفيه، مو مصدقه
أشوف طيفه في كل مكان و أتعايش مع الحال
ياساره فيصل راح، وسلطان ماعاد سلطاني اللي أول
خلاص ما أبغى ارجع، أبغى ابقى عند سلطان ، هو تعبان
تعرفي كل مايشوفني حيشوف في جبيني فيصل لأني جيت علشانه
سارة، مو ممكن يكون كل هذا شيء ما صار
سارة، أنا أنسى كل الخوف والوحدة اللي كانت بس يرجع فيصل، يمدي
تقول: ثم استكان جسدك و رحلت في نوم مملوء بالفزع
تخبطت وأنا أنثر ما أكتنزه في صدري هكذا فهمت
آنيني لم يخبأ خلف الجدران، ولم تكفي لتحجب عالي الصوت
تشبثت بالقشة التي بين الركام، ما أودعت أمالي ولا أحلامي حتى دُهست بعجلة الواقع
كلما علت همتي في ترتيب مسألة الحضور، والخيالات الشاسعة، أسقط عند دمعة و ذكرى مؤذية
آويت إلى فراش (لربما) وخذلت عند منفذ الدخول باستحالة أن يكون
ربنا أودع في أعماقنا طمأنينة الرجوع والعودة في أخر المطافات
إلا أن التصديق بواقعية الفاجعة، فاجعة تأخذ من العمر الكثير..
نال مودة ما نالها من الأثر
ولُمست أوجاع سلطاني وصفاء من جديد
الدوي كان أكبر مما تصورته، وانقضت ليلتي ما قبل الأخيرة بهذا الندب من الشعور..
كل شيء يشبه الفراغ
لا أعلم كيف يمضى الوقت
.
.
.
حال الساعات الأولى بعد الرحيل..
على الرغم من اجتهادي في النسيان، لكن الفراغ في فؤادي أكبر من تدوينة حرف، وانشغالات الدنيا..
كتف ثالثه
09-20-2020, 04:30 AM
فصل النهاية..
أختي العزيزة يارا
أحب أن أقدم لك شكري وامتناني على وقفاتك العظيمة
التي قمت بتقديمها خلال فترة أزمتنا والتي امتدت إلى سبعة أشهر
أثبتي خلالها أخوتك الحقيقية لأخيك وأسرته.
أخوك الذي أحبك كإبنته وليس أخت فقط..
كنا نفكر ثلاثتنا فيصل وصفاء و إياي ما الذي نستطيع تقديمه لك كأقل الجزاء لمعروفك
ستجدي هدية بسيطة في حقيبتك المحببة إليك المدعوة (بالسفينة)
هي لاتعكس ولا توفي حقك، أقبلت من داخلي كشكراً بنمط مختلف
ها أنت تستعدي للرحيل، فأسأل الله لك التوفيق وأن يكتب لك وافر الأجر على ما قمت بتقديمه تجاه ابناء أخيك
استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
أخوك أبو (فيصل الشفيع الشهيد بإذن الله) سلطان..
21/ مايو/ 2016
الساعة السابعة و ثلاث وخمسون دقيقة
...............
إلى فرحتي وبسمتي أخي الحبيب سلطان، أو كما أحب أن أناديك (سلطاني)
لطالما أقسمت على نفسي خفية أن كل شيء أملكه حتى أنا هو فداء لعائلتي
و إني لا أتأمل بمستقبل إلا مشرقاً بهم
لا أجدني قدمت ولا جزء بسيط مما قدمته لي على امتداد عمري
وما زلت تقدم إلى أن أفنى ، كظل لا أشقى به ولا انطفئ
فلا جزاء يُرد لكن اسأل الله لك عظيم الثواب
عشت كجزء لا ينشطر من أسرتك واسأله أن يجعلها مباركة
لا ينساب من طالعها إلا الخير و أن يبارك لك في رزقك ومالك و ولدك
و أن يهبك عوضاً عما فات إنه قدير
فيصل باقٍ في قلوبنا يعيش
غادر على عجالة لأنه بر ولأن الله يحبه
ولأنه يحبك ابتلاك بالمصاب و يكتبه لك شفيعاً بإذنه
قلبي سيبقى في معيتكم
حتى وإن ذهبت سأبقى أصغي إليك متى أردت الحديث
وسأنتظرك دوماً أن تعود سلطاني الذي كان
قلبك الذي تقول عنه دُفن في قبره
أنا أحمله معي لأحافظ عليه، إلى ذلك الحين
تلويحتك الأخيرة بعد حث التراب ( الحين مع السلامة يافيصل )
تعني أن تبدأ العيش من جديد وهو في الأعماق عوضاً عن سطح الحياة
سأذكركم عند الله ثق بذلك
أن أراك سعيداً تلك هي سعادتي وهو شاهدي
دعواتي تحفك و أحبك
21/ مايو/ 2016
الساعة الثامنة وخمس وخمسون دقيقة
بعد أكيال من البكاء الخفي..
.............
ما كنت أعول على الوقت كثيراً من أجل مسألة الدقائق الأخيرة
فهو يقطعني دائماً قبل أن أدرك حدته
لكنه لم يخذلني بالشكل الذي كنت أتوقعه
..إلى الساعات القادمة
وإني أسألك رحمة عن قسوتك الافتراضية
فصوت الطائرة لن يحمل إلا ذرات الضجيج..
22/ مايو/ 2016
قبل ساعات من صعود الطائرة
............
اعتدت على هذا النوع من التغيير الروتيني
حتى أني عُدت لا أراه شيء مخالف للطبيعة
إلا أنه باغتني في ساعتي هذه بلا سابق لإنذار ولا ترصد واضح
استنجد بسارة ثم أغادر من فوري جهتي الواجبة
لأفعل شيئاً قبل تلاشي الفصل الحالي
لم يسبق وأن تأملت ملامحي في الزمن المشابه
إلا أن انتشار الاصفرار زادني اضطراباً وكأن الخريف قادم بقوة
الأوراق ستسقط شيئاً فشيئاً (هكذا عرفت عنه)
الزمن المقدر: عشر دقائق
الحالة الآن : لا أبحث عن شيء أكثر من الهدوء والراحة
.
.
أسفة من أجل نظرة القلق في عينك أمي..
25/ سبتمبر / 2016
الساعة الثانية فجراً
بعد رؤيا تؤكد أنه ميت..
...............
هذا الانهزام الحالي إقرار بأني لم أتجاوز أي حدث مما سبق
وأعظمه غيابك
هذه الآه الصريحة الظاهرة عند مروري من الشارع المجاور
تشق طريقها للخروج قبل أن أدرك أنها من أجلك
صوت الحمامة ومشهدها تهويدة تأخذني لملامح قبرك
هذا هو العيد الرابع على التوالي
وأنت هناك تحلق في السماء ، تتنفس جيداً بلا أكسجين إضافي
أو مصل معلق في صدرك
وأنا هنا أتناقص شيئاً فشيئاً
فكل عام وأنت حي في قلبي أكثر..
30/ أغسطس / 2017
مشهد عيد يشبه سابقاتها..
بعد اضطرار أن نشهد العيد في الرياض
الساعة الثامنة مساءً
.................
.
.غيابك قاسي مثل الأشياء التي لا استصيغ وجودها، وأجدني مرغمة على تقبلها
أحدث رحيلك فراغ مدوي، ولو أن الالتقاء في حضورك كان قليل الدقائق، عظيم الأثر والوقع
كان يكفي أن أحس بأننا نتقاسم ذات الهواء
سأشتاق للحزن الساكن في عينيك رغم شغبك
وللشوق المتوهج في صدرك الذي لا ينطفئ
ولنزاعنا المستمر، وحكايات الصباح
سأشتاق أن نتبادل الحديث صمتاً وابتساماً، ولتحوير كل حدث قريب أو بعيد
سأنتظر دوماً عودة نتقاسم فيها السخرية، والشكوى والمزاجية والعناد
سأشتاق لدلالي، ولجوابك ( لو تبغي المريخ أوديك)
سأشتاق أن تعود كما كنت قديماً ولو بشبر صغير
الفقد أحدث ثقبه في صدرك
وأشعل ما أشعل في صدري بصمت
ومضة
كل عام ومجدك قائم
ولا تنسى قبّل لي وجنتيك...
15/ يوليو / 2017
الساعة العاشرة صباحاً
أحدى رسائلي لسلطاني
...................
.
.
.
تطول يدي في هذه الدنيا أم تقصر
أنا كفيل على الأقل أنها ستطول
بالقدر الذي يجعلني ألفك عن وعثاء تقاسيمها
وعن سوء مشهدها
وعن وحشيتها الباقية ، وعن دهاليز مآقيها
مع إقرار زوالها يا نصف هذا العالم.
أنا العضيد وأنا عكاز الأيام
مخاوفك سألقيها عنك في صدري
وأثقال لياليها على ظهري
لا يهتدي إليك ظن بالتيه بقربي
سأقف باباً أمام عثرات وجودك ،
إلى أن تتوازن وأبقى
هذا الترك الذي تخافه آمالك وأن غداً حياة وما شابه
ارتدي الراحة فلن يكون
سأمسك بيدك قدر عيشي
ومايليه فإني أودعك إلى الله
فلن يكون بمقدوري الوفاء بالوعود وأنا هناك
إلا أني أمنتك إلى الله ..
15/ يوليو / 2017
الساعة العاشرة وأربعون دقيقة صباحاً..
جواب سلطاني على المكتوب ..
.................
لا تفزعي لصوت بكائي يا أمي
زيارتي للعالم الأخر ليست هوينة
هم هناك يلقون عليك السلام
كنت سأحمل في يدي هديته لك
لكن لا يجوز حمل الهدايا من العالم الأخر..
2/ اكتوبر / 2017
بعد رؤيا كان يبلغني فيها فيصل التحية
و يعطيني الهدايا ويؤكد بأنه يتنفس جيداً ولا يشعر بألم..
................
هب لي رؤية يا الله
أزيل بها شوقي لمن هم في جوارك..
4/ يوليو / 2018
بعد أخر رؤيا رأيته فيها وانتحبت طويلاً لم يأتي لزيارتي مرة أخرى..
...............
كنت اكتنزك في مكان ما في صدري
أخشى أن ينقشع عنه الغبار فأهلك
لكنه حدث هذا اليوم بلا رحمة
ربما أتراجع عن التدوين لكن ما يفيض في اللحظة يجبرني على التتمة..
فعلها بدر يا فيصل إلا أن أصابعي ليست مصابة
أراد مساعدتي ولفعله تهاوى صبري
كنت أحاول أن أثنيه عما يفعل لكن بلا جدوى
لوهلة رأيته أنت، عين الوسم وعين الوقوف.
أسفة بالمناسبة عن كل شيء
ولأني خنت عهدي هذه الليلة و ما احتجزت الماء في محاجري أكثر
تخيل أني مازلت أنتظر أن تأتي في يوم ما
و أني لم أصدق
حين رأيتك بالرداء الأبيض خُيل إلي أني أصبت بالجنون
صدقت حينها قليلاً
لكني اليوم أعاود كرة انتظارك..
سأخبرك قليلاً عن الجديد من بعدك
أقبل طفل جديد للعائله وسُمي عبدالرحمن
عمك المحبوب لقلبك جداً تزوج
ابناء العائلة يشقون طريقهم لترك مرحلة الطفولة
و والدك مازال يزكي عنك ويئن حتى هذه اللحظة
الموت كما قالوا يا بني ليس للميت وإنما لمن بقي من بعده
والحال أنه كذلك جداً بلا زيادة أو نقصان
والدتك تتصبر لكن في عينها الحنين يتصبب
.
.
أرقد بسلام هناك
وعليك منا الدعاء والسلام ..
18 / أغسطس /2018
الساعة الرابعة عصراً..
.................
15 / اغسطس / 2019
أمام بحر العرب
أدون المزيد في مذكرتي قبل أن أودعها في طرف آمن
و أشارك سلطان وابناءه اللعب على الشاطئ
ينهر إياد من ركضه المفاجئ لناحية البحر واستقباله لموجة نشطة
يلتفت إلي و أنا أضحك لعناده: علمتيه على الدلع وما يمشي إلا اللي في راسه
: الله يحفظه ما أعرف طالع على مين لا تقول مجالستي له كانت السبب
صفاء: سبحان الله كأنه نسخة واحد في بالي
سلطان: يعني أنا العنيد
جمعنا في محاولة للهرب: معاذ الله محد يقصدك
أواصل ركضي فراراً لجهة والداي
بندر يستلم مهمة اشغال والده عن والدته
عبدالوهاب بنقل الكرة بين أقدامه باحتراف
سارة ومودة في مسار ذهاب وإياب يتبادلن الأحاديث
بشكل طبيعي تجري الحياة كالأمواج بين المد والجزر
والنسيان صديق جيد، و أفضل رفقة الاعتياد..
تمت...
كتف ثالثه
09-20-2020, 04:48 AM
شكراً ثم شكراً ثم شكراً
لكل من تابع تسريب عن واقعة فقد
أعضاء و زوار وأصدقاء من خارج السرب
شكراً لعائلتي الرائعة الداعمة الأول لقلمي
تعليقات التنبيه كانت تعني لي الكثير
شكراً صديقاتي، الواقفات في صف انتظار التتمة دائماً
شكراً لباقات التحفيز سواءً كانت داخل المنتدى أو خارجه
شكراً لكل من زودني بالمعلومات والمواقف الشخصية لدعم قصتي
شكراً قصائد ليل أنها الساحة الأولى لنشر أول تجربة متكاملة في عالم الرواية بالنسبة لي
اعتذر عن الأخطاء الكيبوردية
اعتذر لكل من تسببت بوجعه أو استذكاره لحادثة مشابهة
عشت في في حياة يارا وعائلتها
حزنت لحزنها وبكيت لبكاءها
انهرت لانهيارها، وضحكت لضحكها
صديقة عشت في حياتها أسابيع قصيرة ويصعب علي أن أغادرها
إلا أني سعيدة جداً لهذا الانجاز
كل الردود التي كانت تنتظر النهاية هاهي حلت
اعتذر إذا كانت مملة، أو صابت بعض اجزاءها الملل أو التكرار أو الاخطاء
النقد البناء سيكون خطوة لنجاح مستقبلي تالي
سانتظره بكل تأكيد، الأراء المقدمة كذلك مهمة من أجل صحوة قلمي وازدهاره
وتعني لي الكثير
ابثكم شكري وتقديري واحترامي
إلى لقاء قريب
ابقوا بخير..
روح الندى
09-20-2020, 01:16 PM
قصة ممتعة رغم احداثها الحزينة
كم جميلة تلك اللحظات التى عشناها معك
ومع شخوص قصتك الرائعة
التشويق وسلاسة الاحداث
دام لنا خصب خيالك الذى
اتحفنا بهده الاطروحات الجميلة
لا أشبه احد ّ!
09-20-2020, 01:52 PM
تبارك الرحمن كثفي
اجزاء كلها في غاية الجمال والاناقة كـــ انتي
الله يعطيك العافية كاتبتنا القديرة
ونطمع بالمزيد قلبي
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
دجى الليل
09-20-2020, 05:57 PM
الله يرحم فيصل يارب ويقوي سلطان وصفاء يارب ويعطيكم. العافيه مميزه بقلمك
.
.
.
.
بكل بساطة احتساء القهوة هنا أمر مريح ؛ مبدئياً مذهلة ؛ مذهلة حتى بمقاييس من قرأ تقريباً في كل المجالات ، بعض الحوارات أحسب ألا أحد قادر على إبداع مثلها.
لذا: خروج مؤقت حتى احتسي القهوة بعد مؤدبة العشا المعزوم عليها أصلاً.
لي عودة أخرى للقراءة والتحليل.
الغنــــــد
09-21-2020, 07:37 AM
عطاااء جميييل وراائع
يعطيك العااافيه
نجم الجدي
10-02-2020, 04:07 AM
اناا اشهد انك روووعه في فكرررك
وفي كل مااا قدمتي لنااااا
قرريت رواايااات وقصص بس انتي ياعموووو
مااشتتي فكررري
والحياااة حلوووو وتمشي شئنااا ام ابيناااا
ونررضى بماا فيهااا من مفترقاااات
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:22 PM
قصة ممتعة رغم احداثها الحزينة
كم جميلة تلك اللحظات التى عشناها معك
ومع شخوص قصتك الرائعة
التشويق وسلاسة الاحداث
دام لنا خصب خيالك الذى
اتحفنا بهده الاطروحات الجميلة
مرحبًا يا روح الندى
أخذتنا الأحداث إلى حياة تُعاش لدى أخرين
و رأينا ألوان المعناة في وجه الدنيا الأخر الذي قد لا نراه
كانت مرورك الدائم
و دعمك سبيلاً حتى أتم ما بدأته
شكراً ثم شكراً ثم شكراً
ممتنة
ثالثه لا تميل..
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:25 PM
تبارك الرحمن كثفي
اجزاء كلها في غاية الجمال والاناقة كـــ انتي
الله يعطيك العافية كاتبتنا القديرة
ونطمع بالمزيد قلبي
اعجابي وتقييمي وتنبيهات
أول أطيافي
الرقم الأول على الدوام بعد الطرح
بأي لغة سيسعني شكرك لا أعلم
لكن ممتنة إلى أمد بعيد لا أحصيه
شكراً لأنك كنت داعمة لخطواتي من الألف حتى الياء
تقديري..
ثالثه لا تميل..
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:27 PM
الله يرحم فيصل يارب ويقوي سلطان وصفاء يارب ويعطيكم. العافيه مميزه بقلمك
مرحباً بالرائعة دجى الليل
هي هكذا الدنيا بين قادم وراحل
شكراً للعطايا والتواجد البراق
تقديري..
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:43 PM
.
.
.
.
بكل بساطة احتساء القهوة هنا أمر مريح ؛ مبدئياً مذهلة ؛ مذهلة حتى بمقاييس من قرأ تقريباً في كل المجالات ، بعض الحوارات أحسب ألا أحد قادر على إبداع مثلها.
لذا: خروج مؤقت حتى احتسي القهوة بعد مؤدبة العشا المعزوم عليها أصلاً.
لي عودة أخرى للقراءة والتحليل.
كانت هذه الإشادة تفي بأن تخبرني بإجازة ما دونت
لا تخلو من الأخطاء يقيناً خصوصاً وأنها محاولتي الأولى
لكن التشجيع دفعني للتتمة
هذا المرور أسعدني بحق
شكراً ثم شكراً ثم شكراً
تقديري الخالص..
ثالثه لا تميل..
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:44 PM
عطاااء جميييل وراائع
يعطيك العااافيه
الغند
رائعة الخطوة والنزل
شكراً لمرورك المتألق
تقديري الخالص
ثالثه لا تميل..
كتف ثالثه
10-22-2020, 04:51 PM
اناا اشهد انك روووعه في فكرررك
وفي كل مااا قدمتي لنااااا
قرريت رواايااات وقصص بس انتي ياعموووو
مااشتتي فكررري
والحياااة حلوووو وتمشي شئنااا ام ابيناااا
ونررضى بماا فيهااا من مفترقاااات
الحياة تمضي
لا تقف عند نقطة واحدة
الأبواب كثيرة
والعثرات لا تحصى
نسقط في واحدة
ونقف في عشر
اسلوب الحياة باختصار
نجم الجدي
تواجدك المتألق على الدوام
كان يسعدني بحق
شكراً لإشادتك، وتواجدك المستمر
تقديري الخالص
ثالثه لا تميل..
كانت هذه الإشادة تفي بأن تخبرني بإجازة ما دونت
لا تخلو من الأخطاء يقيناً خصوصاً وأنها محاولتي الأولى
لكن التشجيع دفعني للتتمة
هذا المرور أسعدني بحق
شكراً ثم شكراً ثم شكراً
تقديري الخالص..
ثالثه لا تميل..
لا تميل ..
وكأني أقرأ خاتمة الرواية ؛ وهي تقول: نحن نعتني بالقراءة ؛ قبل ان اختم قرائتها.
من قرادة حظي أمور كثيرة مترصدة لي حارمتني القراءة الهادئة .. لكن ابشرك روايتك ورواية دجى الليل حافظها للاوقات الجيدة.
كتف ثالثه
10-24-2020, 12:27 AM
لا بأس في أن تبقى ليوم تريد أن تقرأ به وتأتي تسريب عن واقعة فقد
شكراً بكل لغات العالم
تقديري ..
ضامية الشوق
12-16-2020, 03:34 PM
ماشاء الله عليك
قصه جميله جدا
كتف ثالثه
12-17-2020, 09:01 PM
شكراً لجمال مرورك يا ضامية الشوق
أعدتي ظهورها بعد ابتلع الغبار مكانها
ثم أهلاً وسهلاً بك..
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق ا لياسمين
https://f.top4top.io/p_17417y5wt0.jpg (https://top4top.io/)
كتف ثالثه
12-17-2020, 10:24 PM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق ا لياسمين
https://f.top4top.io/p_17417y5wt0.jpg (https://top4top.io/)
مرحباً بك يا زمرد
سررت بمرورك العذب
إلا أنها ليست انتقاء بل أوردتها للحصر هنا
ما أسعدني بتواجدك
لك ألف شكراً
لقلبك الاقحوان...