جنــــون
02-11-2020, 11:05 PM
أضَع بيَن أيَديكَم
أحبتَي بالله
البَارت السَابع والعشَرون27
"لي بكَ ثقةٌ موثوقة، وقلبي الفتيُّ يفيضُ دموعاً
سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني، وأبثّك شكوى أحزاني
و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف و الحنان، ثم أبكي أمامك و أنت لا تدري .”
×××××××××
مُباشَرة أمَام بَاب الَجناح , التَردد واضَحاً من أرتعَاش أنَاملهُ على مقَبض البَاب هَمس :"خَلف هذّا البَاب نَار جَهنم تَنتَظرنَي ! يبُدو أنّها سَتَحرقني بَـغضبَها اليَوم "
تَراجَع لا يَعلَم لماّذا أهوُ خَوفاً منَها أمّ علَيها .
بَعد ثَوانٍ عالِية التفَكير , شَددَ قَبضتهُ على مقَبض البَاب هَمس:"أمّ الان والأ فبَلا " تَمهل بفتَحهِ , عَرجَ إلَى الَداخَل بَتَبَصُّر و تَفَكُّر , ثَوانٍ مَعَدودة وهَو يَدور بَعينهِ بحثَاً عَنها ,لكنّ على حَين غّرةَ مَا وجَد سَوى وسَاَدة حَريَري أرتَطمتَ بَوجههِ عَلى أثَرها تبَعثرت عقَارب شَعرهُ , أصَبتهُ الصَدمة للَوهلة الأولَى قاَئلاً بسَخرية:"يالَـه من َتَرحيبٍ حَارٍ ولطَيف مُنكِ بَعد طَول غَياب " أزَال الوسَادة وأرجَعَها مَكانَها وتَقرب إلى الأريكَة التَي تَجلس َعليها .
أحَال نَظرهُ علَيهــا بتَمعَنَ , أنتَظر الوَجهُ المُحَمر لشَدة البَكاء وشَعرهَا المُبعَر بإرجاء وجَهها , لكنّه لم يَجد شيء أطَلاقَاً سَوى أنّها كَانت تَبدو بَكاَمل أنـاقَتَها بَعيونَها النَجلاَء التَي رُسم َعليه خُطوط إيلاينَر والكَحل بَطريَقة بَدأتَ كقَطةَ وَديعة, وفسَتان أنيقاً رَماَدي .
أشَاحت بنَظرهَا عنُه بَغير رضَى ولَم تنَطق مُطلقاً, نَهضت تلقَائياً في الوقَت ذّاته التَي جَلسَ مُتقرباً لهَا , صَارت مُتَجاهَلة أيَهُ كُلياً.
تَكتف بَغير رضَى قائلاً :"مَاَاذا الذّي تفَعلهِ الأن !"
أطَلقتَ عليَه نَظرات قَاسية بَادرة كَتلك التّي أعتَادت عَليه مِنهُ و دَلفت خَارجة من الَجناح بَعدما أغَلقت بَابهِ بَعنفِ تَردد في إرجَاء الطَابقَ .
جُود أرتَسمت أبتسَامة سَاخرَة على وَجههُ وَهمّ ناَهضاً , هَرولَ وراءَها مُسرعاً مُتمَتماً :"كُم أشَتقَتُ لتذّمكِ أيتَها الفَتاة !"
فيَ المَمر الَطويَل الفَاصل بيَن الَجناح الَغربي والشَرقي للَطابق الثَاني كَانت تَصير أليَن برَضَى تَام وتُدَنَدن بإلحَان غنَائيةَ جَميلة بَخفوت.
جُود يسَير خَلفها بَهدوء دَونّ أنَ تتَنبَه لهُ .
أحَرقَتهُ عَدم مُبالاتهَا وَطريقتَها الوقَحة مّنذ قَليل بالَجناح , لمّ يسَتَطع كبَاح جَماح نَفسهُ صَار إلِيها ,تَشبتثُ بمَعصَمها وأدَارهاَ إليَه قَائلاً بَجمُود:" لَن أقَول حبَيبَتي بَعد الأن ولن أحُاول التَأثير عَليك بالكلام المُعسَول لكَسب قِلبك فأنـَا لسُت من هذا النَوع ,لذّلك كُفى عنّ هذّي الأفعَال ؟"
تَابعَ سَاخراً :" ههـ لَم أعَلم أنّه سَتُؤثر علَيك هَكذّا !"
ألِين دوَن كَلمة قَط , وعَيناها مُتجمدَتان لَعدم أكتَرثَها , سَحبت معَصمهَا من قضَبتهِ وتَابعت سَيرهَا بَهدوء كَما كَانت كأن شَيئاً لم يَكنَّ .
جُود خَلفَها تَماماً والصَدمة قَد أحَتلت جَميعَ أرجَاء جسَدهُ , قَال والأحرف تَخرج من بينَ أسنَانهُ بقَهر :"كيَف لَها أنّ تَكتسب ذّلك السُلوك الوقَح, كَيف لَها على هذّا التَصرفات بعد طُول غَياب "
×الصَالة~مَـائَدة الَطعام ×
هَبطتَ السَعادة على الَجميَع لمُشَاركة الثَنائي تَلك وَجبَة العَشاء , الَجميعَ بَحّالة أسَترَخاء وهَدوء وإبتسَامة مُتَباَدلة بيَنما يتَبادَلون أطَراف الَحَديث , بإستثنَاء أحَدهم الذّي كَانت نَظراتهُ تَدّل على أنّ عَاصَفة سَتَحتل كَياَن تّلك الإنسَانة لفَورة غضَبهِ .
يُحرَك مَعلقتهُ بشَتاب دوُنَما تّذوقَ أيّ شيء مُطلقاً , يَحرك مَعصَمهِ بَحركة إنَزعاج كُلمَا سَمع َهمسَات ضَحَكَها .
عمَّار الذّي تنَبهَ لإنَزعاج حفَيدهُ ونَظراتهُ المُتخَفية لـ ألِين .
عمَّار في مُحاَولة لتَودد الَطَرفين لبَعضهم قاَئلاً:"ألِين هَل سَكبتِ بَعض الشَرب لَجُود !"
ألِين بإبتسَامة مُصَطنعَة :"جَدي أنَظر لكَأسهِ مازالَ مُمتَلئ !"
قَـامَ جُود بَحرَكة مُستَفزَة بشَرب الكأس دَفعة واحَدة قاَئلاً بنَظراتهِ هَيا أكسَبي ليَّ .
ألِين تأففَت لتَصرفهُ الطُفوليَ , لمَ ترغبَ فعلاً بالتّودد أو التقَرب إليهِ ,لكنهاَ كانتَّ مُـضطرَ لا تسَتطيعَ تجاهلهُ فلا أحدّ يعلمّ ما الذيّ يحدثَ هُنا.
تَقربَت إليَه مُتَجاهَلة تَماماً نَظراتهُ , سَكبت لهُ وأعَادت بَجذّعها لتَناول طَعَامهَا .
صَرخ يُوسف بإزَعاج :"مَريَم , خُذّي عيسَ من َجانبي حُباًبالله !"
مَريم حضَنت عيسَ قائلاً بتأنيب لـ يُوسف:"لاتصَرخ بَطفلي أيَها الوَحش !"
هَرول عيس لحَضن ألِين , وضعته على رَكبتهَا ومسَحت على رأسه بَحنان و أنفَجرت ضَحكاً لكثَرة المنَواشَات التَي تَحدث بين يُوسف وَمريم أنَهم ليسَ بأخَوة بَل إعداء .
يُوسَف بنَظرات قَاسَية دَالة على هَيبتهُ الُرجَولية:" عَلى مّاذا تضَحكين ! دائَماً ما تضَحكين دوَن سَبب !"
رفَع جُود حَاجيبَه بإسَتنَكاَر وتَوجه بالَحديث لَجدهُ:"أهكذّا يُحدث زوَجتي على الَدوامَ !"
عمَّار تَجمَل بالصَمَت , أمّا جُود أعَاد نَظرهُ نَحو يُوسف قَائلاً :" هــااي أنتَ , مَاحَملكَ على تَلك النَبرّة الصَوتيَة !"
يُوسف صَمت وهُو يحَيُل بنَظرهِ نَحو ألِين التَي تُداعب عيسَ كَأن الأمّر لا يَعنيهَا مُطلقاً .
يُوسف :" هـَل تَحدثَنا فَي أمَر هَام للَغاَية الأن عَلى أنَفراد !"
قَطعتَ عليَهم مـَاريا على أسَتحياء قَائلاً :"أنسَة مَريم , السَيَد يَحيى يَطلبك هَاتفياً "
هَرولت مَريم بسَعادة مُسَرعة إليَه .
***
× فَي المَكتب ×
يَجلسَ جُود وضَعاً أحَد قَدميه على ركَبت الأخَرى وَهو يدَخنَ بوَقَار و سَكِينة , مّد بَعلبَة السَجائَر لـ يُوسف , أعتَرض يُوسف قاَئلاً :"لا أدُخّن ".
حَرك كَتفه بَعدم مُبالاَة.
رمقهُ يُوسف بنَظراتَ تفَحص:" مّنذ مّتى تّدخن؟".
جُود :"منّ الثَانوية , لمّا السؤَال ؟"
يُوسف بضَحكة سَاخرة :"هذّي هي نتَيجةَ العَيش وتَربيتك بالدَول الأجنَبية !"
جُود بتأففَ :"مَـاذا تُريَد !"
يُوسف بضَجر من وقَحتَه وعَدم أحتَرام لأي شَخص :" هـااي أنتَّ , أنّك تَحدث مَن هُو أكَبر سناً هُنا !"
جُود :"ومّنذ متّى العَقل بالسّن , عَلاوة علَى أنّه ليسَ بالفَرق الكَبير!"
يُوسف بَغيَظ :"لا أعَلم , كيَف أكتسَب وقَحتَك بالَحَديث !"
جُود :"أنّها ليسَت وقَحة مُطلقاً , بَلا صَراحةً تَرفض الأعتَراف بَها !"
يَوسف بتَصريف :" تـّلك زوَجتك , أُليست حَفيدة حقّي "
هَزتّ رأسَه بالإيَجاب :" نَعمَ وماَ الَجديَدة بالأمَر!"
يُوسف :"عَلمت بـأمرَ الَحادث الذّي أصَابني بالسَعودية ؟"
جُود :"نعَم , ماالذّي تُريد الوُصَل إليه ؟""
يُوسف :" لاَ زالَت كَلام تَلك المّراة المُهدد يتردَد بأذّني , أظنّ أنّ الأمر لمَ ينتَهي بمَوت حقَّي ؟"
جُود بتفَكير :" لاتَقلقَ ,لاَيوجدَ لدَينا ماَ كانت تسَعى إليَه الَجماعَة , لقَد تّم بَيعهُ إلى الدَولةَ منّ أمدٍ !"
يُوسف :"وَماهُو حَال جَماعة والَدك ؟"
جُود :" جَماعة والَدي ليسَ لَها عَلاقة منّذ بادئ الأمَر , أنّها فقَط تسَعى لجَمع الَمال فقَط !"
يُوسف بشَّك :"ولمّا كُنت تتَردد إليَه قَبل عملية الَخطف !"
جُود :" لأعتقَادي إنَها نفسَ الجماعة التّي كَانت تسَعى لأنضَمامي لَهم منّذ زَمن, فَلم يُخيَل ببَالي سَوهم ,لذّلك كُنت أتَردد إليَهم !"
يُوسف صَمت بشَكل تَّام بتفَكير .
جُود بضَيق :"ولمّا هذّا التَحقيق ؟"
يُوسف هّم بَالَخروج مُتَمتَماً :"لاشئ فقَط ليطَمئن قَلبي !"
...
×وتُعود بهِ الذّكرياَت بَهدوءُ ×
قَبل مَضى ثَلاث أيـام فيَ أحَدى المَولات , كَان هُنالك صَوت مَألوف للَغاية يتَردد خَلفه , شَعر بالفضَول للأتفات لَرؤية مّنذاك الذّي كان صَوته مألوف لَديه , تَرأت لهُ فَتاة صَهباء بِشَعرها الأشَقر وعَينَاها الخَضروان , تَجثَي على رَكبتَها بمَحاولة مَنّها لأرضَاء أمراه طَاعنة في السّن , تقَرب إليَها ووقَف خَلفَ شَجرة كَانت فَاصَـل للمقَعد الذّي يَجَلسنَّ عليَه .
أرَهف السّمع لَحدَيثهما وَكمّافَهم فَما دأر أنّ تَلك المّراه والَدتها .
أنتَظرهَا لـ تلَتفت إليه ليقَطع الشَك باليقينَ , أنتَظر لثَوانٍ مَعدودة حَتى أسَتدارات بَحيرةِ وهَي تُقرب الَطريق حتّى صَرخت لأحدى سَاقي الـ *تاكَسي* بالُوقَوف , شَقتّ الصَدمة عَيناهِ وأصَابتِ سَاقيهَ الضَعف لثَوانٍ :"أنّها تَلك الفتَاة , أنّها تَلك التَي رأيَتها أمَامي تُنحَر , ولَكنّ كّيف ؟ كَيف هيَ هُنا بَكامل صَحتها ! هَل حقاً كانت مَسرحية كَما هَمست لّي ؟"
****
×بمَطعم راقٍ ×
كَان كَارلا بَكاَمل أناقَتها الأنثَوي تَجلس مُقابَلة بـ أليَاس .
كَارلا بَحبَ أستَطلاع :"ألياسَ !"
أليَاس الّي مُنشَغل بأختَيار الَطعام :"نَعم !"
كَارلا:" عينَاك تفّوق الَوصف , زَرقَتها كزرَقة عَنان السَماء , هَـل ربَما تشَبه والدَك أم والَدتكَ !"
ألِياس بتَحسَر :"كَارلا , ربَما لم تَعلمَي من قَبل ,لكننّي فتَى يتَيم , لمَ يَرى والديهَ مُطلقاً !"
كَارلا بَحزنُ , شَددت قَبضَتها على قَبضتهُ:"أنَا أشَعر بالأسف حقاً لذّلك !"
ألِياس بإبتسَامة جَانبيَة :"لا بأسَ !"
كَارلا :" أليَاس , هَل تَعلم أنّ اليَوم قَد صَادفت مَريضة مَجنونةَ للَغاية !"
أليَاس بضَحكة :"ما الَجديد فـ الأمَر !"
كَارلا بَخجل :"حسناً , أنسَى الأمَر !"
وصَلت الَطعَام , أستنشقتَه كَارلا بنَهم قائلةً:"كمّ أنا جَائَعة ؟"
***
×عَند زَينب×
تشَعر بإنَزعاج منّ كيفنَ , لتَجاهلَة التّام هذّي الفتَرة , كيف له أنَ يَعلق قَلبَها بهِ ويذّهب متَجاَهل الأمر تَماماً هكذّا .
قَرع نَغيم وصَل رسَالة , فَتحت وشَعرت بفرَح~ لمَجرد رؤيَة اسَم المُرسَل .
:"زَينب , أنتَظرك خَلف القَصر هَل أتَيت !"
هَرولت مُسَرعة نَحو الَحديقة الخَلفية للقصَر قَاصدة البَاب الذّي يؤَدي الى الشَارع العّام الخلفي الذّي ناَدَر ما أحد ما يسَتخدمهُ من سَكان القصَر.
أحَالت بنَظَرها لكَنهَا لمَ تجَد أحد تَنهدت بضَيق وَهمّت راَجعة بَهدوء .
كيفَن :"أيَن أنتّ بذّاهبَة ؟"
ألتفَت إليَه فَوجدته بإبتسَامة هاَدئة وبـاقّة َزَهور أنيقَة بيَن ذّراعيَه , َهرولت مُسرعة إليهِ بفَرح .
:"ماذا تفَعل هُنا ؟"
كيَفن :" ألمَ تَخبَرني أنّ تَخرجَك الأسَبوع المُقبلَ , جُئَت لأحتفَل بكَ قَبل الَجميع !"
زَينب بَحركة تلقَائيَة ضَمتهُ بقّوة قائَلة بإمتنان :"شَكراَ لكَ !"
***
أحبتَي بالله
البَارت السَابع والعشَرون27
"لي بكَ ثقةٌ موثوقة، وقلبي الفتيُّ يفيضُ دموعاً
سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني، وأبثّك شكوى أحزاني
و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف و الحنان، ثم أبكي أمامك و أنت لا تدري .”
×××××××××
مُباشَرة أمَام بَاب الَجناح , التَردد واضَحاً من أرتعَاش أنَاملهُ على مقَبض البَاب هَمس :"خَلف هذّا البَاب نَار جَهنم تَنتَظرنَي ! يبُدو أنّها سَتَحرقني بَـغضبَها اليَوم "
تَراجَع لا يَعلَم لماّذا أهوُ خَوفاً منَها أمّ علَيها .
بَعد ثَوانٍ عالِية التفَكير , شَددَ قَبضتهُ على مقَبض البَاب هَمس:"أمّ الان والأ فبَلا " تَمهل بفتَحهِ , عَرجَ إلَى الَداخَل بَتَبَصُّر و تَفَكُّر , ثَوانٍ مَعَدودة وهَو يَدور بَعينهِ بحثَاً عَنها ,لكنّ على حَين غّرةَ مَا وجَد سَوى وسَاَدة حَريَري أرتَطمتَ بَوجههِ عَلى أثَرها تبَعثرت عقَارب شَعرهُ , أصَبتهُ الصَدمة للَوهلة الأولَى قاَئلاً بسَخرية:"يالَـه من َتَرحيبٍ حَارٍ ولطَيف مُنكِ بَعد طَول غَياب " أزَال الوسَادة وأرجَعَها مَكانَها وتَقرب إلى الأريكَة التَي تَجلس َعليها .
أحَال نَظرهُ علَيهــا بتَمعَنَ , أنتَظر الوَجهُ المُحَمر لشَدة البَكاء وشَعرهَا المُبعَر بإرجاء وجَهها , لكنّه لم يَجد شيء أطَلاقَاً سَوى أنّها كَانت تَبدو بَكاَمل أنـاقَتَها بَعيونَها النَجلاَء التَي رُسم َعليه خُطوط إيلاينَر والكَحل بَطريَقة بَدأتَ كقَطةَ وَديعة, وفسَتان أنيقاً رَماَدي .
أشَاحت بنَظرهَا عنُه بَغير رضَى ولَم تنَطق مُطلقاً, نَهضت تلقَائياً في الوقَت ذّاته التَي جَلسَ مُتقرباً لهَا , صَارت مُتَجاهَلة أيَهُ كُلياً.
تَكتف بَغير رضَى قائلاً :"مَاَاذا الذّي تفَعلهِ الأن !"
أطَلقتَ عليَه نَظرات قَاسية بَادرة كَتلك التّي أعتَادت عَليه مِنهُ و دَلفت خَارجة من الَجناح بَعدما أغَلقت بَابهِ بَعنفِ تَردد في إرجَاء الطَابقَ .
جُود أرتَسمت أبتسَامة سَاخرَة على وَجههُ وَهمّ ناَهضاً , هَرولَ وراءَها مُسرعاً مُتمَتماً :"كُم أشَتقَتُ لتذّمكِ أيتَها الفَتاة !"
فيَ المَمر الَطويَل الفَاصل بيَن الَجناح الَغربي والشَرقي للَطابق الثَاني كَانت تَصير أليَن برَضَى تَام وتُدَنَدن بإلحَان غنَائيةَ جَميلة بَخفوت.
جُود يسَير خَلفها بَهدوء دَونّ أنَ تتَنبَه لهُ .
أحَرقَتهُ عَدم مُبالاتهَا وَطريقتَها الوقَحة مّنذ قَليل بالَجناح , لمّ يسَتَطع كبَاح جَماح نَفسهُ صَار إلِيها ,تَشبتثُ بمَعصَمها وأدَارهاَ إليَه قَائلاً بَجمُود:" لَن أقَول حبَيبَتي بَعد الأن ولن أحُاول التَأثير عَليك بالكلام المُعسَول لكَسب قِلبك فأنـَا لسُت من هذا النَوع ,لذّلك كُفى عنّ هذّي الأفعَال ؟"
تَابعَ سَاخراً :" ههـ لَم أعَلم أنّه سَتُؤثر علَيك هَكذّا !"
ألِين دوَن كَلمة قَط , وعَيناها مُتجمدَتان لَعدم أكتَرثَها , سَحبت معَصمهَا من قضَبتهِ وتَابعت سَيرهَا بَهدوء كَما كَانت كأن شَيئاً لم يَكنَّ .
جُود خَلفَها تَماماً والصَدمة قَد أحَتلت جَميعَ أرجَاء جسَدهُ , قَال والأحرف تَخرج من بينَ أسنَانهُ بقَهر :"كيَف لَها أنّ تَكتسب ذّلك السُلوك الوقَح, كَيف لَها على هذّا التَصرفات بعد طُول غَياب "
×الصَالة~مَـائَدة الَطعام ×
هَبطتَ السَعادة على الَجميَع لمُشَاركة الثَنائي تَلك وَجبَة العَشاء , الَجميعَ بَحّالة أسَترَخاء وهَدوء وإبتسَامة مُتَباَدلة بيَنما يتَبادَلون أطَراف الَحَديث , بإستثنَاء أحَدهم الذّي كَانت نَظراتهُ تَدّل على أنّ عَاصَفة سَتَحتل كَياَن تّلك الإنسَانة لفَورة غضَبهِ .
يُحرَك مَعلقتهُ بشَتاب دوُنَما تّذوقَ أيّ شيء مُطلقاً , يَحرك مَعصَمهِ بَحركة إنَزعاج كُلمَا سَمع َهمسَات ضَحَكَها .
عمَّار الذّي تنَبهَ لإنَزعاج حفَيدهُ ونَظراتهُ المُتخَفية لـ ألِين .
عمَّار في مُحاَولة لتَودد الَطَرفين لبَعضهم قاَئلاً:"ألِين هَل سَكبتِ بَعض الشَرب لَجُود !"
ألِين بإبتسَامة مُصَطنعَة :"جَدي أنَظر لكَأسهِ مازالَ مُمتَلئ !"
قَـامَ جُود بَحرَكة مُستَفزَة بشَرب الكأس دَفعة واحَدة قاَئلاً بنَظراتهِ هَيا أكسَبي ليَّ .
ألِين تأففَت لتَصرفهُ الطُفوليَ , لمَ ترغبَ فعلاً بالتّودد أو التقَرب إليهِ ,لكنهاَ كانتَّ مُـضطرَ لا تسَتطيعَ تجاهلهُ فلا أحدّ يعلمّ ما الذيّ يحدثَ هُنا.
تَقربَت إليَه مُتَجاهَلة تَماماً نَظراتهُ , سَكبت لهُ وأعَادت بَجذّعها لتَناول طَعَامهَا .
صَرخ يُوسف بإزَعاج :"مَريَم , خُذّي عيسَ من َجانبي حُباًبالله !"
مَريم حضَنت عيسَ قائلاً بتأنيب لـ يُوسف:"لاتصَرخ بَطفلي أيَها الوَحش !"
هَرول عيس لحَضن ألِين , وضعته على رَكبتهَا ومسَحت على رأسه بَحنان و أنفَجرت ضَحكاً لكثَرة المنَواشَات التَي تَحدث بين يُوسف وَمريم أنَهم ليسَ بأخَوة بَل إعداء .
يُوسَف بنَظرات قَاسَية دَالة على هَيبتهُ الُرجَولية:" عَلى مّاذا تضَحكين ! دائَماً ما تضَحكين دوَن سَبب !"
رفَع جُود حَاجيبَه بإسَتنَكاَر وتَوجه بالَحديث لَجدهُ:"أهكذّا يُحدث زوَجتي على الَدوامَ !"
عمَّار تَجمَل بالصَمَت , أمّا جُود أعَاد نَظرهُ نَحو يُوسف قَائلاً :" هــااي أنتَ , مَاحَملكَ على تَلك النَبرّة الصَوتيَة !"
يُوسف صَمت وهُو يحَيُل بنَظرهِ نَحو ألِين التَي تُداعب عيسَ كَأن الأمّر لا يَعنيهَا مُطلقاً .
يُوسف :" هـَل تَحدثَنا فَي أمَر هَام للَغاَية الأن عَلى أنَفراد !"
قَطعتَ عليَهم مـَاريا على أسَتحياء قَائلاً :"أنسَة مَريم , السَيَد يَحيى يَطلبك هَاتفياً "
هَرولت مَريم بسَعادة مُسَرعة إليَه .
***
× فَي المَكتب ×
يَجلسَ جُود وضَعاً أحَد قَدميه على ركَبت الأخَرى وَهو يدَخنَ بوَقَار و سَكِينة , مّد بَعلبَة السَجائَر لـ يُوسف , أعتَرض يُوسف قاَئلاً :"لا أدُخّن ".
حَرك كَتفه بَعدم مُبالاَة.
رمقهُ يُوسف بنَظراتَ تفَحص:" مّنذ مّتى تّدخن؟".
جُود :"منّ الثَانوية , لمّا السؤَال ؟"
يُوسف بضَحكة سَاخرة :"هذّي هي نتَيجةَ العَيش وتَربيتك بالدَول الأجنَبية !"
جُود بتأففَ :"مَـاذا تُريَد !"
يُوسف بضَجر من وقَحتَه وعَدم أحتَرام لأي شَخص :" هـااي أنتَّ , أنّك تَحدث مَن هُو أكَبر سناً هُنا !"
جُود :"ومّنذ متّى العَقل بالسّن , عَلاوة علَى أنّه ليسَ بالفَرق الكَبير!"
يُوسف بَغيَظ :"لا أعَلم , كيَف أكتسَب وقَحتَك بالَحَديث !"
جُود :"أنّها ليسَت وقَحة مُطلقاً , بَلا صَراحةً تَرفض الأعتَراف بَها !"
يَوسف بتَصريف :" تـّلك زوَجتك , أُليست حَفيدة حقّي "
هَزتّ رأسَه بالإيَجاب :" نَعمَ وماَ الَجديَدة بالأمَر!"
يُوسف :"عَلمت بـأمرَ الَحادث الذّي أصَابني بالسَعودية ؟"
جُود :"نعَم , ماالذّي تُريد الوُصَل إليه ؟""
يُوسف :" لاَ زالَت كَلام تَلك المّراة المُهدد يتردَد بأذّني , أظنّ أنّ الأمر لمَ ينتَهي بمَوت حقَّي ؟"
جُود بتفَكير :" لاتَقلقَ ,لاَيوجدَ لدَينا ماَ كانت تسَعى إليَه الَجماعَة , لقَد تّم بَيعهُ إلى الدَولةَ منّ أمدٍ !"
يُوسف :"وَماهُو حَال جَماعة والَدك ؟"
جُود :" جَماعة والَدي ليسَ لَها عَلاقة منّذ بادئ الأمَر , أنّها فقَط تسَعى لجَمع الَمال فقَط !"
يُوسف بشَّك :"ولمّا كُنت تتَردد إليَه قَبل عملية الَخطف !"
جُود :" لأعتقَادي إنَها نفسَ الجماعة التّي كَانت تسَعى لأنضَمامي لَهم منّذ زَمن, فَلم يُخيَل ببَالي سَوهم ,لذّلك كُنت أتَردد إليَهم !"
يُوسف صَمت بشَكل تَّام بتفَكير .
جُود بضَيق :"ولمّا هذّا التَحقيق ؟"
يُوسف هّم بَالَخروج مُتَمتَماً :"لاشئ فقَط ليطَمئن قَلبي !"
...
×وتُعود بهِ الذّكرياَت بَهدوءُ ×
قَبل مَضى ثَلاث أيـام فيَ أحَدى المَولات , كَان هُنالك صَوت مَألوف للَغاية يتَردد خَلفه , شَعر بالفضَول للأتفات لَرؤية مّنذاك الذّي كان صَوته مألوف لَديه , تَرأت لهُ فَتاة صَهباء بِشَعرها الأشَقر وعَينَاها الخَضروان , تَجثَي على رَكبتَها بمَحاولة مَنّها لأرضَاء أمراه طَاعنة في السّن , تقَرب إليَها ووقَف خَلفَ شَجرة كَانت فَاصَـل للمقَعد الذّي يَجَلسنَّ عليَه .
أرَهف السّمع لَحدَيثهما وَكمّافَهم فَما دأر أنّ تَلك المّراه والَدتها .
أنتَظرهَا لـ تلَتفت إليه ليقَطع الشَك باليقينَ , أنتَظر لثَوانٍ مَعدودة حَتى أسَتدارات بَحيرةِ وهَي تُقرب الَطريق حتّى صَرخت لأحدى سَاقي الـ *تاكَسي* بالُوقَوف , شَقتّ الصَدمة عَيناهِ وأصَابتِ سَاقيهَ الضَعف لثَوانٍ :"أنّها تَلك الفتَاة , أنّها تَلك التَي رأيَتها أمَامي تُنحَر , ولَكنّ كّيف ؟ كَيف هيَ هُنا بَكامل صَحتها ! هَل حقاً كانت مَسرحية كَما هَمست لّي ؟"
****
×بمَطعم راقٍ ×
كَان كَارلا بَكاَمل أناقَتها الأنثَوي تَجلس مُقابَلة بـ أليَاس .
كَارلا بَحبَ أستَطلاع :"ألياسَ !"
أليَاس الّي مُنشَغل بأختَيار الَطعام :"نَعم !"
كَارلا:" عينَاك تفّوق الَوصف , زَرقَتها كزرَقة عَنان السَماء , هَـل ربَما تشَبه والدَك أم والَدتكَ !"
ألِياس بتَحسَر :"كَارلا , ربَما لم تَعلمَي من قَبل ,لكننّي فتَى يتَيم , لمَ يَرى والديهَ مُطلقاً !"
كَارلا بَحزنُ , شَددت قَبضَتها على قَبضتهُ:"أنَا أشَعر بالأسف حقاً لذّلك !"
ألِياس بإبتسَامة جَانبيَة :"لا بأسَ !"
كَارلا :" أليَاس , هَل تَعلم أنّ اليَوم قَد صَادفت مَريضة مَجنونةَ للَغاية !"
أليَاس بضَحكة :"ما الَجديد فـ الأمَر !"
كَارلا بَخجل :"حسناً , أنسَى الأمَر !"
وصَلت الَطعَام , أستنشقتَه كَارلا بنَهم قائلةً:"كمّ أنا جَائَعة ؟"
***
×عَند زَينب×
تشَعر بإنَزعاج منّ كيفنَ , لتَجاهلَة التّام هذّي الفتَرة , كيف له أنَ يَعلق قَلبَها بهِ ويذّهب متَجاَهل الأمر تَماماً هكذّا .
قَرع نَغيم وصَل رسَالة , فَتحت وشَعرت بفرَح~ لمَجرد رؤيَة اسَم المُرسَل .
:"زَينب , أنتَظرك خَلف القَصر هَل أتَيت !"
هَرولت مُسَرعة نَحو الَحديقة الخَلفية للقصَر قَاصدة البَاب الذّي يؤَدي الى الشَارع العّام الخلفي الذّي ناَدَر ما أحد ما يسَتخدمهُ من سَكان القصَر.
أحَالت بنَظَرها لكَنهَا لمَ تجَد أحد تَنهدت بضَيق وَهمّت راَجعة بَهدوء .
كيفَن :"أيَن أنتّ بذّاهبَة ؟"
ألتفَت إليَه فَوجدته بإبتسَامة هاَدئة وبـاقّة َزَهور أنيقَة بيَن ذّراعيَه , َهرولت مُسرعة إليهِ بفَرح .
:"ماذا تفَعل هُنا ؟"
كيَفن :" ألمَ تَخبَرني أنّ تَخرجَك الأسَبوع المُقبلَ , جُئَت لأحتفَل بكَ قَبل الَجميع !"
زَينب بَحركة تلقَائيَة ضَمتهُ بقّوة قائَلة بإمتنان :"شَكراَ لكَ !"
***