جنــــون
01-29-2020, 10:18 PM
السَلام علَيكم أحبتّي بالله ..
أضَع بيَن أيديَكم بارت جَديد
منَ رواية أنقى الزَهور التي تنَمو بين الصَخَور
البارت الثاني والعشرون *22*
*
*
*
“هلَ من سَبيل إلى حَّل عُقدة تَسَتوجب القُطَع , وكلَّما لمَسَتها عَلمُت أنَّ خيُوطَها من نيِاط قَلبكِ ؟”
*
*
*
كانت جـَالسة في مقهى قـَريب من الَجامعةَ، تـّشرب قهـوة سـوداء بَرَغوة سـّاخنة لتنشـطّ عقلـها قـليلا قَبل الأمتَحان فلقدّ مـّر يـومين لمّ تستـطّع النـوم و هي الآن مـّواصلة لثـمانية و أربعين سـاعة فـمنّ الطـّبيعي أن تـظهر تـلك الهـالات الـسوداء تحـّت عينيهـّا أمـّا وجهها فـكّان شـاحّباً للغاية, وضَعت كَتابَها أمَامَها وأخذّت تُراجع بكَلماتهِ كَمُحاولة أخّيرة ,تنهـدّت بشرود و هي تـحركّ المـلعقة بَهَدوء ..
هّبتَ علَيها ألَكسنَدرة وأيمَيلا صَارخات :"بـ ـمّن تَفكرين؟"
ألِين أنتفضَى جَسدها جراء الصَدمة , رمقَتهَم بسخَط دونّما الأجابَة .
ألكّسنَدرة بأسَتَياء :" لَم اسَتطَع الدَراسة كَما يَجب لـ أمَتحانات نَهاية الفصَل الدَراسي ؟ هّل تسَاعديني ألِين"
ألِين :"بالطبع لا "
ألكّسندرة :" مُنذ متى أصَبحتي لئيمة هّكذا ؟؟مَتى أصَبحتي تَحمليَن طبائعهُ ,,متــى!"
أيميَلا تُناظر سَاعَتها -:"هَيا بنَا ! لقَد تأخرَنا "
ألِين :"لايزايا لَم تأتي بَعد "
تنّهدت الأثَنتين بأسَتياء وكّدر :"ّتَلك الفتاة ,دائماً مُتأخرة !"
**
بَعد أنقَضاء يَوم شَاق , عّادت ألِين القصَر ألقت بَطولها على السَريَر وأرتَسمت أبتسَامة رضَا على مَحياها اللطَيف , شحبّ وجّهها كليّا متـذّكرةَ أحداثّ مراسمّ دفّن جدّها حَقي لقدّ كانّ بالفّعل منّ أسوءّ أيامهّا , شَعرت بالأمتَغاص وَدَمعت عَيناهَا ,,دقَائق حتّى دّوى صَوت رَنين الَهاتفَ , ألتقتهُ بأهَمال ورفَعتهُ قائلاً :"مرَحباَ "
ألِيف :" حَملي الَوديَع , كَيف أنتِّ ؟"
أنشَقت من حُزنَها أبَتهاجٍ لسَماع صَوت والدَتها :"أمُي , هَل أنت بَخير ؟"
ألِيف :"أنا بَخير ولكنّي أشَعر ببَعض الأرهاق مّن كثَر الأعماَل المُوكلَة لَدي "
ألِين :"أمُي ,هَل علي أنّ أعَيد مَراراً وتَكراراً ,ألا تَرهقي نفَسكِ؟"
*بَعد وفَاة والَد ألِيف , أوَكل أليَها جَميع أمُور مؤسسَاتهُ وشَركاتهُ بتَركيا , فَعَادت ألِيف كَمان كَانت في صِبيها سَيدة أعمَال وتّزور أبنَتها شَهرياً .
**
القَصر*
×الطَابَق الأول~ الصَالة×.
تتّربَع مَها الأريكة بَجوار أخُتها مَريم التّي لم تَكف عن الَحديثُ ُمطلقَاً , أصَاب مَها الصَداع هتَفت قائلةَ :"بالله عليكَ أصمتَي !"
مَريم بَإصطِناع الَزعل :" فقَط عَزيَزتي ألِين مَن يسَتمع الَيَّ ؟ سَاذّهب ألِيَها"
عَلمت مَريم بَقدوم ألِين من الَجامعَة من مَاريا قَبيل نًصَف سَاعة .
دّلفت مَريم الّجناح الغّربي بَعادتهَا المَرحة ..
بّعدمَا أنّهت ألِين المكّالمةَ الهَاتفيةَ مع والدَتها , بّدلت مَلابسَها وأعَادت أرَحت جَسدها على السَرير براحَة ..
تَقربَت مَنها مَريم وهّي على أطراف أرجَلها لـ سَريَر ألِين وببطّئ ولكنّ كالعَادة جاءَ عَيس ونَزعَ كُل شئ بصُوت بُكاءهُ الصَاخب على بَاب الجَناح , فَزت ألِين من السَرير عنّد سَماع صَوت أبنَ مَريم يبكَي , ولكّنها فَوجئت بـ مَريم التّي كّانت بالغَرفة , ضَحكتَ وقَد فَهمتَ أمرهَا ورفَعت سَببَبتَها:"لَمَّ تجَدي نفَع معكِ هّذي الَمّرة !".
مَريم بإنّزعاج :"ذلك الفتى وصَوته الصاخب ",,
سمعتَ ألِين عِيس يبكي،فهلع قلبها فرقاً،وشعرت بشيء كبير يذوب فيِه لشّدة تأثرهُ ببكَاءهِ ,,
هَرولّت ألِين لـ عَيس بأنشَراح , فدنوت منه متوسلة, وضممته إليّها بذراعيها التي لم تضم يومًا أخًا أو أختًا صغيرة, هَرولت بهِ الى الصَالة وصَلت عَند مَها وهي تَلهثَ قائلةً :"أمُه أخَّذتَ بالعّبثَ واللهَو وطَفلها الوَديع يَجول القصر باَكِي "
لكّذّتها مَريم التي هَرولت وراءها :" مَها لا تسَمعين لها , أنّها كّاذبةَ ؟"
ألِين شَهقتَّ وأجلست عَيس على ركبتها حيث لا يجلَس سوى ذلك الطَفل , ورفعت عَقارب شُعره عن جِبهته الطاهرة بيد ترتجف كأنما هي تلمس شيئًا مقدسًا ثم وضعَت على تلك الجبهة شفتهَا ساكبة في قبلة كَّل ما يحوُم في جنانيَها من شفقِة وانعِطاف :"يَاحبيب ألِين,أليسَ أمُك لم تستَجين لبَكاءك قط "أمَّال عيَس برِأسه بالأيجَاب , فَزتّ مَريم مُهددة لطفلها:"ذلك الفتى !" وضَحكَت مَها وأليِن التّي أخذَت مُطوقَة لهُ بكَل قَوة .
دَلف عَمّار وهّو يَرى هَالة السَعادة التيّ تَحيط بالصَالة مُردد التحَية :"السَلام عَليكم !"
ألِين ,مَها ,مَريم :"وعَليكم السَلاَم !"
عمّار :" أننّي أشَتم هُنا راحة سَعادة ! ماالذي يحدثَ هُنا ؟"
ضَحكت مَها :" أنّه ذلك الطَفل عيسَ و مًريم !"
مَريم بترِجٍ واستَغاثة :"مَها لا أرجوك , لا تفضَحيني!"
ألِين بنَظرات تَهديد :"أحَّدهم يَجاول عَابثاً بينما طّفلها يتأواهُ بَكاءاً !"
شَهق عمّار :"الان سأتصَل بـ يحيَى واخبرهُ ماذا يَحدث لأبِنهِ هُنا !"
مَريم بَلعت ريَقها الذّي جفَ خَوفاً :" أرجوكَ لا لا "وسَحبت طَفلها من حضن ألِين وهي تَلقي نَظرات تَهديد لهَا , وأجلستَه على رِكبتَها , صَرخ الطَفل مُعلن الرفضَ , أمَالت ألِين بجذّعها مّرة أخَرى وأعادتّه لحضنّها لكنّه هذي المرة أعَلن الهّدوء والصمتّ..
تَبسَم عمَّار للأمَر :" متّى سَأحمل أحفَادي أنّا أيضاً ؟"
تَخّثر الَدماء بَوجنَتيها قّائلة بتَهرب وهَي تضّع عيسَ بحَضن َمها مُنسَحبة :" أنشّاءالله " وأخذت مُسرَعة الى جَناحَها .
**
×بَيت ألكّسنَدرة×
مّائدة الطَعام
ألكّسندرة تُحركِ مَعلقتِها بتّشتت واّهمال:" متّى سيَعود أخّي !"
بيَدور:" لا أعلَم بأمر ذلك , رفَض أخَباري !"
وضَعت المَعلقة بغّضب قائلةَ :" ماذا عن صَديقتي , هَل جُن كَيف يَهجرها لأكثر من سَنة ! كَيف ؟"
تّنهد بَيدور :"هَل علي أعّادة ذلك مَراراً وتَكراراً , أمورهم الَخاصة لا دَخل لنّا ؟"
ألكِسندرة :" لكّنك دائماَ تتدَخل بَأمورهم الَخاصَة !"
تّنهد بيَدور بَعصبية :" يَكفي ألكسَندرة "
أعَلنت ألكسَندرة غَضبَها مُنسَحبة عن مَائدة الَطعامَ,تَنهد بَيدور مُتذّكر مَا حَدث قَبيل سَــنــة وثَــلاث أشَـــهر .
الأحدَات التيَ مضّت هَي :
×~
" _ بيَدور مَجرد فَراغ صَامت لانَهاية له عنَدما رأى جُود يخَطو مُسرعاً بالخَروج , تبَدلت نظَراته بين جُود وألِين البَاكية ,,
صَرخ قَائلاً :" أتظّن نفَسَك أفَضل منّ أبيكَ !
أنّك تَعيد الزَمان ذاتّه , أنّك مازالت أبن والدكِ ! " ألتفت أليهِ جُود بعينين داكنتين حمراويين ,,
بيدور:"هذا ما فَعلته أنّا تمَاما بأمُك , تَركتَها تَبكي خَلفِي مُستغَني عَنها كَفريسَة ضَعيفة لَحيواناتَ هذا الَكونّ السَحيق !"
أقتَرب جُود منَه ورفَع سَبابتَهُ بتَهديد قائلاً :" صهِ ,أياك وذّكر ذلك ,أنّك لم تتَركهَا بمفَردها , لقَد تَركتنَي بجَانبها أيَضاً كَفريِسَة ضَعيفة , لكنّ أنَظري لي الان , هَل أبدوّ كفَريسَة ضعيفة لَديك !أحال نَظرنه نَحو ألِين قائلاً :" سَتعَاد على ذّلك , كَما أعتاد غَيرها "
بيَدور:" لكنّ مازالت بنظَري فَريسَة ضَعيفة جُود!"
صَرخ جُود :"أيّاك والنُطق بأسمي !"
تَوقفت شَهقات ألِين وَغّزت أمَارات الصَدمة والمفَاجأة وجه ألكسندرة وألٍين التقت عينين الأثنين ببعضهم بحيرةِ وعَدم فَهم .
ألكسندرَة :"أبن والدك ! أبّي مالذي يَحدث هُنا !"
تّحت صَرخات الَطرفين لبَعضهمَ , عَمى سَكوتَهم الأثّنَين عَندما قَد شَعر كَلاهمَا أنّها كِشَفا أمراً أمام الأشَخاص الخَاطئة , نَظر كلُ منَهم للاخَر "ماذاَ سنفَعل الان !",,صَمتَ خَيم على المَكان ,أشّاح جُود نظَرهُ لـ ألِين , ثّم ألكسَندرة , تَنهد وخَطى مُسرعاً للَخروج .
داخَل البَيت , ألكسندَرة :" أبّيي , تَدين لي بتَفسيَر ! "
بَيدورصَرخ واضَعاً يدَيه خَلف رأسهِ بحَيرة :"ياللهي ماالعَمل مع هذا الفتَى !"
ألكَسندرة بإزعاج :"أبيَ أنَّاا أحدثَك "
تَجاهل *الان أصَبحنا نَعمل منّ أين أكتسب جُود عادته البَاردة* بيَدورألكَسندرة وخَطى نَحو مَكتبهُ أغَلقه بَعنف وتَاركاً لنفسَه مسَاحتهُ الخَاصة وحَيداً للتَفكير .
*بَيدور ~ يشَبه جُود كَثير ~ تَكاد تَعتقد أنَهم توأم لولاَ فَرق العَمر الواضَح ~ رَجل فَارع الطَول , حنَطاوي , عيَناي داكنتين واسعتين , رموش شَديدة الَطول , وشَعر أملس ولكنهُ أفتح من شَعر جُود ويخَلطه الشَيب.
خَّرت ألكسَندرة مُنهارَة وباَكية , شَاركتهَ ألِين البَكاء بصَخب ودّخلت كَلهم بنَحيب لا نَهاية لهُ .
***
بَعد مضَى شَهرونَصف..على أخر حّدث بين بيَدور وجود
أحَوال الأبطَال :-
مَها وعمّار ومَريم , أصابَهم خَوف شَديد ألِين لا يعلمون مَكان وجودها مُطلقاً وجُود الذّي أتصل أتصَال وحَيد طَمن الجَميع انهّ وألِين بَخير ,,
***
يُوسف الذّي جاء لـ أجل جُود لمَ يجدهُ مُطلقاً .
***
جُود بَعد ذّلك الحَادث أختلى بنفسهِ لأكثَر من ِشَهر مُبتعد عن الَجميع , سَافر خَارج البلاَد وتَابع أدارة أعّماله عنَ بُعَد .
***
بَيدور حَاول الوُصَول لـ جُود , أراد أيضاح الأمور ووضَع كُل شئ في نَصابهِ لكنّه الى الان لمَ يحدث شئ مُطلقاً , والتقى خَلال تّلك الفتَرة نَسرين , وقَررا مَعاً أن عَليهم أيجاد حلَّ لـ كَسب ثَقة جُود من َجديد.
***
ألِين وألكسنَدرة تَسَجلنَّ بالَجامعَة وبدَأن بدَوام رسَمي منذ أسَابيع , بيَدور لم يسَمح لـ ألِين بالَخروج أو الَعودة لـ بيَت جُود مُطلقاً , ممَا أضطر أِلين للَتحدث مَع جَدها حقّي فُصدمت عَندما عَلمت أنه خارج البلاَد لأنَهاء أعمَاله, فتَوجهَت لـ والَدتهَا التّي كَانت تُعاني من وفاة والدها ولم تُغادر تَركيا.. لمَ تسَطع أنّ تَزيدها عَليها بمشَاكلها مع زوجَها,,ممَا أضّطرها الَخضوع لـ أمَر السَيد بيَدور خلال تلَك الأشهَر الأولى من أختفاء جُود .
***
ألكٍسَندرة أوضَح لَها بيَدور أمّر أخَاها الذّي خَرج من العَدم . وعَرفها على نَسرين أيضاً .
***
زَينب بَدأت تَختبر شَعور جَديد اتَجاهَ أستّاذها لم تَختبرهُ من قَبل ,,
***
كَارلا بَعد أخر حَدث بيَنها وبيَن أليَاس , لمَ تَكفى الاتصال بهُ دائماً . شَاعَرة أنّه سَندها الَوحيَد .
أصَبح أليِاس لا يستَطع النَوم قَبيل أنّ يسَمع لتّذمرها الدّائم من الَعمل كـ ممُرضة .
***
×أمَريَكا ~ Medical Center*مشفَى×
السَيد حقّي وصَلتهُ أمَر مَعرفة جُود بًولدهُ , إنَزعجَ ولكنّه أعَاد قائلاً لسَكرتَيره مُنتهدِ :" جَاء الوقَت الذّي كَان يَخشهُ عَمّار! هَل علَم بالأمر "
السَكرتيَر :" ليسَ بعد سَيدي , السيد جُود قَد أنعّزل عن الَجميع منذ أكثَر من شَهر , أنّه الان بـ لنَدن !"
حقي:" مَاذا ! وحَفيدتي ؟؟"
تَعلثَم قائلاً :" سَيدي " صَمت "الانَسة أنّها أيَضاً بَمعزل عن السَيد عمّار والعاَئلة "
حقي :" هَل ذّهبت مَع جوُد لــ لنَدن ؟؟"
السَكرتيًر :"لا أنّها بَمنزل صَديقتَها !"
حقي وشَعر بوَهن بأعضاء جَسدهِ :"أيَّ صَديقة تَلك؟"
السَكرتير :"ألكسَندرة الــ ,,, "
حقي:"ماذا ! هَل هي من َعائلة بيَدور ؟"
أمَال السَكرتيَر رأسهُ :"أنهّ أبنتهُ "
وهذّا هوَ أحوال الأبطال خلَال الشَهر ونَصفَ .
****************************************
بَعد مضَى ثّلاث أشَهر .
عَلمت ألين بأمر جَدها التيَ هَبت مُسافرة أليهِ .وهُنالك وجَدت السَيد عمّار كّذلك , زّرعَت نفٍسَها بإحضانهِ باَكية على َحال جَدها ,,
×مَسَاء اليَوم ذّاتهِ ×
جَلست ألِين قَابضَة على يَد جَدها , لأحظّت أن عينيهّ الحـادتين صّارتا باهتتينّ قدَ غـادهماَ ذلكَ الحنَّان وأصَبحتا يَخرج منَهم الألم فقَط .
مدَّ أنامله الطّويلة ليضعها علىّ خدها هَامساً :" عَزيَزتي ألِين , هَل عَفُتي عَني !"
خَرجت ِشَهقاتهَا :" لمّا أسامَحك!هاا على مّاذا ! قَد جَعلتني أحَيى بنَعيم لا وصَف لهُ , حففتَني بَحنانك المُطلق ورغَم كُرهك لـ والدتي , جَلبتها إلّي , وأسَكنتهَا مَنزَلكَ "
هَمس مُصراً :"فقَط قَولي قَد عَفت عُنك! "
هَمس قائلة ذّلك و الدموع لازَالت تنّحدر .
شَعر أنّ كيّانه كُله حزينَ ومُهلك وأحسَ بأسىّ نـظرّ ببطّء نّاحية عّمار الذي يَبكيَ بِقوة فيَ هـذّه الغّرفة المـّظلمة خَرجت كَلماتهُ مُتقَرفة :"صَـ ـد يـ قَـ يَ !" وتتّدحَرجت دَموعهُ على وَجنتيهِ عَلت أصَوات صَفير الاجهَزة ,دقَائق حتّى وعَلت روحهُ الى مَالكهَا فَي العُلا.
صَرخت ألِين وهي تَهزُ بجثّة جدها :"لا لاااا لااا , جدي ,, جَديييي "
أحتَضَانها عمّار حتّى دَخلت الممُرضات والأطباَء .
هُنا الدموعّ لمّ تعدّ مُجرد دموعَ الألمّ، الحّزن و الأسىّ فهيِ لغةَ العجزَ صَديق لا يستَطع مُساعدة صَديقه وحَفيدة لا تسَطع ضَم جَدها للمَرة الأخيَرة .
***
بّعد ثلاثَة أيَام *
×أسَباَنيا×
مسَاء مراسمَ دفَن الجدَّ حَقّي الذيّ خلفَ ذهاّبه مكاَناً داكناً مظّلما لا يقدَر أحدَ على مَلئه لَدي ألِين أو عمّار أو أي فَرد من العائلة فيّ ذلكّ اليومَ تَرك أيضَا صدّمة أخرىّ,,د
حَيث ألتقَى كَرم بـ ألِيف تبَادل كَلهَم التَعّزيات . وحَضّر السَيد بيَدور العَزاء بُصحبةَ نَسرين الّذي لم يَقوى عمّار على التفَوه بشئ , أمّا مَها لمَ تسَعَها الفَرحة لرؤية أبنتَها بَعد تّلك المّدة . أجتَماع شَتات الَعائلتينَ في تَلك اللَيلة المُظلمة , كَانت حَديثَهم الأعَم هُو الصمتَ وتأمل كُل مَنهم الأخربصَدمةَ بَعد هذا الدَهر الَطويل .
ألكِسندرة وصَديقاتهَا يحَوطن بَعضنّ بَجوارألِين
أمَا ألين بَعالمها الخَاص ,تأملت الفَارغ الذّي تَركه جُود بتَلك الرّدَهة .
أضَع بيَن أيديَكم بارت جَديد
منَ رواية أنقى الزَهور التي تنَمو بين الصَخَور
البارت الثاني والعشرون *22*
*
*
*
“هلَ من سَبيل إلى حَّل عُقدة تَسَتوجب القُطَع , وكلَّما لمَسَتها عَلمُت أنَّ خيُوطَها من نيِاط قَلبكِ ؟”
*
*
*
كانت جـَالسة في مقهى قـَريب من الَجامعةَ، تـّشرب قهـوة سـوداء بَرَغوة سـّاخنة لتنشـطّ عقلـها قـليلا قَبل الأمتَحان فلقدّ مـّر يـومين لمّ تستـطّع النـوم و هي الآن مـّواصلة لثـمانية و أربعين سـاعة فـمنّ الطـّبيعي أن تـظهر تـلك الهـالات الـسوداء تحـّت عينيهـّا أمـّا وجهها فـكّان شـاحّباً للغاية, وضَعت كَتابَها أمَامَها وأخذّت تُراجع بكَلماتهِ كَمُحاولة أخّيرة ,تنهـدّت بشرود و هي تـحركّ المـلعقة بَهَدوء ..
هّبتَ علَيها ألَكسنَدرة وأيمَيلا صَارخات :"بـ ـمّن تَفكرين؟"
ألِين أنتفضَى جَسدها جراء الصَدمة , رمقَتهَم بسخَط دونّما الأجابَة .
ألكّسنَدرة بأسَتَياء :" لَم اسَتطَع الدَراسة كَما يَجب لـ أمَتحانات نَهاية الفصَل الدَراسي ؟ هّل تسَاعديني ألِين"
ألِين :"بالطبع لا "
ألكّسندرة :" مُنذ متى أصَبحتي لئيمة هّكذا ؟؟مَتى أصَبحتي تَحمليَن طبائعهُ ,,متــى!"
أيميَلا تُناظر سَاعَتها -:"هَيا بنَا ! لقَد تأخرَنا "
ألِين :"لايزايا لَم تأتي بَعد "
تنّهدت الأثَنتين بأسَتياء وكّدر :"ّتَلك الفتاة ,دائماً مُتأخرة !"
**
بَعد أنقَضاء يَوم شَاق , عّادت ألِين القصَر ألقت بَطولها على السَريَر وأرتَسمت أبتسَامة رضَا على مَحياها اللطَيف , شحبّ وجّهها كليّا متـذّكرةَ أحداثّ مراسمّ دفّن جدّها حَقي لقدّ كانّ بالفّعل منّ أسوءّ أيامهّا , شَعرت بالأمتَغاص وَدَمعت عَيناهَا ,,دقَائق حتّى دّوى صَوت رَنين الَهاتفَ , ألتقتهُ بأهَمال ورفَعتهُ قائلاً :"مرَحباَ "
ألِيف :" حَملي الَوديَع , كَيف أنتِّ ؟"
أنشَقت من حُزنَها أبَتهاجٍ لسَماع صَوت والدَتها :"أمُي , هَل أنت بَخير ؟"
ألِيف :"أنا بَخير ولكنّي أشَعر ببَعض الأرهاق مّن كثَر الأعماَل المُوكلَة لَدي "
ألِين :"أمُي ,هَل علي أنّ أعَيد مَراراً وتَكراراً ,ألا تَرهقي نفَسكِ؟"
*بَعد وفَاة والَد ألِيف , أوَكل أليَها جَميع أمُور مؤسسَاتهُ وشَركاتهُ بتَركيا , فَعَادت ألِيف كَمان كَانت في صِبيها سَيدة أعمَال وتّزور أبنَتها شَهرياً .
**
القَصر*
×الطَابَق الأول~ الصَالة×.
تتّربَع مَها الأريكة بَجوار أخُتها مَريم التّي لم تَكف عن الَحديثُ ُمطلقَاً , أصَاب مَها الصَداع هتَفت قائلةَ :"بالله عليكَ أصمتَي !"
مَريم بَإصطِناع الَزعل :" فقَط عَزيَزتي ألِين مَن يسَتمع الَيَّ ؟ سَاذّهب ألِيَها"
عَلمت مَريم بَقدوم ألِين من الَجامعَة من مَاريا قَبيل نًصَف سَاعة .
دّلفت مَريم الّجناح الغّربي بَعادتهَا المَرحة ..
بّعدمَا أنّهت ألِين المكّالمةَ الهَاتفيةَ مع والدَتها , بّدلت مَلابسَها وأعَادت أرَحت جَسدها على السَرير براحَة ..
تَقربَت مَنها مَريم وهّي على أطراف أرجَلها لـ سَريَر ألِين وببطّئ ولكنّ كالعَادة جاءَ عَيس ونَزعَ كُل شئ بصُوت بُكاءهُ الصَاخب على بَاب الجَناح , فَزت ألِين من السَرير عنّد سَماع صَوت أبنَ مَريم يبكَي , ولكّنها فَوجئت بـ مَريم التّي كّانت بالغَرفة , ضَحكتَ وقَد فَهمتَ أمرهَا ورفَعت سَببَبتَها:"لَمَّ تجَدي نفَع معكِ هّذي الَمّرة !".
مَريم بإنّزعاج :"ذلك الفتى وصَوته الصاخب ",,
سمعتَ ألِين عِيس يبكي،فهلع قلبها فرقاً،وشعرت بشيء كبير يذوب فيِه لشّدة تأثرهُ ببكَاءهِ ,,
هَرولّت ألِين لـ عَيس بأنشَراح , فدنوت منه متوسلة, وضممته إليّها بذراعيها التي لم تضم يومًا أخًا أو أختًا صغيرة, هَرولت بهِ الى الصَالة وصَلت عَند مَها وهي تَلهثَ قائلةً :"أمُه أخَّذتَ بالعّبثَ واللهَو وطَفلها الوَديع يَجول القصر باَكِي "
لكّذّتها مَريم التي هَرولت وراءها :" مَها لا تسَمعين لها , أنّها كّاذبةَ ؟"
ألِين شَهقتَّ وأجلست عَيس على ركبتها حيث لا يجلَس سوى ذلك الطَفل , ورفعت عَقارب شُعره عن جِبهته الطاهرة بيد ترتجف كأنما هي تلمس شيئًا مقدسًا ثم وضعَت على تلك الجبهة شفتهَا ساكبة في قبلة كَّل ما يحوُم في جنانيَها من شفقِة وانعِطاف :"يَاحبيب ألِين,أليسَ أمُك لم تستَجين لبَكاءك قط "أمَّال عيَس برِأسه بالأيجَاب , فَزتّ مَريم مُهددة لطفلها:"ذلك الفتى !" وضَحكَت مَها وأليِن التّي أخذَت مُطوقَة لهُ بكَل قَوة .
دَلف عَمّار وهّو يَرى هَالة السَعادة التيّ تَحيط بالصَالة مُردد التحَية :"السَلام عَليكم !"
ألِين ,مَها ,مَريم :"وعَليكم السَلاَم !"
عمّار :" أننّي أشَتم هُنا راحة سَعادة ! ماالذي يحدثَ هُنا ؟"
ضَحكت مَها :" أنّه ذلك الطَفل عيسَ و مًريم !"
مَريم بترِجٍ واستَغاثة :"مَها لا أرجوك , لا تفضَحيني!"
ألِين بنَظرات تَهديد :"أحَّدهم يَجاول عَابثاً بينما طّفلها يتأواهُ بَكاءاً !"
شَهق عمّار :"الان سأتصَل بـ يحيَى واخبرهُ ماذا يَحدث لأبِنهِ هُنا !"
مَريم بَلعت ريَقها الذّي جفَ خَوفاً :" أرجوكَ لا لا "وسَحبت طَفلها من حضن ألِين وهي تَلقي نَظرات تَهديد لهَا , وأجلستَه على رِكبتَها , صَرخ الطَفل مُعلن الرفضَ , أمَالت ألِين بجذّعها مّرة أخَرى وأعادتّه لحضنّها لكنّه هذي المرة أعَلن الهّدوء والصمتّ..
تَبسَم عمَّار للأمَر :" متّى سَأحمل أحفَادي أنّا أيضاً ؟"
تَخّثر الَدماء بَوجنَتيها قّائلة بتَهرب وهَي تضّع عيسَ بحَضن َمها مُنسَحبة :" أنشّاءالله " وأخذت مُسرَعة الى جَناحَها .
**
×بَيت ألكّسنَدرة×
مّائدة الطَعام
ألكّسندرة تُحركِ مَعلقتِها بتّشتت واّهمال:" متّى سيَعود أخّي !"
بيَدور:" لا أعلَم بأمر ذلك , رفَض أخَباري !"
وضَعت المَعلقة بغّضب قائلةَ :" ماذا عن صَديقتي , هَل جُن كَيف يَهجرها لأكثر من سَنة ! كَيف ؟"
تّنهد بَيدور :"هَل علي أعّادة ذلك مَراراً وتَكراراً , أمورهم الَخاصة لا دَخل لنّا ؟"
ألكِسندرة :" لكّنك دائماَ تتدَخل بَأمورهم الَخاصَة !"
تّنهد بيَدور بَعصبية :" يَكفي ألكسَندرة "
أعَلنت ألكسَندرة غَضبَها مُنسَحبة عن مَائدة الَطعامَ,تَنهد بَيدور مُتذّكر مَا حَدث قَبيل سَــنــة وثَــلاث أشَـــهر .
الأحدَات التيَ مضّت هَي :
×~
" _ بيَدور مَجرد فَراغ صَامت لانَهاية له عنَدما رأى جُود يخَطو مُسرعاً بالخَروج , تبَدلت نظَراته بين جُود وألِين البَاكية ,,
صَرخ قَائلاً :" أتظّن نفَسَك أفَضل منّ أبيكَ !
أنّك تَعيد الزَمان ذاتّه , أنّك مازالت أبن والدكِ ! " ألتفت أليهِ جُود بعينين داكنتين حمراويين ,,
بيدور:"هذا ما فَعلته أنّا تمَاما بأمُك , تَركتَها تَبكي خَلفِي مُستغَني عَنها كَفريسَة ضَعيفة لَحيواناتَ هذا الَكونّ السَحيق !"
أقتَرب جُود منَه ورفَع سَبابتَهُ بتَهديد قائلاً :" صهِ ,أياك وذّكر ذلك ,أنّك لم تتَركهَا بمفَردها , لقَد تَركتنَي بجَانبها أيَضاً كَفريِسَة ضَعيفة , لكنّ أنَظري لي الان , هَل أبدوّ كفَريسَة ضعيفة لَديك !أحال نَظرنه نَحو ألِين قائلاً :" سَتعَاد على ذّلك , كَما أعتاد غَيرها "
بيَدور:" لكنّ مازالت بنظَري فَريسَة ضَعيفة جُود!"
صَرخ جُود :"أيّاك والنُطق بأسمي !"
تَوقفت شَهقات ألِين وَغّزت أمَارات الصَدمة والمفَاجأة وجه ألكسندرة وألٍين التقت عينين الأثنين ببعضهم بحيرةِ وعَدم فَهم .
ألكسندرَة :"أبن والدك ! أبّي مالذي يَحدث هُنا !"
تّحت صَرخات الَطرفين لبَعضهمَ , عَمى سَكوتَهم الأثّنَين عَندما قَد شَعر كَلاهمَا أنّها كِشَفا أمراً أمام الأشَخاص الخَاطئة , نَظر كلُ منَهم للاخَر "ماذاَ سنفَعل الان !",,صَمتَ خَيم على المَكان ,أشّاح جُود نظَرهُ لـ ألِين , ثّم ألكسَندرة , تَنهد وخَطى مُسرعاً للَخروج .
داخَل البَيت , ألكسندَرة :" أبّيي , تَدين لي بتَفسيَر ! "
بَيدورصَرخ واضَعاً يدَيه خَلف رأسهِ بحَيرة :"ياللهي ماالعَمل مع هذا الفتَى !"
ألكَسندرة بإزعاج :"أبيَ أنَّاا أحدثَك "
تَجاهل *الان أصَبحنا نَعمل منّ أين أكتسب جُود عادته البَاردة* بيَدورألكَسندرة وخَطى نَحو مَكتبهُ أغَلقه بَعنف وتَاركاً لنفسَه مسَاحتهُ الخَاصة وحَيداً للتَفكير .
*بَيدور ~ يشَبه جُود كَثير ~ تَكاد تَعتقد أنَهم توأم لولاَ فَرق العَمر الواضَح ~ رَجل فَارع الطَول , حنَطاوي , عيَناي داكنتين واسعتين , رموش شَديدة الَطول , وشَعر أملس ولكنهُ أفتح من شَعر جُود ويخَلطه الشَيب.
خَّرت ألكسَندرة مُنهارَة وباَكية , شَاركتهَ ألِين البَكاء بصَخب ودّخلت كَلهم بنَحيب لا نَهاية لهُ .
***
بَعد مضَى شَهرونَصف..على أخر حّدث بين بيَدور وجود
أحَوال الأبطَال :-
مَها وعمّار ومَريم , أصابَهم خَوف شَديد ألِين لا يعلمون مَكان وجودها مُطلقاً وجُود الذّي أتصل أتصَال وحَيد طَمن الجَميع انهّ وألِين بَخير ,,
***
يُوسف الذّي جاء لـ أجل جُود لمَ يجدهُ مُطلقاً .
***
جُود بَعد ذّلك الحَادث أختلى بنفسهِ لأكثَر من ِشَهر مُبتعد عن الَجميع , سَافر خَارج البلاَد وتَابع أدارة أعّماله عنَ بُعَد .
***
بَيدور حَاول الوُصَول لـ جُود , أراد أيضاح الأمور ووضَع كُل شئ في نَصابهِ لكنّه الى الان لمَ يحدث شئ مُطلقاً , والتقى خَلال تّلك الفتَرة نَسرين , وقَررا مَعاً أن عَليهم أيجاد حلَّ لـ كَسب ثَقة جُود من َجديد.
***
ألِين وألكسنَدرة تَسَجلنَّ بالَجامعَة وبدَأن بدَوام رسَمي منذ أسَابيع , بيَدور لم يسَمح لـ ألِين بالَخروج أو الَعودة لـ بيَت جُود مُطلقاً , ممَا أضطر أِلين للَتحدث مَع جَدها حقّي فُصدمت عَندما عَلمت أنه خارج البلاَد لأنَهاء أعمَاله, فتَوجهَت لـ والَدتهَا التّي كَانت تُعاني من وفاة والدها ولم تُغادر تَركيا.. لمَ تسَطع أنّ تَزيدها عَليها بمشَاكلها مع زوجَها,,ممَا أضّطرها الَخضوع لـ أمَر السَيد بيَدور خلال تلَك الأشهَر الأولى من أختفاء جُود .
***
ألكٍسَندرة أوضَح لَها بيَدور أمّر أخَاها الذّي خَرج من العَدم . وعَرفها على نَسرين أيضاً .
***
زَينب بَدأت تَختبر شَعور جَديد اتَجاهَ أستّاذها لم تَختبرهُ من قَبل ,,
***
كَارلا بَعد أخر حَدث بيَنها وبيَن أليَاس , لمَ تَكفى الاتصال بهُ دائماً . شَاعَرة أنّه سَندها الَوحيَد .
أصَبح أليِاس لا يستَطع النَوم قَبيل أنّ يسَمع لتّذمرها الدّائم من الَعمل كـ ممُرضة .
***
×أمَريَكا ~ Medical Center*مشفَى×
السَيد حقّي وصَلتهُ أمَر مَعرفة جُود بًولدهُ , إنَزعجَ ولكنّه أعَاد قائلاً لسَكرتَيره مُنتهدِ :" جَاء الوقَت الذّي كَان يَخشهُ عَمّار! هَل علَم بالأمر "
السَكرتيَر :" ليسَ بعد سَيدي , السيد جُود قَد أنعّزل عن الَجميع منذ أكثَر من شَهر , أنّه الان بـ لنَدن !"
حقي:" مَاذا ! وحَفيدتي ؟؟"
تَعلثَم قائلاً :" سَيدي " صَمت "الانَسة أنّها أيَضاً بَمعزل عن السَيد عمّار والعاَئلة "
حقي :" هَل ذّهبت مَع جوُد لــ لنَدن ؟؟"
السَكرتيًر :"لا أنّها بَمنزل صَديقتَها !"
حقي وشَعر بوَهن بأعضاء جَسدهِ :"أيَّ صَديقة تَلك؟"
السَكرتير :"ألكسَندرة الــ ,,, "
حقي:"ماذا ! هَل هي من َعائلة بيَدور ؟"
أمَال السَكرتيَر رأسهُ :"أنهّ أبنتهُ "
وهذّا هوَ أحوال الأبطال خلَال الشَهر ونَصفَ .
****************************************
بَعد مضَى ثّلاث أشَهر .
عَلمت ألين بأمر جَدها التيَ هَبت مُسافرة أليهِ .وهُنالك وجَدت السَيد عمّار كّذلك , زّرعَت نفٍسَها بإحضانهِ باَكية على َحال جَدها ,,
×مَسَاء اليَوم ذّاتهِ ×
جَلست ألِين قَابضَة على يَد جَدها , لأحظّت أن عينيهّ الحـادتين صّارتا باهتتينّ قدَ غـادهماَ ذلكَ الحنَّان وأصَبحتا يَخرج منَهم الألم فقَط .
مدَّ أنامله الطّويلة ليضعها علىّ خدها هَامساً :" عَزيَزتي ألِين , هَل عَفُتي عَني !"
خَرجت ِشَهقاتهَا :" لمّا أسامَحك!هاا على مّاذا ! قَد جَعلتني أحَيى بنَعيم لا وصَف لهُ , حففتَني بَحنانك المُطلق ورغَم كُرهك لـ والدتي , جَلبتها إلّي , وأسَكنتهَا مَنزَلكَ "
هَمس مُصراً :"فقَط قَولي قَد عَفت عُنك! "
هَمس قائلة ذّلك و الدموع لازَالت تنّحدر .
شَعر أنّ كيّانه كُله حزينَ ومُهلك وأحسَ بأسىّ نـظرّ ببطّء نّاحية عّمار الذي يَبكيَ بِقوة فيَ هـذّه الغّرفة المـّظلمة خَرجت كَلماتهُ مُتقَرفة :"صَـ ـد يـ قَـ يَ !" وتتّدحَرجت دَموعهُ على وَجنتيهِ عَلت أصَوات صَفير الاجهَزة ,دقَائق حتّى وعَلت روحهُ الى مَالكهَا فَي العُلا.
صَرخت ألِين وهي تَهزُ بجثّة جدها :"لا لاااا لااا , جدي ,, جَديييي "
أحتَضَانها عمّار حتّى دَخلت الممُرضات والأطباَء .
هُنا الدموعّ لمّ تعدّ مُجرد دموعَ الألمّ، الحّزن و الأسىّ فهيِ لغةَ العجزَ صَديق لا يستَطع مُساعدة صَديقه وحَفيدة لا تسَطع ضَم جَدها للمَرة الأخيَرة .
***
بّعد ثلاثَة أيَام *
×أسَباَنيا×
مسَاء مراسمَ دفَن الجدَّ حَقّي الذيّ خلفَ ذهاّبه مكاَناً داكناً مظّلما لا يقدَر أحدَ على مَلئه لَدي ألِين أو عمّار أو أي فَرد من العائلة فيّ ذلكّ اليومَ تَرك أيضَا صدّمة أخرىّ,,د
حَيث ألتقَى كَرم بـ ألِيف تبَادل كَلهَم التَعّزيات . وحَضّر السَيد بيَدور العَزاء بُصحبةَ نَسرين الّذي لم يَقوى عمّار على التفَوه بشئ , أمّا مَها لمَ تسَعَها الفَرحة لرؤية أبنتَها بَعد تّلك المّدة . أجتَماع شَتات الَعائلتينَ في تَلك اللَيلة المُظلمة , كَانت حَديثَهم الأعَم هُو الصمتَ وتأمل كُل مَنهم الأخربصَدمةَ بَعد هذا الدَهر الَطويل .
ألكِسندرة وصَديقاتهَا يحَوطن بَعضنّ بَجوارألِين
أمَا ألين بَعالمها الخَاص ,تأملت الفَارغ الذّي تَركه جُود بتَلك الرّدَهة .