جنــــون
02-01-2020, 11:06 PM
جَهز البَارت الَجدَيد ..
أتمنَى أنّ ينَال أعجابكم ..
البارت الثالث والعشرون 23
-
*عنَدما دقَقت النَظر في وجِهك وجدُت أنّ ابتَسامُتك كانَت حزَينة و قَلبك كان يُستقبل الُحَزن كل يومٍ..
وأَنا التي كنتَ دائَماً ألوُمَك على أخَطاء لم تفَعلهَا أو بالأحرَى خَارجةَ عن أرادَتكُ..
عنَدها أُدُركتَ فَقط كم أنا حَمقَاء عنَدما تَركت بِذلك الجحيمَ ولم أَخُذك معي إلى نعيمِي عَندما تركتَ مُعلق هكذا بيَن شَتات نفَسكَ..
عندها تمَنيتَ أنَّ تكونُ حقُيقتَي حلماً وحلمي حَقيقهُ*
×××××××
دَلَف جُوَد القَصَر بإمتَغاصَ ورَجفَّة . تَوجهَ أقَصى يَميَن الطَابَق الأول قَاصَداً الرَدهة الرئيَسة . تَّرات لَهُ الَخَادمَات بَرداهَنَّ الأسَود تَعجب لّذلك .
مَاريَا بإبتَهاج يٌخَالجَهُ الصَدمة :"سَيدي , جَدك بالَردهة الرئيَسة!" ثَم أخّذت هَاربةَ تَحت نَظراتهِ القَاسَية.
جُود أمَاله عُنقهُ نَحوها :"هَل جَاءت ألِين خلاَل الأشَهر المَاضيَة الى القَصَر !"
مَاريا بَصدمَة وتَلعثمَ :" ألمّ تكنَ معَك , سيَدي !"
تَابَع جُوَد سَيرهُ والأسئَلة تَعصفَ دَاخلهِ :"أيَن كُنت ألِين خَلال تَلك المُّدة !"
عَلى مَشارف الصَالة تَنفسَ جُود الصُعَداء . دَلف بَهدوء وبَرودَة جَليَدية .
أرتَعَشت سَاقيَه عَندما أجَال بنَظريهِ بالصَالة .
نَهض بيَدور أولَهم صَرخَ قائلاً :"جُود "
جُود صَمت تَام , عَقله بالهَاوية لا بلَ الدّرك الأسَفل من هذّي الدُنيا .
فَزّت عمّار مُحاولاً الأحَالة بينهَ وبين أبنهَ , هَرول مُسرعاً نَحو جُود , ضَمهُ بقّوة :"أينّ كُنت يافتَى ؟"
جُود صَمت تَام أبّعد جَدهُ بصَلاَبَة ونَطقى بـفَظَاظَة:"مّاذا يَحدثُ هُنا ؟"
نَسرين رفَعت صَوتهَا ولَكن نَظرات جُود القَاسيَة منَعتها من التفَوهُ مُطلقاً , شَعرت مَها بإسَتياء الأمُور نَطقتَ :" السَيد حقَّي لقَد تَوفي وأنتَقل الى رَحمِة ربَهِ!"
كَرم شَعر بوَهن ألِين , لكَّذَ ألِيف لكّي تتنبه الى فتَاتهَا , فّزت ألِيف نحو ألين وضَمتها الى صَدرها هَمساً :"لابأسَ , لابأَس !"
أجَال جُود ببَصرهِ بَاحثَاً عَن مَصدر صَوت شَهقَاتَها , شَعر بكَهرَباء عَند رؤَيتَها جَسدها أصبَح هَزيل وضَعيف خلال تَلك الشهور وشَحوبُ جسَدها واَضحَ , تَخطى الصَالة مُتجَاهل الَجميع , أمتَثل أمَامَها , تأمَلها للَحظَات ولاَ يَعلم ماّاذا عليِه فَعلهِ ,
كَعادتّه الَخشَنة و الفَظَّ سَحَب يَدَها جَارها وراءهُ , خَارجاً بَها من الصَالة تَحت تأَثير الجَميعَ , الذّين امتَثلوا صَامتينَ .
***
أستَيَقظت ألِين لأحدِ يَقَوم بَسَحبَها وراءهُ فيَ مُنتَصف الدَرجّ اللولَبي ,
صَرخَت :" أبتَعد عنّي " وأخذّت بمَحاولة الفَرار من قَبضتهَ , لكنّ قَبِضبتهُ كانتَ بالفعَل مُحكمَة ,
شَعر بصَعوبِة سَحبهَا الان , ألتفتى إلِيها مُنتَهد ,
ألِين بنَظرات نَاريَة حَاقدة :"أيّاَك والأقتَراب !"
أقتَرب منَها , شَعرت بَوهن مُضاَعف ,تَخللت يديهِ خصَرها رافَعاً لهَا لتصَبح بيَن ذراعيه ,
أنتَهزتَ الفَرصَة وأخذّت بالبكَاء , ومعَ كُل ضَربة تَوجهُا الى صَدرهِ العَريضة تفَرغ كَمية ضيَق أقَتحن جَسدهَا منُذ أخر لقَاء.
وَصَل الجَناح الغّربي وقَصد بِشَكل خَاص المَكتب .
تَأمل تَلك التّي تبَكي بَحرقةَ بين ذّراعَيه وضعها برأفَة على الأريكَة .
:" لكَ ما تأمرينَ ! أفعَلي ما يُريَح قَلبكِ !"
ألِين لا تفَهم ماَ يَقَول , أحَالتَ بنَظريهِ نحَوهِ بأستفَسار؟
تنَهد جُود تَقرب منَها ,, ركَع على رَكبتَه ,رفَع عَقارب شَعَرها , طَبع قَبلة على جَبينَها , هَمس بَخفوت يَكاد لايُسمع :" أنَا حقَاً أسفَ ".
حَبَست دُمَوعَها , تَوقفت شَهاقَتها , وأحَالت بنَظريهَ كَطفلةَ ودَيعة بَعيناها النَجلاء قائَلة:"لمّ أنتَ بَهذا السَوء؟ لمّ تَكرهني ؟ هَل أذيتكُ يوماً "
صَمت جُود لا يُقوى على الأجَابة , أعّاد كَلامتهِ :"لك ما تأمرين , تُريدين الصُراخ , الضَرب , التكَسير مُثَلما فَعلت بكِ" أشاَر " بَهذا الغَرفة , فلـتفعلي والان !"
قطبّ جُود حاجبَيه مُستغرباّ أكثرّ منَّ ردّة فعلّ ألِين الهَادئة .
ألِين زَفّرت بَضيَق :" فقَط أريَد الأنفصَال "
جُود بَضيق :" هذّا لنَ يَحصل قَط ؟"
ألِين :"هَل تُريدني رَهينَة حَبيَسة لديَك ؟"
جُود بنّبرة جّادة :" أطَلبِي من تُريدين , أعّدك سيُنفذ ذّلك,,
لكنَ بأستثَاء أمَر الأنفصَال ؟"
ألِين لمَ تستَطع السَيطرة على أعصَابَها :"أذأ لا أرُيد رؤيَتك مُطلقاً حتّى ممَاتيِ !"
جُود بنَظرات جَامدة واثَقة :" لكَ ما طَلبتَي !"
نَهضَ جُود وضَعاً أنَاملهُ برجَفة على بَاب المَكتب ,..لــكـــنّ
أستَدر عائّداً لهَا , رأهَا تَخفي مَحياها بَوساَدة وتَبكي .
:"أزِيلي تَلك الُوسادةَ !"
لاردَّ صَدر منَها ..:"أزِيليها الان " قَام بسَحبها منّ بين يديهِ , ثَم رَفعَ جَسدها ودفَنها بيَن أضلاعِه مُربت على رأسَها ,
:"هَل حقاً لن أراكِ بَعد الان ! يالا قَسوتكِ أتبَعديني عنَك بتلك الطَريقة"
ألِين لمَ تَقم بدَفعهِ أو رفضَه كَما تفعل عادةً , بلْ على العَكس تَمامَاً , غَاست بينَ اضَلاعهِ وحَاوطتهَ بقّوة.
جُود:"أعَلم أننّي أّذّيتكَ بمَا يكَفي , ربَما حَلنَا الأفضَل الأبتَعاد ؟!"
ألِين رأفعت مَحياها وتبَادل كُل مَنهم النّظرات..قاَئلةَ :"أذّا لمّا لا تُريد أطَلاق سَراحي "
قَرب رأسَها , طَبع قَبلة عَلي جَبيَنها , أعَاد تأملهُ بهَا :"الَمَّ تفَهمي بَعد !"
ألِين صَمت تّام ,طأطأت رأسَها بتَفكير,,, لحظَات حتّى قاَلت :" لاَ , لا أفَهم بَعد".
أبَعادهَا عنُه بتَنهيَدة :" لأننّي أؤمنَ أنّك ستَكونين في يَومِ ما..."صَمت :" أمُّ لأطفَالي !"
ألِين جَمَدت أفَكارها وحَركاتَها مُطولاً ,
أحَالت نَظرها بالغَرفة باحثاً عنهُ لكنهَ لم تَجد منُه سوى رأئحة عطَرهُ النفَاذّة.
***
غَادر الَجميع أدَراجهَم بمَا فيَهم صَديقات ألِين .
ألِيف عَادت الى تَركيا لأمور مُستعَجلة .
كَرم لقَد رَجع القصَر الذّي طُرد منهُ منذ زَمن , تنَهد عند رؤيه سَكرتير والدهُ :"سَيدي , وصَية والدك , أنّ تتدَبرأنتّ بنفَسك أُمُوار الشَركات لحَين بُلوغ الأنَسة ألِين عَمر الخَامسة والعشرين ".
لمّ يَبقى بالَردَهة سَوى مَها وعمَار وبيَدور ونَسرين , بَعدما أعلن يَوسُف وَمريم أنسَابحَهم .
بيَدور بَغروَر :" لا تّظن مُطلقاً أننّي سَامحكُ "
عمَّار :" أيّاك والتواٌقح بمَنزلي !"
بَيدور وقَد تَلفت أعصَابهَ ونَهض لفُورةَ غَضَبهِ :" أنتَّ مُخادع حَقير , لقَد أحَالت بيَني وبين أبني لسَنوات ! ومّاذا بعَد كُل هذا الٍسَنوات أعُود لأجده قَد حُفر بقَلبه كُرهي والحقَد علي ! مـــاذا فَـــعَــلت بأبنــي !"
نَسرين نَهضت مُساَندة لـ بَيدور :" نَعم , لمَّا طَفلنا يَكرهنا هّكذا , مَاذا فَعلت لهُ ؟"
عمّار :" ولكنّك أنتِ من تَركتيهِ لـي هَاربةَ !"
طـأطـأت رأسَها بـخُذلان , حَاوط بَيدور كتِفهَ مُوساً لها :"لقَد فَعلت ذلك , لأنك أنتّ مَن بَدأ بَهذا , لقَد مَزقتة علاَقتنا , أبَعدها وطفلي عنّي , ثَم طَردتها لتَجوب الشَوراع !"
نَسرين خَانتَها دُموَعها :" هَل كُنت تَظن أنّه بمَحض أرادتّي هَل كُنت تَريد أنَ يحَيى أبني مُشرَداً لا لا لمَ أقَبل بذّلك قط !؟ "
عمَّار يُكاَبر :" أنتَ التَي عَصَيتي وأخَلفتي بَوعدوي !"
مَها هَبت تضَم فَتاتَها :"يكفَى يَا عمَّار , أصَبح ذلك ماضٍ !"
بيَدور بضِيق :" لا ليَس ماضٍ , أبن بيدَور الـ..,,, قَد عانى طَويلاً من ذلك !"
عمَّار :" جُود لا يَعترَف بَوجدكَ الان ,لا تُرهق نَفسكَ , قَد بنَى مُستَقبلهُ بمَكان اخر تَماماً !"
صَمت قائلاً :"كَما أنّه لمَ يُعاني قط !"
:" عَلى العَكس تَمامَاً !"
تَحَولت النَظرات لّذلك الشَاب الذّي أمَال بَجذعه على باَب الرَدهة ,
دَلفَ بَهدوء ,أحَال نَظراتهُ بيَن جده وجَدته , ألتفتى الى والدهُ ووالدتهُ .
بَيدور حَاول النطَق :" نُحتَاج إلى التَحدث!"
رافَع يدهُ أمراً :"لاحَاجة لذلك ,, لقَد سَمعت بمُاا يكفي "
صَمتَ مُطولاً
ثَم نَطق :" لاحاجة للتّحدث ,,أبي,, أمي !"
تَوقَفت شَهقات نَسرين لمَا تسَمع وَهرول بَيدور حَاضن أبنهُ قائلاً بتَانيب لهٌ :"يالك من فَتى لـَئيم أهّكذا تَفعل بوالديك !" رَبت على ظَهرهِ كما يُربت الرجَال بُقوة وحَميمَة .
دَلفت نَسرين ببَطئ وخَوف أحَال جُود نَظريهَ نَحوها فَتح ذّراعيه قائلاً :" هَل لي بَحضنكَ بَعد تَلك السَنوات !"
دَفنت نَسرين نَفسها بقَلبها المُرهفة بين أضلاعهُ , ثَم أخذّت بتَقبيل وجنَتين والدهَا بَحب وعَطف .
وجَه نَظراتهَ نَحو جَدهُ قائلاً :" لنّ أغَفر لكَ مُطلقاً ما فَعلت بَي "
صَمتّ..
:"لكنّك ربَيتني الأ أعضّ اليَد التي مُدت ألي بأشّد حالات ضَعفي "
دَلف أليه عمَار باكياً وضمهُ بقَوة .
أنقَضى ذّلك اليَوم بِسوءهِ وخَيرهِ لدَي جُود,, الذّي تَوجه مُباَشراً مُبتعَد عنَ ذللك القَصر مُنفذاً وعدهُ لـ أمَراتهِ .
***
لمّ تَقف عَلاقة جُود بوالدهُ و والدتهُ هُنا .
أرادة كًل من نَسرين و بَيدور أنّ يُعوضوا أبنَهم الَوحيد مَا فقَد .
كَانت نَسرين تَعيش بَـ لنَدن فمَا كان لها حاَئلاً زِيارة أبنَها بأستَمرار
أمّا بيَدور فكانت بقَطع المسَافات مراراً بالشهَر ليلتقى بفّلذة كبدهِ .
وهَاهُنا تَنتهي أَحداث السَنة والنَصف التّي مَرت كدّهر وجَحيم أبَدي لدَي ألِين .
أنتّهى ~
أتمنَى أنّ ينَال أعجابكم ..
البارت الثالث والعشرون 23
-
*عنَدما دقَقت النَظر في وجِهك وجدُت أنّ ابتَسامُتك كانَت حزَينة و قَلبك كان يُستقبل الُحَزن كل يومٍ..
وأَنا التي كنتَ دائَماً ألوُمَك على أخَطاء لم تفَعلهَا أو بالأحرَى خَارجةَ عن أرادَتكُ..
عنَدها أُدُركتَ فَقط كم أنا حَمقَاء عنَدما تَركت بِذلك الجحيمَ ولم أَخُذك معي إلى نعيمِي عَندما تركتَ مُعلق هكذا بيَن شَتات نفَسكَ..
عندها تمَنيتَ أنَّ تكونُ حقُيقتَي حلماً وحلمي حَقيقهُ*
×××××××
دَلَف جُوَد القَصَر بإمتَغاصَ ورَجفَّة . تَوجهَ أقَصى يَميَن الطَابَق الأول قَاصَداً الرَدهة الرئيَسة . تَّرات لَهُ الَخَادمَات بَرداهَنَّ الأسَود تَعجب لّذلك .
مَاريَا بإبتَهاج يٌخَالجَهُ الصَدمة :"سَيدي , جَدك بالَردهة الرئيَسة!" ثَم أخّذت هَاربةَ تَحت نَظراتهِ القَاسَية.
جُود أمَاله عُنقهُ نَحوها :"هَل جَاءت ألِين خلاَل الأشَهر المَاضيَة الى القَصَر !"
مَاريا بَصدمَة وتَلعثمَ :" ألمّ تكنَ معَك , سيَدي !"
تَابَع جُوَد سَيرهُ والأسئَلة تَعصفَ دَاخلهِ :"أيَن كُنت ألِين خَلال تَلك المُّدة !"
عَلى مَشارف الصَالة تَنفسَ جُود الصُعَداء . دَلف بَهدوء وبَرودَة جَليَدية .
أرتَعَشت سَاقيَه عَندما أجَال بنَظريهِ بالصَالة .
نَهض بيَدور أولَهم صَرخَ قائلاً :"جُود "
جُود صَمت تَام , عَقله بالهَاوية لا بلَ الدّرك الأسَفل من هذّي الدُنيا .
فَزّت عمّار مُحاولاً الأحَالة بينهَ وبين أبنهَ , هَرول مُسرعاً نَحو جُود , ضَمهُ بقّوة :"أينّ كُنت يافتَى ؟"
جُود صَمت تَام أبّعد جَدهُ بصَلاَبَة ونَطقى بـفَظَاظَة:"مّاذا يَحدثُ هُنا ؟"
نَسرين رفَعت صَوتهَا ولَكن نَظرات جُود القَاسيَة منَعتها من التفَوهُ مُطلقاً , شَعرت مَها بإسَتياء الأمُور نَطقتَ :" السَيد حقَّي لقَد تَوفي وأنتَقل الى رَحمِة ربَهِ!"
كَرم شَعر بوَهن ألِين , لكَّذَ ألِيف لكّي تتنبه الى فتَاتهَا , فّزت ألِيف نحو ألين وضَمتها الى صَدرها هَمساً :"لابأسَ , لابأَس !"
أجَال جُود ببَصرهِ بَاحثَاً عَن مَصدر صَوت شَهقَاتَها , شَعر بكَهرَباء عَند رؤَيتَها جَسدها أصبَح هَزيل وضَعيف خلال تَلك الشهور وشَحوبُ جسَدها واَضحَ , تَخطى الصَالة مُتجَاهل الَجميع , أمتَثل أمَامَها , تأمَلها للَحظَات ولاَ يَعلم ماّاذا عليِه فَعلهِ ,
كَعادتّه الَخشَنة و الفَظَّ سَحَب يَدَها جَارها وراءهُ , خَارجاً بَها من الصَالة تَحت تأَثير الجَميعَ , الذّين امتَثلوا صَامتينَ .
***
أستَيَقظت ألِين لأحدِ يَقَوم بَسَحبَها وراءهُ فيَ مُنتَصف الدَرجّ اللولَبي ,
صَرخَت :" أبتَعد عنّي " وأخذّت بمَحاولة الفَرار من قَبضتهَ , لكنّ قَبِضبتهُ كانتَ بالفعَل مُحكمَة ,
شَعر بصَعوبِة سَحبهَا الان , ألتفتى إلِيها مُنتَهد ,
ألِين بنَظرات نَاريَة حَاقدة :"أيّاَك والأقتَراب !"
أقتَرب منَها , شَعرت بَوهن مُضاَعف ,تَخللت يديهِ خصَرها رافَعاً لهَا لتصَبح بيَن ذراعيه ,
أنتَهزتَ الفَرصَة وأخذّت بالبكَاء , ومعَ كُل ضَربة تَوجهُا الى صَدرهِ العَريضة تفَرغ كَمية ضيَق أقَتحن جَسدهَا منُذ أخر لقَاء.
وَصَل الجَناح الغّربي وقَصد بِشَكل خَاص المَكتب .
تَأمل تَلك التّي تبَكي بَحرقةَ بين ذّراعَيه وضعها برأفَة على الأريكَة .
:" لكَ ما تأمرينَ ! أفعَلي ما يُريَح قَلبكِ !"
ألِين لا تفَهم ماَ يَقَول , أحَالتَ بنَظريهِ نحَوهِ بأستفَسار؟
تنَهد جُود تَقرب منَها ,, ركَع على رَكبتَه ,رفَع عَقارب شَعَرها , طَبع قَبلة على جَبينَها , هَمس بَخفوت يَكاد لايُسمع :" أنَا حقَاً أسفَ ".
حَبَست دُمَوعَها , تَوقفت شَهاقَتها , وأحَالت بنَظريهَ كَطفلةَ ودَيعة بَعيناها النَجلاء قائَلة:"لمّ أنتَ بَهذا السَوء؟ لمّ تَكرهني ؟ هَل أذيتكُ يوماً "
صَمت جُود لا يُقوى على الأجَابة , أعّاد كَلامتهِ :"لك ما تأمرين , تُريدين الصُراخ , الضَرب , التكَسير مُثَلما فَعلت بكِ" أشاَر " بَهذا الغَرفة , فلـتفعلي والان !"
قطبّ جُود حاجبَيه مُستغرباّ أكثرّ منَّ ردّة فعلّ ألِين الهَادئة .
ألِين زَفّرت بَضيَق :" فقَط أريَد الأنفصَال "
جُود بَضيق :" هذّا لنَ يَحصل قَط ؟"
ألِين :"هَل تُريدني رَهينَة حَبيَسة لديَك ؟"
جُود بنّبرة جّادة :" أطَلبِي من تُريدين , أعّدك سيُنفذ ذّلك,,
لكنَ بأستثَاء أمَر الأنفصَال ؟"
ألِين لمَ تستَطع السَيطرة على أعصَابَها :"أذأ لا أرُيد رؤيَتك مُطلقاً حتّى ممَاتيِ !"
جُود بنَظرات جَامدة واثَقة :" لكَ ما طَلبتَي !"
نَهضَ جُود وضَعاً أنَاملهُ برجَفة على بَاب المَكتب ,..لــكـــنّ
أستَدر عائّداً لهَا , رأهَا تَخفي مَحياها بَوساَدة وتَبكي .
:"أزِيلي تَلك الُوسادةَ !"
لاردَّ صَدر منَها ..:"أزِيليها الان " قَام بسَحبها منّ بين يديهِ , ثَم رَفعَ جَسدها ودفَنها بيَن أضلاعِه مُربت على رأسَها ,
:"هَل حقاً لن أراكِ بَعد الان ! يالا قَسوتكِ أتبَعديني عنَك بتلك الطَريقة"
ألِين لمَ تَقم بدَفعهِ أو رفضَه كَما تفعل عادةً , بلْ على العَكس تَمامَاً , غَاست بينَ اضَلاعهِ وحَاوطتهَ بقّوة.
جُود:"أعَلم أننّي أّذّيتكَ بمَا يكَفي , ربَما حَلنَا الأفضَل الأبتَعاد ؟!"
ألِين رأفعت مَحياها وتبَادل كُل مَنهم النّظرات..قاَئلةَ :"أذّا لمّا لا تُريد أطَلاق سَراحي "
قَرب رأسَها , طَبع قَبلة عَلي جَبيَنها , أعَاد تأملهُ بهَا :"الَمَّ تفَهمي بَعد !"
ألِين صَمت تّام ,طأطأت رأسَها بتَفكير,,, لحظَات حتّى قاَلت :" لاَ , لا أفَهم بَعد".
أبَعادهَا عنُه بتَنهيَدة :" لأننّي أؤمنَ أنّك ستَكونين في يَومِ ما..."صَمت :" أمُّ لأطفَالي !"
ألِين جَمَدت أفَكارها وحَركاتَها مُطولاً ,
أحَالت نَظرها بالغَرفة باحثاً عنهُ لكنهَ لم تَجد منُه سوى رأئحة عطَرهُ النفَاذّة.
***
غَادر الَجميع أدَراجهَم بمَا فيَهم صَديقات ألِين .
ألِيف عَادت الى تَركيا لأمور مُستعَجلة .
كَرم لقَد رَجع القصَر الذّي طُرد منهُ منذ زَمن , تنَهد عند رؤيه سَكرتير والدهُ :"سَيدي , وصَية والدك , أنّ تتدَبرأنتّ بنفَسك أُمُوار الشَركات لحَين بُلوغ الأنَسة ألِين عَمر الخَامسة والعشرين ".
لمّ يَبقى بالَردَهة سَوى مَها وعمَار وبيَدور ونَسرين , بَعدما أعلن يَوسُف وَمريم أنسَابحَهم .
بيَدور بَغروَر :" لا تّظن مُطلقاً أننّي سَامحكُ "
عمَّار :" أيّاك والتواٌقح بمَنزلي !"
بَيدور وقَد تَلفت أعصَابهَ ونَهض لفُورةَ غَضَبهِ :" أنتَّ مُخادع حَقير , لقَد أحَالت بيَني وبين أبني لسَنوات ! ومّاذا بعَد كُل هذا الٍسَنوات أعُود لأجده قَد حُفر بقَلبه كُرهي والحقَد علي ! مـــاذا فَـــعَــلت بأبنــي !"
نَسرين نَهضت مُساَندة لـ بَيدور :" نَعم , لمَّا طَفلنا يَكرهنا هّكذا , مَاذا فَعلت لهُ ؟"
عمّار :" ولكنّك أنتِ من تَركتيهِ لـي هَاربةَ !"
طـأطـأت رأسَها بـخُذلان , حَاوط بَيدور كتِفهَ مُوساً لها :"لقَد فَعلت ذلك , لأنك أنتّ مَن بَدأ بَهذا , لقَد مَزقتة علاَقتنا , أبَعدها وطفلي عنّي , ثَم طَردتها لتَجوب الشَوراع !"
نَسرين خَانتَها دُموَعها :" هَل كُنت تَظن أنّه بمَحض أرادتّي هَل كُنت تَريد أنَ يحَيى أبني مُشرَداً لا لا لمَ أقَبل بذّلك قط !؟ "
عمَّار يُكاَبر :" أنتَ التَي عَصَيتي وأخَلفتي بَوعدوي !"
مَها هَبت تضَم فَتاتَها :"يكفَى يَا عمَّار , أصَبح ذلك ماضٍ !"
بيَدور بضِيق :" لا ليَس ماضٍ , أبن بيدَور الـ..,,, قَد عانى طَويلاً من ذلك !"
عمَّار :" جُود لا يَعترَف بَوجدكَ الان ,لا تُرهق نَفسكَ , قَد بنَى مُستَقبلهُ بمَكان اخر تَماماً !"
صَمت قائلاً :"كَما أنّه لمَ يُعاني قط !"
:" عَلى العَكس تَمامَاً !"
تَحَولت النَظرات لّذلك الشَاب الذّي أمَال بَجذعه على باَب الرَدهة ,
دَلفَ بَهدوء ,أحَال نَظراتهُ بيَن جده وجَدته , ألتفتى الى والدهُ ووالدتهُ .
بَيدور حَاول النطَق :" نُحتَاج إلى التَحدث!"
رافَع يدهُ أمراً :"لاحَاجة لذلك ,, لقَد سَمعت بمُاا يكفي "
صَمتَ مُطولاً
ثَم نَطق :" لاحاجة للتّحدث ,,أبي,, أمي !"
تَوقَفت شَهقات نَسرين لمَا تسَمع وَهرول بَيدور حَاضن أبنهُ قائلاً بتَانيب لهٌ :"يالك من فَتى لـَئيم أهّكذا تَفعل بوالديك !" رَبت على ظَهرهِ كما يُربت الرجَال بُقوة وحَميمَة .
دَلفت نَسرين ببَطئ وخَوف أحَال جُود نَظريهَ نَحوها فَتح ذّراعيه قائلاً :" هَل لي بَحضنكَ بَعد تَلك السَنوات !"
دَفنت نَسرين نَفسها بقَلبها المُرهفة بين أضلاعهُ , ثَم أخذّت بتَقبيل وجنَتين والدهَا بَحب وعَطف .
وجَه نَظراتهَ نَحو جَدهُ قائلاً :" لنّ أغَفر لكَ مُطلقاً ما فَعلت بَي "
صَمتّ..
:"لكنّك ربَيتني الأ أعضّ اليَد التي مُدت ألي بأشّد حالات ضَعفي "
دَلف أليه عمَار باكياً وضمهُ بقَوة .
أنقَضى ذّلك اليَوم بِسوءهِ وخَيرهِ لدَي جُود,, الذّي تَوجه مُباَشراً مُبتعَد عنَ ذللك القَصر مُنفذاً وعدهُ لـ أمَراتهِ .
***
لمّ تَقف عَلاقة جُود بوالدهُ و والدتهُ هُنا .
أرادة كًل من نَسرين و بَيدور أنّ يُعوضوا أبنَهم الَوحيد مَا فقَد .
كَانت نَسرين تَعيش بَـ لنَدن فمَا كان لها حاَئلاً زِيارة أبنَها بأستَمرار
أمّا بيَدور فكانت بقَطع المسَافات مراراً بالشهَر ليلتقى بفّلذة كبدهِ .
وهَاهُنا تَنتهي أَحداث السَنة والنَصف التّي مَرت كدّهر وجَحيم أبَدي لدَي ألِين .
أنتّهى ~