إرتواء نبض
03-12-2020, 09:37 AM
النبي صلى الله عليه وسلم حَمى وحرس جناب التوحيد, وحمى حمِى التوحيد, وسد كل طريق يوصل إلى الشرك, فإن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من الدلائل على قاعدة سد الذرائع ما يبلغ مائة دليل أو أكثر وأعظم الذرائع التي يجب أن تُسد ذرائع الشرك التي توصل إليه فالنبي صلى الله عليه وسلم سد الوسائل والأساليب التي تؤدي إلى الشرك, ولو كانت هذه الوسيلة في أصلها مشروعة كالصلاة والذبح وغيرها , فإذا فُعلت عند القبور , فهو وسيلة إلى الشرك, ولو حسنت نية فاعلها , فالنية لا تبرّر ولا تزكي العمل إذا كان يؤدي إلى محذور , والدعاء مشروع ولكن إذا دعى عند القبر , فهذا ممنوع ؛ لأنه وسيلة إلى الشرك بهذا القبر أو بالمقبور فيه ولو كان من الصالحين , كل هذا سداً لوسائل الشرك بالله العظيم والذي هو أظلم الظلم, فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند القبور , ونهى عن الدعاء عند القبور , ونهى عن البناء عند القبور , ونهى عن العكوف عليها, واتخاذها أعياد أو نصب السرج عليها أو تجصيصها والكتابة عليها , كل هذا من الوسائل التي تفضي إلى الشرك , وهي ليست شركاً في نفسها , بل قد تكون مشروعة في الأصل , ولكنها تؤدي في نهايتها إلى الشرك بالله , ونظراً لسعة الموضوع وأهميته كونه يتعلق بالأصل الأصيل لهذا الدين القويم وهو توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة وقد قامت دعوة الرسل – عليهم السلام – من لدن آدم وحتى محمد صلى الله عليه وسلم لتقرير هذا الأصل والدعوة إليه , وما قامت الخصومات بين الأنبياء وأقوامهم إلا حماية لهذا الواجب العظيم فقد رأيت أن أبين في نقاط محدودة جوانب من عناية النبي صلى الله عليه وسلم لجانب التوحيد وأساليبه في حماية جناب التوحيد وفي ذلك وصية ودعوة للدعاة إلى الله بأن يهتموا بالعقيدة , فيبينوا التوحيد , حتى يحصل الاجتماع الصحيح على الدين , وقد جعلته في مبحثين كما يلي :-
عناية النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته لجانب التوحيد و بيانه لحقيقته وفضله
إن عقيدة التوحيد هي الأساس المتين , والأصل الأصيل , ولذا فإن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – قاموا بالدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فلم يدعو أقوامهم إلى شيء قبل دعوتهم إلى توحيد الله ونهيهم عن الشرك , وقد عقد الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – باباً في بيان حماية المصطفى لجناب التوحيد والأبواب التي قبله أيضاَ هي في حماية التوحيد , لكن الأبواب قبله عامة وما في هذا الباب أمور خاصة وإلا كل الأبواب السابقة : الغلو في الصالحين , وبناء المساجد على القبور , كل هذا من الأمور المفضية إلى الشرك , وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها سداًَ للطريق الموصل إلى الشرك , وهذه الأبواب كلها في موضع واحد ؛ لأن هذه المسألة عظيمة فالشرك إنما حصل في هذه الأمة بسبب الفتنة في القبور والغلو فيها , وبسبب الغلو في الصالحين والغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن بنيت المساجد على القبور ومنذ أن ظهر التصوف في هذه الأمة – إلا من رحم الله - ([1]) .
والأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متضافرة في بيان حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجانب التوحيد
ومنها : ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [التوبة : 128]
وجه الدلالة بالآية أنه صلى الله عليه وسلم يعز عليه كل ما يؤثم الأمة ويشق عليهم, وأعظم ما يؤثم الأمة عليهم الشرك بالله قليله وكثيره ووسائله وما يقرب منه ككبائر الذنوب, وقد بالغ صلى الله عليه وسلم في النهي عن الشرك وأسبابه أعظم مبالغة كما لا يخفى, وقد كانت هذه حال أصحابه – رضي الله عنهم – في قطعهم للخيوط التي رقى للمريض فيها ونحو ذلك من تعليق التمائم ([2]) .
و قوله تعالى :48:( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) [الزمر : 65] قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسيره للآية الكريمة : (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك من جميع الأنبياء لئن أشركت ليحبطن عملك هذا مفرد مضاف, يعم كل عمل, ففي نبوة جميع الأنبياء, أن الشرك محبط لجميع الأعمال كما قال تعالى في- سورة الأنعام – لما عدد كثيراً من أنبيائه ورسله قال عنهم: ((ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [الأنعام : 88] ولتكونن من الخاسرين دينك وآخرتك , فبالشرك تحبط الأعمال ويستحق العقاب والنكال )) ([3]) .
ومن بيانه صلى الله عليه وسلم لحقيقة التوحيد وفضله حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه- قال : (( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال : "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد , وما حق العباد على الله؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاَ وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً . فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا )) ([4]) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً, ولا تجعلوا قبري عيداً, وصلوا عليّ ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) ([5]) .
وهذا من حمايته صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد , من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ قبره عيداً , أي : مكاناً يُجتمع عنده للعبادة , فالعبادة لا تشرع عند القبور , لا قبور الأنبياء والرسل , و لا قبور غيرهم من الأولياء والصالحين أبداً , فالمقابر ليست محلاً للعبادة , فمن تردد عليها , وجلس عندها, أو وقف عندها للتبرك بها , أو للدعاء عندها , أو للصلاة عندها أو سافر إليها فقد اتخذها عيداًَ جاهلياً وعيداً محرماً , فالتردد عليها والجلوس عندها من أجل التبرك بتربتها , أو من أجل الدعاء عندها , أو الصلاة عندها , كل هذا من اتخاذها عيداً وهو وسيلة من وسائل الشرك, كما هو واقع الآن عند الأضرحة ويُسمع عنه في كثير من بلاد ا لمسلمين – والعياذ بالله ([6])
عناية النبي صلى الله عليه وسلم وحمايته لجانب التوحيد و بيانه لحقيقته وفضله
إن عقيدة التوحيد هي الأساس المتين , والأصل الأصيل , ولذا فإن الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – قاموا بالدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة فلم يدعو أقوامهم إلى شيء قبل دعوتهم إلى توحيد الله ونهيهم عن الشرك , وقد عقد الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – باباً في بيان حماية المصطفى لجناب التوحيد والأبواب التي قبله أيضاَ هي في حماية التوحيد , لكن الأبواب قبله عامة وما في هذا الباب أمور خاصة وإلا كل الأبواب السابقة : الغلو في الصالحين , وبناء المساجد على القبور , كل هذا من الأمور المفضية إلى الشرك , وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها سداًَ للطريق الموصل إلى الشرك , وهذه الأبواب كلها في موضع واحد ؛ لأن هذه المسألة عظيمة فالشرك إنما حصل في هذه الأمة بسبب الفتنة في القبور والغلو فيها , وبسبب الغلو في الصالحين والغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم منذ أن بنيت المساجد على القبور ومنذ أن ظهر التصوف في هذه الأمة – إلا من رحم الله - ([1]) .
والأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متضافرة في بيان حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجانب التوحيد
ومنها : ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [التوبة : 128]
وجه الدلالة بالآية أنه صلى الله عليه وسلم يعز عليه كل ما يؤثم الأمة ويشق عليهم, وأعظم ما يؤثم الأمة عليهم الشرك بالله قليله وكثيره ووسائله وما يقرب منه ككبائر الذنوب, وقد بالغ صلى الله عليه وسلم في النهي عن الشرك وأسبابه أعظم مبالغة كما لا يخفى, وقد كانت هذه حال أصحابه – رضي الله عنهم – في قطعهم للخيوط التي رقى للمريض فيها ونحو ذلك من تعليق التمائم ([2]) .
و قوله تعالى :48:( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) [الزمر : 65] قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي – رحمه الله – في تفسيره للآية الكريمة : (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك من جميع الأنبياء لئن أشركت ليحبطن عملك هذا مفرد مضاف, يعم كل عمل, ففي نبوة جميع الأنبياء, أن الشرك محبط لجميع الأعمال كما قال تعالى في- سورة الأنعام – لما عدد كثيراً من أنبيائه ورسله قال عنهم: ((ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [الأنعام : 88] ولتكونن من الخاسرين دينك وآخرتك , فبالشرك تحبط الأعمال ويستحق العقاب والنكال )) ([3]) .
ومن بيانه صلى الله عليه وسلم لحقيقة التوحيد وفضله حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه- قال : (( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال : "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد , وما حق العباد على الله؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئاَ وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً . فقلت : يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال : لا تبشرهم فيتكلوا )) ([4]) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا تجعلوا بيوتكم قبوراً, ولا تجعلوا قبري عيداً, وصلوا عليّ ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) ([5]) .
وهذا من حمايته صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد , من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ قبره عيداً , أي : مكاناً يُجتمع عنده للعبادة , فالعبادة لا تشرع عند القبور , لا قبور الأنبياء والرسل , و لا قبور غيرهم من الأولياء والصالحين أبداً , فالمقابر ليست محلاً للعبادة , فمن تردد عليها , وجلس عندها, أو وقف عندها للتبرك بها , أو للدعاء عندها , أو للصلاة عندها أو سافر إليها فقد اتخذها عيداًَ جاهلياً وعيداً محرماً , فالتردد عليها والجلوس عندها من أجل التبرك بتربتها , أو من أجل الدعاء عندها , أو الصلاة عندها , كل هذا من اتخاذها عيداً وهو وسيلة من وسائل الشرك, كما هو واقع الآن عند الأضرحة ويُسمع عنه في كثير من بلاد ا لمسلمين – والعياذ بالله ([6])