لا أشبه احد ّ!
06-05-2020, 11:34 AM
الفصل السابع
"حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ
أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
ما زلت بعدَكُمُ أهذي بذكركمُ
كأن ذكركم بالقلبِ قد رُصفا
أَموتُ شوقاً و لاَ أَلقاكُم أَبداً
يا حسرتا ثُمَّ يا شَوْقا ويا أَسفا..
إِني لأَعجب منْ قلبٍ يحبُكُمُ
و ما يَرَى منْكمُ بِرًا و لا لُطُفَا "
//
بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت مطار عمان الدولي ،تم تأجيل جميع الرحلات إلى يوم الغد ..كان قد أخذ غرفة في أحد الفنادق القريبة من المطار لايريد العودة للمزرعة مرةً اخرى اهتماماً في مشاعرها لايريدها عندما يخرج أن تبكي وتتعلق به كما في صباح اليوم فقلبه لايقوى بكائها ..قد يتهور ويأخذها معه وذلك ليس جيداً أبداً بل الخطر بعينه..
لذلك لم يعود رفع هاتف مريم الذي تعالى صوتهُ بالرنين ليجيب جلوي:ألووو
كتم نفسه عندما سمع صوت الرجل كيف لايعرف صوته ؟!وهو سبب وجود زوجته وحبيبته في هذه الحياة..كيف لايعرف صوته؟! وهو الذي ردد خلف المأذون زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله
كيف لايعرفه؟ وهو الذي اوصاه بها كثيرراً..
أجاب جلوي بعد أن قام بتغيير صوته قليلاً كي لايعرفه وبلهجه أردنية:عليكم السلام اهلاً بيك عفيه اخويه ماتواخذني اتصلت بيك بالخطا
ابو حنين:حصل خير استغربت أن الرقم دولي
جلوي:چنت أريد اتصل بواحد من معارفي عندكو بالسعودية واخطيت برقمه چنت هسه برسل ليك رسالة اعتذر منك ..السموحه منك اخويه مع السلامة
ابو حنين: ماعليك حصل خير حافظك الله..
انزل هاتفها وهمس لهم بإنه كان اتصال
بالخطأ ..
بينما جلوي اغلق هاتف مريم ثم وضع رأسه كي ينام ولكن استقام فجأة عندما تذكر آديرون وأصابته ليتصل بمساعد ..
جلوي دون كلام او حتى سلام:كيف حال آديرون وش صار عليه
مساعد بهدوء:طيب قل السلام على الاقل مساءالخير
جلوي بقليل من الغضب :مايسلم عليكم لاأنت ولا الكلب الثاني
مساعد:هد هد اعصابك ماصار شي
جلوي بغضب فعلي:ماصار شيء؟! ليه ارواح الناس عندكم لعبه عموماً في ستين ألف داهيه انت وياه وقل له ماراح اسوي حاجه بعد خلاص انقرفت منكم ومن عملكم القذر
مساعد بتعجب:عجييب هذا أنت ماعفت الفلوس وتشتري فيها البيوت والخيول وش اللي يتغير
جلوي بقهر:الله لايعيني كان صرفت ريال واحد حرام ..واسمع من اليوم ورايح لا اعرفكم ولاتعرفوني
مساعد:اعتقد هالكلام سابق لأوانه امن على اهلك أول ثم انسانا
جلوي بقهر وغضب شديد:كلاااب الله***** عساكم بجهنم كلكم *****
واغلق الهاتف ورماه على الأرضية بقوة حتى اصبح اشلاء متناثره ..
نهض ثم قام بالوضوء لتهدئة نفسه كما اعتاد صلى ركعتين ودعا الله مطولاً بأن يخرج منهم بدون اضرار لا لهُ ولا لعائلته ولا لأحبابه ..يقومون بتهديده بأختة وابنائها الذين يقطنون في نيويورك ..لايعلم بزواجه سوى من هم على خلاف مع فرانك ويبر وهذا ماجعله يسافر بعيداً عن وطنه بعد شهر من زواجهم فقد أرسلوا له رسالة تهنئة مُبطنة بالتهديد ..
عندما اصبحت الساعة الخامسة فجراً وبعد أن صلى الفجر اتجه للمطار فطائرته الساعة السادسة والنصف..
بعد أن وصل ذهب لأحد المقاهي وأخذ قهوة الصباح والصحف ليطلع على الأخبار كما اعتاد ..نهض عندما سمع النداء لرحلته ..
بعد ساعتان ودقائق معدودة كان في صالة مطار الملك خالد الدولي وبعد أن انهى الإجرائات استأجر سيارة وتوجه لفندق الرتز كارلتون وقبلها كان قد توجه لأحد محلات الأتصالات واخذ جهاز هاتف بدلاً عن الذي تحطم ..
دخل الغرفة التي اخذها ثم اغتسل من تعب السفر وقل النوم توضى وانتظر الصلاة وعندما سمع أذان الظهر نزل وصلى ثم عاد ليغط في سبات عميق لم يستيقظ منه إلا الساعة العاشرة مساءاً استيقظ فجعاً لأنه لم يعتاد على تأخير صلاته ولا على النوم هكذا
رُبما نسائم الوطن الغالي هي من تسببت في هذا النوم العميق المريح ..
ليت الأمور تعود لمجراها ويعودون إلى أرض الوطن سالمين ..
توضى وصلى صلواته الفائته ثم أرتدى ملابس لائقه وذهب لأحب مطعم لديه ولحنين كذلك تعشى وبقي ينظر لزبائن المطعم بلا هتف لتقع عينه على لزام الذي كان مع عدة رجال وكأنهم في اجتماعٍ ما ..قام بإنزال الكاب قليلاً حتى غطى حاجبيه وعيناه ..
سقطت عينا لزام عليه ليرتبك قليلاً ولكن ماجعلهُ يهدئ أن لزام يعلم أنه يُحب الثياب ودائماً يقوم بتخفيف عارضيه ولكن بهذه الهيئة لن يتعرف عليه
فعارضيه كثيفه ويتخللها بعض الشعر الأبيض ويرتدي بنطالاً أسود وتيشيرت اسود كذلك ..
دفع الحساب ثم نهض للخروج وحتى عند مروره بطاولتهم لازالت عينا لزام تتفحصه
ليخرج سريعاً صعد لسيارته بينما لزام فعلاً قد شك به فبعد خروجه خرج هو واخذ يلتفت يميناً وشمالا يبحث عنه ..
ضاق صدره قليلاً وتحسب على من كان السبب حتى وأن كان تحت الأرض .
عاد للفندق ويشعر بخمول في جسده وكأنه يريد النوم مرةً أخرى وبالفعل ما أن وضع رأسه على الوسادة حتى غط في سبات عميق..منذُ عامين لم يذق لذة النوم ..
في صباح اليوم التالي فتح الباب لوالد لزام الشخص الوحيد الذي يعلم بسره ليستقبله بالأحضان وبعد السلام والسؤال عن الأحوال قال جلوي:شافك لزام يوم جيت ولادرى عنك لأني صادفته في المطعم احس شك فيني
ابو لزام:لا يابوك محدٍ يدري وبعدين أنا يالله عرفتك متغير وطلع لك شيب!.وش سوت بك الدنيا
جلوي بضيق:الضيم والله بعينه وعلمه
ابو لزام:القرار اللي اتخذته صايب وأنا ابوك هانت تصبر
جلوي:ااااه قسم بالله أني تعبت احيان اقول باخذ حنين وبرجع واللي فيها فيها
ابو لزام:واخرتها ترمل حنين ولاتفقدها !!تصبر كل إنسان مُبتلى وتغييراً للموضوع ..
- أن كنت مستعد خلنا نروح للمحامي يجهز الأوراق ويصدقها من المحكمه
جلوي:جاهز وابي اخلص هالموضوع
ابو لزام:توكلنا على الله
في ساعات معدودة تم الأنتهاء من أمر الوكالة وعاد والد لزام معه للفندق بعد أن اجتمعوا في أحد المقاهي وحدثه جلوي عن الشركات وصادراتها ووارداتها وجميع عقاراته وكل مايملكه بالسعودية ..
فتح الغرفة وجلس مقابله بعد أن اتى بحقيبه في عدة اوراق وملفات قال جلوي بتوضيح:هذي جميع الأوراق اللي تخص العمل وعندك مدير أعمالي سامي بيوضح لك اكثر بتصل فيه واخبره بكل شيء.
ابو لزام :ازهل كل شيء ولاتشيل هم يالله الحين بروح عجوزي بتفقدني
جلوي :ههههههههههه جعل عينها ماتبكيك لاهنت على كل حال والله يبيض وجهك
ابو لزام بمزح :واجبنا وبعدين اخرة ذا الحلال لبنيتي ماهو عشان وجهك اديره
جلوي:هههههههههههه اييه الله المستعان هذي نيتك اجل
ابو لزام:ههههههههههههههه يالله انا سريت ودعتك الله وقبل لاتسافر علمني بعطيك غرض لحنين وقصرك لاتجيه تراهم مراقبينه
جلوي: خير إن شاءالله
ومن ثم أغلق الباب خلفه ليرمي بنفسه على السرير متنهد بصوتٍ عالي وكأن ماحدث كان حملاً ثقيلاً انزاح عن ظهره.
***
استيقظت الساعة العاشرة صباحاً وقد اكتفت من النوم أخذت شور على السريع ثم أرتدت مايدفئ جسدها لتنزل الأسفل وتأخذ كوباً من الشوكلاتة الساخنة كما اعتادت كل صباح ..شاهدت فلم وثائقياً عن قرية هالشتات التي تقع بقلب النمسا..
ما أن أنتهى الفلم حتى رأت مريم قادمة ابتسمت بهدوء وردت بعد أن ألقت عليها التحية
همست مريم:ماشفتيش هاتفي يمكن وضعه في اوضتكم ؟!عايزه اكلم بنتي واتطمن عليها مش مرتاحه من فئت من الصباح
ابتلعت ألمها وكأنها قد ابتلعت قطعة حديد حادة حنين:لا بس انتظري بروح اشوف مكتبه يمكن حاطه فيه !.
مريم:ربنا يجبر بخاطرك
حنين ابتسمت وذهبت للمكتب وما أن اغلقت الباب حتى نزلت دمعاتها بألم ماذا سيضره لو أنهُ تركني استمع لصوتها فقط كلمة مريم قبل قليل وهي تريد الإطمئنان على ابنتها ألمتها حتى النخاع ..
تنهدت بقوة ومسحت عيناها وبحثت في أدراج مكتبه واحداً تلو الأخر وصلت إلى أخر درج فتحته بحثت تحت الأوراق الكثيرة ولم تجده وقبل أن تغلقه لمحت شيئاً ما أسود صغير ..
مدت يدها لتلتقطه وجدتهُ مفتاحاً متوسط الحجم وغريب في نفس الوقت ..
كانت ستعيده لتتذكر تلك الغرفة الغريبة التي تحت الدرج لتتسع عيناها هل من المعقول أن يكون المفتاح الخاص بها؟!!
نهضت بعد أن وضعته في جيب بنطالها وبنيتها تجربته بالليل بعد أن ينام الجميع كي لا أحد يعلم ويخبره..
خرجت لمريم التي تنتظر اقتربت منها لتهمس حنين:مالقيته ..اعتذر مريم أنا السبب المفروض ما اخذه
مريم بطيبه:حصل خير يابتي لما يرقع حاخوذه منه عايز تاكلي حاقه معينه؟!
حنين:لاا شكراً اذا حسيت بالجوع باكل بنفسي .
جلست على الأريكة نفسها واخرجت المفتاح تنظر فيه بتمعن وهي تفكر ماذا قد يوجد بداخلها ؟!ربما سر هذا الهروب !..
تنهدت لتتذكر الأقراص التي وصفتها لها الطبيبه
لتعود للغرفه وتأخذ اسمها وبعض المال لتذهب لأحد الخادمات وتأمرها بأن تذهب لأحد الحرس ليأتي بها من اقرب صيدليه ..
وماهي الإ ساعةً واحدة لتكون بين يديها أكلت أول حبه منها وتضع بقيتها في مكان آمن لايجدها فيه
***
بدأت ساقه تتعافى وبدأ يمشي عليها تتضح في مشيته بعض الميلان قليلاً قاد سيارته متجهاً لشقة لزام في أحدى عماراته لأنهُ طلبه ليس لأمر مهم ولكن من صوته شعر بأنهُ يخفي شيئاً ..
وصل العمارة ومشى على مهله توجه للمصعد قبيل أن يخرج أتت احداهن شبه راكضه تحمل المعطف الأبيض الخاص بعملها ..لتصتدم به ويسقط على الأرض لأنه كان يحتمل على ساقه المصابه ..
لم يتوقع بإنه سيواجه أحد فهو يعلم بأن ساكني هذه العمارة قله والآن اوقات عمل ودراسه
شهقت هناء بخوف قائله بلا شعور:بسم الله عليك سامحني والله ماقصدي اخوي
فياض بين سماء وأرض من هذه الطويله ذات اليدين النحيلة البيضاء؟!! همس بلا شعور:أنت نازله علي من السماء؟
هناء بغباء:هااا
فياض بغير وعي :أنتي حلوه!
هناء عندما استوعبت الوضع:ايش قلة الأدب هذي !!
فياض وقد عاد لوعيه ينفض رأسه ويلتقط شماغه وينهض على عجل:السموحه يابنت الأجواد ماقصدت
وذهب يحث الخطا لشقة لزام ..بينما هي توجهت للمستشفى التي تطبق به مع أنهُ يوم إجازتها ولكن تم استدعائها على عجل من الطبيب المشرف عليها ..
بينما فياض يطرق باب الشقه وعقله ليس معه
فتح لزام وهو يرحب به ولكنه ليس معه ابداً ..رأه يجلس شارد الذهن ليهمس لزام:فياض فيك شي
ولد رد علي وش فيك
ولكن عقله ليس معه بل مع من يسميها بالشمحوطه
افعلاً هذه هي التي ينتظرها ام ماذا ؟!
طويلة بيضاء ليتني أعلم اشعرها كسواد الليل وطويل!!
بينما هو في صراعٌ مع افكاره اذا بلزام يسكب قليلاً من الماء على وجه ليشهق فياض من برودته:هااه وش تبي
لزام:لااااا انت عقلك مو معك !
فياض :اي والله وبالله وتالله انه معها والله انها هي
لزام بصدمه:من هي؟!
فياض:الشمحوطه اللي اتمناها تكفى يابو محمد ابيها
لزام يضع يده على جبينه :أنت محموم ولا فيك بلا!!!
فياض :ياولد اقولك الشمحوطه وانا جاي صدمت فيها والله ان قلبي بغى يطلع من حلقي ياخوك
لزام:هههههههههههههههههههههه استغفرالله وش السالفه وين لاقيها خافها جنية لايكون زوجة جاري الله يفشلك يالسربوت !!
فياض يضربه بشماغه:يازينك متلايط
***
الساعة الثانية ليلاً لم يستطع منع نفسه من الدخول لقصره بعد أن استدار حوله بالسيارة ..
سيأخذ ألبومات خاصه بحنين وصور عائلية خاصة بها كانت في خزانة بغرفة النوم ..
المنزل مليئ بالغبار أشعل الأنوار رأي أحدى النوافذ محطمه بالطبع سيدخلون لعلهم يجدون شيئاً ..تأكد بأنهم لم يستطيعوا الدخول من الأبواب لأنه امانها قوي فتح قفل الغرفة لازالت كما تركوها وجد بعض عطوراتها على التسريحه اشتمها بعشق اشتاق لها كثيراً وهو لم يمر سوى يومان كأنها شهران او ربما سنتان..
فتح الخزانه واخذ جميع الألبومات ليجد دفتر مذكرات اخذه كذلك وجد صندوق اسود صغير فتح ليجد خاتم رجالي وعلبة بها سوار من ذهب وبعض الأشياء..ربما هذه هدايا من أهلها او ذكرى اخرجها ووضعها على السرير واخرج حقيبة صغيرة وجمع الأشياء بها وقبل أن يتحرك للخروج سمع عدة خطوات اخرج مسدسه الصغير من خاصرته ..
ليختبئ خلف الباب سمع حديثهم متوجهين له
-اسمع أنت روح مناك وانا بدور هنا زين لازم ناخذه حي ولا ميت
- فرصه وجتنا لانفوتها
اقترب أحدهم ليدخل على رؤوس اقدامه متوجهاً نحو غرفة الملابس ليتحرك جلوي خلفه ويباغته بسرعه واضعاً يده اليسرى على فمه واليمنى وضع بها المسدس على رأسه مهدداً :ارم سلاحك لا افجر راسك الحين
استسلم بخوف ليحذفه تحت اقدامه اقترب جلوي بقدمه ليرفسه حتى اصبح بعيداً بمسافة ثلاثة امتار تقريباً ولكنه اصدر صريراً قد يسمع ذاك الصوت ..
فقام ضربه بالمسدس في مؤخرة رأسه ليسقط مغشياً عليه ..
وضعه على الأرض بخفه ليرفع رأسه ويتوجه للأخر قبل أن يستيقظ هذا
ولكن ما أن اعتدل واقفاً حتى كان ذاك يضع المسدس خلف عنقه هامساً بتشفي:حي الله ولد سعد طولت الغيبه ..
***
نهاية الفصل
"حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ
أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
ما زلت بعدَكُمُ أهذي بذكركمُ
كأن ذكركم بالقلبِ قد رُصفا
أَموتُ شوقاً و لاَ أَلقاكُم أَبداً
يا حسرتا ثُمَّ يا شَوْقا ويا أَسفا..
إِني لأَعجب منْ قلبٍ يحبُكُمُ
و ما يَرَى منْكمُ بِرًا و لا لُطُفَا "
//
بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت مطار عمان الدولي ،تم تأجيل جميع الرحلات إلى يوم الغد ..كان قد أخذ غرفة في أحد الفنادق القريبة من المطار لايريد العودة للمزرعة مرةً اخرى اهتماماً في مشاعرها لايريدها عندما يخرج أن تبكي وتتعلق به كما في صباح اليوم فقلبه لايقوى بكائها ..قد يتهور ويأخذها معه وذلك ليس جيداً أبداً بل الخطر بعينه..
لذلك لم يعود رفع هاتف مريم الذي تعالى صوتهُ بالرنين ليجيب جلوي:ألووو
كتم نفسه عندما سمع صوت الرجل كيف لايعرف صوته ؟!وهو سبب وجود زوجته وحبيبته في هذه الحياة..كيف لايعرف صوته؟! وهو الذي ردد خلف المأذون زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله
كيف لايعرفه؟ وهو الذي اوصاه بها كثيرراً..
أجاب جلوي بعد أن قام بتغيير صوته قليلاً كي لايعرفه وبلهجه أردنية:عليكم السلام اهلاً بيك عفيه اخويه ماتواخذني اتصلت بيك بالخطا
ابو حنين:حصل خير استغربت أن الرقم دولي
جلوي:چنت أريد اتصل بواحد من معارفي عندكو بالسعودية واخطيت برقمه چنت هسه برسل ليك رسالة اعتذر منك ..السموحه منك اخويه مع السلامة
ابو حنين: ماعليك حصل خير حافظك الله..
انزل هاتفها وهمس لهم بإنه كان اتصال
بالخطأ ..
بينما جلوي اغلق هاتف مريم ثم وضع رأسه كي ينام ولكن استقام فجأة عندما تذكر آديرون وأصابته ليتصل بمساعد ..
جلوي دون كلام او حتى سلام:كيف حال آديرون وش صار عليه
مساعد بهدوء:طيب قل السلام على الاقل مساءالخير
جلوي بقليل من الغضب :مايسلم عليكم لاأنت ولا الكلب الثاني
مساعد:هد هد اعصابك ماصار شي
جلوي بغضب فعلي:ماصار شيء؟! ليه ارواح الناس عندكم لعبه عموماً في ستين ألف داهيه انت وياه وقل له ماراح اسوي حاجه بعد خلاص انقرفت منكم ومن عملكم القذر
مساعد بتعجب:عجييب هذا أنت ماعفت الفلوس وتشتري فيها البيوت والخيول وش اللي يتغير
جلوي بقهر:الله لايعيني كان صرفت ريال واحد حرام ..واسمع من اليوم ورايح لا اعرفكم ولاتعرفوني
مساعد:اعتقد هالكلام سابق لأوانه امن على اهلك أول ثم انسانا
جلوي بقهر وغضب شديد:كلاااب الله***** عساكم بجهنم كلكم *****
واغلق الهاتف ورماه على الأرضية بقوة حتى اصبح اشلاء متناثره ..
نهض ثم قام بالوضوء لتهدئة نفسه كما اعتاد صلى ركعتين ودعا الله مطولاً بأن يخرج منهم بدون اضرار لا لهُ ولا لعائلته ولا لأحبابه ..يقومون بتهديده بأختة وابنائها الذين يقطنون في نيويورك ..لايعلم بزواجه سوى من هم على خلاف مع فرانك ويبر وهذا ماجعله يسافر بعيداً عن وطنه بعد شهر من زواجهم فقد أرسلوا له رسالة تهنئة مُبطنة بالتهديد ..
عندما اصبحت الساعة الخامسة فجراً وبعد أن صلى الفجر اتجه للمطار فطائرته الساعة السادسة والنصف..
بعد أن وصل ذهب لأحد المقاهي وأخذ قهوة الصباح والصحف ليطلع على الأخبار كما اعتاد ..نهض عندما سمع النداء لرحلته ..
بعد ساعتان ودقائق معدودة كان في صالة مطار الملك خالد الدولي وبعد أن انهى الإجرائات استأجر سيارة وتوجه لفندق الرتز كارلتون وقبلها كان قد توجه لأحد محلات الأتصالات واخذ جهاز هاتف بدلاً عن الذي تحطم ..
دخل الغرفة التي اخذها ثم اغتسل من تعب السفر وقل النوم توضى وانتظر الصلاة وعندما سمع أذان الظهر نزل وصلى ثم عاد ليغط في سبات عميق لم يستيقظ منه إلا الساعة العاشرة مساءاً استيقظ فجعاً لأنه لم يعتاد على تأخير صلاته ولا على النوم هكذا
رُبما نسائم الوطن الغالي هي من تسببت في هذا النوم العميق المريح ..
ليت الأمور تعود لمجراها ويعودون إلى أرض الوطن سالمين ..
توضى وصلى صلواته الفائته ثم أرتدى ملابس لائقه وذهب لأحب مطعم لديه ولحنين كذلك تعشى وبقي ينظر لزبائن المطعم بلا هتف لتقع عينه على لزام الذي كان مع عدة رجال وكأنهم في اجتماعٍ ما ..قام بإنزال الكاب قليلاً حتى غطى حاجبيه وعيناه ..
سقطت عينا لزام عليه ليرتبك قليلاً ولكن ماجعلهُ يهدئ أن لزام يعلم أنه يُحب الثياب ودائماً يقوم بتخفيف عارضيه ولكن بهذه الهيئة لن يتعرف عليه
فعارضيه كثيفه ويتخللها بعض الشعر الأبيض ويرتدي بنطالاً أسود وتيشيرت اسود كذلك ..
دفع الحساب ثم نهض للخروج وحتى عند مروره بطاولتهم لازالت عينا لزام تتفحصه
ليخرج سريعاً صعد لسيارته بينما لزام فعلاً قد شك به فبعد خروجه خرج هو واخذ يلتفت يميناً وشمالا يبحث عنه ..
ضاق صدره قليلاً وتحسب على من كان السبب حتى وأن كان تحت الأرض .
عاد للفندق ويشعر بخمول في جسده وكأنه يريد النوم مرةً أخرى وبالفعل ما أن وضع رأسه على الوسادة حتى غط في سبات عميق..منذُ عامين لم يذق لذة النوم ..
في صباح اليوم التالي فتح الباب لوالد لزام الشخص الوحيد الذي يعلم بسره ليستقبله بالأحضان وبعد السلام والسؤال عن الأحوال قال جلوي:شافك لزام يوم جيت ولادرى عنك لأني صادفته في المطعم احس شك فيني
ابو لزام:لا يابوك محدٍ يدري وبعدين أنا يالله عرفتك متغير وطلع لك شيب!.وش سوت بك الدنيا
جلوي بضيق:الضيم والله بعينه وعلمه
ابو لزام:القرار اللي اتخذته صايب وأنا ابوك هانت تصبر
جلوي:ااااه قسم بالله أني تعبت احيان اقول باخذ حنين وبرجع واللي فيها فيها
ابو لزام:واخرتها ترمل حنين ولاتفقدها !!تصبر كل إنسان مُبتلى وتغييراً للموضوع ..
- أن كنت مستعد خلنا نروح للمحامي يجهز الأوراق ويصدقها من المحكمه
جلوي:جاهز وابي اخلص هالموضوع
ابو لزام:توكلنا على الله
في ساعات معدودة تم الأنتهاء من أمر الوكالة وعاد والد لزام معه للفندق بعد أن اجتمعوا في أحد المقاهي وحدثه جلوي عن الشركات وصادراتها ووارداتها وجميع عقاراته وكل مايملكه بالسعودية ..
فتح الغرفة وجلس مقابله بعد أن اتى بحقيبه في عدة اوراق وملفات قال جلوي بتوضيح:هذي جميع الأوراق اللي تخص العمل وعندك مدير أعمالي سامي بيوضح لك اكثر بتصل فيه واخبره بكل شيء.
ابو لزام :ازهل كل شيء ولاتشيل هم يالله الحين بروح عجوزي بتفقدني
جلوي :ههههههههههه جعل عينها ماتبكيك لاهنت على كل حال والله يبيض وجهك
ابو لزام بمزح :واجبنا وبعدين اخرة ذا الحلال لبنيتي ماهو عشان وجهك اديره
جلوي:هههههههههههه اييه الله المستعان هذي نيتك اجل
ابو لزام:ههههههههههههههه يالله انا سريت ودعتك الله وقبل لاتسافر علمني بعطيك غرض لحنين وقصرك لاتجيه تراهم مراقبينه
جلوي: خير إن شاءالله
ومن ثم أغلق الباب خلفه ليرمي بنفسه على السرير متنهد بصوتٍ عالي وكأن ماحدث كان حملاً ثقيلاً انزاح عن ظهره.
***
استيقظت الساعة العاشرة صباحاً وقد اكتفت من النوم أخذت شور على السريع ثم أرتدت مايدفئ جسدها لتنزل الأسفل وتأخذ كوباً من الشوكلاتة الساخنة كما اعتادت كل صباح ..شاهدت فلم وثائقياً عن قرية هالشتات التي تقع بقلب النمسا..
ما أن أنتهى الفلم حتى رأت مريم قادمة ابتسمت بهدوء وردت بعد أن ألقت عليها التحية
همست مريم:ماشفتيش هاتفي يمكن وضعه في اوضتكم ؟!عايزه اكلم بنتي واتطمن عليها مش مرتاحه من فئت من الصباح
ابتلعت ألمها وكأنها قد ابتلعت قطعة حديد حادة حنين:لا بس انتظري بروح اشوف مكتبه يمكن حاطه فيه !.
مريم:ربنا يجبر بخاطرك
حنين ابتسمت وذهبت للمكتب وما أن اغلقت الباب حتى نزلت دمعاتها بألم ماذا سيضره لو أنهُ تركني استمع لصوتها فقط كلمة مريم قبل قليل وهي تريد الإطمئنان على ابنتها ألمتها حتى النخاع ..
تنهدت بقوة ومسحت عيناها وبحثت في أدراج مكتبه واحداً تلو الأخر وصلت إلى أخر درج فتحته بحثت تحت الأوراق الكثيرة ولم تجده وقبل أن تغلقه لمحت شيئاً ما أسود صغير ..
مدت يدها لتلتقطه وجدتهُ مفتاحاً متوسط الحجم وغريب في نفس الوقت ..
كانت ستعيده لتتذكر تلك الغرفة الغريبة التي تحت الدرج لتتسع عيناها هل من المعقول أن يكون المفتاح الخاص بها؟!!
نهضت بعد أن وضعته في جيب بنطالها وبنيتها تجربته بالليل بعد أن ينام الجميع كي لا أحد يعلم ويخبره..
خرجت لمريم التي تنتظر اقتربت منها لتهمس حنين:مالقيته ..اعتذر مريم أنا السبب المفروض ما اخذه
مريم بطيبه:حصل خير يابتي لما يرقع حاخوذه منه عايز تاكلي حاقه معينه؟!
حنين:لاا شكراً اذا حسيت بالجوع باكل بنفسي .
جلست على الأريكة نفسها واخرجت المفتاح تنظر فيه بتمعن وهي تفكر ماذا قد يوجد بداخلها ؟!ربما سر هذا الهروب !..
تنهدت لتتذكر الأقراص التي وصفتها لها الطبيبه
لتعود للغرفه وتأخذ اسمها وبعض المال لتذهب لأحد الخادمات وتأمرها بأن تذهب لأحد الحرس ليأتي بها من اقرب صيدليه ..
وماهي الإ ساعةً واحدة لتكون بين يديها أكلت أول حبه منها وتضع بقيتها في مكان آمن لايجدها فيه
***
بدأت ساقه تتعافى وبدأ يمشي عليها تتضح في مشيته بعض الميلان قليلاً قاد سيارته متجهاً لشقة لزام في أحدى عماراته لأنهُ طلبه ليس لأمر مهم ولكن من صوته شعر بأنهُ يخفي شيئاً ..
وصل العمارة ومشى على مهله توجه للمصعد قبيل أن يخرج أتت احداهن شبه راكضه تحمل المعطف الأبيض الخاص بعملها ..لتصتدم به ويسقط على الأرض لأنه كان يحتمل على ساقه المصابه ..
لم يتوقع بإنه سيواجه أحد فهو يعلم بأن ساكني هذه العمارة قله والآن اوقات عمل ودراسه
شهقت هناء بخوف قائله بلا شعور:بسم الله عليك سامحني والله ماقصدي اخوي
فياض بين سماء وأرض من هذه الطويله ذات اليدين النحيلة البيضاء؟!! همس بلا شعور:أنت نازله علي من السماء؟
هناء بغباء:هااا
فياض بغير وعي :أنتي حلوه!
هناء عندما استوعبت الوضع:ايش قلة الأدب هذي !!
فياض وقد عاد لوعيه ينفض رأسه ويلتقط شماغه وينهض على عجل:السموحه يابنت الأجواد ماقصدت
وذهب يحث الخطا لشقة لزام ..بينما هي توجهت للمستشفى التي تطبق به مع أنهُ يوم إجازتها ولكن تم استدعائها على عجل من الطبيب المشرف عليها ..
بينما فياض يطرق باب الشقه وعقله ليس معه
فتح لزام وهو يرحب به ولكنه ليس معه ابداً ..رأه يجلس شارد الذهن ليهمس لزام:فياض فيك شي
ولد رد علي وش فيك
ولكن عقله ليس معه بل مع من يسميها بالشمحوطه
افعلاً هذه هي التي ينتظرها ام ماذا ؟!
طويلة بيضاء ليتني أعلم اشعرها كسواد الليل وطويل!!
بينما هو في صراعٌ مع افكاره اذا بلزام يسكب قليلاً من الماء على وجه ليشهق فياض من برودته:هااه وش تبي
لزام:لااااا انت عقلك مو معك !
فياض :اي والله وبالله وتالله انه معها والله انها هي
لزام بصدمه:من هي؟!
فياض:الشمحوطه اللي اتمناها تكفى يابو محمد ابيها
لزام يضع يده على جبينه :أنت محموم ولا فيك بلا!!!
فياض :ياولد اقولك الشمحوطه وانا جاي صدمت فيها والله ان قلبي بغى يطلع من حلقي ياخوك
لزام:هههههههههههههههههههههه استغفرالله وش السالفه وين لاقيها خافها جنية لايكون زوجة جاري الله يفشلك يالسربوت !!
فياض يضربه بشماغه:يازينك متلايط
***
الساعة الثانية ليلاً لم يستطع منع نفسه من الدخول لقصره بعد أن استدار حوله بالسيارة ..
سيأخذ ألبومات خاصه بحنين وصور عائلية خاصة بها كانت في خزانة بغرفة النوم ..
المنزل مليئ بالغبار أشعل الأنوار رأي أحدى النوافذ محطمه بالطبع سيدخلون لعلهم يجدون شيئاً ..تأكد بأنهم لم يستطيعوا الدخول من الأبواب لأنه امانها قوي فتح قفل الغرفة لازالت كما تركوها وجد بعض عطوراتها على التسريحه اشتمها بعشق اشتاق لها كثيراً وهو لم يمر سوى يومان كأنها شهران او ربما سنتان..
فتح الخزانه واخذ جميع الألبومات ليجد دفتر مذكرات اخذه كذلك وجد صندوق اسود صغير فتح ليجد خاتم رجالي وعلبة بها سوار من ذهب وبعض الأشياء..ربما هذه هدايا من أهلها او ذكرى اخرجها ووضعها على السرير واخرج حقيبة صغيرة وجمع الأشياء بها وقبل أن يتحرك للخروج سمع عدة خطوات اخرج مسدسه الصغير من خاصرته ..
ليختبئ خلف الباب سمع حديثهم متوجهين له
-اسمع أنت روح مناك وانا بدور هنا زين لازم ناخذه حي ولا ميت
- فرصه وجتنا لانفوتها
اقترب أحدهم ليدخل على رؤوس اقدامه متوجهاً نحو غرفة الملابس ليتحرك جلوي خلفه ويباغته بسرعه واضعاً يده اليسرى على فمه واليمنى وضع بها المسدس على رأسه مهدداً :ارم سلاحك لا افجر راسك الحين
استسلم بخوف ليحذفه تحت اقدامه اقترب جلوي بقدمه ليرفسه حتى اصبح بعيداً بمسافة ثلاثة امتار تقريباً ولكنه اصدر صريراً قد يسمع ذاك الصوت ..
فقام ضربه بالمسدس في مؤخرة رأسه ليسقط مغشياً عليه ..
وضعه على الأرض بخفه ليرفع رأسه ويتوجه للأخر قبل أن يستيقظ هذا
ولكن ما أن اعتدل واقفاً حتى كان ذاك يضع المسدس خلف عنقه هامساً بتشفي:حي الله ولد سعد طولت الغيبه ..
***
نهاية الفصل