مشاهدة النسخة كاملة : وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى


ملكة الجوري
08-26-2020, 12:06 AM
كيفَ يقلِب القُرآن التَّصورات ؛ ويُعيد البُنيان الفِكري للبَشرية ؟!

كيفَ يجعلُ لحظة التَّحسّر ؛
ميداناً للمِنّة الإلهيّة !

كيفَ يرسمُ باقتدارٍ عَجيب مَشهد امرأة آلِ عِمران ؛
وهيَ تُفاجَأ بالمولود ..
وتَخشى أن لا تَكتمل الأُمنية ؛
و يُرَدُّ النَّذرُ إذْ كان القادمُ أُنثى !

{ فلمَّا وضَعَتها قالَت ربِّ إنّي وضَعتُها أنثى } ..
بِحَسرةٍ تقعُ في مَسامع الغَيب ؛
إذْ تتَخوّف أن لا تكونَ الأُنثى كَفافاً لِنَذرِها .. وأنّى لها ذلك !

يفاجيء اللهُ امرأةَ عِمران بقولِه تعالى
{ والله أعلَم بما وَضَعَتْ } ..
ومَا حمَلت وما علِق في صَميم الطِّفلة مِن عَظائِم العَطايا ..

فقدْ كانَت مَريم عتَبة ميلادٍ ؛ لشريعةٍ جديدة ، ونبي مُعجزة ..

وكانَت مَحلّاً ؛ لمواهب الله العَليّة ..
ومَن قدَّم النيّة للهِ ؛
فليسَ عليهِ أن يتعقَّب أمر الله !

هُنا .. يُوجِّه القُرآن في بيئةٍ عربيّة قاسِية في مَوروثاتِها ؛ المَعاني ويُعلنها
{ وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ..

ليسَ الذكرُ الذي كانَت تطلُبه هذهِ الصّالحة ، وتتخيّل كمالَه ؛ ليكونَ كواحدٍ من السَّدَنة كالأُنثى التي وُهِبتْ لها .. فإنّ دائرةَ علمِها وأمنَيتها لا تكادُ تُحيط بما فيها من جَلائل الأُمور !

فالمَفضول ؛ هُو الذِّكر .. والفَاضل هُنا ؛
هي الأُنثى ..
وفيها من النَّفاسة ما يجَعلها سيّدة للجنّة في عالم الخُلود !

لقدْ كانت مَريم - عَليها السَّلام - مِنحةً إلهيّة ، وإجابة الدُّعاء بما لا يَخطر على قلبِ بَشر !

{ وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ..
حيثُ يوجّه القرآن تَصوّرات النّاس، وعاداتِهم، و مفاهيمِهم عن المَرأة .. فيقولُ لهم ؛ أنّ الأُنثى المَوهوبة في مقامِ الله و عِلمه ؛ هي خيرٌ من الذِّكر المُتوقّع في عالم .. كان ولا زالَ يتوارى حَياءً { من سوء ما بشر به } !

فسُبحان من رَفع مقامَ الأُنثى ..
و صوّب تصوُّرات البَشريّة !

{ وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } ..
نداءٌ لإصلاحِ الموازين العقليّة ، والقِيَم الفكريّة ، واحقاقٌ لمكانةِ الأُنثى .. وتَثبيتٌ لمَفهومٍ واحد ؛
أنَّ القُرآن لا ينحازُ للذُّكورة .. فتِلك قِيمة جاهليّة !

و لكنّهُ يعلِي شأن الرُّجولة ؛ وتِلك نَقلة عقلية !

وأنَّ الأُنثى .. ليسَت نُقطةَ ضعفٍ ؛ بل هِي بُؤرة ارتكازٍ للمُعجزة !

و مَا مَريم البَتول بكلِّ رِقيِّ أُنوثتها .. إلا أيْقونة الإِصطفاء الجَميل ..
فالتّفاضل ؛ إنَّما يكونُ بالخَارطة الدّاخلية لهذا الكائِن !

لقَد نَذرت امرأةُ عِمران { مَافي بطْنِها } لبيت المَقدس .. وظنَّت أنّه لا يَصلُح لخدمَته الا الرّجال !

فَعلَّم اللهُ البشريّة مِن بَعدها ؛ أنَّ العَذراء في طُهرِها تسامَت .. حتّى بلَغت { فَنفَخنا فِيها من رُوحِنا } !

حمَلت الصَّبيّة في الحُضن الصّغيرِ نَبِيّاً .. نَطق بِحُبها { فَلا تَخافي وَلا تحْزَني و قَرّي عيناً } ..
ثم رد عنها السوء { وبرا بوالدتي } ..
و أعلن البِشارة على صَدرِها { آتَانيَ الكتابَ وجَعلَني نَبِيّاً } إلى قيامِ السّاعة !

يا مَريم ..
ظلّت الرِّجال على الخُيول اللاهِثة ؛ تُحاول الَّلحاق ببعضِ بَركَتِك .. فمَا بلغَت .. إذْ قال اللهُ مُنذ أزلٍ :

{ وليَس الذَّكرُ كالأُنثَى } !

عـــودالليل
08-26-2020, 12:08 AM
جزاك الله خير

طهر الغيم
08-26-2020, 12:09 AM
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

مجنون قصايد
08-26-2020, 01:53 AM
عافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

نظرة الحب
08-26-2020, 01:56 AM
يسلمو قلبي على الطرح
يعطيك العافيه

نجم الجدي
08-26-2020, 02:05 AM
يعطيك العااافية على الموضوووع
عسااك على القووووة

الغنــــــد
08-26-2020, 12:31 PM
جزااك الله خير

جنــــون
08-27-2020, 05:44 PM
جزاك الله خير

البرنسيسه فاتنة
08-28-2020, 01:20 AM
جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

روح الندى
08-28-2020, 10:24 PM
جزاك الله خير

سمارا
08-30-2020, 01:03 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

لا أشبه احد ّ!
08-31-2020, 03:52 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك