جنــــون
01-22-2020, 12:26 AM
كَانت الشَّمس تَطبع أوَلى قُبَلاتَها على الجَهة الغَربية من القَصر~
تَدثّرْتَ بالأغَطية التّي مَوضُعة فَوقهَا وغطّيتَ بَها رأسهَا كأننّها تَهَرب من شيء مَا,وعَبثَاً حَاولت الَنوم .
:" حَيثُ كَانت ليلَةً لاَ تُحَسد علَيها ".
قُطعَت أنفَاسَها للحَظات وهَي تتَرصد هسَهات أحّدهَما ,حتّى صَدى صَوت رنَين الهَاتف بالَفارعَ .
رَفع جُود اَلَهاتف دوّنما النَظر مُبتدئ حَديثُه... أنّهى بعَد فَترة ثّم ,نَهض بأستقَامة جِذعيه وتَنفَس الصُعداء, الَتفى نَحوها ,فَمَا وَجد مَنها شيء باَستنثَاء شَعرها الذّي تتَخّل منَ بيَن الأغَطية مُتربعة أريكَتها المُعتَادة .
تَنفَست الصُعداء تحَت الأغطَية مُتَوعدة بالأنتقَام مَنهِ شّر نَقمةَ .
خَرج بعَد فتَّرة ببذتّيه الأيَطالَية الرَاقية وسَاعته الكلَاسيَكة المفُضلَة ,أخّذ بظّبطِ شعَرهِ مُتنَهداًعَندما رأها من أنعَكاس المراه على حَالَها , تَوجه نَحو مَكتبَه وسَحب ملَفاتهِ وحَاسوبهِ المحَمول ,,
مُتذَكراً هاتفه , عائّداً الَى غَرفة النَوم .
وَجدها خَارجةَ من غَرفة تَبديَل الملاَبس , حَاور نفَسه قاَئلا :"هَل كفَتْ عَن البَكاء؟ لأن عَيونها لم تَعد تَحمل الَمزيدِ منَ الدّموع ؟ أمّ لأنّها أخّرجت أثَقال الحّزن الكَامنة فيِ أحشَائَها وأسَـاَلْتها مع هذه الدَموع ؟ أمّ لأنّها قَد نَسيت بالأصَل مّا سَببتُ لَها منَ أحَراج فَي الأمسَ ! لكنّه رجَح على الفّور أنّها نَسيت "
أَشَحت بنَظرهَا عنّه مُتجَاهلة أسَئلة عَيناه التّي خَرقت ذّاتَها, مُتوجهِ للحَمام .
التفتى كذّلك جُود متَجاهلَها ,ألتَقط هَاتفهُ ,ثّم تَوجه نَحو هَاتف الَجناح ضّغط الَرقم 7 منتَظراً حتّى نَطقت ماريا :"صَباح الخَير , أنَسة ألِين , بِما أُساعدكِ"
نَطَق بجُمود الجَليد :"أجَلبي النَسخة الأضافَية لِمفتَاح الجَنَاح الغَربية؟"
مَاريا بتَلعثم :"أمُرك , سَيدي "
لَحظَات وحتّى أصَبح بَها جُود حُّراً طليَقاً .
×××××××××××××××××××××××××
×الشّركَة التَكنُولوجيا×
دَخل جُود بَهيبتهُ المُعتّادة , أمَراً صُوفيا بَجمع الأعضاء بغَرفة الأجتَمَاعاتَ لأمراً ضّروريِ !
تَجمّع الأعضاء النّخبة وبدَأّ جُود حَديثُه :"ألَياس , أريّد فَريق الدّعم الًيوم !"
مَايك :"سيَدي هل سَنبدأ الخُطة الثَانية ,,ما زاَل هُنالك وقَت "
جُود :"أظّن ذلَك عليَنا قطَع الشّك باليَقين ؟"
خَرج جُود بأًصَرار علَى انّهاء الأمرَ .
تَهامسَ التّؤامين"جيمس وليم " ومَايك :"الَرئيس غَريب , بِمقدورهُ أن يَرى كل شئ على حقيقتَه , لاَ يُمكن اللَعب معَه أنّه يرى الكَبير كبير والصغَير صَغير "
أقَشَعر مَايك قائلاً :"أشَعر أنّه يَرى ما بنَفوس الأنُاس من أمُور لا يَعلم بأمره سَوى هُم أنَفاسَهم "
جيمس :"ياللهي , لابُّد ذَلك أنّه جَامد للغَاية "
صَرخ أنَدرسون رَئيس الفَريق :"اللعَنة أصمتّوا , هَل تَودون الَطرد منَ الَعمل !"
××××××××××××××××××
بَداخَل سَيارة لاَمبورجيني السَوداء .
نَطق جُود بِـصَلاَبَة :"تَوجهُ نَحو المَكان المَعهود "
ألَياس أمَال برأسهِ التَي عَكستها المراه فتتّبين جَمال عَيانه اللؤلؤلتين ـ
***
القَبو الأرضي في مَنطقَة مَخصص لأثرَياء الَبلد .
تَرّجل جُود درجاِت القُبو بهّيبة وغَطرسَة حتّى وَصل الى البابِ المنَشود . \
خَلفهُ تماماً نَطق ألياَس : "سيدي , أظّن أنه ليَس اَمن ,,أحّذر رجاءاً ؟".
جود بِأصَرار تقدم بخطواِت ثقيلةٍ حتّى أخر المَمَر الَضيق وفتح باَب بروُنزي اخر ونَظر جُود الى القاعَة المُهيبة الَممتدة امَامهَما كانت القاعة المُربعة الهَائلة مُزينة بالرَموز الخَاصّة بالحَزب السّري ومَغمورة بنورِ غَريب الذي تسلل من الكُوة في أعلى القُبة وكان هنَالك رجاَل كالعّادة يتمركز كل منهَم على أريكته التي تزداد كُبر بكِبر مَركز الشخَص.
أنفّتح الباب على مَصارعهِ الذي تَوسطهُ جُود بتَصَلُّف و تَعَاظُم ـ
تَجَمع الرَجال خَلف جُود وقَاموا بحَركات مَدروسةُ بتَطويق المَكان .
السَيَد بَيدور ~ تَوارَتَ أبتَسامتَه وحَلت مَكانَها أمَارات قَاسيَة نَطَق بأسَتهجان :"مَاذا يَحدثُ هُنا ؟"
تَرسَمت على محياهُ أبتَسامة مُهِيبة ونَطق :"ألياس , الان "
ألّياس :"أيَها الرّجال الان "
الرجّال ّدّوت رُصاصَات أطلاق النّار بالفَارغ وأمتّدى الصَوت لعدّة يَردات .
خّرُوا رجّال الحّزب رَاكَعين ,, إِسْتَهْجَنَ بيَدور قائلاً :"أيّاك والتَهَور "
جُود بإِنْتَقَدَ:"أوكَيف تَجرئ عَلى النَطق !"
أمَال جُود بِرأسه بأيماءة فتَشعب الرجّال في أرجاءَ الغَرفة المُربعة مُقيَدينَ جَميع الرجَال , بَاطحيِنهم أرضاً .
حتّى بّدأ بيَدور بالصّراخ :"ألمَ تُيقن بَعد أنّك تَخطيت الَحدود؟
, ألمّ أحذّرك؟
, ألمّ أقّل أنّ نّدمك سَيَكون الأكَبر!! "
ألَياس خَلفه :"أصّمت رجاءاً " وقَام بتَكبيَل وصّفَّد يديهِ بشّدة
التَفتى جُود مُعرضَاً عَن مَا يَدور بالأرجَاء وريَاح الغَضب تَعصفُ عصَفاً فيِ نَظريهِ , حتّى أصَبح مُباشَرة أمَام السَيد بَيدور , مُلوحاً بيديَه عَالياً لحّدة غَيْظهِ :"كَيف تَجرأ علَى اللعَب مَعي ؟! "
السَيَد بيَدور بنَظرات تَسَخَّطَ و كَانت وَقفته ونَظراتَه مُجسمة للكَبرياء والغَطرسة :"أتّجرئ يَا فتَى عَلى صَفعَ والَدك ؟"
جُود :"أيّها المُنافق ,, ماذا تتهفوه بهِ؟؟" ووجنتيهِ أصبحتَا شدَيدة الحُمرةَ.
السيَد بيَدور :"مازالت رَغَم ذلك أبَن والدك!"
جُود وَقف كالمَشدوهُ , وهَبطتَ يدهُ التّي كانت تُعانقَ السَماء ..رَمقُه بنَظرات تَفحَص,,لم يُّحر جَوابَاً قَط ,رويداً رويداً خَفتت في أذنِيه ضَوضاء الَرّجَال, ولفّ ضَباب الذّكَريات مَعالم الأشياء المُمتدة أماَم نَاظري جُود ,,
الذّكرى الأولى
طَفل أبنَ الخَمَس سَنوات يتّربع حُضَناً وتَلتَف حَوليه أيَدي ,, ثَم هَبطَ مُختَبئ بَين أضَلاعهِ ,,عَندما رَمَقتهُ والَدتهُ بنّظرات تَهدَيد لمّا أفتَعل منَ فَوضى ,,لكنّه لا يتَذّكر أيّ من مَعاَمل ذّلك الوَجه سَوى أصَوات ضَحكتَه الَهادئةَ ولَمسَاتهِ الحَّنايةَ .
الذّكرى الثَانية
تَخّرج الثَانوية ~
أصّوات مُشايَدات عَمت جَناح جَدهُ وعَلم من ألخَدم أن والَدتهُ بالقَصر مَا تّرجى لهُ فَهمه فقَط ,, أنّ هُنالك رجَل مَا كَان عليَه حّضور التَخرج.
الذّكرى الثَالثَة
فيِ عيّد موَلده الثَلاثين -الذّي أحتَفل بهِ منذّ سنَة -تّذكَر مُبَاركات السَيد بيَدور لهُ ونّصحه الشَديَد لَهُ وثّناءهِ عليه ,, ولنّ ينسَى مُطلقاً أمَارات الصَدمة على محيهُ "السيد بيًدور " عَندما أختتَم عيَد مَولادهُ بأعلأنه خُطوبتَه مّن حَفيدة حقَي.
***
كّل ذّلك تّحول الى أشّباح تَرقص بالَوسط , تّمتّم جُود في صوتٍ لاَ يكُاد يُسمع :"أتُّمزحنّي "
زّم السَيد بيَدور شَفتيه في عَصبيةِ وعّاد بِعقله خَمسة وعشَرين عاماً الى الوراءِ عّندما كَان حّديث الَزوَاج وطَاف في ذاكرتهِ رِقَة نَسرين حيثُ كَان يَعمل لَدى والَده الذّي كَان علَى شَفير خَسارة كُل ما يَملكَ منَ مصَانع ومؤَسسات , وتّذكر أنّه لم يَكن يعرفٌ للماَل قيمَة وكّيف أصّبح الان كُل ما لديهَ مال ومَال وليِس شئ سُوى المَال .
أنّزل جُود غُصَّةً صَعِدت في حَلقِه ثُم أحَال نَظريهِ و تَوجه بالَحديث لـ ألَياس :" فَلتقم بتّشَديد الأصدَاف على يديهِ " ورَمقهُ بتَسخط مُلتَفت يَجمه شتّات روُحهُ الهّائمةَ في كُل مَكان .
السّيد بيَدور شَعر بالَهوان , أنّبثَق هذّا الشَعور عنّد أخّر نّظرات تَوجهَت أليِه من أبّنه الأكـبــر مُتَمتم:"أنَّي قَد صَدقت أنّه يَشبها حقَّ الشَبه !"
خّرج جُود منَ الغَرفة المُربعة وأخذ ذهَباً ومجئياً في الممّر الضَيق
صَرخ جُود مّن أخر الممَر الضيَق قائلاً :"أليّاس , تَعال هُنا "
بيَنما كَان ألياسَ والرَجال مَشغولين بتّصديف أيدَي رجَال الحّزب ,,هَبط ألِيه مُسَرَعاً
ألياس :"نَعم سيدي ,, نًعم ,, أنا حَاضر "
مَّدد كَفيه أمراً :"مفَاتيح السيَارة ؟" نَوله أيَهم أليَاس فَي تَفكير :"هل الَسيد بيَدور والد جُود , ولكنّ كَيف ذلك أنّه رَئيسَ حّزب الرأسَمالين العّدو الأكبر لشَركات جَدهِ !"
إِعْتَلَى السَيارة وتَنهد بِضيق وتَلئلئت عيَناهُ خُذّلاً . ثُّم وضّع السِيارة على وضّع دراَيف ,,متّوجهاً بأقَصى سُرعَتها عشوائياً الى للامَكان .
****************************
×السُعَودية×
يُوسَف بّشَتات يَجُيب :"لا أعَلم سيدي "
"لا أذّكر بَوضوَح "
"أنّا مُتأكد لا شيء مُثير للأهتمام أتّذكرهُ "
وأستَمر حَديث لسَاعات بيَن الشّرطي ويُوسف .
دَلفت مَها بَعدنا أنّهى تّحقيقه ورَبتت على كتَفيه مُطمئَنة لَهُ .
يَوسفُ بِصَرامة :" مّها أريَد العّودة الى أسَبانيا مَعكم "
مَها بِمفاجأة :"لكنّ سنَعود الأسُبوع المُقبل ,,أنّك لم تَستَرد عَافيتك كّما يَجب "
يُوسف :"لايَهم "
مهَا بأمر:"لا لنّ تأتي "
يُوسف وبدأ أمارات الضِيق تَقسَوا على مَحياهُ الوَسيم قائلاً :"مَها أرجوك ,يكفى "
************************************
× أسَبِانَيا ×
انتهَر جُود بعَنَّفِ الجَميع مُبتدئ من الحُراس الخَارجين للقَصِرو اِنْتَهَرَ العِرْقُ مِنهُ غصّباً عَند تَمثلت أمَامهِ أحدّى خّدماتَ القَصر السَاذجات مُزجمراً :"أنتِ مَطرودة ! وجَميعكم مَطرودنَ يالا غَباءكَم"
جَميع الخَادمَات اسْتَطْلَقت قائلاتٍ :"علَينا الأختفاءِ من نّظريه , حتّى نَبقى مُحافَظات على وظيفنَا لنَهاية الشَهر !"
****
تّربع مَكتبه الذي صُنع من خّشب السّندبان الفَاخر ,أخّرج سيجَارة وأخذّ يتمَلمل بـ إِسْتِشَاطَة وإِسْتِياء ذّهباً ومجئياً ومجئياً وذهباً :"اللعنَة , اللعنةَ , أمُي , أبِي, جَدي , جَدتي .. هَل أنّا بِدمَية لَديَهم ؟! "
قائلاً بِسخُرية :"هَل ياتُرى يَوجد أشخاص من عَائلتي مازالوا متًوراين عنّ الأنظَار ! "
تّخَللت أنَامهُ شعَره الحَريري بِعنف وتَفكير :"ما العَمل ؟"ـ
رَفع سَماعة الجَناح بــ تَأَزُف قائلاً :"أريَد قَهوتي!"
مَاريا بَهلع :"أمُرك ,,أمُرك ".
×××××××××××××××××××
×مَطَبخ القَصر× .
الخَادمات بهَلع , وفَنجان قَهوة سُومطرة يتأرج بيَن أيَديَهم بأرتعَاش :"ماريا لا لا "
ماريا :"هيا بالله عليك ِ"
اليزبيث :"لا لا يمُكني , أذهَبي أنتِ ,,أنّه سيَطرودني "
كاروَلينا :"لا لنّ أذهب لا تَنظروا كّذّلك ؟"
مَاريا :"اللعنةَ , سَنَظرد جَميعنَا الان "
زَينب :"نَاولينيَ ذّلك الفَنجان "
مَاريا :"الحمدالله ,, هُنالك شَخص يجَرؤ !"
دّلفت ألِين مُبَتسمةً :"مَاذا تَفعلنّ ؟ لقَد قَرعت الهّاتف لمَرات عَدَيد ولم تَجبنّ ؟ مّاذا يَحدث " ثُم وقَع ناظَريه على فَنَجان القَهوة بينَ يدي زَينب ..
مّاريا :"الحمَدالله , الأنَسة حَاضرة ! أنَستي هل تُسَدين لنّا مَعروف "
الخَادمات بشئَ يَشبه التّوسّل والأبتَهال :"رجاءاً "
ألِين :"حسناً ,حسناً , مّاذا هُنالك "
مَاريا حِيلة و مَكْر:"هَل تّصعَدين بفنَجان القَهوة ذك للَسيد جُود, "تَلعثَمت مُتَابعة :"يَعنى أثَناء صُعَود للَجناح !"
ألِين بُخَاتَلَةٌ وصّدمة :"هَذا هَوُ ؟؟ المَعَروف!"
تّناولت ألِين فَنجان منَ بيَن يدَي زيَنب ـ
دَلفت ألِين خَارجةَ ,,ثّم التفت قائلةً بأنَفعَال :"أمُتاكدات أنّه هذّا هُو المَعروفُ ؟؟"
الخَادمَات أمَالن روؤُسنَهن بالأيجاب .
ألِين بنَصفَ عَين :"وما المُقابل ؟؟"
مَاريا :"أي شئ فقَط أذهبَي الان رجَاءاً ؟"
وذّهبت ألِين بِرشَاقة ..
زيَنب بُسَخرية :"أتَصلن عَلى الأسَعاف الان , لأنّها لنّ تَخرج سَليَمة!"
×××××××××××××××××××××××××
عَند الشَركة التَكنولَوجيا ,, قَام الحَرس بزّج جَميع الرَجال مُقيدين بدَاخل الغَرفة المُجاورة للمُختبر الألكتروني السّري للشَركة .
رفَع الهَاتف :" سَيدي , لقَد تّم الأمر "
جُود :"حسنَاً "
ألياس :"أننّا فَقط ننَتظر أوامركَ لمُتَابعة الخَطة !"
جُود مُستَنف الأمر :"هَل أحضّرت مّا طَلبت بَخصوصِ أمُّي ؟؟"
ألِياس :" بَالطبع , مسّاء اليِوم سأجليَها بمَشيئةَ الله ؟"
أَغَلق جُود بتَبرمّ وأصَابهُ صَداع شَديد ,كَبَت مُحاولَة أظّهار غَيظهِ بنّزه حتّى الان , لكنّ لَيس بَعد الان , مُلقَى بالهَاتف الَخلوي مُحَطم زّجاج النَافّذة بِطوله وعَرضِه حتّى تَفَرقت أشَلاء وشَطرات الزَجاج بَجَميع أنحّاء الغٌرفة وتّاركاً خُدَوش على وَجنتيهِ مُزجمراً بأنفَعال :"اللَعنة علَيكمَ جَميَعاً ,, اللعنة ,,اللعنةَ !"
ذُّهَلت لمّا تَراء لهّا الأن , وتَسَللّ الأرتَعاش الي جَميع خلاَيا جَسدها مُسبباً لَها شَعور بالَرهبَة عَجيب , دّلفت بَخطوات بَسيَطة نّحو مَكتبهِ واضّعةً فَنجاَن القَهوة , فَارت بالَهروبِ , لكّن لا شئ يَسير كّما يَجب ,مُسببةَ عَرَضياً سُقوط حّصانهٍ الخِشبي المنُحَوتُ بدقّة ولكنّما رغّم صُغره حَجمهِ أصّدرصوتاً هائلاً , وكأنّها طّلقة رصَاص في وسَط الفَراغ والصَمت .
التَفى بــاِسْتِقْبَاح وتّعَّصب والغَّضّب يَقَدحُ في حَدقَيتهِ قَّدح ,, دَلفّ أليِها بِابِتسَامة إِسْتِهْزاء وتَهَكُّم رافَعاً كَفيه ضَاربَهم ببَعضهم وأخّذ صّوت تصَفيقَه يَعم المَكان :" أحسَنتِ صُنعاً حَفيدةَ حقَّي ؟
حَقّاً ,, أهُنتئكَي !
مُبارك عَليك مَا صَنعتِ ! "
غَثِيَتْ نَفْسُهُا أرّتعَاباً مُلتَفتَ فَارة بالهُروب .
تَوجهَ ألِيها قَبضاً على مَرفقَها بـ شِدَّة و صَلاَبَة :"أيّن أنتِ بذّهاَبة !
ألأ يَكفي مَا فعَله جَّدك الحَقير ؟"
التَفت أليّه بنَظرات حَّادة ولكنّها لم تحّر جوَاباً .
جُود بُصراخ :"أجّيبني الان ؟ هَل كَان لّك عَلماً مُسَبوق ؟؟" تّابع بنَظرات قَاسيَة لمّ تعّهدها ألِين وأعّاد بتَهديِد:" ؟ هَل كَان لّك عَلماً مُسَبوق بقُدومي لقَريتكِ الوّضيعَة ذّلك اليَوم !
أجيبيّي ؟؟
لقّد حَبكتِه مع جّدك جّيداً ,, لا بل بّشكل مُمتَاز ؟!"
ألٍين بـإِستَقْبَحَ وكَلمات قَاسّية :"هّل جُننت ! ماالذّي تتّحدث عَنه ! "
جُود :"أجيبِي ؟"
أليِن :"بمّا أجُيب !
لاَ أعَلم شيئاً ؟؟ عمّا تتَحدث "
جُود :" لا تتحاولِي الخِدَاع ! هَل تَسمعينَ ؟؟" وشّدد القَبضة على مَرفقَها .
ألِين أجَابت بَعنفٍ مُضاّعف :" هَل أنتّ مَريض ؟ بلأ شّك أنّك كّذلكَ !تَقوم باِفْتِرَاء واِخْتِلاَق الأكّاذيب ! وتّقوم بّصب غَضبكَ عليّ لسَت مُطرةَ لأحتّمالكَ ابداً "
لَوحَ بيدهٍ عاَلياً بَعدمَ فَقد السَيَطرة على غّيظهِ , ثّم رأى قَطراتَ دَمَوعهِ الَرقَيقة تتّللئَ على وَجنَتيَها وهَي تَحاول أحَالت مَحياها , أبّعد يديه عَن مَرفقَها بعنَف كَبيرمُسببَاً سُقوطَها أرضاً ,, ثَم أبتّعد بـعَبُوس و تَقْطِيب ثّم بَحركَة خَاطفة قَام بأزالهَ رَفّ الكّتَب بالَكاَمل خَلف مَكتبهِ وصّرخ :" أخُرجِي ,, أخُرجي الان ,,اللَعنة عَليك أيَتها قليلة الحَياء "
صَرخَت ألِين :" أكّنت تَريد صَفَعِ فلتّفعَل أذّا حتّى تُريَح قَلبّك
, ولأجّد سَبب لكِ أكَرهَك كّما يّجب ! "
جُود لمَ يَلتَفت نَحوها قَط :" هَل أدُلك على طَريَقة أسَهل ! أنّني أكَرهُك وأكرهُ جَدك وأكرهُ والدك وجَميع عّائلتك جَميعهم دونمّا أستّثناءَ! أنّهم سبّب شَقاء أُسَرتِي ! هّل هذّا سَبب كَافيِ "
ألِين :"لا لَيس بَعد ! لمّ تّدّلني على الطَريق الَصّحيح !"
جُود بَكلماَت جَارحةَ كَنجَر :" هّل تّسألتني يَوماً لمّا أعُمالكِ بتَلك الطَريقة ! الأجاَبة بَسَيطة ! " بِسخرية قَاسيَة وجّادة وبَاردة " لأنّه هُنالك منّ تَمكنّ من قَلبي منّذ زّمناً بَعيداً ولا يَزال مَدفون هَنا " وأشَار الى مَوضعَ قَلبهِ .
ألِين وأنبَثقتَ دُمَوعها قاَئلةّ :" اللعّنة علَيك !" ثّم قَامت بحَمل أحّد الكًتب التَي ملَئت أرضَية المَكتب مُلقَية بهَا نَحوهُ بعنَف وكتّاب تّلو الأخر بشَكل مُستَمر ,, حتّى دَلف جُود نَحوها و قَام بسَحبَها منّ مِرفقَها بِخُشونةَ مُلقي بَها خارجاً ككلب ضالٍ , قائلاً :" لا أريّد رؤُيتك حتّى ممَاتِي ؟" ومُغلق البَاب بعُنف حتّى سُمع صّدى تّرددهُ بالأفاَق .
ألِين تّراخى جَسَدها أرضاً ,, أنبثقّت شَهقاتَ بكَاءه عالياً جداً وأستَمر بكاءهَا ربمّا لسَاعات أمّ جُود يستَشيطُ نارٌ كُلما سَمعّها شَقهات وأكَمل تَحْطِيم مابقى سَليماً من غُرفةَ المَكتب .
الخَادمَات أسَفل الدّرجّ اللّولَبي يَسمعّنا أصوات صِرَاع وعِرَاك حَزَ أرَجاء القصَر .
*
تجَمَع في الأوَسارِ معصَماهْا
و يقلقُ خَصرها لكَ في الحِقابِ
*
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جَسمي
ألا بالغِدر أجدرُ أن تعاَبى
*
لياليَ لي منَ الحاجاتِ حكمَى
و ليس وسيلةٌ بسِوى شَبابي.
"مَنَقولَ"
***
مَاريا :" ياللهي , مّاذا يَحدثَّ هُناك ؟"
زَينب :" أنّه بَسببَكنّ "
نّظرنّا الخّادمَات بِخذلانَ نحو الأرَضية ,,
ثّم صّعدت زينَب مُسَرعاً قائلةً :" فلّيكنّ ما يكنّ !"
صَرخت الخّادمَات :" زينبَ , أجُننتّي ؟"
وّصّلت مَشارف الجّناح الغَربي ,,سّمعت بُكاء أحّدهم ,,دّلفت بهّدوء نّحو أقَصى اليَمين ,,جيثُّ وَجد أحدهنّ واقَعةً أراً هّبتّ مُسَرعةَ نَحوها خَافتَة صَوتها :" أنَستي , أنَستي هَل أنتِ بَخير ؟"
ألِين لَم تحّر جَواباً فَقط تُرددّ قاَئلة :"أنّه يَحبهُا , أنّه يَحبهُا ! لّذلك يَكرهني ,, يكَرهني "
زَينب كأنَها فَهمت الأمَر تّنهّدت هَامسةَ :"لاَ علَليك أنسَتي أسَمحَي لي بُمسَاعدتّكِ ؟؟"
أوُقفَتها وأسَاندّها حتّى وصَلت غُرفَة النَوم , رأت وجَهها المُلطخ بالَدموعِ وخُصلات من شَعرها الذي تّنَثر بكّل مكَان ,,
أجّلستّ على السَرير ورأت قَطرات دَماء تَسللت منَ أسَفل قَدميها , تّوَجهَت نَحو صَندوق الأسعَاف مُباشراً جَالبَة الأدوات :"أنّستي أنّزلي حّذائّكِ رجاءاً ,, قَدمَكِـــ" لمَ تُتُابَع لأنَها لم تَرى منّها جوَاباً قظ,, فقّط تتأمل الفَراغ وغّزارة الدّموع لّم تنتّطفَئ أبداً.
أخّذ زَينب بِمعَالجة قَدمَها رأَفةَ لحاَلها , أعّادة تَرتيب الأدوات دَاخل الصَندوق بَعدم أنَهت ععَلاجَها قائلةً :" صَديقني , لَم يَعّد لــ آنا مَكان فَي قَلبهِ !"
أتَسَعت عَينَاها بصَدمةَ هَامستَ منَ بيَن شَهقَتها :" منّ تلك آنا ؟؟"
زَينب :" لا أحّد مُجرد فتّاة ! "
ألِين :" أنّه لازال يُكن لّهَ المّشاَعر ؟!"
زَينب :" لا أنّها مُجرد حبُّ طفَلي عاَبر ! كمّا أنّها تّوفت منُّذ زّمناً طوّيل "
أخّذ ألِين بالبَكاء بِقَسوة :" لكنّها لاّ زالّت مّدفوَن بَقلبهِ ؟"
تّنهدت زَينب مُلتَفت للَخروج قائلةً برأفَة فَهي تَعلم ذلك الشَعَور الَحارق حقًّ مَعرفَ :" لا لا أنَستي , فقّط أنِسي أمرّها أنّه من المَاضي" ومَضّت ذّهابةَ بمَعضاً لا تَعرف سَببهُ
أرتّمت ألِين رأساً على عقَب ولَم تَستَطع السَيَطرة على قَلبَها الضَعيف قائلةً :" فّي كُل مّّرة أودّ الأنتٌقأم ,, يَسبَقَني قدماً لا بلَ أشّباراً "
تَكورت على نفَسهَا في أحد أرَكان الغَرفة ولمَ تَسطع أدّارة أعضاء جَسدها بشَكل جيد , حيُث بدأ جسَدها يَترجف بقَسوة أخّفت مَحياهَ بين كَفيه وأخذ تّنذبّ حظَها العُثر الذّي رَمها فَي أحضان الَصخور القَاسية ,,
****
سَاَعات مَرت والقَصر بَحالة صَمت مّخيف ,,جُود بحَالة شَبيه بالسَكر لا يفقَه شيئاً مُطلقاً ,, لا يَسمع ,, لأيرى ,,لا يَشعر ,,
يألوُ واضَعاً يديه عَلى قَلبهِ الذّي يَكاد يتَوقف ,,صَرخ مُعلناً نّفاذ كّمية الطَاقة التّي تّمكنت من جَسدهِ منّ بُرهة :" يااللهي ,, ماالذي يَحدث مَعي ؟!"
ًصمتّ ,,صّمت,, ّصَمت
فقّط يتأمل مَا صَنع بالمَكتب بَعدما أرخى بجسَدهُ ذو الطَول الفَارغ على الأريكة التّي تّم وقَلبها رأساً على عَقب ,,
رَفَعت السَماعَة مُنتظَرة ,,
ألَكسندرةَ شَبه نَائمةَ :" مرحباً ,, منّ المُتكلم ؟"
ألِين :" هذيِ أنّــا ؟"
ألكّسندرة :"ألمّ أّحدثكِِ لمّئة المرّات ,, أنّ تتَصلي منّ هاتَفك لا هَاتف الجنَاح ؟"
ألِين بدأت بالنَحَيب ,,والبَكاء
ألكَسندرة بَخوفُ :" ألِين ,, ألِين ,, ماذاَ هُنالك ؟"
ألِين :" لأا ,, لأأ يمُكنَني الأحَتمال , ,, لأأ ,,لأا لَيس بَعد الانّ؟"
ألكَسندرة :" أهّدئي قَليلاً ,, وتّحدثي ؟"
ألِين :"لا لا ,, هلَ تَستَطعين المَجئ ؟"
ألكَسندرة :"بالَطبع ؟!"
ألِين :" رجَاءاً , هَل يمَكنني النَوم عّندك الَيوم ؟"
ألكّسندرة :" بالطّبعَ بالطّبعَ تّجّهزي هـّا أنّا قَادمة "
نّصفَ سَاعة حتّى كاّن هُنالك سَيارة تَنَظر من المَخرج الَخلفي للقَصر ,على الشَارع الَعام ,,
تَسلَسَلت ألٍين الحّديقة الخَلفية جَالبَة حَقيبة مَلابس كَبيرة وكُل مُسَلتَزمَاتها الضَرورةَ .
دَلفت السَيارة وأحتّضنت ألكسَندرة باكَية بقَوة ,, ألكسنَدرة بَصَدمة :" لَما هّذي الَحقيبة الكَبيرة ؟"
ألِين ببكَاء:" لنّ أعُود مُطلقاً ؟ لنّ اعَود حتّى ممَاتيِ!"
ألّكّسندرة :" أجُننتَي ,, مّاذا يحدّث هُنا ؟"
ألِين صَمت تَام ,, فأحتَرامت ألكِسندرة ذّلك سَامحَة لهَا بمَساحتهَها الخَاصة ثَم أمّرت السَائق بالتَوجه لمّنزلها .
تَدثّرْتَ بالأغَطية التّي مَوضُعة فَوقهَا وغطّيتَ بَها رأسهَا كأننّها تَهَرب من شيء مَا,وعَبثَاً حَاولت الَنوم .
:" حَيثُ كَانت ليلَةً لاَ تُحَسد علَيها ".
قُطعَت أنفَاسَها للحَظات وهَي تتَرصد هسَهات أحّدهَما ,حتّى صَدى صَوت رنَين الهَاتف بالَفارعَ .
رَفع جُود اَلَهاتف دوّنما النَظر مُبتدئ حَديثُه... أنّهى بعَد فَترة ثّم ,نَهض بأستقَامة جِذعيه وتَنفَس الصُعداء, الَتفى نَحوها ,فَمَا وَجد مَنها شيء باَستنثَاء شَعرها الذّي تتَخّل منَ بيَن الأغَطية مُتربعة أريكَتها المُعتَادة .
تَنفَست الصُعداء تحَت الأغطَية مُتَوعدة بالأنتقَام مَنهِ شّر نَقمةَ .
خَرج بعَد فتَّرة ببذتّيه الأيَطالَية الرَاقية وسَاعته الكلَاسيَكة المفُضلَة ,أخّذ بظّبطِ شعَرهِ مُتنَهداًعَندما رأها من أنعَكاس المراه على حَالَها , تَوجه نَحو مَكتبَه وسَحب ملَفاتهِ وحَاسوبهِ المحَمول ,,
مُتذَكراً هاتفه , عائّداً الَى غَرفة النَوم .
وَجدها خَارجةَ من غَرفة تَبديَل الملاَبس , حَاور نفَسه قاَئلا :"هَل كفَتْ عَن البَكاء؟ لأن عَيونها لم تَعد تَحمل الَمزيدِ منَ الدّموع ؟ أمّ لأنّها أخّرجت أثَقال الحّزن الكَامنة فيِ أحشَائَها وأسَـاَلْتها مع هذه الدَموع ؟ أمّ لأنّها قَد نَسيت بالأصَل مّا سَببتُ لَها منَ أحَراج فَي الأمسَ ! لكنّه رجَح على الفّور أنّها نَسيت "
أَشَحت بنَظرهَا عنّه مُتجَاهلة أسَئلة عَيناه التّي خَرقت ذّاتَها, مُتوجهِ للحَمام .
التفتى كذّلك جُود متَجاهلَها ,ألتَقط هَاتفهُ ,ثّم تَوجه نَحو هَاتف الَجناح ضّغط الَرقم 7 منتَظراً حتّى نَطقت ماريا :"صَباح الخَير , أنَسة ألِين , بِما أُساعدكِ"
نَطَق بجُمود الجَليد :"أجَلبي النَسخة الأضافَية لِمفتَاح الجَنَاح الغَربية؟"
مَاريا بتَلعثم :"أمُرك , سَيدي "
لَحظَات وحتّى أصَبح بَها جُود حُّراً طليَقاً .
×××××××××××××××××××××××××
×الشّركَة التَكنُولوجيا×
دَخل جُود بَهيبتهُ المُعتّادة , أمَراً صُوفيا بَجمع الأعضاء بغَرفة الأجتَمَاعاتَ لأمراً ضّروريِ !
تَجمّع الأعضاء النّخبة وبدَأّ جُود حَديثُه :"ألَياس , أريّد فَريق الدّعم الًيوم !"
مَايك :"سيَدي هل سَنبدأ الخُطة الثَانية ,,ما زاَل هُنالك وقَت "
جُود :"أظّن ذلَك عليَنا قطَع الشّك باليَقين ؟"
خَرج جُود بأًصَرار علَى انّهاء الأمرَ .
تَهامسَ التّؤامين"جيمس وليم " ومَايك :"الَرئيس غَريب , بِمقدورهُ أن يَرى كل شئ على حقيقتَه , لاَ يُمكن اللَعب معَه أنّه يرى الكَبير كبير والصغَير صَغير "
أقَشَعر مَايك قائلاً :"أشَعر أنّه يَرى ما بنَفوس الأنُاس من أمُور لا يَعلم بأمره سَوى هُم أنَفاسَهم "
جيمس :"ياللهي , لابُّد ذَلك أنّه جَامد للغَاية "
صَرخ أنَدرسون رَئيس الفَريق :"اللعَنة أصمتّوا , هَل تَودون الَطرد منَ الَعمل !"
××××××××××××××××××
بَداخَل سَيارة لاَمبورجيني السَوداء .
نَطق جُود بِـصَلاَبَة :"تَوجهُ نَحو المَكان المَعهود "
ألَياس أمَال برأسهِ التَي عَكستها المراه فتتّبين جَمال عَيانه اللؤلؤلتين ـ
***
القَبو الأرضي في مَنطقَة مَخصص لأثرَياء الَبلد .
تَرّجل جُود درجاِت القُبو بهّيبة وغَطرسَة حتّى وَصل الى البابِ المنَشود . \
خَلفهُ تماماً نَطق ألياَس : "سيدي , أظّن أنه ليَس اَمن ,,أحّذر رجاءاً ؟".
جود بِأصَرار تقدم بخطواِت ثقيلةٍ حتّى أخر المَمَر الَضيق وفتح باَب بروُنزي اخر ونَظر جُود الى القاعَة المُهيبة الَممتدة امَامهَما كانت القاعة المُربعة الهَائلة مُزينة بالرَموز الخَاصّة بالحَزب السّري ومَغمورة بنورِ غَريب الذي تسلل من الكُوة في أعلى القُبة وكان هنَالك رجاَل كالعّادة يتمركز كل منهَم على أريكته التي تزداد كُبر بكِبر مَركز الشخَص.
أنفّتح الباب على مَصارعهِ الذي تَوسطهُ جُود بتَصَلُّف و تَعَاظُم ـ
تَجَمع الرَجال خَلف جُود وقَاموا بحَركات مَدروسةُ بتَطويق المَكان .
السَيَد بَيدور ~ تَوارَتَ أبتَسامتَه وحَلت مَكانَها أمَارات قَاسيَة نَطَق بأسَتهجان :"مَاذا يَحدثُ هُنا ؟"
تَرسَمت على محياهُ أبتَسامة مُهِيبة ونَطق :"ألياس , الان "
ألّياس :"أيَها الرّجال الان "
الرجّال ّدّوت رُصاصَات أطلاق النّار بالفَارغ وأمتّدى الصَوت لعدّة يَردات .
خّرُوا رجّال الحّزب رَاكَعين ,, إِسْتَهْجَنَ بيَدور قائلاً :"أيّاك والتَهَور "
جُود بإِنْتَقَدَ:"أوكَيف تَجرئ عَلى النَطق !"
أمَال جُود بِرأسه بأيماءة فتَشعب الرجّال في أرجاءَ الغَرفة المُربعة مُقيَدينَ جَميع الرجَال , بَاطحيِنهم أرضاً .
حتّى بّدأ بيَدور بالصّراخ :"ألمَ تُيقن بَعد أنّك تَخطيت الَحدود؟
, ألمّ أحذّرك؟
, ألمّ أقّل أنّ نّدمك سَيَكون الأكَبر!! "
ألَياس خَلفه :"أصّمت رجاءاً " وقَام بتَكبيَل وصّفَّد يديهِ بشّدة
التَفتى جُود مُعرضَاً عَن مَا يَدور بالأرجَاء وريَاح الغَضب تَعصفُ عصَفاً فيِ نَظريهِ , حتّى أصَبح مُباشَرة أمَام السَيد بَيدور , مُلوحاً بيديَه عَالياً لحّدة غَيْظهِ :"كَيف تَجرأ علَى اللعَب مَعي ؟! "
السَيَد بيَدور بنَظرات تَسَخَّطَ و كَانت وَقفته ونَظراتَه مُجسمة للكَبرياء والغَطرسة :"أتّجرئ يَا فتَى عَلى صَفعَ والَدك ؟"
جُود :"أيّها المُنافق ,, ماذا تتهفوه بهِ؟؟" ووجنتيهِ أصبحتَا شدَيدة الحُمرةَ.
السيَد بيَدور :"مازالت رَغَم ذلك أبَن والدك!"
جُود وَقف كالمَشدوهُ , وهَبطتَ يدهُ التّي كانت تُعانقَ السَماء ..رَمقُه بنَظرات تَفحَص,,لم يُّحر جَوابَاً قَط ,رويداً رويداً خَفتت في أذنِيه ضَوضاء الَرّجَال, ولفّ ضَباب الذّكَريات مَعالم الأشياء المُمتدة أماَم نَاظري جُود ,,
الذّكرى الأولى
طَفل أبنَ الخَمَس سَنوات يتّربع حُضَناً وتَلتَف حَوليه أيَدي ,, ثَم هَبطَ مُختَبئ بَين أضَلاعهِ ,,عَندما رَمَقتهُ والَدتهُ بنّظرات تَهدَيد لمّا أفتَعل منَ فَوضى ,,لكنّه لا يتَذّكر أيّ من مَعاَمل ذّلك الوَجه سَوى أصَوات ضَحكتَه الَهادئةَ ولَمسَاتهِ الحَّنايةَ .
الذّكرى الثَانية
تَخّرج الثَانوية ~
أصّوات مُشايَدات عَمت جَناح جَدهُ وعَلم من ألخَدم أن والَدتهُ بالقَصر مَا تّرجى لهُ فَهمه فقَط ,, أنّ هُنالك رجَل مَا كَان عليَه حّضور التَخرج.
الذّكرى الثَالثَة
فيِ عيّد موَلده الثَلاثين -الذّي أحتَفل بهِ منذّ سنَة -تّذكَر مُبَاركات السَيد بيَدور لهُ ونّصحه الشَديَد لَهُ وثّناءهِ عليه ,, ولنّ ينسَى مُطلقاً أمَارات الصَدمة على محيهُ "السيد بيًدور " عَندما أختتَم عيَد مَولادهُ بأعلأنه خُطوبتَه مّن حَفيدة حقَي.
***
كّل ذّلك تّحول الى أشّباح تَرقص بالَوسط , تّمتّم جُود في صوتٍ لاَ يكُاد يُسمع :"أتُّمزحنّي "
زّم السَيد بيَدور شَفتيه في عَصبيةِ وعّاد بِعقله خَمسة وعشَرين عاماً الى الوراءِ عّندما كَان حّديث الَزوَاج وطَاف في ذاكرتهِ رِقَة نَسرين حيثُ كَان يَعمل لَدى والَده الذّي كَان علَى شَفير خَسارة كُل ما يَملكَ منَ مصَانع ومؤَسسات , وتّذكر أنّه لم يَكن يعرفٌ للماَل قيمَة وكّيف أصّبح الان كُل ما لديهَ مال ومَال وليِس شئ سُوى المَال .
أنّزل جُود غُصَّةً صَعِدت في حَلقِه ثُم أحَال نَظريهِ و تَوجه بالَحديث لـ ألَياس :" فَلتقم بتّشَديد الأصدَاف على يديهِ " ورَمقهُ بتَسخط مُلتَفت يَجمه شتّات روُحهُ الهّائمةَ في كُل مَكان .
السّيد بيَدور شَعر بالَهوان , أنّبثَق هذّا الشَعور عنّد أخّر نّظرات تَوجهَت أليِه من أبّنه الأكـبــر مُتَمتم:"أنَّي قَد صَدقت أنّه يَشبها حقَّ الشَبه !"
خّرج جُود منَ الغَرفة المُربعة وأخذ ذهَباً ومجئياً في الممّر الضَيق
صَرخ جُود مّن أخر الممَر الضيَق قائلاً :"أليّاس , تَعال هُنا "
بيَنما كَان ألياسَ والرَجال مَشغولين بتّصديف أيدَي رجَال الحّزب ,,هَبط ألِيه مُسَرَعاً
ألياس :"نَعم سيدي ,, نًعم ,, أنا حَاضر "
مَّدد كَفيه أمراً :"مفَاتيح السيَارة ؟" نَوله أيَهم أليَاس فَي تَفكير :"هل الَسيد بيَدور والد جُود , ولكنّ كَيف ذلك أنّه رَئيسَ حّزب الرأسَمالين العّدو الأكبر لشَركات جَدهِ !"
إِعْتَلَى السَيارة وتَنهد بِضيق وتَلئلئت عيَناهُ خُذّلاً . ثُّم وضّع السِيارة على وضّع دراَيف ,,متّوجهاً بأقَصى سُرعَتها عشوائياً الى للامَكان .
****************************
×السُعَودية×
يُوسَف بّشَتات يَجُيب :"لا أعَلم سيدي "
"لا أذّكر بَوضوَح "
"أنّا مُتأكد لا شيء مُثير للأهتمام أتّذكرهُ "
وأستَمر حَديث لسَاعات بيَن الشّرطي ويُوسف .
دَلفت مَها بَعدنا أنّهى تّحقيقه ورَبتت على كتَفيه مُطمئَنة لَهُ .
يَوسفُ بِصَرامة :" مّها أريَد العّودة الى أسَبانيا مَعكم "
مَها بِمفاجأة :"لكنّ سنَعود الأسُبوع المُقبل ,,أنّك لم تَستَرد عَافيتك كّما يَجب "
يُوسف :"لايَهم "
مهَا بأمر:"لا لنّ تأتي "
يُوسف وبدأ أمارات الضِيق تَقسَوا على مَحياهُ الوَسيم قائلاً :"مَها أرجوك ,يكفى "
************************************
× أسَبِانَيا ×
انتهَر جُود بعَنَّفِ الجَميع مُبتدئ من الحُراس الخَارجين للقَصِرو اِنْتَهَرَ العِرْقُ مِنهُ غصّباً عَند تَمثلت أمَامهِ أحدّى خّدماتَ القَصر السَاذجات مُزجمراً :"أنتِ مَطرودة ! وجَميعكم مَطرودنَ يالا غَباءكَم"
جَميع الخَادمَات اسْتَطْلَقت قائلاتٍ :"علَينا الأختفاءِ من نّظريه , حتّى نَبقى مُحافَظات على وظيفنَا لنَهاية الشَهر !"
****
تّربع مَكتبه الذي صُنع من خّشب السّندبان الفَاخر ,أخّرج سيجَارة وأخذّ يتمَلمل بـ إِسْتِشَاطَة وإِسْتِياء ذّهباً ومجئياً ومجئياً وذهباً :"اللعنَة , اللعنةَ , أمُي , أبِي, جَدي , جَدتي .. هَل أنّا بِدمَية لَديَهم ؟! "
قائلاً بِسخُرية :"هَل ياتُرى يَوجد أشخاص من عَائلتي مازالوا متًوراين عنّ الأنظَار ! "
تّخَللت أنَامهُ شعَره الحَريري بِعنف وتَفكير :"ما العَمل ؟"ـ
رَفع سَماعة الجَناح بــ تَأَزُف قائلاً :"أريَد قَهوتي!"
مَاريا بَهلع :"أمُرك ,,أمُرك ".
×××××××××××××××××××
×مَطَبخ القَصر× .
الخَادمات بهَلع , وفَنجان قَهوة سُومطرة يتأرج بيَن أيَديَهم بأرتعَاش :"ماريا لا لا "
ماريا :"هيا بالله عليك ِ"
اليزبيث :"لا لا يمُكني , أذهَبي أنتِ ,,أنّه سيَطرودني "
كاروَلينا :"لا لنّ أذهب لا تَنظروا كّذّلك ؟"
مَاريا :"اللعنةَ , سَنَظرد جَميعنَا الان "
زَينب :"نَاولينيَ ذّلك الفَنجان "
مَاريا :"الحمدالله ,, هُنالك شَخص يجَرؤ !"
دّلفت ألِين مُبَتسمةً :"مَاذا تَفعلنّ ؟ لقَد قَرعت الهّاتف لمَرات عَدَيد ولم تَجبنّ ؟ مّاذا يَحدث " ثُم وقَع ناظَريه على فَنَجان القَهوة بينَ يدي زَينب ..
مّاريا :"الحمَدالله , الأنَسة حَاضرة ! أنَستي هل تُسَدين لنّا مَعروف "
الخَادمات بشئَ يَشبه التّوسّل والأبتَهال :"رجاءاً "
ألِين :"حسناً ,حسناً , مّاذا هُنالك "
مَاريا حِيلة و مَكْر:"هَل تّصعَدين بفنَجان القَهوة ذك للَسيد جُود, "تَلعثَمت مُتَابعة :"يَعنى أثَناء صُعَود للَجناح !"
ألِين بُخَاتَلَةٌ وصّدمة :"هَذا هَوُ ؟؟ المَعَروف!"
تّناولت ألِين فَنجان منَ بيَن يدَي زيَنب ـ
دَلفت ألِين خَارجةَ ,,ثّم التفت قائلةً بأنَفعَال :"أمُتاكدات أنّه هذّا هُو المَعروفُ ؟؟"
الخَادمَات أمَالن روؤُسنَهن بالأيجاب .
ألِين بنَصفَ عَين :"وما المُقابل ؟؟"
مَاريا :"أي شئ فقَط أذهبَي الان رجَاءاً ؟"
وذّهبت ألِين بِرشَاقة ..
زيَنب بُسَخرية :"أتَصلن عَلى الأسَعاف الان , لأنّها لنّ تَخرج سَليَمة!"
×××××××××××××××××××××××××
عَند الشَركة التَكنولَوجيا ,, قَام الحَرس بزّج جَميع الرَجال مُقيدين بدَاخل الغَرفة المُجاورة للمُختبر الألكتروني السّري للشَركة .
رفَع الهَاتف :" سَيدي , لقَد تّم الأمر "
جُود :"حسنَاً "
ألياس :"أننّا فَقط ننَتظر أوامركَ لمُتَابعة الخَطة !"
جُود مُستَنف الأمر :"هَل أحضّرت مّا طَلبت بَخصوصِ أمُّي ؟؟"
ألِياس :" بَالطبع , مسّاء اليِوم سأجليَها بمَشيئةَ الله ؟"
أَغَلق جُود بتَبرمّ وأصَابهُ صَداع شَديد ,كَبَت مُحاولَة أظّهار غَيظهِ بنّزه حتّى الان , لكنّ لَيس بَعد الان , مُلقَى بالهَاتف الَخلوي مُحَطم زّجاج النَافّذة بِطوله وعَرضِه حتّى تَفَرقت أشَلاء وشَطرات الزَجاج بَجَميع أنحّاء الغٌرفة وتّاركاً خُدَوش على وَجنتيهِ مُزجمراً بأنفَعال :"اللَعنة علَيكمَ جَميَعاً ,, اللعنة ,,اللعنةَ !"
ذُّهَلت لمّا تَراء لهّا الأن , وتَسَللّ الأرتَعاش الي جَميع خلاَيا جَسدها مُسبباً لَها شَعور بالَرهبَة عَجيب , دّلفت بَخطوات بَسيَطة نّحو مَكتبهِ واضّعةً فَنجاَن القَهوة , فَارت بالَهروبِ , لكّن لا شئ يَسير كّما يَجب ,مُسببةَ عَرَضياً سُقوط حّصانهٍ الخِشبي المنُحَوتُ بدقّة ولكنّما رغّم صُغره حَجمهِ أصّدرصوتاً هائلاً , وكأنّها طّلقة رصَاص في وسَط الفَراغ والصَمت .
التَفى بــاِسْتِقْبَاح وتّعَّصب والغَّضّب يَقَدحُ في حَدقَيتهِ قَّدح ,, دَلفّ أليِها بِابِتسَامة إِسْتِهْزاء وتَهَكُّم رافَعاً كَفيه ضَاربَهم ببَعضهم وأخّذ صّوت تصَفيقَه يَعم المَكان :" أحسَنتِ صُنعاً حَفيدةَ حقَّي ؟
حَقّاً ,, أهُنتئكَي !
مُبارك عَليك مَا صَنعتِ ! "
غَثِيَتْ نَفْسُهُا أرّتعَاباً مُلتَفتَ فَارة بالهُروب .
تَوجهَ ألِيها قَبضاً على مَرفقَها بـ شِدَّة و صَلاَبَة :"أيّن أنتِ بذّهاَبة !
ألأ يَكفي مَا فعَله جَّدك الحَقير ؟"
التَفت أليّه بنَظرات حَّادة ولكنّها لم تحّر جوَاباً .
جُود بُصراخ :"أجّيبني الان ؟ هَل كَان لّك عَلماً مُسَبوق ؟؟" تّابع بنَظرات قَاسيَة لمّ تعّهدها ألِين وأعّاد بتَهديِد:" ؟ هَل كَان لّك عَلماً مُسَبوق بقُدومي لقَريتكِ الوّضيعَة ذّلك اليَوم !
أجيبيّي ؟؟
لقّد حَبكتِه مع جّدك جّيداً ,, لا بل بّشكل مُمتَاز ؟!"
ألٍين بـإِستَقْبَحَ وكَلمات قَاسّية :"هّل جُننت ! ماالذّي تتّحدث عَنه ! "
جُود :"أجيبِي ؟"
أليِن :"بمّا أجُيب !
لاَ أعَلم شيئاً ؟؟ عمّا تتَحدث "
جُود :" لا تتحاولِي الخِدَاع ! هَل تَسمعينَ ؟؟" وشّدد القَبضة على مَرفقَها .
ألِين أجَابت بَعنفٍ مُضاّعف :" هَل أنتّ مَريض ؟ بلأ شّك أنّك كّذلكَ !تَقوم باِفْتِرَاء واِخْتِلاَق الأكّاذيب ! وتّقوم بّصب غَضبكَ عليّ لسَت مُطرةَ لأحتّمالكَ ابداً "
لَوحَ بيدهٍ عاَلياً بَعدمَ فَقد السَيَطرة على غّيظهِ , ثّم رأى قَطراتَ دَمَوعهِ الَرقَيقة تتّللئَ على وَجنَتيَها وهَي تَحاول أحَالت مَحياها , أبّعد يديه عَن مَرفقَها بعنَف كَبيرمُسببَاً سُقوطَها أرضاً ,, ثَم أبتّعد بـعَبُوس و تَقْطِيب ثّم بَحركَة خَاطفة قَام بأزالهَ رَفّ الكّتَب بالَكاَمل خَلف مَكتبهِ وصّرخ :" أخُرجِي ,, أخُرجي الان ,,اللَعنة عَليك أيَتها قليلة الحَياء "
صَرخَت ألِين :" أكّنت تَريد صَفَعِ فلتّفعَل أذّا حتّى تُريَح قَلبّك
, ولأجّد سَبب لكِ أكَرهَك كّما يّجب ! "
جُود لمَ يَلتَفت نَحوها قَط :" هَل أدُلك على طَريَقة أسَهل ! أنّني أكَرهُك وأكرهُ جَدك وأكرهُ والدك وجَميع عّائلتك جَميعهم دونمّا أستّثناءَ! أنّهم سبّب شَقاء أُسَرتِي ! هّل هذّا سَبب كَافيِ "
ألِين :"لا لَيس بَعد ! لمّ تّدّلني على الطَريق الَصّحيح !"
جُود بَكلماَت جَارحةَ كَنجَر :" هّل تّسألتني يَوماً لمّا أعُمالكِ بتَلك الطَريقة ! الأجاَبة بَسَيطة ! " بِسخرية قَاسيَة وجّادة وبَاردة " لأنّه هُنالك منّ تَمكنّ من قَلبي منّذ زّمناً بَعيداً ولا يَزال مَدفون هَنا " وأشَار الى مَوضعَ قَلبهِ .
ألِين وأنبَثقتَ دُمَوعها قاَئلةّ :" اللعّنة علَيك !" ثّم قَامت بحَمل أحّد الكًتب التَي ملَئت أرضَية المَكتب مُلقَية بهَا نَحوهُ بعنَف وكتّاب تّلو الأخر بشَكل مُستَمر ,, حتّى دَلف جُود نَحوها و قَام بسَحبَها منّ مِرفقَها بِخُشونةَ مُلقي بَها خارجاً ككلب ضالٍ , قائلاً :" لا أريّد رؤُيتك حتّى ممَاتِي ؟" ومُغلق البَاب بعُنف حتّى سُمع صّدى تّرددهُ بالأفاَق .
ألِين تّراخى جَسَدها أرضاً ,, أنبثقّت شَهقاتَ بكَاءه عالياً جداً وأستَمر بكاءهَا ربمّا لسَاعات أمّ جُود يستَشيطُ نارٌ كُلما سَمعّها شَقهات وأكَمل تَحْطِيم مابقى سَليماً من غُرفةَ المَكتب .
الخَادمَات أسَفل الدّرجّ اللّولَبي يَسمعّنا أصوات صِرَاع وعِرَاك حَزَ أرَجاء القصَر .
*
تجَمَع في الأوَسارِ معصَماهْا
و يقلقُ خَصرها لكَ في الحِقابِ
*
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جَسمي
ألا بالغِدر أجدرُ أن تعاَبى
*
لياليَ لي منَ الحاجاتِ حكمَى
و ليس وسيلةٌ بسِوى شَبابي.
"مَنَقولَ"
***
مَاريا :" ياللهي , مّاذا يَحدثَّ هُناك ؟"
زَينب :" أنّه بَسببَكنّ "
نّظرنّا الخّادمَات بِخذلانَ نحو الأرَضية ,,
ثّم صّعدت زينَب مُسَرعاً قائلةً :" فلّيكنّ ما يكنّ !"
صَرخت الخّادمَات :" زينبَ , أجُننتّي ؟"
وّصّلت مَشارف الجّناح الغَربي ,,سّمعت بُكاء أحّدهم ,,دّلفت بهّدوء نّحو أقَصى اليَمين ,,جيثُّ وَجد أحدهنّ واقَعةً أراً هّبتّ مُسَرعةَ نَحوها خَافتَة صَوتها :" أنَستي , أنَستي هَل أنتِ بَخير ؟"
ألِين لَم تحّر جَواباً فَقط تُرددّ قاَئلة :"أنّه يَحبهُا , أنّه يَحبهُا ! لّذلك يَكرهني ,, يكَرهني "
زَينب كأنَها فَهمت الأمَر تّنهّدت هَامسةَ :"لاَ علَليك أنسَتي أسَمحَي لي بُمسَاعدتّكِ ؟؟"
أوُقفَتها وأسَاندّها حتّى وصَلت غُرفَة النَوم , رأت وجَهها المُلطخ بالَدموعِ وخُصلات من شَعرها الذي تّنَثر بكّل مكَان ,,
أجّلستّ على السَرير ورأت قَطرات دَماء تَسللت منَ أسَفل قَدميها , تّوَجهَت نَحو صَندوق الأسعَاف مُباشراً جَالبَة الأدوات :"أنّستي أنّزلي حّذائّكِ رجاءاً ,, قَدمَكِـــ" لمَ تُتُابَع لأنَها لم تَرى منّها جوَاباً قظ,, فقّط تتأمل الفَراغ وغّزارة الدّموع لّم تنتّطفَئ أبداً.
أخّذ زَينب بِمعَالجة قَدمَها رأَفةَ لحاَلها , أعّادة تَرتيب الأدوات دَاخل الصَندوق بَعدم أنَهت ععَلاجَها قائلةً :" صَديقني , لَم يَعّد لــ آنا مَكان فَي قَلبهِ !"
أتَسَعت عَينَاها بصَدمةَ هَامستَ منَ بيَن شَهقَتها :" منّ تلك آنا ؟؟"
زَينب :" لا أحّد مُجرد فتّاة ! "
ألِين :" أنّه لازال يُكن لّهَ المّشاَعر ؟!"
زَينب :" لا أنّها مُجرد حبُّ طفَلي عاَبر ! كمّا أنّها تّوفت منُّذ زّمناً طوّيل "
أخّذ ألِين بالبَكاء بِقَسوة :" لكنّها لاّ زالّت مّدفوَن بَقلبهِ ؟"
تّنهدت زَينب مُلتَفت للَخروج قائلةً برأفَة فَهي تَعلم ذلك الشَعَور الَحارق حقًّ مَعرفَ :" لا لا أنَستي , فقّط أنِسي أمرّها أنّه من المَاضي" ومَضّت ذّهابةَ بمَعضاً لا تَعرف سَببهُ
أرتّمت ألِين رأساً على عقَب ولَم تَستَطع السَيَطرة على قَلبَها الضَعيف قائلةً :" فّي كُل مّّرة أودّ الأنتٌقأم ,, يَسبَقَني قدماً لا بلَ أشّباراً "
تَكورت على نفَسهَا في أحد أرَكان الغَرفة ولمَ تَسطع أدّارة أعضاء جَسدها بشَكل جيد , حيُث بدأ جسَدها يَترجف بقَسوة أخّفت مَحياهَ بين كَفيه وأخذ تّنذبّ حظَها العُثر الذّي رَمها فَي أحضان الَصخور القَاسية ,,
****
سَاَعات مَرت والقَصر بَحالة صَمت مّخيف ,,جُود بحَالة شَبيه بالسَكر لا يفقَه شيئاً مُطلقاً ,, لا يَسمع ,, لأيرى ,,لا يَشعر ,,
يألوُ واضَعاً يديه عَلى قَلبهِ الذّي يَكاد يتَوقف ,,صَرخ مُعلناً نّفاذ كّمية الطَاقة التّي تّمكنت من جَسدهِ منّ بُرهة :" يااللهي ,, ماالذي يَحدث مَعي ؟!"
ًصمتّ ,,صّمت,, ّصَمت
فقّط يتأمل مَا صَنع بالمَكتب بَعدما أرخى بجسَدهُ ذو الطَول الفَارغ على الأريكة التّي تّم وقَلبها رأساً على عَقب ,,
رَفَعت السَماعَة مُنتظَرة ,,
ألَكسندرةَ شَبه نَائمةَ :" مرحباً ,, منّ المُتكلم ؟"
ألِين :" هذيِ أنّــا ؟"
ألكّسندرة :"ألمّ أّحدثكِِ لمّئة المرّات ,, أنّ تتَصلي منّ هاتَفك لا هَاتف الجنَاح ؟"
ألِين بدأت بالنَحَيب ,,والبَكاء
ألكَسندرة بَخوفُ :" ألِين ,, ألِين ,, ماذاَ هُنالك ؟"
ألِين :" لأا ,, لأأ يمُكنَني الأحَتمال , ,, لأأ ,,لأا لَيس بَعد الانّ؟"
ألكَسندرة :" أهّدئي قَليلاً ,, وتّحدثي ؟"
ألِين :"لا لا ,, هلَ تَستَطعين المَجئ ؟"
ألكَسندرة :"بالَطبع ؟!"
ألِين :" رجَاءاً , هَل يمَكنني النَوم عّندك الَيوم ؟"
ألكّسندرة :" بالطّبعَ بالطّبعَ تّجّهزي هـّا أنّا قَادمة "
نّصفَ سَاعة حتّى كاّن هُنالك سَيارة تَنَظر من المَخرج الَخلفي للقَصر ,على الشَارع الَعام ,,
تَسلَسَلت ألٍين الحّديقة الخَلفية جَالبَة حَقيبة مَلابس كَبيرة وكُل مُسَلتَزمَاتها الضَرورةَ .
دَلفت السَيارة وأحتّضنت ألكسَندرة باكَية بقَوة ,, ألكسنَدرة بَصَدمة :" لَما هّذي الَحقيبة الكَبيرة ؟"
ألِين ببكَاء:" لنّ أعُود مُطلقاً ؟ لنّ اعَود حتّى ممَاتيِ!"
ألّكّسندرة :" أجُننتَي ,, مّاذا يحدّث هُنا ؟"
ألِين صَمت تَام ,, فأحتَرامت ألكِسندرة ذّلك سَامحَة لهَا بمَساحتهَها الخَاصة ثَم أمّرت السَائق بالتَوجه لمّنزلها .