جنــــون
01-17-2020, 01:25 AM
الجزء الخامَس عَشَرَ (15)
"الذاكرة لا تقتُل ,أنَما تؤلم ألماً لا يطاقَ، ولكننا إذ نطيَقه تتحّول من دواماَت تسحَبنا إلى قاعِ الغرَق إلى بحرٍ نسُبح فيِه, نَقطَع المسَافات, نَحكُمه و نمُلي إرادَتنا علِيه"
×
×
×
×
كُنت أكُذب على نفسِي البريئةَ ,فلسُت في حاجةِ الى البحثِ عن وصفٍ عمَا هو حولي وعمَاهوفي داخليِ , حقيقة الأمر أنّي كُنت خائفةً من الوقوَع تحت الأنقاِض,فريَسة أنينً لا يصّل ,كان ذلك مؤلماً ,مؤلماً الى حّد التِماهي مع الحادَثّة التي وقَد حدِثت بقلبيِ الساذج .
أنـّا الأن ,هُنالك بين ألانقاض .
أّحَسُ بوجعِ الحيوانَ المهروس فّي ,وأصرُخَ من وجعِي وجعاً أخر
لـكـنّما لــأ أحد يـــســـمــعــنــّي
حتّى هُوَ .
**********************
المَقَهى الصَباحي للمشَفى .
تمَشيا بهدوءِ وخلالٍ تلك الجولةَ القصيرِة بالمشَفى يلتفت أليِها جود بشكل مُّراوغَ مُتخفَّيِ ويجدَها تتأملُ الأرضيةَ أسّفل قدميِها .
يخاطب ذَاتهُ:"ماَبها , لم أعتَد عليها بهذِي الوتيرةَ الهادئة جداً "
نَطقتَ أخيراً :"هَلا نذهَب للأفطارِ بالخارجِ ! "
جود بلهَفة يخفيَها تحتَ ستّار برودتهُ:"حسناً ,أيّ مكانُ تفضلين ! "
ألين بتفكيرِ:"أممم ,لا أعلمَ , فأنا جديدة على هذِي البلادِ ,أنت أعَلم منّي بها "
جود رفعّ أحد عاجبيهِ كعلامة لأأمر التعجبِ:"هل تمُازحيني أنتِ هُنا مُنذ حوالي عشرِ أشهر ولم تعتَاد بعَد !"
ألين إمتّعضَت وضَيقتَ عيناها كعلامَة لأمر مستّفز :" أنكَ كمَا أذَكر لمَ تمسحَ لي مطلقاً بالخروجِ "
تُخاطبُ ذاتَها قائلاً :" فقد كنت أعّلم طريق المدرَسة للبيت والبيتِ للمدرسة !"
جود بحِركة مصطنعَة أهمالهاَ وكأنه لم يسَمع شئ مطلقاً :" حسناً ,لنَذهب للفطار بـ جرانَ كنارياَ "
********
بفِضاءِ السيارة الليموزين .
جلسَت أِلين بجذعَها على طِرف المقعد ووضعَت نَفسها في حالة تأمل . أما جود فكَل عاّدة يجُري اتصالاتُ خلويةً لانهائيَة .
أنَهى أتصاَلهِ الأخير بنرفزةٍ وفَورةَ غضب عارمةَ , فالتفتى نحوهأا فوجَدها على وضعَها الراهنَ .
:"أجَريتُ أتصالَ مع ألياس ,وأخبَرني أنّ العائَلة بالقصرِ لم تعلمَ بعدَ بأمركِ ! "
ألين لاردّ فقط صمتَّ .
أنتَظر جودُ رداً منفعلاً مُتَعارفَ عليهِ لدي أيلين لكنّما الجوابِ الوحيدَ الذي خرجَ للفراغَ .
:"أخبرهمَ رجاءاً بعودتِي سالمةَ ,لا أري أقلقهمَ حولِي "
جود بصدمةِ متناهيةِ وصوتاً غاضباً :"ماذا بكِ بحق اللهَ ,هل يؤلمكِ مرفقكِ, يدكِ ربما رأسكِ أمَ قدَمكِ ! "
أِلين :"لا بل هذَا الذي يؤُلمنِي !" وأخذت تُشير بأتجاه مُوضٍغ قلبهّأ .
جُود أتسعَت عيناها على مصارعِهم وألتفتى بشكَل الألي لنافذةِ السيّارة وأخذ يهذَي :"هَل من الممكَن ؟؟,,أه ياللهي ,هذا مستحيل ,,لكّن لماّذا أشُعر بالرهبَة خاصاً منَها هي ! فقطَ هي "
ألين شَعرت بأنجرافًها العًاطفي المبالغ وأخذ هي الأخرى تهذي :"اللعنة ,كم أنا غبيةَ ؟ ,هل أعترفتي لهُ ببساطةً ,هل أعترفي له قبًل أن تصارحِي نفسكِ !"
تَحتَ صَرخاتَ الحارس المتوَاصل :"سيدي,وصلناً ؟
سيدي...
سيدي...
سيدي هل تسمعني ؟؟""
أفتربتَ ألين من جود بتّرحناً ولكذتهَ بمرفقهِ وهمس :" لقدَ وصلنا ! هل تسمّع الحارس !"
أستفاقَ من أضغاثُ أحلامهِ ونطَق :"هل أنتِ حقاً يؤلمكِ قلبكِ ! "
ألِين بتلعثم :" لقد وصلنا هل ترجلناَ من السيارة الان!"
خَرجا من السّيارة وصَار بهدوء حتَى وَصلاً بابَ المطعم الفـاخَر ,توقفَ على حَين غّرة وأستدرةً نحوهَا ونطَق :"هل نذهبَ لطبيب القلبِ ! ربمَا أصابكِ ضعَف بعضلةِ القلب جراءَ حالةَ الخَطف التّي تَعرضتي لهَا مؤخّراً , ِ ؟"
ألين وقدّ تمنت أن تنَشقً الأرض بطولهَا وتجرفًها لأسفل السافلين وتُخرجها من هذاَ الموقف العَصّي ,,دقائقَ معدودةَ حتى أخذت تتًقدم بخطواتِ سريعةٍ على غَير هُدى مبتعدَة أقصى مسافةً تسطعَ !
جوُد أبتَسم أبتسامَة كهُولةَ :"تسجَل نقطةَ لي ضدهَا ! بدأت اللعبَة هُنا"
جلسَ جوُد بهيبتهُ المُعتادةَ الذي يظنها البعَض غروراً وأمامهِ ألين بعيونها النجلاءَ الصَافية ,وجهها الذي تخثَر الدماءُ بهِ ولم يجدُ له مكان للتخثرَ الأّ بوجنيتها شديدي البياض .
تناولأ طعامَ الأفطار بهدوءٍ مصطنع من كلَ الطرفينِ .وعادا أدراجهم للمشفىَ .
*********
رَقدتَ ألين لمّا يقاربُ اليومينَ بالمشفى وأصابتها الوحدةَ المؤحِشةَ : :"هل أمُي بخيرِ ,لماذاَ لم تأتي لزيَارتي ,
كيف هُنً ألكسندرة وايميلاو لايزايا
كيفَ هي جدتي مَها وكيفً حال الجدَ عمار
وجدَي العزيز !
ماذاَ يفعلونَ ياتُرى !"
يَأتي جُود لزيارتها بالظهِيرة ويَنام ليلاً بجوارها .
*مَساءَ اليَوم ذَاتِ *.
ألين مُستلقي رأساً على عَقب بسريرِ المشَفى وهي تهَز بأرجلهَا وتَلعب بشعرهاَ وهي في وضعٍ صامتٍ متأملٍ.
دَلفَ جود بهدوء ولّين جذعهُ الطويل على الأريكةِ وزَفَر :"ااوو ,,وأخيراً ,,كانَ يوماً طويللاًا وشقاً !"
فَزت ألين من رُقدهَأ وتَقولت:"متَى وصَلت؟"
جود:"منذ دقائق عندمَا كُنت تدندينَ بكلماتِ غير مفهومةَ ! هلَ ياتُرى تلكَ لغة جديدةَ لم أتعلمها بعدّ !"
ألين باهتمامِ :"كمَ عدد اللغات التَي تَعلمت !"
جود وهو ينَظر الفراغ بتذكرَ مُلم :"لا أّذكر ! ربما,,اممم
ربما أحدىَ عشَر لغَة !؟"
ألين بصدمةً :"أتمزحَ ؟"
جود بِصرامةَ:"منذُ متى أمزحَ !"
ألين بأهتمام وتَحّدي :"حسناً ,ترجم تلكَ الجمُل رجاءاً للغتي الأم التركيةَ!"؟"
جود وقدَ ضيّق عيناهُ كعلامةَ لأمر لمَ يعجبهُ:"هل تختبريني ! أمّ يخيلُ الي ؟!"
ألين كالأطفال بدأت التشمتُ بهِ :"أنظَر من لديِنا هُنا ! هل تتهَرب ؟"
جود بعنادَ رفع يدهُ بتَلويحةَ كعلامةَ لهياَ أبدئَي :"هَاتيِ مالدِيك ؟"
وبدأتَ بطرحَ عدةّ أسئلةَ تترواح بين أنها فلسفية وعلمية وشعبية وعامة ,وكَان جود يجيب بكل سلاسةَ وذكاَء .وقدَ أسَهبَ كلايهما بالحديث باللغة التركيةَ حتى زمناً طويلا وأكملَت قائلاً :"ماذا أنجزتَ اليومَ من عملاً !"
جود:"ااووهه , الكثيرُ والكثيرُ ! "
ألين :"أنّك تبَدو متعبَ ! أأأمم
هل ترُيدِ تدليكِ ,فأنا مهارة بذلكَ !"
جوُد:"لابأس, فقط أرتاحيِ "
فَزت ألين بأتجاه وأستدرات وتمرَكزَ خلفهُ وبدأت التدليك بهدوءِ ,حتّى شعَر كأن الراحَة عبارةَ عن مُخَدر أنتِّشر في جميعَ ارجاءِ جسدهِ وأنتدثَر أجهادهً وأرقهُ تحتِ الأنقاض بعيداً ثم همسَ :"كيف تعلمتِ ذلك !"
ألين :"كُنت أمُارسهَ على أمُي العزيزةَ !"
ثم نطقتَ بالأسبانيةَ :"أمُي متى سأراها ! هل يعَلم الجميعَ بأمرِ عودتناَ !"
جودلاردّ .
ألين تهَز أكتافهَ :"هييَ ,هل تسمعني ؟!"
جودَ نطق بأسترخاءِ:"أكملي فقطَ !"
ألين أكملتَ التدليك وعاَودت طرح سؤالها وأنتظر لوقتِ يَسيرَ حتى يجيبُّ لكنّ لاردّ أوقفَت التدليك وأستدرات وتخصرتَ كعلامةَ لأفتعال مشَكلة عصّية ,,لكنّها صدمتَ بحالهِ المُسالمةَ الهادئةَ وهوُ يغطُ في نوماً عميقاً ,,قًامت بتعديلِ وسادهُ ومركزتَ رأسهِ عليه بشعرهِ الكثيف ورفعتَ غطاءهِ بهدوء ثم أنسحبتَ عائدة أدراجها على سريرهَا وهيَ تضَحك بسخَرية :"أنظَر من أصبحَ ينَام على الأرائك , ومن ينَام على هذا السريرَ المريحَ" ثم دثرتَ نفسهاَ تحت غطاءها الدافئ وأنغمستَ بالنومَ .
بعد دقائق عديدةٍ.
نّهضَ جودَ براحةِ وأتجهَ نحو الأنارة وقام بأغلاقها ,وعادَ الى أريكتهِ وهو يضُحك بأناقة :"يالها منَ فتاةٍ تستغَل الفرصَ لكِي تتشمتُ بيّ َ؟""
*******
بَعدّ يومينَ , عَلمَ الجميعُ بأنّهم بحالٍ جيدةِ ولكنّ جوّد منَع الزياراتَ ورفضَ رفضَاً تاماً .
"ما السببَ ياتُّرى !؟ "
*******
الـصـباح الـبـاكـر .
جوُد يناظر ساعتهَ الأيطاليةَ بتضجَر وصَخب وأمارات وجهِ المُكَفَر ,ألتقتى هاتفهِ ونطق :" أين أنتَم ! "
ماريا-رئيسة الَخدم-:"سيَدي هـانَحنَ قادمتينِ ؟"
أغَلقت ماريا الهاتَف وبضَخب :"السيدَ يبدو غاضبَ ! علينَا الأسراعِ!"
لاردّ قد خَرج من ألين وأستمرَت بتسريحَ شعرهاَ .
ماريا بصرامةَ وغضب :"أنـــــســــتـــــي ! "
ألِين بدأت بالأسراعَ :" هأأنا علىَ وشك الانتهَاء !"
خلالَ مدةّ يسيرةَ وصلتَا سيـَارة جُود وهنّ نظراتٌ تخرقُهم خَرق ,أليَن بخوفٍ تمسَكت بمرفقَ ماريا وهمسَت قائلةً :"أرجوكِ ,لا أريدُ الجلوسَ أماماً "
ماريا :"مستحيلَ ,كيفَ لي أن أجلَس بجانبِ الرئيسَ ! كًيف أجرؤُ ! هل تريدينَ طرديِ من العملِ ,أنسَتي !"
ألَين بيأس زفَرت ولكنهَ هابت قائلةَ بحماسِ :"حسناً نجلسُ سوياً بالخلف , مارأيكِ ؟!"
ماريَا :"كمَا تأمرينَ أنستي !"
ألينَ بتأفف :" لا تخاطبني ِ بصيغةَ رسميةَ , ولا بمقولةَ "أنسة " أو ما شابه ,رجاءاً "
ماريا :"حسناً أنستي !"
ألين بصدمةِ :"مــاذأأ قلـــ !" ثم قطَع عليهَم الحديثَ صراخُ أحدهُم ..
جوُد ببروّة مصطنعّة تحتَ ستّار غضباَ جمّاً :"مارأيكنَ يا أنسات أن نبقَى اليومِ بطولهِ هُنا " ثم أشَار خلفهِ لصفاً طويلاً لانهائي من السيِاراتِ~
ألين بصدمَة هبتَ مسرعاً داخَل السيارة وكذَلك ماريا .
ألَقى جوُد نَظراتٍ ناريةً من زجُاجِ مراتهِ الأماميةِ قائلاً :"ماذا تفعلينَ بالخلفِ ! "
ضجيجَ أصوات أبواقَ السيارات خارجاً ,,
ألين :"هلَ أسَرعتَ بالخروجِ الان ! "
جوُد بعنادِ :" هل أنا بسائقٍ لديكِ لكي تجلسيِ خلفاً ! "
ألين تكرّر "هلَ مررتَ السياراتِ خلفاً !"
جُود بصرامةِ :"الأ تفهمينِ , لنَ أخرجَ حتى تأتي أماماً !"
ألين تأففت وزَفرتَ وبعجلةٍ وهي تسمعَ أصواتِ أبواقِ السيارات الضاجةَ فّزت وخلالِ دقائقِ كانتَ تتمركزَ بجانبهِ ثم نطقتَ :"هياَ بنّا !"
جُود بسخريةٍ :"وتلقِ أوامرُ أيضاً !"
ألين بطنَت غيظَها وتجَملت بالصمتِ التّام المتعَمد طوالَ طريقها للقصرَ .
كان قلبِها يعّلو وينخفضَ حماساً وخوفاً من ردةّ فعلِ أمها ,جدتها ,جداها ,والدها ,,صديقاتهَا ,,ولكَن حمَاسها فاقَ خوفهًا واضطرابهَا ,,وحالما وصلهَم القصَر فزتَ مسرعاً راكضاً كصاروخاً فضائيةَ ..دونَما أنّ تلتفت خلَفها ,,
زَفَر جُود وهو يراقبَها بتمعنٍ تبتعَد باتجاه القصرِ, مخاطباً ماريَا :"أذِهبي وراءهَا ,مازالت منكَهة ,لم تستَرد عَافيتهَا كما يجب !"
ماريا :"أمَركَ سيدي الشَاب !"
تلّفتت بتشتتٍ يميناً وشمالاً باحثاً عنهم,أيَن هُم,أنتظرتَ ضخباً , صرخاَت ترحيب , أبتساماتِ , عِناق , دمِوع فرحاً ,,لكَنّما لا شيئاً ,,لاشيئاً سوى الفَراغ والصمتِ .
تَبدلتَ أبتَسامتَها الىِ ضيقَاً وأكَتستَ وجههاَ دموعاً قاَسيةِ:"أيَن هُم بحقَ اللهَ !"
:"كُنت سأخبركِ أنّهمُ رحَلو جميعاً ,لكنكِ تأخرتيِ بالنزولِ للسيارةِ هذا الصباحِ !"
ألِين أخَفت دموَعها وألتفت نحوهُ قائلاً بحنقِ ونبرة حادّة :"الى أين رحَلَو بحّق الله ! ألاّ يعلموُ بمجئِ !"
جُود :"بلَ يعلموُ وجاءو مساءاً أمس لزيَارتكِ قبلَ ريحيلهمَ للبلادِ ولكنَكِ كُنت تغظيَن في النومِ !"
ألين دونَما تَأنّ :"لماذَا لم تيقظَني !"
عقد حاجبِيه حينَما رأى كميَة الضيقِ الظاهرعلى وجههاَ قائلاً بصرامةِ:"فضلوُ عدَم ايقاظكِ "
ألِين أسَتئنفتَ الحَديت قائلاً ببحةٍ باكيةِ :"أين والدتي وجديِ ,,,والديِ !"
جُود:"والدكِ كماَ أعلم قدَ سَافرَ منذ لقاءكمُ الأخير ولا يعلمُ بأمِر خطفكِ حتّى , والداتكِ سَتأتيكِ غداً بمشئيةَ الله !" وأستئنفَى أمرّ جدَها نهائياً .
ألِين دونَما ردّ أخَذتَ تسُوق قدميهَا بحزنٍ ودونّما طاقةَ وهبتَ رأسها للأسفلِ كعلامةِ للسوء.
وصلَتَ جنَاجهَا أغّلقتُ بهدوءٍ ورأتَ فرَاغ الغرَفة الشاسعةَ بفضاءهَا وأثاثَها الفخَم جلسَت بتراخٍ وحبَست أنفاسَها طويلاً ثم حررتَهم بيسرٍ ولكنَ دموعَها قّد خانتَها وبدأت قطراتِ دموعها تسابقُ واحدةَ الأُخَرى.
ثمَ همستَ بعدمَا ضَاق صدَرها وأخُتقتَ بأنفَاسها النَاريةَ :"أننّي متأكدَة , أنّه لم يسمحَ بمجئيهاَ اليومَ , يالا نذالتهِ !" وبدأت شقهاتهاَ تزَداد ثَم أخفَتها بين رحَتهَا بخبيةٍ .
على مشاَرف الجناحِ , مباشراً أمامِ الباب ,يسمعُ أصواتهَا وهي تندبَ حظَها وشَتمهَا لهُ ثم أنسَحب بهدوءِ كماَ جاءت مُفسحاً لها مساحَتها الخَاصة .
******
علىَ الجانبِ الأخرى من الجناحِ .فيِ مكتبهِ الفَخم جلسَ بأجلالٍ ورصانَة رافعاً سمَاعةَ الهاتف .
أجابَ صوَتاً حانياً :"مرحباً !"
لاردّ فتكررتَ العبَارة ونطَق بتّردد وبرودةَ جليديةَ :"مرحباً,,أنسةَ أليف ,كَيف صَحتكِ !"
أليفَ وقَد تعرَفت على ذلكَ الصوتِ المُتكهم الرزَين :"سعيدةَ بأتصالكِ ,كيفَ هي أبنتي ,هل هي بخيرِ " ثمَ شقَها الخًوف نصفانَ :"هل أصابَها مكروهُ ! ماذاهُنالكَ ؟"
جوُد:"سيدتي ,لاداعِ للقلقَ ,لكنّ أودّ لوَ تأتينَ بإعَانَتهَا لحينَ شفاءَها !"
ألَيف بإِسْتِبْشار وإِنْشِرَاح :"بالطبعَ ,أودّ ذلكَ !"
جّود :"حسناً , الان أرُسل أليك سائقاً لأقالتكِ !"
أليف:"لا داعٍ ,لدى السيدَ حقّي السائقينَ الكافينِ للقياّم بتلكَ المهّمة !"
جوُد بإِمْعَاض وأمتغَاص :"رجاءاً سيدتَي ,أسمحِ ليِ !"
أليف بإِنْهِزَام :"حسناً ,هاأنا بالانتظاَر !"
أغَلقَ سمَاعة هَاتفهِ المحمولَ قاطعاً أتصالهُ الأول ورافَعاً سمَاعة المكتَب باداً أتصالأ جديدِ بصوتِ شرسٍ :"ألياسَ , أريدكَ أنّ تقَل الأنسّة أليفَ من قصَر السيدَ حقيِ ,تأكّد من أخبارهِ أنّ الأنسة أليفِ ستَحيى مستقبلاً بقصرِ أبنَتها !"
ألياَس بتفكَير أنهَ ليسَ هنالكَ أيَّ صلَة قرابةَ تسمحَ بوجودهَا بقصرهِ :"حسناً سيدّي !"
******
خَرجتَ زينبَ لجامعَتها متأخراً ,, وقَد شَقت الصدَمة عيناهاَ عندَ رؤَيتَها لـ ألِين هابةَ بسعَادةَ وصخباً للداخَل فَاصدمت جراء ذلكّ الحدثَ بجودِ بقّوة حتّى سَقطت أرضاَ بعنفِ , رَفعت ناظَريهِ فرأت فقَط شمسَاً ساطعاً بالأفق , خَطى جُود دوَن مبالاَة متقدماً حتّى غَاب عن نَاظريهِ ثُم هَبت ماريا لمُساعدتها بإَشْفاقاً :"هل أنتِ بخيرِ زينبَ !"
زينب وقَد تحجَرت الدمُوع بعينِها :"أنَـأ جيَدةَ !"
ثَّم خطتَ بأضطرامِ لاهَثاً على الخُروجِ من بوابةِ القصَرِ .
أرتّد حافَلةَ مُمتلئة أناسَ , أسّندت عُودهَا اللينِ على أحدَ مرافقَ الحافلَة بأنكسًار :"كًيف له ألاَ يشُعر بما أشَعر !"
ثَم طَافتَ ذكرياتِ طُفولتَها ,,"تَذكرتَ ألـياس ذلكَ الطَفل المُهذَب,وتذّكرت جُود ذَلك المُشاكسِ وصَاحبِ المَشاكل والخطَط الجهنميةَ,وتذكرتَ نفسَها بينهَما بالحملِ الوديعِ , لـكنّ صَدقتّهم تبددت هباءاً عَندمَا قَرر جوُد أنّ ينطوي علىَ نفسهِ بعدَ تَلكَ الحادثَة بالدارسةِ,ثمَ بالجامعةِ ,فالعملِ ,,"وبسخريةِ همستَ :"والان بزواجِ من العَدم !"
*على العلمِ أنه ألياس وجوُد على نفَس السنين من العمرِ "ثلاثينَ عاماً " أمَا زينب فَتصغرهَم بأربعِ سنواتِ.
تحرّك بتَملمُ وهو يسنُدُ ساعديه فوق ركبتيه ويحكهمُ ببعضهمِ البعضِ بتفكيراً جازماً :"أنستّي هل تودينَ ببعضِ الألكلينكس"ثم مدّ يدهِ برَأفةَ .
سَحبتَ الألكلينكس من بينِ أصابعهِ البَاردةَ قائلاً بأمتنان:"شكراً"
ثَّم علأ صَفيِر أنّذار وصَولَها المحطَة فّزت خارجاً مسرعاً لمحاضراتَها.
**********
عَند الظَهيرةِ تماماً .
تَّرجَلت أليف من السيارةِ برفَقة ألـيـاس , ثَم قَام بأصالَها لبابِ القَصَر وأنتظّرها حتّى غَابت عن ناظريهِ فَرفع هاتفهِ طابعاً رقماً :"سيدي ,لقدَ وصَلت الأنسَة أليفِ !"
جوُد:"حسناً ,أشُكركَ ألياسَ وأودّ أنّ تَخبر أعضَاء النّخبة أنني أريدهَم غداً "
ألياس :"حسناً , سيديِ"
جُود :"حسناً ,أحظَى بيومِ أجازةَ جيدَ !"
ألياسَ :"أشكَركَ ,سيَدي !"
*****
أغَلق ألياسَ هاتفهِ وكَستَ ملامحَهِ بشَجْو و إِبْتِئَاس غَريبِ , ثَم وضعَ السّيارة على درايف وبدأ بالسَّياقةَ باتجاهِ طريقاً تَّربياً , ثَم أستَوقفى علَى متّجر وروداً صغيراً على أحدى الضَفاتَ , فأخذ زهوراً ياسمينةَ وعَادَ أدراجهِ للسيارةِ ووَضعَ الأزهارِ جانباً وبدأت دموعهِ تنهمَرُ همَراً غزيراً .
وصَلَ أعَلى التَلالِ الخضَراء المكَسوةَ بأزهراً غناءَ أمامَها سفحاً شاهقاً ينتهي بنهرٍ غزيرٍ طويلٍ, جلَس بتًثًاقُل جلسةِ القرفَصاءِ غَمرا الأزهارِ بالأرض كالعّادة وجلَس يتأمل أبعاداً عميقَة ,,
~
" شغبٌ وضحكٌ طُفوليِ عمى الأرجاء يجرِى خَلفها بمرحاً ومشاكسَةَ
صرّخ بصخباً :" آنا ,أيـتـها الحمَقاء توُقفيِ ! ألى أنتِ ذاهبَة هذأ المكانِ محظورِ !"
آنا بمشأغبتها مدَت لسانهَا كحَركةَ طُفوليِة ونَطقتَ :"تريد النَيل منّي ! لا تَحلم بذَلكَ !"
ألياسَ بخوفاً بدأ يزدادَ :" آنا,أرجوكِ عوديِ الان !"
آنا بعنادِ :"لا ,لا أريّد !"
على حِين غِرَّة ماَ وجدتَ نفسهَا آنا الأ أن والرياحَ تداعبُ شعرهاَ الأشقرَ الكثيف وفستانَها حلقَ للأعلى ,فعلمتِ أنها تهوَى لمكاناً سحيقاً ,,صرخت صرخاً بِعَظُمِ قَدْرُهَ و أَلَم و أَنِين ,,حتّى ترددتَ بالأفاقِ فوضَع يداهِ على أذنيهِ بألماً وأنهارات قواهِ وبدأ بالبكاءِ ,,جاء خلفهِ تماماً جُود يجري :"ماذاَ هُناك ! مابَها آنا ! أيَن هي !" أشار ألياس الى المنَحدر الجبليِ برشفةَ أنَطلقَ جوُد نحو المنحدَر لكنهُ لم يجدَ شيئاً ,, وقّد لمحَ جوُد زينب التي تقفَ خلفاُ برشفة وارتعاشِ,,,ثم أعَاد التفاتَ وهو يشَعر بضعفَ وهوُ يرى حبهُ الأبديِ تَوارَى بعيداً لمدى لايمكَن بلوغهِ ,, ثَم هَمَس بأنكسأر:" لقَد غَرِقت !"
*******
تَأمَل المقَعد بجانبهِ فوَجد بجوارهِ كَتاب مُزخرفاً بخطٍ رَحِيب "مَادة التَاريخِ " , اِنْتَزَعَهُ من المقَعد وثبتهُ تحَت إبِطيهِ , ثَم عَزت أبتَسامةٌ على ثغَريهِ البَديعِ وسَار خاَرجاً منَ الحَافلةَ بِطُمَأْنينة في ساحَات واسعَة والجمَيع يباَدلهُ التحياتَ:"صبَاح الخِير , أستاذ " ويردَّ بأيماءة لَطيفةَ متواَضعَة .
نهَاية البارت
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
أنجرافُ جديدٌ بمنحَنى الأحداثالأحداث ظُهورِ كل ما كـان مٌتوارى عن الأحداثِ والأمكنةَ والأزمنةَ.
أخيراً تقتلعُ شخصياتُ روايتَي أٌقنعتَها الرخَاميِ وتضعَها جانباً
ولكَنّمَا هَل يوجَد أقنَعة أضافيةِ تحتَ ذلكَ القناعَ !؟
××××××××
هل بهذي البسَاطةَ انَسحبَ حزَب تام لمجَرد القبضَ على مجموعةَ من رجالهِ ؟ هل ستقبلَ الحكومةَ بشراَء ذلك النَظام أمّ انه سيقع بينَ أيداً خطيرةٍ مرةً أخرى ؟؟
من ذلكَ الأستاذ ؟
ومن تلك ا~نا ؟
لماذا سَافر كل من عمّار ومها الى الوطَن بتلكَ السرَعة ؟ ماذا حدثَ
ما أخبارَ صديقات ألين !
تحياتي !
"الذاكرة لا تقتُل ,أنَما تؤلم ألماً لا يطاقَ، ولكننا إذ نطيَقه تتحّول من دواماَت تسحَبنا إلى قاعِ الغرَق إلى بحرٍ نسُبح فيِه, نَقطَع المسَافات, نَحكُمه و نمُلي إرادَتنا علِيه"
×
×
×
×
كُنت أكُذب على نفسِي البريئةَ ,فلسُت في حاجةِ الى البحثِ عن وصفٍ عمَا هو حولي وعمَاهوفي داخليِ , حقيقة الأمر أنّي كُنت خائفةً من الوقوَع تحت الأنقاِض,فريَسة أنينً لا يصّل ,كان ذلك مؤلماً ,مؤلماً الى حّد التِماهي مع الحادَثّة التي وقَد حدِثت بقلبيِ الساذج .
أنـّا الأن ,هُنالك بين ألانقاض .
أّحَسُ بوجعِ الحيوانَ المهروس فّي ,وأصرُخَ من وجعِي وجعاً أخر
لـكـنّما لــأ أحد يـــســـمــعــنــّي
حتّى هُوَ .
**********************
المَقَهى الصَباحي للمشَفى .
تمَشيا بهدوءِ وخلالٍ تلك الجولةَ القصيرِة بالمشَفى يلتفت أليِها جود بشكل مُّراوغَ مُتخفَّيِ ويجدَها تتأملُ الأرضيةَ أسّفل قدميِها .
يخاطب ذَاتهُ:"ماَبها , لم أعتَد عليها بهذِي الوتيرةَ الهادئة جداً "
نَطقتَ أخيراً :"هَلا نذهَب للأفطارِ بالخارجِ ! "
جود بلهَفة يخفيَها تحتَ ستّار برودتهُ:"حسناً ,أيّ مكانُ تفضلين ! "
ألين بتفكيرِ:"أممم ,لا أعلمَ , فأنا جديدة على هذِي البلادِ ,أنت أعَلم منّي بها "
جود رفعّ أحد عاجبيهِ كعلامة لأأمر التعجبِ:"هل تمُازحيني أنتِ هُنا مُنذ حوالي عشرِ أشهر ولم تعتَاد بعَد !"
ألين إمتّعضَت وضَيقتَ عيناها كعلامَة لأمر مستّفز :" أنكَ كمَا أذَكر لمَ تمسحَ لي مطلقاً بالخروجِ "
تُخاطبُ ذاتَها قائلاً :" فقد كنت أعّلم طريق المدرَسة للبيت والبيتِ للمدرسة !"
جود بحِركة مصطنعَة أهمالهاَ وكأنه لم يسَمع شئ مطلقاً :" حسناً ,لنَذهب للفطار بـ جرانَ كنارياَ "
********
بفِضاءِ السيارة الليموزين .
جلسَت أِلين بجذعَها على طِرف المقعد ووضعَت نَفسها في حالة تأمل . أما جود فكَل عاّدة يجُري اتصالاتُ خلويةً لانهائيَة .
أنَهى أتصاَلهِ الأخير بنرفزةٍ وفَورةَ غضب عارمةَ , فالتفتى نحوهأا فوجَدها على وضعَها الراهنَ .
:"أجَريتُ أتصالَ مع ألياس ,وأخبَرني أنّ العائَلة بالقصرِ لم تعلمَ بعدَ بأمركِ ! "
ألين لاردّ فقط صمتَّ .
أنتَظر جودُ رداً منفعلاً مُتَعارفَ عليهِ لدي أيلين لكنّما الجوابِ الوحيدَ الذي خرجَ للفراغَ .
:"أخبرهمَ رجاءاً بعودتِي سالمةَ ,لا أري أقلقهمَ حولِي "
جود بصدمةِ متناهيةِ وصوتاً غاضباً :"ماذا بكِ بحق اللهَ ,هل يؤلمكِ مرفقكِ, يدكِ ربما رأسكِ أمَ قدَمكِ ! "
أِلين :"لا بل هذَا الذي يؤُلمنِي !" وأخذت تُشير بأتجاه مُوضٍغ قلبهّأ .
جُود أتسعَت عيناها على مصارعِهم وألتفتى بشكَل الألي لنافذةِ السيّارة وأخذ يهذَي :"هَل من الممكَن ؟؟,,أه ياللهي ,هذا مستحيل ,,لكّن لماّذا أشُعر بالرهبَة خاصاً منَها هي ! فقطَ هي "
ألين شَعرت بأنجرافًها العًاطفي المبالغ وأخذ هي الأخرى تهذي :"اللعنة ,كم أنا غبيةَ ؟ ,هل أعترفتي لهُ ببساطةً ,هل أعترفي له قبًل أن تصارحِي نفسكِ !"
تَحتَ صَرخاتَ الحارس المتوَاصل :"سيدي,وصلناً ؟
سيدي...
سيدي...
سيدي هل تسمعني ؟؟""
أفتربتَ ألين من جود بتّرحناً ولكذتهَ بمرفقهِ وهمس :" لقدَ وصلنا ! هل تسمّع الحارس !"
أستفاقَ من أضغاثُ أحلامهِ ونطَق :"هل أنتِ حقاً يؤلمكِ قلبكِ ! "
ألِين بتلعثم :" لقد وصلنا هل ترجلناَ من السيارة الان!"
خَرجا من السّيارة وصَار بهدوء حتَى وَصلاً بابَ المطعم الفـاخَر ,توقفَ على حَين غّرة وأستدرةً نحوهَا ونطَق :"هل نذهبَ لطبيب القلبِ ! ربمَا أصابكِ ضعَف بعضلةِ القلب جراءَ حالةَ الخَطف التّي تَعرضتي لهَا مؤخّراً , ِ ؟"
ألين وقدّ تمنت أن تنَشقً الأرض بطولهَا وتجرفًها لأسفل السافلين وتُخرجها من هذاَ الموقف العَصّي ,,دقائقَ معدودةَ حتى أخذت تتًقدم بخطواتِ سريعةٍ على غَير هُدى مبتعدَة أقصى مسافةً تسطعَ !
جوُد أبتَسم أبتسامَة كهُولةَ :"تسجَل نقطةَ لي ضدهَا ! بدأت اللعبَة هُنا"
جلسَ جوُد بهيبتهُ المُعتادةَ الذي يظنها البعَض غروراً وأمامهِ ألين بعيونها النجلاءَ الصَافية ,وجهها الذي تخثَر الدماءُ بهِ ولم يجدُ له مكان للتخثرَ الأّ بوجنيتها شديدي البياض .
تناولأ طعامَ الأفطار بهدوءٍ مصطنع من كلَ الطرفينِ .وعادا أدراجهم للمشفىَ .
*********
رَقدتَ ألين لمّا يقاربُ اليومينَ بالمشفى وأصابتها الوحدةَ المؤحِشةَ : :"هل أمُي بخيرِ ,لماذاَ لم تأتي لزيَارتي ,
كيف هُنً ألكسندرة وايميلاو لايزايا
كيفَ هي جدتي مَها وكيفً حال الجدَ عمار
وجدَي العزيز !
ماذاَ يفعلونَ ياتُرى !"
يَأتي جُود لزيارتها بالظهِيرة ويَنام ليلاً بجوارها .
*مَساءَ اليَوم ذَاتِ *.
ألين مُستلقي رأساً على عَقب بسريرِ المشَفى وهي تهَز بأرجلهَا وتَلعب بشعرهاَ وهي في وضعٍ صامتٍ متأملٍ.
دَلفَ جود بهدوء ولّين جذعهُ الطويل على الأريكةِ وزَفَر :"ااوو ,,وأخيراً ,,كانَ يوماً طويللاًا وشقاً !"
فَزت ألين من رُقدهَأ وتَقولت:"متَى وصَلت؟"
جود:"منذ دقائق عندمَا كُنت تدندينَ بكلماتِ غير مفهومةَ ! هلَ ياتُرى تلكَ لغة جديدةَ لم أتعلمها بعدّ !"
ألين باهتمامِ :"كمَ عدد اللغات التَي تَعلمت !"
جود وهو ينَظر الفراغ بتذكرَ مُلم :"لا أّذكر ! ربما,,اممم
ربما أحدىَ عشَر لغَة !؟"
ألين بصدمةً :"أتمزحَ ؟"
جود بِصرامةَ:"منذُ متى أمزحَ !"
ألين بأهتمام وتَحّدي :"حسناً ,ترجم تلكَ الجمُل رجاءاً للغتي الأم التركيةَ!"؟"
جود وقدَ ضيّق عيناهُ كعلامةَ لأمر لمَ يعجبهُ:"هل تختبريني ! أمّ يخيلُ الي ؟!"
ألين كالأطفال بدأت التشمتُ بهِ :"أنظَر من لديِنا هُنا ! هل تتهَرب ؟"
جود بعنادَ رفع يدهُ بتَلويحةَ كعلامةَ لهياَ أبدئَي :"هَاتيِ مالدِيك ؟"
وبدأتَ بطرحَ عدةّ أسئلةَ تترواح بين أنها فلسفية وعلمية وشعبية وعامة ,وكَان جود يجيب بكل سلاسةَ وذكاَء .وقدَ أسَهبَ كلايهما بالحديث باللغة التركيةَ حتى زمناً طويلا وأكملَت قائلاً :"ماذا أنجزتَ اليومَ من عملاً !"
جود:"ااووهه , الكثيرُ والكثيرُ ! "
ألين :"أنّك تبَدو متعبَ ! أأأمم
هل ترُيدِ تدليكِ ,فأنا مهارة بذلكَ !"
جوُد:"لابأس, فقط أرتاحيِ "
فَزت ألين بأتجاه وأستدرات وتمرَكزَ خلفهُ وبدأت التدليك بهدوءِ ,حتّى شعَر كأن الراحَة عبارةَ عن مُخَدر أنتِّشر في جميعَ ارجاءِ جسدهِ وأنتدثَر أجهادهً وأرقهُ تحتِ الأنقاض بعيداً ثم همسَ :"كيف تعلمتِ ذلك !"
ألين :"كُنت أمُارسهَ على أمُي العزيزةَ !"
ثم نطقتَ بالأسبانيةَ :"أمُي متى سأراها ! هل يعَلم الجميعَ بأمرِ عودتناَ !"
جودلاردّ .
ألين تهَز أكتافهَ :"هييَ ,هل تسمعني ؟!"
جودَ نطق بأسترخاءِ:"أكملي فقطَ !"
ألين أكملتَ التدليك وعاَودت طرح سؤالها وأنتظر لوقتِ يَسيرَ حتى يجيبُّ لكنّ لاردّ أوقفَت التدليك وأستدرات وتخصرتَ كعلامةَ لأفتعال مشَكلة عصّية ,,لكنّها صدمتَ بحالهِ المُسالمةَ الهادئةَ وهوُ يغطُ في نوماً عميقاً ,,قًامت بتعديلِ وسادهُ ومركزتَ رأسهِ عليه بشعرهِ الكثيف ورفعتَ غطاءهِ بهدوء ثم أنسحبتَ عائدة أدراجها على سريرهَا وهيَ تضَحك بسخَرية :"أنظَر من أصبحَ ينَام على الأرائك , ومن ينَام على هذا السريرَ المريحَ" ثم دثرتَ نفسهاَ تحت غطاءها الدافئ وأنغمستَ بالنومَ .
بعد دقائق عديدةٍ.
نّهضَ جودَ براحةِ وأتجهَ نحو الأنارة وقام بأغلاقها ,وعادَ الى أريكتهِ وهو يضُحك بأناقة :"يالها منَ فتاةٍ تستغَل الفرصَ لكِي تتشمتُ بيّ َ؟""
*******
بَعدّ يومينَ , عَلمَ الجميعُ بأنّهم بحالٍ جيدةِ ولكنّ جوّد منَع الزياراتَ ورفضَ رفضَاً تاماً .
"ما السببَ ياتُّرى !؟ "
*******
الـصـباح الـبـاكـر .
جوُد يناظر ساعتهَ الأيطاليةَ بتضجَر وصَخب وأمارات وجهِ المُكَفَر ,ألتقتى هاتفهِ ونطق :" أين أنتَم ! "
ماريا-رئيسة الَخدم-:"سيَدي هـانَحنَ قادمتينِ ؟"
أغَلقت ماريا الهاتَف وبضَخب :"السيدَ يبدو غاضبَ ! علينَا الأسراعِ!"
لاردّ قد خَرج من ألين وأستمرَت بتسريحَ شعرهاَ .
ماريا بصرامةَ وغضب :"أنـــــســــتـــــي ! "
ألِين بدأت بالأسراعَ :" هأأنا علىَ وشك الانتهَاء !"
خلالَ مدةّ يسيرةَ وصلتَا سيـَارة جُود وهنّ نظراتٌ تخرقُهم خَرق ,أليَن بخوفٍ تمسَكت بمرفقَ ماريا وهمسَت قائلةً :"أرجوكِ ,لا أريدُ الجلوسَ أماماً "
ماريا :"مستحيلَ ,كيفَ لي أن أجلَس بجانبِ الرئيسَ ! كًيف أجرؤُ ! هل تريدينَ طرديِ من العملِ ,أنسَتي !"
ألَين بيأس زفَرت ولكنهَ هابت قائلةَ بحماسِ :"حسناً نجلسُ سوياً بالخلف , مارأيكِ ؟!"
ماريَا :"كمَا تأمرينَ أنستي !"
ألينَ بتأفف :" لا تخاطبني ِ بصيغةَ رسميةَ , ولا بمقولةَ "أنسة " أو ما شابه ,رجاءاً "
ماريا :"حسناً أنستي !"
ألين بصدمةِ :"مــاذأأ قلـــ !" ثم قطَع عليهَم الحديثَ صراخُ أحدهُم ..
جوُد ببروّة مصطنعّة تحتَ ستّار غضباَ جمّاً :"مارأيكنَ يا أنسات أن نبقَى اليومِ بطولهِ هُنا " ثم أشَار خلفهِ لصفاً طويلاً لانهائي من السيِاراتِ~
ألين بصدمَة هبتَ مسرعاً داخَل السيارة وكذَلك ماريا .
ألَقى جوُد نَظراتٍ ناريةً من زجُاجِ مراتهِ الأماميةِ قائلاً :"ماذا تفعلينَ بالخلفِ ! "
ضجيجَ أصوات أبواقَ السيارات خارجاً ,,
ألين :"هلَ أسَرعتَ بالخروجِ الان ! "
جوُد بعنادِ :" هل أنا بسائقٍ لديكِ لكي تجلسيِ خلفاً ! "
ألين تكرّر "هلَ مررتَ السياراتِ خلفاً !"
جُود بصرامةِ :"الأ تفهمينِ , لنَ أخرجَ حتى تأتي أماماً !"
ألين تأففت وزَفرتَ وبعجلةٍ وهي تسمعَ أصواتِ أبواقِ السيارات الضاجةَ فّزت وخلالِ دقائقِ كانتَ تتمركزَ بجانبهِ ثم نطقتَ :"هياَ بنّا !"
جُود بسخريةٍ :"وتلقِ أوامرُ أيضاً !"
ألين بطنَت غيظَها وتجَملت بالصمتِ التّام المتعَمد طوالَ طريقها للقصرَ .
كان قلبِها يعّلو وينخفضَ حماساً وخوفاً من ردةّ فعلِ أمها ,جدتها ,جداها ,والدها ,,صديقاتهَا ,,ولكَن حمَاسها فاقَ خوفهًا واضطرابهَا ,,وحالما وصلهَم القصَر فزتَ مسرعاً راكضاً كصاروخاً فضائيةَ ..دونَما أنّ تلتفت خلَفها ,,
زَفَر جُود وهو يراقبَها بتمعنٍ تبتعَد باتجاه القصرِ, مخاطباً ماريَا :"أذِهبي وراءهَا ,مازالت منكَهة ,لم تستَرد عَافيتهَا كما يجب !"
ماريا :"أمَركَ سيدي الشَاب !"
تلّفتت بتشتتٍ يميناً وشمالاً باحثاً عنهم,أيَن هُم,أنتظرتَ ضخباً , صرخاَت ترحيب , أبتساماتِ , عِناق , دمِوع فرحاً ,,لكَنّما لا شيئاً ,,لاشيئاً سوى الفَراغ والصمتِ .
تَبدلتَ أبتَسامتَها الىِ ضيقَاً وأكَتستَ وجههاَ دموعاً قاَسيةِ:"أيَن هُم بحقَ اللهَ !"
:"كُنت سأخبركِ أنّهمُ رحَلو جميعاً ,لكنكِ تأخرتيِ بالنزولِ للسيارةِ هذا الصباحِ !"
ألِين أخَفت دموَعها وألتفت نحوهُ قائلاً بحنقِ ونبرة حادّة :"الى أين رحَلَو بحّق الله ! ألاّ يعلموُ بمجئِ !"
جُود :"بلَ يعلموُ وجاءو مساءاً أمس لزيَارتكِ قبلَ ريحيلهمَ للبلادِ ولكنَكِ كُنت تغظيَن في النومِ !"
ألين دونَما تَأنّ :"لماذَا لم تيقظَني !"
عقد حاجبِيه حينَما رأى كميَة الضيقِ الظاهرعلى وجههاَ قائلاً بصرامةِ:"فضلوُ عدَم ايقاظكِ "
ألِين أسَتئنفتَ الحَديت قائلاً ببحةٍ باكيةِ :"أين والدتي وجديِ ,,,والديِ !"
جُود:"والدكِ كماَ أعلم قدَ سَافرَ منذ لقاءكمُ الأخير ولا يعلمُ بأمِر خطفكِ حتّى , والداتكِ سَتأتيكِ غداً بمشئيةَ الله !" وأستئنفَى أمرّ جدَها نهائياً .
ألِين دونَما ردّ أخَذتَ تسُوق قدميهَا بحزنٍ ودونّما طاقةَ وهبتَ رأسها للأسفلِ كعلامةِ للسوء.
وصلَتَ جنَاجهَا أغّلقتُ بهدوءٍ ورأتَ فرَاغ الغرَفة الشاسعةَ بفضاءهَا وأثاثَها الفخَم جلسَت بتراخٍ وحبَست أنفاسَها طويلاً ثم حررتَهم بيسرٍ ولكنَ دموعَها قّد خانتَها وبدأت قطراتِ دموعها تسابقُ واحدةَ الأُخَرى.
ثمَ همستَ بعدمَا ضَاق صدَرها وأخُتقتَ بأنفَاسها النَاريةَ :"أننّي متأكدَة , أنّه لم يسمحَ بمجئيهاَ اليومَ , يالا نذالتهِ !" وبدأت شقهاتهاَ تزَداد ثَم أخفَتها بين رحَتهَا بخبيةٍ .
على مشاَرف الجناحِ , مباشراً أمامِ الباب ,يسمعُ أصواتهَا وهي تندبَ حظَها وشَتمهَا لهُ ثم أنسَحب بهدوءِ كماَ جاءت مُفسحاً لها مساحَتها الخَاصة .
******
علىَ الجانبِ الأخرى من الجناحِ .فيِ مكتبهِ الفَخم جلسَ بأجلالٍ ورصانَة رافعاً سمَاعةَ الهاتف .
أجابَ صوَتاً حانياً :"مرحباً !"
لاردّ فتكررتَ العبَارة ونطَق بتّردد وبرودةَ جليديةَ :"مرحباً,,أنسةَ أليف ,كَيف صَحتكِ !"
أليفَ وقَد تعرَفت على ذلكَ الصوتِ المُتكهم الرزَين :"سعيدةَ بأتصالكِ ,كيفَ هي أبنتي ,هل هي بخيرِ " ثمَ شقَها الخًوف نصفانَ :"هل أصابَها مكروهُ ! ماذاهُنالكَ ؟"
جوُد:"سيدتي ,لاداعِ للقلقَ ,لكنّ أودّ لوَ تأتينَ بإعَانَتهَا لحينَ شفاءَها !"
ألَيف بإِسْتِبْشار وإِنْشِرَاح :"بالطبعَ ,أودّ ذلكَ !"
جّود :"حسناً , الان أرُسل أليك سائقاً لأقالتكِ !"
أليف:"لا داعٍ ,لدى السيدَ حقّي السائقينَ الكافينِ للقياّم بتلكَ المهّمة !"
جوُد بإِمْعَاض وأمتغَاص :"رجاءاً سيدتَي ,أسمحِ ليِ !"
أليف بإِنْهِزَام :"حسناً ,هاأنا بالانتظاَر !"
أغَلقَ سمَاعة هَاتفهِ المحمولَ قاطعاً أتصالهُ الأول ورافَعاً سمَاعة المكتَب باداً أتصالأ جديدِ بصوتِ شرسٍ :"ألياسَ , أريدكَ أنّ تقَل الأنسّة أليفَ من قصَر السيدَ حقيِ ,تأكّد من أخبارهِ أنّ الأنسة أليفِ ستَحيى مستقبلاً بقصرِ أبنَتها !"
ألياَس بتفكَير أنهَ ليسَ هنالكَ أيَّ صلَة قرابةَ تسمحَ بوجودهَا بقصرهِ :"حسناً سيدّي !"
******
خَرجتَ زينبَ لجامعَتها متأخراً ,, وقَد شَقت الصدَمة عيناهاَ عندَ رؤَيتَها لـ ألِين هابةَ بسعَادةَ وصخباً للداخَل فَاصدمت جراء ذلكّ الحدثَ بجودِ بقّوة حتّى سَقطت أرضاَ بعنفِ , رَفعت ناظَريهِ فرأت فقَط شمسَاً ساطعاً بالأفق , خَطى جُود دوَن مبالاَة متقدماً حتّى غَاب عن نَاظريهِ ثُم هَبت ماريا لمُساعدتها بإَشْفاقاً :"هل أنتِ بخيرِ زينبَ !"
زينب وقَد تحجَرت الدمُوع بعينِها :"أنَـأ جيَدةَ !"
ثَّم خطتَ بأضطرامِ لاهَثاً على الخُروجِ من بوابةِ القصَرِ .
أرتّد حافَلةَ مُمتلئة أناسَ , أسّندت عُودهَا اللينِ على أحدَ مرافقَ الحافلَة بأنكسًار :"كًيف له ألاَ يشُعر بما أشَعر !"
ثَم طَافتَ ذكرياتِ طُفولتَها ,,"تَذكرتَ ألـياس ذلكَ الطَفل المُهذَب,وتذّكرت جُود ذَلك المُشاكسِ وصَاحبِ المَشاكل والخطَط الجهنميةَ,وتذكرتَ نفسَها بينهَما بالحملِ الوديعِ , لـكنّ صَدقتّهم تبددت هباءاً عَندمَا قَرر جوُد أنّ ينطوي علىَ نفسهِ بعدَ تَلكَ الحادثَة بالدارسةِ,ثمَ بالجامعةِ ,فالعملِ ,,"وبسخريةِ همستَ :"والان بزواجِ من العَدم !"
*على العلمِ أنه ألياس وجوُد على نفَس السنين من العمرِ "ثلاثينَ عاماً " أمَا زينب فَتصغرهَم بأربعِ سنواتِ.
تحرّك بتَملمُ وهو يسنُدُ ساعديه فوق ركبتيه ويحكهمُ ببعضهمِ البعضِ بتفكيراً جازماً :"أنستّي هل تودينَ ببعضِ الألكلينكس"ثم مدّ يدهِ برَأفةَ .
سَحبتَ الألكلينكس من بينِ أصابعهِ البَاردةَ قائلاً بأمتنان:"شكراً"
ثَّم علأ صَفيِر أنّذار وصَولَها المحطَة فّزت خارجاً مسرعاً لمحاضراتَها.
**********
عَند الظَهيرةِ تماماً .
تَّرجَلت أليف من السيارةِ برفَقة ألـيـاس , ثَم قَام بأصالَها لبابِ القَصَر وأنتظّرها حتّى غَابت عن ناظريهِ فَرفع هاتفهِ طابعاً رقماً :"سيدي ,لقدَ وصَلت الأنسَة أليفِ !"
جوُد:"حسناً ,أشُكركَ ألياسَ وأودّ أنّ تَخبر أعضَاء النّخبة أنني أريدهَم غداً "
ألياس :"حسناً , سيديِ"
جُود :"حسناً ,أحظَى بيومِ أجازةَ جيدَ !"
ألياسَ :"أشكَركَ ,سيَدي !"
*****
أغَلق ألياسَ هاتفهِ وكَستَ ملامحَهِ بشَجْو و إِبْتِئَاس غَريبِ , ثَم وضعَ السّيارة على درايف وبدأ بالسَّياقةَ باتجاهِ طريقاً تَّربياً , ثَم أستَوقفى علَى متّجر وروداً صغيراً على أحدى الضَفاتَ , فأخذ زهوراً ياسمينةَ وعَادَ أدراجهِ للسيارةِ ووَضعَ الأزهارِ جانباً وبدأت دموعهِ تنهمَرُ همَراً غزيراً .
وصَلَ أعَلى التَلالِ الخضَراء المكَسوةَ بأزهراً غناءَ أمامَها سفحاً شاهقاً ينتهي بنهرٍ غزيرٍ طويلٍ, جلَس بتًثًاقُل جلسةِ القرفَصاءِ غَمرا الأزهارِ بالأرض كالعّادة وجلَس يتأمل أبعاداً عميقَة ,,
~
" شغبٌ وضحكٌ طُفوليِ عمى الأرجاء يجرِى خَلفها بمرحاً ومشاكسَةَ
صرّخ بصخباً :" آنا ,أيـتـها الحمَقاء توُقفيِ ! ألى أنتِ ذاهبَة هذأ المكانِ محظورِ !"
آنا بمشأغبتها مدَت لسانهَا كحَركةَ طُفوليِة ونَطقتَ :"تريد النَيل منّي ! لا تَحلم بذَلكَ !"
ألياسَ بخوفاً بدأ يزدادَ :" آنا,أرجوكِ عوديِ الان !"
آنا بعنادِ :"لا ,لا أريّد !"
على حِين غِرَّة ماَ وجدتَ نفسهَا آنا الأ أن والرياحَ تداعبُ شعرهاَ الأشقرَ الكثيف وفستانَها حلقَ للأعلى ,فعلمتِ أنها تهوَى لمكاناً سحيقاً ,,صرخت صرخاً بِعَظُمِ قَدْرُهَ و أَلَم و أَنِين ,,حتّى ترددتَ بالأفاقِ فوضَع يداهِ على أذنيهِ بألماً وأنهارات قواهِ وبدأ بالبكاءِ ,,جاء خلفهِ تماماً جُود يجري :"ماذاَ هُناك ! مابَها آنا ! أيَن هي !" أشار ألياس الى المنَحدر الجبليِ برشفةَ أنَطلقَ جوُد نحو المنحدَر لكنهُ لم يجدَ شيئاً ,, وقّد لمحَ جوُد زينب التي تقفَ خلفاُ برشفة وارتعاشِ,,,ثم أعَاد التفاتَ وهو يشَعر بضعفَ وهوُ يرى حبهُ الأبديِ تَوارَى بعيداً لمدى لايمكَن بلوغهِ ,, ثَم هَمَس بأنكسأر:" لقَد غَرِقت !"
*******
تَأمَل المقَعد بجانبهِ فوَجد بجوارهِ كَتاب مُزخرفاً بخطٍ رَحِيب "مَادة التَاريخِ " , اِنْتَزَعَهُ من المقَعد وثبتهُ تحَت إبِطيهِ , ثَم عَزت أبتَسامةٌ على ثغَريهِ البَديعِ وسَار خاَرجاً منَ الحَافلةَ بِطُمَأْنينة في ساحَات واسعَة والجمَيع يباَدلهُ التحياتَ:"صبَاح الخِير , أستاذ " ويردَّ بأيماءة لَطيفةَ متواَضعَة .
نهَاية البارت
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
أنجرافُ جديدٌ بمنحَنى الأحداثالأحداث ظُهورِ كل ما كـان مٌتوارى عن الأحداثِ والأمكنةَ والأزمنةَ.
أخيراً تقتلعُ شخصياتُ روايتَي أٌقنعتَها الرخَاميِ وتضعَها جانباً
ولكَنّمَا هَل يوجَد أقنَعة أضافيةِ تحتَ ذلكَ القناعَ !؟
××××××××
هل بهذي البسَاطةَ انَسحبَ حزَب تام لمجَرد القبضَ على مجموعةَ من رجالهِ ؟ هل ستقبلَ الحكومةَ بشراَء ذلك النَظام أمّ انه سيقع بينَ أيداً خطيرةٍ مرةً أخرى ؟؟
من ذلكَ الأستاذ ؟
ومن تلك ا~نا ؟
لماذا سَافر كل من عمّار ومها الى الوطَن بتلكَ السرَعة ؟ ماذا حدثَ
ما أخبارَ صديقات ألين !
تحياتي !