سراب
01-11-2009, 12:03 AM
الأسلوب الأدبي
إذا عرفنا أن الأدب هو كل إنتاج جيد من الشعر أو النثر -
فما المراد من الأسلوب الأدبي وما أركانه التي تختص بها؟
الاسلوب الادبي
هو الأسلوب الذي يعبر به الشعراء في قصائدهم ، وكتاب النثر الفني في الخطب والرسائل الإخوانية . والمقال الذاتي ، والقصص والمسرحيات .
أركان الأسلوب الأدبي :
يتكون الأسلوب من العناصر الأربعة ، التي تحقق له الإسماع والإمتاع . وهي .
1 - الأفكار والمعاني
2 - العاطفة والوجدان .
3 - الصياغة
4 - الصور الشعرية .
نموذج الأسلوب الأدبي من الشعر :
قال ابن الرومي في بكاء الطفل عند ولادته :
لما تؤذن الدنيا من صروفها =يكون بكاء الطفل ساعة يولـد
وإلا فما يبكيه منها ، وإنهــا =لأوسع مما كان فيه وأرغـــــد
إذا أبصر الدنيا استهل كأنه =بما سوف يلقي من أذاها يهدد
تتمثل في الأبيات كل عناصر الأسلوب الأدبي وخصائصه :
1 - الأفكار والمعاني :
فهو يوضح أن سبب بكاء الطفل عند ولادته هو خوفه مما سيلاقيه من مشكلات الحياة . مع أنها أوسع كثيراًُ مما كان من بطن أمه ، وأكثر هناء في عيشه ، إنما يبكي لأنه يدرك ما يهدده من آلام الحياة .
2 - الصياغة :
كلماته يحتاج بعضها إلي توضيح معانية ( تؤذن = تخبر ) ( صر وفها = مشكلاتها ) ، ( أرغد = أكثر هناء ) ، ( استهل = صرخ )
3 - الصور الخيالية :
في الأبيات بعض الصور الخيالية مثل ( تؤذن الدنيا ) استعارة مكنية ، ( يلقي من أذاها ) استعارة أيضا .
4 - العاطفة :
عاطفة التعجب من مواجهة الحياة ، تلك التي يغلب عليها الشعور بالخوف مما ينتظر المولود فيها ، وظهر ذلك من قوله: ( صروفها ، أذاها ، يبكيه )
نموذج من الأسلوب الأدبي من النثر :
من خطبة الحرب للمنفلوطي : قال :
إن الله وعدكم النصر، ووعدتموه الصبر ، فأنجزوا وعدكم ينجز لكم وعده ، لا تحدثوا أنفسكم بالفرار ، فو الله إن فررتم لا تفرون إلا عن عرض لا يجد حامياًُ ، وشرف لا يجد له ذائدا ، ودين يشكو إلي الله قوماً أضاعوه ، وأنصاراً خذلوه .إنكم لا تحاربون أشداء ، بل أشباحاً تتراءى في ظلال الأساطيل ، وخيالات تلوذ بأكناف الأسوار والجدارن . فاحملوا عليها حملة صادقة تطير بما بقي من ألبابهم ، فلا يجدون لبنادقهم كفا ولا لأسيافهم ساعدا.
تحققت في هذه الفقرة من المقال الذي هو أشبه بالخطبة ، كل عناصر الأسلوب الأدبي :-
1 - الأفكار والمعاني :
فهو يؤكد لهم نصر الله ، وطلب منهم الثبات في القتال ، وحذرهم من الفرار .. لأنهم يحمون عرضهم وشرفهم ودينهم ، وبين لهم أن الأعداء ليسوا حقيقة أقوياء .. هم ضعفاء كالأشباح ، لا يقاتلون إلا في الحصون . ولهذا فإن أي هجوم قوي عليهم سوف يشتت شملهم ، ويقضي على قدرتهم ، فلا يستطعون دفاعا.
2 - العاطفة :
غلبت عليه عاطفة الجهاد دفاعا عن الدين والوطن والشرف . فهو أميل إلي الإثارة وتحفيز الهمم والإغراء بالشهادة في سبيل الدفاع عن الدين والوطن .
3 - الصياغة :
نري المنفلوطي أكثر تأنقا في أسلوبه ، ففيه المزاوجة بين الجمل ، فيها القصير والطويل ، ويكرر الألفاظ للإثارة . مع الحرص على جمال التعبير والصياغة . واستخدام الأسلوب الخبري والإنشائي ، وأسلوب القصر ، وبعض السجع والجناس .
4 - الصور الخيالية :
جاءت في الفقرة بعض الصور الخيالية ، منها :
( دين يشكو إلي الله ) استعارة مكنية .
( تحاربون أشباحاًَ ) تشبيه للأعداء في ضعفهم بالأشباح .
( تطير بألبابهم ) كنابة عن إثارة الرعب والفزع فيهم فينهزمون .
خصائص الأسلوب الأدبي :
1. يتحدث عن موضوعات ليست ذات طابع علمي بحت .
2. خلوه من الأرقام والمصطلحات والإحصاءات العلمية .
3. دقة اختيار الألفاظ والتأنق في الأسلوب .
4. استخدام الصور الخيالية .
5. استخدام المحسنات البلاغية .
6. ظهور عاطفة الكاتب أو الشاعر بوضوح .
7. ظهور شخصية صاحبه وآراؤه وثقافته .
8. يهدف إلي إثارة القارئ وإمتاعه .
9. يخاطب العاطفة والوجدان بقصد التأثير .
10. يتنوع فيه الأسلوب بين الخبري والإنشائي ولأغراض بلاغية .
نموذج للدراسة من الأسلوب الأدبي ( شعر )
يقول أبو الطيب المتنبي في وصف الحمي التي أصيب بها في مصر :
وزائرتــــي كــــــأن بهـــا حياء =فليس تزور إلا في الظـلام
بذلت لها المطــارف والحشايـــا=فعافتها وباتت في عظـامي
يضيق الجلـــد عن نفسي وعنها=فتوسعــة بأنـــواع السقـــام
أراقب وقتهــــا من غيــر شوق=مراقبـــة المشــوق المستهام
ويصدق وعدها والصـــدق شر=إذا ألقاك في الكــرب العظام .
اجتعمت في أبيات المتنبي كل عناصر الأسلوب الأدبي، وخصائصه :
1 - الأفكار والمعاني :
يصف الحمي وهي لا تأتيه إلا ليلا كالحبيبة التي تأتي في الظلام ، وأنها لشدة ما أصابته من سقام وذهاب بلحمه قد اتسع جلده ، فهو يراقب وقت مجيئها خوفا منها ، لا شوقاً إليها . وللأسف ، إنها صادقة الوعد لكنه صدق ضار ، فهي كمن أوعد بالانتقام ثم صدق في وعيده .
2 - العاطفة :
تري عاطفة الضيق والتبرم بالألم ، تظهر من تعبيره عن ذلك في قوله ( باتت في عظامي - أنواع السقام - الكرب العظام ).
3 - الصور الخيالية : استخدام الصور الخيالية لإبراز مدي ما أصابه من ألم وسقام فصورها بالحبيبة التي تزور ليلا ، والكنابة في قوله ( باتت في عظامي ) كناية عن تمكن الحمي منه ، ( يضيق الجلد عن نفسي فتوسعه ) كناية عما أصابه من ضعف وهزال ، فذوي جسمه حتي صار جلده متسعاً من قلة لحمه . وقوله ( مراقبة المشوق المستهام ) تشبيه لانتظار الحمي لكن بلا شوق .
4 - الصياغة :
المتنبي صاحب السبك اللغوي الفريد ، والأسلوب الذي لا يجاريَ ، استخدام أعمق المعاني معبراً عنها بأدق الكلمات والأساليب ، دون إطناب أو إيجار ، وهو إلي الإيجاز ( إيجاز القصر ) أميل . مع قلة المحسنات البديعية ، فهو في غير حاجة لذلك أبدا .
خصائص الأسلوب الأدبي في الأبيات :
1. عبر عن عاطفته وحده ، ومعاناته لمرض الحمي .
2. استخدام الصور الخيالية المصورة بدقة .
3. تحدث عن الحمي كما يشعر بها لاكما يصفها الطبيب .
4. دقة استخدام الكلمات ومتانة هندسة الأساليب .
5. أسلوبه خبري - للضيق والشكوى من هذا المرض الكريه .
6. خلوه من المصطلحات العلمية أو الطبية ، مع أنه يتحدث عن الحمي .
7. لأبياته تأثير قوي في نفوسنا ونحن نطالعها - إذ نشعر بوطأة المرض عليه . .
من مدخراتي التي احتفظ بها منذ سنين
إذا عرفنا أن الأدب هو كل إنتاج جيد من الشعر أو النثر -
فما المراد من الأسلوب الأدبي وما أركانه التي تختص بها؟
الاسلوب الادبي
هو الأسلوب الذي يعبر به الشعراء في قصائدهم ، وكتاب النثر الفني في الخطب والرسائل الإخوانية . والمقال الذاتي ، والقصص والمسرحيات .
أركان الأسلوب الأدبي :
يتكون الأسلوب من العناصر الأربعة ، التي تحقق له الإسماع والإمتاع . وهي .
1 - الأفكار والمعاني
2 - العاطفة والوجدان .
3 - الصياغة
4 - الصور الشعرية .
نموذج الأسلوب الأدبي من الشعر :
قال ابن الرومي في بكاء الطفل عند ولادته :
لما تؤذن الدنيا من صروفها =يكون بكاء الطفل ساعة يولـد
وإلا فما يبكيه منها ، وإنهــا =لأوسع مما كان فيه وأرغـــــد
إذا أبصر الدنيا استهل كأنه =بما سوف يلقي من أذاها يهدد
تتمثل في الأبيات كل عناصر الأسلوب الأدبي وخصائصه :
1 - الأفكار والمعاني :
فهو يوضح أن سبب بكاء الطفل عند ولادته هو خوفه مما سيلاقيه من مشكلات الحياة . مع أنها أوسع كثيراًُ مما كان من بطن أمه ، وأكثر هناء في عيشه ، إنما يبكي لأنه يدرك ما يهدده من آلام الحياة .
2 - الصياغة :
كلماته يحتاج بعضها إلي توضيح معانية ( تؤذن = تخبر ) ( صر وفها = مشكلاتها ) ، ( أرغد = أكثر هناء ) ، ( استهل = صرخ )
3 - الصور الخيالية :
في الأبيات بعض الصور الخيالية مثل ( تؤذن الدنيا ) استعارة مكنية ، ( يلقي من أذاها ) استعارة أيضا .
4 - العاطفة :
عاطفة التعجب من مواجهة الحياة ، تلك التي يغلب عليها الشعور بالخوف مما ينتظر المولود فيها ، وظهر ذلك من قوله: ( صروفها ، أذاها ، يبكيه )
نموذج من الأسلوب الأدبي من النثر :
من خطبة الحرب للمنفلوطي : قال :
إن الله وعدكم النصر، ووعدتموه الصبر ، فأنجزوا وعدكم ينجز لكم وعده ، لا تحدثوا أنفسكم بالفرار ، فو الله إن فررتم لا تفرون إلا عن عرض لا يجد حامياًُ ، وشرف لا يجد له ذائدا ، ودين يشكو إلي الله قوماً أضاعوه ، وأنصاراً خذلوه .إنكم لا تحاربون أشداء ، بل أشباحاً تتراءى في ظلال الأساطيل ، وخيالات تلوذ بأكناف الأسوار والجدارن . فاحملوا عليها حملة صادقة تطير بما بقي من ألبابهم ، فلا يجدون لبنادقهم كفا ولا لأسيافهم ساعدا.
تحققت في هذه الفقرة من المقال الذي هو أشبه بالخطبة ، كل عناصر الأسلوب الأدبي :-
1 - الأفكار والمعاني :
فهو يؤكد لهم نصر الله ، وطلب منهم الثبات في القتال ، وحذرهم من الفرار .. لأنهم يحمون عرضهم وشرفهم ودينهم ، وبين لهم أن الأعداء ليسوا حقيقة أقوياء .. هم ضعفاء كالأشباح ، لا يقاتلون إلا في الحصون . ولهذا فإن أي هجوم قوي عليهم سوف يشتت شملهم ، ويقضي على قدرتهم ، فلا يستطعون دفاعا.
2 - العاطفة :
غلبت عليه عاطفة الجهاد دفاعا عن الدين والوطن والشرف . فهو أميل إلي الإثارة وتحفيز الهمم والإغراء بالشهادة في سبيل الدفاع عن الدين والوطن .
3 - الصياغة :
نري المنفلوطي أكثر تأنقا في أسلوبه ، ففيه المزاوجة بين الجمل ، فيها القصير والطويل ، ويكرر الألفاظ للإثارة . مع الحرص على جمال التعبير والصياغة . واستخدام الأسلوب الخبري والإنشائي ، وأسلوب القصر ، وبعض السجع والجناس .
4 - الصور الخيالية :
جاءت في الفقرة بعض الصور الخيالية ، منها :
( دين يشكو إلي الله ) استعارة مكنية .
( تحاربون أشباحاًَ ) تشبيه للأعداء في ضعفهم بالأشباح .
( تطير بألبابهم ) كنابة عن إثارة الرعب والفزع فيهم فينهزمون .
خصائص الأسلوب الأدبي :
1. يتحدث عن موضوعات ليست ذات طابع علمي بحت .
2. خلوه من الأرقام والمصطلحات والإحصاءات العلمية .
3. دقة اختيار الألفاظ والتأنق في الأسلوب .
4. استخدام الصور الخيالية .
5. استخدام المحسنات البلاغية .
6. ظهور عاطفة الكاتب أو الشاعر بوضوح .
7. ظهور شخصية صاحبه وآراؤه وثقافته .
8. يهدف إلي إثارة القارئ وإمتاعه .
9. يخاطب العاطفة والوجدان بقصد التأثير .
10. يتنوع فيه الأسلوب بين الخبري والإنشائي ولأغراض بلاغية .
نموذج للدراسة من الأسلوب الأدبي ( شعر )
يقول أبو الطيب المتنبي في وصف الحمي التي أصيب بها في مصر :
وزائرتــــي كــــــأن بهـــا حياء =فليس تزور إلا في الظـلام
بذلت لها المطــارف والحشايـــا=فعافتها وباتت في عظـامي
يضيق الجلـــد عن نفسي وعنها=فتوسعــة بأنـــواع السقـــام
أراقب وقتهــــا من غيــر شوق=مراقبـــة المشــوق المستهام
ويصدق وعدها والصـــدق شر=إذا ألقاك في الكــرب العظام .
اجتعمت في أبيات المتنبي كل عناصر الأسلوب الأدبي، وخصائصه :
1 - الأفكار والمعاني :
يصف الحمي وهي لا تأتيه إلا ليلا كالحبيبة التي تأتي في الظلام ، وأنها لشدة ما أصابته من سقام وذهاب بلحمه قد اتسع جلده ، فهو يراقب وقت مجيئها خوفا منها ، لا شوقاً إليها . وللأسف ، إنها صادقة الوعد لكنه صدق ضار ، فهي كمن أوعد بالانتقام ثم صدق في وعيده .
2 - العاطفة :
تري عاطفة الضيق والتبرم بالألم ، تظهر من تعبيره عن ذلك في قوله ( باتت في عظامي - أنواع السقام - الكرب العظام ).
3 - الصور الخيالية : استخدام الصور الخيالية لإبراز مدي ما أصابه من ألم وسقام فصورها بالحبيبة التي تزور ليلا ، والكنابة في قوله ( باتت في عظامي ) كناية عن تمكن الحمي منه ، ( يضيق الجلد عن نفسي فتوسعه ) كناية عما أصابه من ضعف وهزال ، فذوي جسمه حتي صار جلده متسعاً من قلة لحمه . وقوله ( مراقبة المشوق المستهام ) تشبيه لانتظار الحمي لكن بلا شوق .
4 - الصياغة :
المتنبي صاحب السبك اللغوي الفريد ، والأسلوب الذي لا يجاريَ ، استخدام أعمق المعاني معبراً عنها بأدق الكلمات والأساليب ، دون إطناب أو إيجار ، وهو إلي الإيجاز ( إيجاز القصر ) أميل . مع قلة المحسنات البديعية ، فهو في غير حاجة لذلك أبدا .
خصائص الأسلوب الأدبي في الأبيات :
1. عبر عن عاطفته وحده ، ومعاناته لمرض الحمي .
2. استخدام الصور الخيالية المصورة بدقة .
3. تحدث عن الحمي كما يشعر بها لاكما يصفها الطبيب .
4. دقة استخدام الكلمات ومتانة هندسة الأساليب .
5. أسلوبه خبري - للضيق والشكوى من هذا المرض الكريه .
6. خلوه من المصطلحات العلمية أو الطبية ، مع أنه يتحدث عن الحمي .
7. لأبياته تأثير قوي في نفوسنا ونحن نطالعها - إذ نشعر بوطأة المرض عليه . .
من مدخراتي التي احتفظ بها منذ سنين