مشاهدة النسخة كاملة : رواية أنفى الزهور التي تنمو بين الصخور/ البارت السادس العشرون


جنــــون
02-10-2020, 11:12 PM
** البَارت السَادس والعَشروُن 26 **



ما كنتَ ممّن يدخُل العَشق قًلبه
ولكنّ من يبُصر جُفونََك يعشّـق
أغرّك مِنّي أن حبّك قاتَلي
وأنّك مَهما تأمِري الُقلب ُيفعل
يهـًواك ما عشت القلُب
فإن أمت يتبع صَداي صَداك
في الأقبر أنتَ النّعيم لقلبي
والعذاب له فما أمرّك في قلبِي وأحَلاك




×
×
×
×
×
×



عَادت مُنذَّ زمَاناً , كَان جذّعَها بأستَقامتَهُ على الأَريكَة, تَحاَول أنّ تَكبحَ جَماح ذّاتَها , شَددَت قَبضتَهَا عَلى الأرَيَكة التّي تّكاد تُمزق قَماشَها,أخذّذت تتَردُ أحَداث الَيوم بَعقلهِا كَضَربِ الُرصَاصَ, أثَار غَضَبهَا أبتسَامتُه اللاذّعة اللأمُبالية, جَرحتَ فُوائدهَا حتّى الصَميم , أغَلقت عَينايهَا بضَيق , لكنّ لا شَئ يَصير كَما يجَب , خَانتَها نفسَها , خَانَها قلبَها , خّانَها جسَدها الذّي أخذّ بالأرتجَاف لشّدة الغَيظ والأنَزعاج , وأخيَراً خَانتَها عَينايها, ثَوانٍ أخُرى حتَى شَعرت بوَجنتيَها تَحترق بَجمراتِ نارٍ لاسِعة , مُؤْلِمة , مُوجِعة أخفَت مَحياهَا بيَن كَفيهَ وبدَأت بنَحيب لاَنَهائِي.



×َقَبلَ سَاعـات فَـي الَجاَمعة ×

.
.
.

ألِين بتَصفيقِ وصَدمةَ :"أووو,, أنسَة ألكسَندرة , تعتَرفين بهِ كَــ أخَ !"
ألكٍسَندرة :"أصمَتي فقَط , أقَف بَجانبِك لذّلك لا أعتَرف بهِ , أُريَدهُ أنّ يُعامَلك كَما يَعامل النسَاء الأخُريات بَلطف وأنَاقة" قَالَتها بِمُكر تـامَ
لكذّتّها ألِين بَقسَوة وتَغيرت نَظراَتها اَلى صَرامةَ
-:" أيَّ نسَاء تقصَدين ؟"
أمَالت ألكسَندرة بجّذّعها بَخبث :"خَمني منّ يَاتُرى!"
ألٍين :"منّ تَحدثي ؟"
ألكَسنَدرة :"أَأنتِ مُتأكدة تُريَدن المَعرفَة ؟"
ألِين بُصراخ هَستَري :"ألكــــسنَدرة تَحَدثَي الان؟"
ألكسَندرة تَابَعت لامُبالية بالَبركان الذّي يَجلس أمَامَها :"لا أحد,, ممم لا أعَلم ,,ربَما ,, مُجرد عارضات أزياَء , مشَاهَير, وو "
ألِين بإنَزعاج وإنَكار :"حـــقـــَاً"
ألكسَندرة هَزتَ رأسَها بالإيَجاب
ألِين يإزعاج وهَدوء تَام وهي تنَظر لهُ وإبتسَامة رسَمتُ على ثَغرهِ ويَرتشَف القَهوة بإستَرخاء وهَدوء ويتَبادل أطرَاف الحَديث معَ والدهُ :"أنَا الغَبية التيَ أبَعدتهُ ,ظنتُ أنّه سَيندم "
صَرختفي ألكسَندرة :"ياللهي سأجن , هَل غَادر البلاد ليبقى بَين أحضاَن النسَاء , كَم من فَتاة يَعرف بإستثنائي هَل هو زَير نسَاء أمّ مـاذا ؟"
رفَعت ألكَسَندرة حَاجبيَها وكَتفت يديها :" ما باليَد حَيل , أنتِ دائمَاً ما تخَسريَن أمَامهُ "
ألِين بَحقد :"حسناً أذّا !"

كَان هُنالك في القَريب المُجاور شَخص خَجول يُراقَبها بَهدوء ويَحاوَل جَاهداً أنّ يفَتح أطَراف الَحديث لكنّ شَعر بَغضَبها , فَخوفه وخَجلهُ قَد منَعه من الأقتَراب حتّى .

نَهضت ألِين بعَنفواَن وغُلَواء , أصَطدمَت بأحَدهم الذّي أرتبَك وحَثى يُريد أنّ يلُملُم ما سقَطت منُ من كُتاب , أحَالت نَظرها عَنهُ بإنَزعاج وتَابعت سَيرهَـا بخَطى واَثقة مُستقيمةَ نَحو هَدفَها .

رأتَ ألكسَندرة إلى أيِن تَلك الفَتاة الَمجنونةَ تذّهب صَرخت
:"ألِين أيّاك والتَهور ,, ألِين ,,يافتَاة؟"وَهرولتَ مُسرعة رواءَهَا .


هَنالك على طَاولَة جُود وبيَدور تَوقفَت بَعجَلة ..
أمَثَلت أمَامهُ , والذّي هُو بدَورهِ إبتسَم بسَخرية وأنَزَل فَنجَان قَهوتهُ وهُو يَحُول بنَظرهِ نَحو والَدهُ, كَتف يديه بإستَهزاءَ :"مَاذّا هُنالك أنَسَة ألِين!"
زمتَ شفتيهاَ بحَنقِ بَعد نبرةَ صُوتهّ التَي تجعلَ قلبهاَ يدُّق غضَباً وسَخطاً فَحاولُت السيطّرة على مشاعرهاَ الهَائَجة بَـإحكاَم قبضَت يَديهَا بإنَزعاج
قاَئلة بِنبرةَ هـَادئة :"أنتَ .. ما الذي تريده؟"
*أليسَ الأمُر واضحاً للَعيانَ ؟
أهـُّدافه واضحةَّ للكلّ
ابتسمَّ بخُبث وَ حركَّ أناُمله بيَن أوراقهَ يعبثُ بهاَ بينماَ قطبتَ ألِين حَاجبِيها و قدَ بدَى عليهاَ التوترَ
إنهـَا تخافهُ لأنّ غضَبه دائماً ما يَكون مُفاجئ غَير مُتَوقعَ و هـذا ليسَ سراً فَتصرفَاته معهاَ مـُّرعبة خطَّيرة وَ مخُيفةَّ كتلكَ المـَّرة التيَّ .. حركَّت رأسهاَ نفياً مُحاولة أنّ تنَسى أحُداث ذَلكَ اليُوم .

عندها تحدثّ جُود بنِبرةَ مُتلاعـَّبة :"ألِين حبَيبتيّ أنتَّ تعلميَن , لاَ يجَب عليَك الخَلطَ بيَن أسَتاذك الَجاَمعي وزوَجكِ فيَ البيَت !"

مَا هذّا الشُعور القَاتم الذّي أعتَلى قَلبها قَلقاً ,
حَاولت أنّ لا تلفتَ الانتُباه إليَهاَ، قالتَّ بنبرةَ حـّادةَ استغربَ كيف اكتسَبتهاَ :"حقاّ ؟"
صَمتت تتأمَل قَليلاً بَطريقة ضَائعَة مَا تفَعل , إبتسَمت لفكَرة جَالت على بَالها , تشَبتَ بفَنجَان القَهوة خَاصتهَ , رفَعته ونَظرت لهُ بسَخط وأمَالت الفَنجان حتَى تسَاقطَت قَطراتهُ عليه وَقالت بمُكر وخَوفَ مُصطنع :" أسفَة ,,أسـفة أستَاذ لمَ أقصَد ذّلك !"
أمّا جُود أصَابته الصَدمة للوَهلة الأولَى ثَم رفَع رأسهُ مُبتسمَاً :"لا علَيك يا أنسَة , أبتعَدي سأنظفهُ بنفسَي !"
رَمتَ قَطعةَ القُمَاش بفَظافَة بوَجهِ قائلاً :" حسناً تَولى أمرَك منَ هُنا !"

ودَارت مُبتَعدة عُنه وغَضَبها قَد تضَاعفَ لعشَر أمثَاله ولمَ يَهدأَ قَطَ ,, أخذّت بتأنيب نفسَها:"ماذّا فَعَلتي بحق السماء الان ألِين؟"

تنهدَ جُود و نـظرّ إلىَ والدهُ الذيَ يبتسمَ بسَخريةَ على أفَعاِلها، تـّلك الفتاةَ تبذلّ ما بوسعهاَ كيَّ تبدوُ بمظهرَ الشجـَاعة الذّي لا يُهاّبَ .
أمّا بيَدور بَعدما أبتَعدت أنفَجر ضَاحكاً , رفَع جُود رأسه بَغضب :"ليسَ أنتَ أيضاً " ثُم رأى قميصَه ببقَع القَهوة السّوداء تَغطيه هَمس :"ما بال النسَاء دائماً ما تنَزع قمُصاني المُفضلة !"
ثُم تَحولت نَظراتهُ القاَسية الغَاضبة لضَحكةَ أنيقَة خَبيثَة وكَأن خَطتهُ بَدأت بالنَجاحِ.


***


ألكسَندرة خَلف ألِين تصَرخ بتَأنيب :"هَل جُننتَي ؟ ماذأ فَعلتي يـا فَتاة ؟"
ألِين تُهذّي بضَعف :"ذّلك الغَبي يتَلاعب بمشَاعَري عَلانياً , وماَااذا حبيبَتي منّذ متّى ؟"
ألكَسنَدرة :"مأذا الذّي يَحدثُ بيَنَكم أنتَما الأثَنين !"
ألِين بَعَالم أخرَى تَماماً :" سأبذلَ قصَارى جَهدي لمنع ذلكَ من الحدُوث سَأستُعملَ أسوءَ السَبلُ وَ أخبثهاَ"
ألكَسندَرة دُونمّا أداَرك :"مـاّذا تفَهوتي ؟"
ألِين:"ألمَ تفَهمي أفَعالهُ , يتفَوه أمَام العَلن بكَلمات يَعلم أنّها ستَجرحنَي حتّى الصَميم, ولكنّ الان تأكدت مــاذا يُريد !"
ألكِسندرة :" أعَـلمَ منّذ زَمن بإهدافهِ ,فقَد كَنُتَ أتنصَت على مَكالماتَ والدَي معهُ ,بمَا أنّك أدَركتي الان , لا تسَامحهِ ولا تعفِو عنهُ , خُذي بإنتقَامكِ !"
ألِين الان ,,
تغيَرت مـَلامحهَا كلياَ إنَّها حـَازمة وصـَارمة تتعـَامل مع الموقفِ بمنُتهى الهدوءُ و التـخطيطَ تحدثتَ :" قد مُللت أموُره ,يأمُر ويرَفع يدهُ كعَلامة لوُجوب التنَفيذ ,ُسئمت مَلامح وجَهه المُكفّر الحَازمَ,أشُعر أننّي طائَراً ضَعيفاً وهناً قد كُسَرَت أجنهته ووضَع داخَل صُندوق خِشبي قِديم مُعتم وقَاتم كقَلبه تماماً "

تنَهدت بحنقِ واضَح :"فأنا لُست أناَ ,لم أعُد تلَك الفَتاة المُشاكسَة التي تضُحك وقتّما تشاء ,وكيفما تشاء ,لم أعَد أستطيع ان اخرج صوتَ أنفاسي بحضَرتهُ أوَ حتّى غيَابهِ,حركاتي أصَحبت تحت المراقبةطَوالَ الوقَت وعَلاوة على ذّلك"
صَمتَت وتَابعت وهَي مُسَيَطرة عَلى أنفَاسهَا المُتسَارعة الَدافئَة :"أتعَلمينَ ماذّا ألكسَندرة , هذّي المّرة هي لعَبتي , سأنتَهز نَقاط ضَعفهِ وأكسُر عنفَوانهُ وتكَبرهُ وعجَرفة أوتاره ُ الصَوتيَة تماماً !"
ألكسَندرةَ بشَك تّأم :"ألِين هلَّ فعلاً سَوف تفَعلين ؟ إنه جُود من نتحدثّ عنُه سيجدَ طريقةَّ للوصولّ إلىّ هـدّفه مَهما فَعلتي ,كمّا لا تنسَى أنّه يَعلم أكَبر نقَطة ضَعف تَملكينَها "بَهمس قَالت:" أنّه يَعلم بَحبكِ لهُ !"
ألِين لمَ تجُّبها ,تنهدت بَغير رضَى وهَمست:"لَيس بَعد الان !"
ألكسَندرة:"أنّا مُتأكدة أنّه سَيعود للمنَزل اليَوم , ألين مّاذا سَتفعلينَ ؟"
ألِينَ تَحاور نفسَها :"رغَم ذّكاءهُ ودَهاءهُ سأكَسر شَوكتهُ وغَرورهُ , ذّلك اللعينَ الغَبي , الأ يَوجد شَخض أخر على هذّا الكَون لأقع بَحبهِ بإستثناءهُ يالله َساعَدني"
هتفَت بَخفوتِ ووهَي تَحاول التَهرب :" ألكَسنَدرة , أُريَد المغُادرة , السَعة قَاربت على السادَسة !"


**********

نَعود للَحاضَر ..

كَانت أنَامل مَريم الرَقيقة على مقَبض البَاب خَارجاً , أرتَعشت عَينايهَا وأرهَفت السَمع لبَكاء وصَرخَات أحَدهَما , ألمَها قَلبها أنّها لم تَرها يومَاً تَعيسَة باَكية , أنّها هي التَي أعتَادت عَليها ببَهجتَها وشَقواتهَا ,سَمعتها الَيوم تُقاتَل أمَواج الحُزن الدَفين دَاخلَها , أستَشَاطت غَصباً صَريع , فَتحتَ البَاب بَعنفَون وغضَب وصَرخَت كَما لم تصَرخ منَ قَبل :" قَولي لي فقَط منَ أبَاكي , سأقَلع عَيناهِ وأسَحب دَماءهُ البشَري , مـــّن ذّا الذّي تَجَـــرأ على أحِزنَّ طَفلتنا المُدللةَ ؟"
ضّغنَت ألِين بَعينَاه النَجلاء بإنَكسَار وتَشتتَ نَظرتَها بالأرجاء , كَتَمت أنفَاسَها وصَرخات بُكاءَها,صَمتُ َ تامَ سَيطَر على حُنَجرتَها .
أقَتَربت مَريم بَعدما أغَلقت البَاب بعَنفٍ رَهيب ,أقتَربت أكثَر وهي تَلحظَ وجَهها الشَاحب المُصَفر لضَيقَها , تَربَعت بَجاَنبهَا بَحركَات حَانّية , شَددتّ القَبضَة على كَتفهِا الرَقيق , ورَكزتَ عيَناهَ بإهتَمامٍ وتصَميم :"ألِين مّاذا يَحدثُ هُنا ؟"
أشَاحتَ بَعينَايهَا وتقَطرتَ الَدُموع من جفَنيَها .
رفَعت مَريم وَجهَها وأعَاد السؤَال مَراراً , َحَيث أنّها حقاً لا تَرغب برؤَيتها بتّلك الحَالة البَائسَة تسَمع بَكاءهَا المُستَمر منّ عَودتهاَ , أعّادت مَريم بَهز ألِين قائلاً :"حَديثني الــــان !"
ألتَقت ألِين أنفَاسَها وَزمتَ شَفتَياهَا , لكنّ الَكلمات أبَت أنّ تَخرج دَفنتَ بَرأسهَا بصَدر مَريم وبَدأت أحُروَفها تَخَرج من بيَن شَهقاَتها :"ذّلك الحـ,,قَير ,, الغ,,بــ,,بي !"
رَفعَتهَا مَريم رأسَها :"منّ تقصَدين !" شَهقت :"هَل عَاد حقَاً!"
ألِين أشَاحَت بنظَريَها , هَتفت مَريَم :"ولمّا البَكاء ,ألُمّ تَكونيَن بَحاجة لهُ عَندما أبتَعد عَنك ؟"
ثُم ضَيقت عيَناهِا :"أنسَيت الَليالي التّي بكَيت فَيها للصَبــاح تُـردَنُه لجَانبكِ , وأنّك سَئَمتي نفَسك وكَرهتي بُعدهُ عنَكِ "
هَتفت بَصَوت خَافَت بَاكي , كَأنَها تَحاول ألأ يسَمع أحّد :"أصَمتَي حُباًبالله ,أشَعتِي الأمَر بَجميع القصَر "
تَكتَفت مَريَم بَعدم رضَا :"مـَاذا وهّل أنسَى كَتفي الذّي كُسَر وأنتِ تبكَين عَليهِ !"
أزّداد بَكاء ألِين وأخفّت مَحيَاهَا كَطفلِ َودَيع
شَعرت مَريم بالأسَف لأجَلهَا وضَمتَها إليَها.
تَحدثَ بنَرة هَادئّة :" أتَعلمين مّاذا يامَريم !"
هتَفت بَحنَانٍ :"مـاذا , تَحدثيّ؟"
:"لاَ أحّد مُطلقَاً يتألَم بتّلك اللعَبة السَخيفة سَواي , أنّا فقط منَ أمُوت حَيّة هُنا ,أنـَا قَد غّذبتَ نفَسي فقَط " خَرجَت شَهقاتَ بكَاءهاَ قسَراً عَنها وتَابعتَ :"ظَنَتُ أننّي أسَتَطع كَسرهُ بإبَعاده ونَفيهُ عنَ قلبَي , لكنّما قَلبي الذّي كُسَر لا غَيَر !"
مَريَم رفَعت رأسَها وَطبعَت قَبلَة عَليَها وهَتفت بَخفوَت :" أنتِ لمّ تسَمحي لهُ بفَرصة الأقتَراب أو التَودَد أبـداً"
ألِين بُصراخُ :"مأـاذا , على الدَوام كان يَكرُه رؤَيتي, يَهجرني لأشَهر وأيـاَم وأنّ عَاد يُعود في اللياَلي الَظلمَة , لا أرهُ ولا يَرني , لاَ يَحدثني ولا أحدثَهُ, الأ تفَهمين أنّه تَزوجَني لأجـَل المَحافَظة على مِيراثَه لأ غَير , دَون رحَمة , أنّه َحيوان بّري دَون مشَاعر !"
مَريَم :"ألِين وأنتِ كذّلك , تَزوجَتهِ لأجَل سَبب وَهوُ أنّ تُرضَى جَدكِ , أنَسيَتي ؟!"
ألِين صَمتَ تاَم , لا شَهقَات تَخرج بَعدهُا , أحَالت بنَظرهِ بنَحو مَريمَ وجَمرات حقَد قَد خَرجت :"أتَعلمين مـّاذا ؟ لقَــد"
صَمتّت . أنتّظرتَها مَريمَ أن تتَحدث لكنّ لا فـاَئدة ,,
مَريم :"مّاذا هُنالك ؟"
ألِين بغضَب لم تَعهدهُ مَريم :"أنّه لمَ يبقَى فَتاة ولمَ يقَابلهَا خارجاً !"
صَمتت وتَابعت بَهدوء غَريب :"حسناً لا يُهَم بعَد الان, لا أبالي فليَفعل مَا يُريد !"
مَريم :"ألِين , جُود ليَس من َمحبَي العَلاقَات العَاطفيَة المتُعددة ,صَدقيني "
نَطقت ألِين بإنَزعاج :" مَريم , هَل جَلستُ لَوحَدي قَليلاً!"
شَعرت بإحَباطَ وهَتفت بتفَهم :"حَسناً , كمَا تَرغبين !"

بَعد ثَوانٍ ,,
شَددتّ القَبضة على كتَفها بِمواسَة :"هَل أنتِ أفضَل الان !"
أَمَالتَ برأسَها بَهدوء و ثُم أنَسحبت مَريمَ بَهدوء سَامحةَ لهَا بمسَاحَتها الخَاصةَ .
نطَقتَ ألِين فَور خَروجهَا بإبتسَامة لاذّعة :"نَعم أنأ بَخير كُل مافيَ الأمر أننّي أموتَ قليَلاً "


***

× الـصَـالَة ~القصَر×


كـَانت الَعاَئلة تَجلسَ بَطريَقة وَديعَة للَغاية .
أرتجفَت مَها لصُراخ مَريَم السَعَيدة بُوجَود أحَدهمُ بَعد طُول هذّا الغَياب .
هَرولَت دَافَنة نفسَها بيَن أضَلاعُه قاَئلاً :"ألستُ مَريمتَك الخَاصة , هـاا "
أبتَعدت بَزعل وقَالت :"لمّا لم تَحدثي طَوال تَلك المّدة , لقَد نَسيتُ وجَهكَ يا أحمقَ !"
حَركَ رأسَها وبَعثر شَعرها بطَريقةَ عشَوائيَة
صَرخت :"هــاا أنتَ , هَل علي الأعَادة مَراراً , أننّي أكُبر مُك سناً , كَيف لكَ أنّ تَعاملني كَطفلكَ ! هــاا , أمّ لأنكَ فقَط أطَول منَي ببَعض السَنتمَيرات!"
لمّ يسَطع يُوسَف كبَح َجماح سَخرتيهُ هتَف ضَاحكاً :" فقَط بَعض سنتميراتَ , ههههــ , ألأ تَرين نفَسك لا تتَعادين خَاصَرتهُ !"
صَرخت مَريم بإنَزعَاج :"مــهــَا أنَظـري لذّلك الغَبيّ!"
رَفعَ أحَد حَاجيبهِ بسَخَرية وتَحّدي:"هَل تّم شتَمي الأن أم مّاذا ؟"
هَتَفت بسَخرَية :"أنّه أصــَم أيـضاً , ياللهي!"
فّز لفَورةَ غضَبهِ وصَرخ :"تَعالى هُنا أيتَها الوقَحة, سأُريَك "
مَريم التَي بدَورها أخَتبئَت َخلف جُود الذّي أخذّ ضَاحكاً عَلى أخُت جَدتهُ الصُغرى .
صَرخَ عمّار بضَيق :" يكَفى , هَـل أنتَم بروُضة أطَفال ؟"
هَدئ يُوسف أحتَرامِاَ لعمّار وصَمتَ الَجميع خَوفاً من إمَاراته الغاَضية حَقاً الانَ .
أخّذ يُوسف يَتوعد لمَريم عَن بُعد بتَخويف . وجُود يُراقب وشبَه أبتسَامة تُغطي ثُغرهُ .


صَرخ عمّار الذّي تَحدث بَعض صَمت دَام طَويلاً :"مَا سَبب غَيابَك المُطول سَيد جُود !"
أختَفت الأبتسَامة عن ثَغرهِ بضَيق وتأففَ بصَرامَة.
أثَار غضَب عمّار :" أيّاك والتواقحَ جُود !"
جُود لاردَّ فقَط يتَأملَ جَدهُ بثَقة وكَأن شيئاً لم يَكن.
هَمست عَمّر بضَيق :"مـّاذا أفَعل مَع ذّلك الفتَى الوقَح ؟"
سَمعت مَها كَلَماتهُ وشَددت قَبضَتها على يدَهِ وأخذّت بنَظرات رجَاء وطَلب أنَّ لا يزَعجُه فَلقد رأهُ بَعد أمدِ طَويَل . تَنفسَ عمّار الصَعداء يَحاول السَيطرة على ذّاتهِ .
نَطقت مَها بتَصريف :"مَاريا أرجُوكِ ,هَل حَضَرتي مَائدة الطَعام !"
مَاريا :"بالطَبع " وهَبت مُسرعة لتَحضيرها بنشَاط لَاجتَماع العائلةَ مّرة أخُرى .


دَارت عيناَي مَها بالصَالة نَاطقَة :"أيَن ألِين ,الأ تعَلم بقَدومهِ !"
مَريمَ بتَلعثَم :"أنّها جَاءت مُهلكَة للغاَية من الَجامعَة , ويبَدو أنّها مَريضَة لذّلك فَضلت أبقاها ناَئَمة!"
جُود وكأنهَ يَعلم سبب تَهربَها وشَعر أنّ مرَيم تَعلم كذّلك , أشَار بيدهِ لجدتهِ بمعَنى لا بأسَ .
دَار حَديث بيَن يُوسف وجُود عن الأعَمال , ثم تحَول الَحديث لعَمار معَ يوِسف تَوجهت مهَا للمُساعدة في مائدة الطَعام . أنتَهزتَ مَريم الفَرصة وتقَربت لَجُود ولكذّتهُ بَعنف ,
وهمَست بَخفوتِ :"مَاذا فَعلت بالفتَاة !"
أحَال جُود نَظرهُ لَجدهُ ويَوسف المنُهَكين بالَحديثِ وألتفَتى أليَها هَامس :"مـّاذا تقَصدين ؟"
بنصَف عَين مَريم هَمست :"أيّاك وَجعَلها تبَكي مُجدداً ".
فَّز جُود بتَهرب ولكَنّما جَدهُ تَنبهَ لهُ هَتف قائلاً :"أينَ تَدلف مُتَهرب !"
ألتفَتى جَوُد وهُو يَحكُ رأسَهُ بإرتبَاك وَحيرة هَمس بتَعلثم :"لـد ,, لـدي بَعض الأعَمال في المَكتب!"
عمّار بشّك :" قَلت ليَ أعَمال ؟ هــااا ,, حسناً أذّهب لأعَمالكَ بالأعَلى !"
ضَحكتَ مَريم بصَخب لانّها فَهمت مَغزي كلَمات عمّار
رمَقها جُود بنَظرات قَاسيَة وأنسَحب بَهدوءُ , قاَئلاَ :" أعتذّر لَجدتي لَعشاء اليَوم ".

****


×عَند بَيدَور وألكَنسدرة×


لَم تتَرك أبَـاَها مُطلقاً , طَوال اليَوم , تَزحف أليَه من مَكان لأخر تَحاَول أستجَوابهُ , لكّن لا فَائدة .
عَلى أريَكة الشَرفة الرئَيسةَ جَلستَ لجَانب والدَها الذّي يَحتسَي قَهوتهُ المُفضلة ويَتابعَ الأخبَار بإهتَمام شَديد .
لكذّتهُ ألكسَندرةَ لِتنبه لَها :"أبّي , , أبّي !"
هَمستَ بيَدور :"مممم , نَعم ؟"
ألكسَندرة :"مّاذا الذّي تَخطط لهُ أنت وذّلك الشَخض ؟"
بَيدور :" منّ ذّلك الشخص ؟ تقصَدين أخيَك " وشَدد على أخَر كلَماتهُ .
ألكسَندرة :"بَجميع الأحَوال , مّاذا تَخططان ؟"
ضَحك بيَدور بضَخب :" أهّكذا تسَتَجَوبين أحداً مَا , يَالا حَماقتَكِ , أظّن أنّ شركاتَي التّي عَانيت بَهُا ستضَيع هبَاءاً .." صَمت وهُو يتأمَل غَضَبها وتَابع قَاصداً أثَارت غضَبها :" لذّلك أفضَل عنَد مَوتي أنّ أرثَها جَميَعها لذّلك الشَخص " وغَمَز لَها .
هُنا هَبت صَارَخة :"إليَك وفَعل ذّلك سأقتَله قَبل أنّ يَحظى بنصَيبي !"
تأففَت :" ألاَ يَكفهِ مال ذّلك الجشع, يمَلك شِركاتهُ الخاَصة أضافَة لجدُه ونصَيب أمهُ كذّلك ,ولا ننسَى أملاكَ زَوجتَهُ والان مـاذا يأخذّ نصَيبي أيضَاً! أنّه مُحاط بالأغنيَاء لاحَاجة لهُ للَمال ,, سأقطعَهُ لأشَلاء أن فَعل!"
بيَدور :" ياللهي , هـَل تَعدين لأخيَك كمَ يمَلك ؟ يالكِ من حقَودة حسَودة ؟"
ألكسَندرة بَزعَل :" أيرضّيك أن أتشَرد , هــاا ؟"
بَيدور :"ومَن قَال أنّه سَوف يُشَردكِ !"
ألكسَندرة كالأطَفال :"أنّا مُتأكدة أنّه سيَفعل , لأننّي لا أعَاملهُ بَطيب !"
بيَدور وهُو يتَابَع تَقليب القَنوات :" لا أعَلم تدَبري أمركِ معهُ , لقَد تّم الأمر وأتفقَتُ معهُ , أنّه سَيتولى جَميع الأمُور "
ألكسَندرة بصَدمة وخَوف :" مَاذا ! أتمُازحنيَ ! لااا"
هَرولتَ مُسَرعة لـ غَرفَتَها .
أرَتسمَت أبتسَاَمة على ثّغر بيَدور وهَمس :"لسَت بَهين جُود , خطتَك تصَير على أتّم وجهَ"

أمّا ألكَسندرة وصَلت الغرفَة ورفَعت سَماعة الهَاتف تَحاول الوُصول لـ ألِين لَكنها تفَاجئت بإنقَطاع خَط الأتَصال بإستَمرار , أرتَمت على سَريرَها بضيَق وهي َتَحاول حلّ تَلك المُشكلة التي يبُدو والدهَا جَاَّد فيَها


****

×عَند زَينب×


تَمَددتَ برَاحة بَغرَفتَها البَسيَطة في القصَر وهَي تَطبع رسَائلَ نَصّية مُتتابعَة .
زَينب :"هـا أينَ أنتِ ,لما لا تُجيب على مُكالمَاتي ؟"
كيفَن والنَوم والأرهاق يأكلهٌ أكَل :"نَعم زَينب , مّاذا هُنالك ؟"
زَينب :"تَخرَجي الأسَبوعُ القَادم !"
كيفن :"...."
زَينب بإنَزَعاج :"هــا أنت لم تُرسَل رسَالة فَارغة؟"
كيَفن :"هَل تَحدثنا غداً , حقَاً أنا مُرهق الان!"
زَينب :" أنتّ ستأَتي لَخطَبتي بَعد تَخرجي !
لا تتَهرب لَن أدَعك تفَعل ذّلك !"
كيَفن :" حسناً , حسنَاً , زَينب غداً نتَحدث !"
صَرخت :"ذّلك الَحقير " ,,
أرسَلت :"سأجَعلك تنّددم غداً , أسُتاذّ غَبي !"
أبتسَم كيفَن وأغَلاق الَهاتف َتاَركاً المَجال لنَومهِ بَعد أجتَماع المعلمين المُطول .
أنتَظرت أجَابتة لَكنّ لم يُجب .
سَمعت صَرخات أخَيها خَلف البَاب
أرتجَفت يدَيها وقذّفت الَهاتف فيَ اخَر الغَرفة خَوفاً ورعباً وتَعلثمت :"نـ ,,ن ,,نــعم , أخَي !"
:"تَعاليِ هُنا , أيَن قَميصي ؟"
تنفسَت الصُعداء بإرتياح وخَرجتَ لهُ .


***

ملكة الجوري
02-11-2020, 12:02 AM
سلمت الايادي لـ إختيارك الراقي
أعطر التّحايا وأطيب المنى وكلّ الاحترام
https://images.baaz.com/cb80/c433/67ac/36f6/original/4b0242bbedb3576a82ce9b7c832c3a636fd8ca22b350ca024c aaf0e7e267a9b2.gif?v=9085a0657187911158ec900b9158a 929

مجنون قصايد
02-11-2020, 01:58 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

البرنسيسه فاتنة
02-11-2020, 01:56 PM
راقني انتقائك الماسي
تسلم يمينك
ودام عطائك العذب
پآقة ورد
http://www.hamsatq.com/vb/images/fac/14.gifhttp://www.hamsatq.com/vb/images/fac/14.gif

جنــــون
02-15-2020, 10:23 PM
يسلمو ع المرور

100

نجم الجدي
02-15-2020, 10:58 PM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

جنــــون
02-15-2020, 11:42 PM
يسلمو ع المرور

إرتواء نبض
02-16-2020, 04:15 AM
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

جنــــون
02-16-2020, 12:42 PM
يسلمو ع المرور

ضامية الشوق
02-28-2020, 04:12 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

عـــودالليل
02-29-2020, 03:29 AM
من متابعيك وسآكون كذلك باذن الله
قد لا أوفيك حقك بالرد
فأتمنى قبوله


يعطيك العافيه

دووم هالتميز ماشاء الله عليك
ربي يحفظك

الغنــــــد
03-05-2020, 10:07 AM
سلمت الأنااامل

طرح رائع

يعطيك العاااافيه

جنــــون
03-11-2020, 06:53 AM
يسلمو ع المرور