ملكة الجوري
08-04-2020, 09:10 PM
كانت شهرذاد تحكي لشهريار قصة كل يوم ، حتى لا يقتلها ولا يقوم مسرور السياق بقطع رقبتها فقالت شهرذاد بصوتها الجميل ، بلغنى ايها الملك شهريار بأنه يحكى انه كان هناك رجل يسمى إسكندر ذا القرنين ، ولقد اجتاز في سفره ومر بقوم ضعفاء ، لا يملكون شيئا من أسباب الدنيا ، وحتى أنهم قد حفروا قبور موتاهم على أبواب دورهم، و كانوا في كل وقت يتعهدون تلك القبور و يكنسون التراب عنها ، و ينظفونها و يزورونها و يعبدون الله تعالى فيها و ليس لهم طعام الا الحشيش الاخضر و نبات الأرض ، فبعث إليهم إسكندر ذو القرنين رجلا يستدعي ملكهم اليه ، فلم يجبه و قال ، في ما لي اليه حاجة فقال : كيف حالكم وما انتم عليه، فإني لا أرى لكم شيئا من نعيم الدنيا؟
فقال له: ان نعيم الدنيا لا يشبع منه احد ، فقال له اسكندر بتعجب : لم حفرتم القبور على أبوابكم؟
فقال:
لتكون نصب أعيننا فننظر إليها، ونجدد ذكر الموت و لا ننسى الاخرة، و يذهب حب الدنيا من قلوبنا ، فلا نشتغل بها عن عبادة ربنا تعالى.
فقال اسكندر: كيف تاكلون الحشيش؟
قال:لأننا نكره ان نجعل بطوننا قبورا للحيوانات، ولأن لذة الطعام لا تتجاوز الحلق ، ثم مد يده فأخرج قحفا من رأس آدمى فوضعه بين يدى إسكندر و قال له ياذا القرنين، أتعلم من كان صاحب هذا؟
قال: لا.
فرد الرجل قائلا ، كان صاحبه ملكا من ملوك الدنيا يظلم رعيته، ويجور عليهم وعلى الضعفاء و يستفرغ زمانه في جمع حطام الدنيا، فقبض الله على روحه، و جعل النار مقره و هذا رأسه.
ثم مد ووضع قحفا آخر بين يديه وقال له:أتعرف هذا؟
قال: لا.
قال: هذا كان من ملوك الأرض و كان عادلا في وعيته، شفوقا على أهل ولايته و ملكه، فقبض الله روحه واسكنه جنته ورفع درجته ووضع يده على رأس ذي القرنين وقال:ترى انت اى هذين؟
فبكى ذو القرنين بكاء شديدا وضمه إلى صدره وهو يبكي بحسرة وقال له:
ان انت رغبت في صحبتي سلمت إليك وزارتي، وقاسمتك في مملكتي. فقال الرجل: هيهات هيهات مالي رغبة في هذا فقال له ذالك؟
قال:لأن الخلق كلهم اعداؤك، بسب المال و الملك الذي أعطيته، و جميعهم أصدقائي في الحقيقة بسب القناعة و الصعلكة، لأنني ليس لي ملك ولا طمع في الدنيا،ولا لي إليها طلب، ولا فيها أرب، وليس القناعه حسب. فضمه إسكندر إلى صدره وقبله بين عينيه وانصرف ، فلقد عرف بأن الملك لا يبقى ونهاية الملك مثل نهاية الحقير والصعلوك ، فمن يملك المال كمن لا يملكة عند الله في النهاية ـ، فالقبر سيضم الاثنان معا .
وفي النهاية اتمنى القصة تكون عجبتكم واستفدتم شيئا مفيد بالحياة ، فعملك هو الباقي ، ونهايتنا جميعا واحدة ، وانتظروني مع قصة جديدة من كتاب ألف ليلة وليلة ، وكيف تحمي شهرزاد نفسها من القتل كل ليلة مع تحياتي
فقال له: ان نعيم الدنيا لا يشبع منه احد ، فقال له اسكندر بتعجب : لم حفرتم القبور على أبوابكم؟
فقال:
لتكون نصب أعيننا فننظر إليها، ونجدد ذكر الموت و لا ننسى الاخرة، و يذهب حب الدنيا من قلوبنا ، فلا نشتغل بها عن عبادة ربنا تعالى.
فقال اسكندر: كيف تاكلون الحشيش؟
قال:لأننا نكره ان نجعل بطوننا قبورا للحيوانات، ولأن لذة الطعام لا تتجاوز الحلق ، ثم مد يده فأخرج قحفا من رأس آدمى فوضعه بين يدى إسكندر و قال له ياذا القرنين، أتعلم من كان صاحب هذا؟
قال: لا.
فرد الرجل قائلا ، كان صاحبه ملكا من ملوك الدنيا يظلم رعيته، ويجور عليهم وعلى الضعفاء و يستفرغ زمانه في جمع حطام الدنيا، فقبض الله على روحه، و جعل النار مقره و هذا رأسه.
ثم مد ووضع قحفا آخر بين يديه وقال له:أتعرف هذا؟
قال: لا.
قال: هذا كان من ملوك الأرض و كان عادلا في وعيته، شفوقا على أهل ولايته و ملكه، فقبض الله روحه واسكنه جنته ورفع درجته ووضع يده على رأس ذي القرنين وقال:ترى انت اى هذين؟
فبكى ذو القرنين بكاء شديدا وضمه إلى صدره وهو يبكي بحسرة وقال له:
ان انت رغبت في صحبتي سلمت إليك وزارتي، وقاسمتك في مملكتي. فقال الرجل: هيهات هيهات مالي رغبة في هذا فقال له ذالك؟
قال:لأن الخلق كلهم اعداؤك، بسب المال و الملك الذي أعطيته، و جميعهم أصدقائي في الحقيقة بسب القناعة و الصعلكة، لأنني ليس لي ملك ولا طمع في الدنيا،ولا لي إليها طلب، ولا فيها أرب، وليس القناعه حسب. فضمه إسكندر إلى صدره وقبله بين عينيه وانصرف ، فلقد عرف بأن الملك لا يبقى ونهاية الملك مثل نهاية الحقير والصعلوك ، فمن يملك المال كمن لا يملكة عند الله في النهاية ـ، فالقبر سيضم الاثنان معا .
وفي النهاية اتمنى القصة تكون عجبتكم واستفدتم شيئا مفيد بالحياة ، فعملك هو الباقي ، ونهايتنا جميعا واحدة ، وانتظروني مع قصة جديدة من كتاب ألف ليلة وليلة ، وكيف تحمي شهرزاد نفسها من القتل كل ليلة مع تحياتي