مشاهدة النسخة كاملة : يقظة في اللحظة الأخيرة!


جنــــون
12-24-2019, 10:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الراحلون من حولك يكثرون، كل يوم صديق يرحل، جار يرحل، قريب يرحل، كلهم كان الأمر بالنسبة لهم غير متوقع ولا معد له،
وكثير منهم كان يرتب لحياة طويلة، بعضهم كان يكتب عقد شراء عقار وآخر كان يعد لحفل زفاف
وآخر كان يعد لقضية نزاع على مال موروث، وغيره كان قد اشترى ثوبا جديدا ليلة رحيله!

كثيرون غفلوا عن تلك اللحظة، وتركوا قلوبهم تغفل معهم مشغولة بمدارات الحياة ناسية لحظة الحساب.
فمتى تتعلم يا قلب مما مر بكل هؤلاء المحيطين بك الراحلين عنك؟
ومتى تهتم؟ ومتى تمعن في التفكر في لحظة اللقاء وما بعدها؟

أيها القلب إياك أن تغتر بأيام قضيتها مع الصالحين،
فإن مناط الحساب متعلق بك وحدك، قال سبحانه: "وأنْ ليس للإنسان إلا ما سعى".
أيها القلب لا يغرنك أنك قد قضيت سنين تتحدث عن أعمال الخير، إن الذي يصعد من كلامك هو الطيب
"إليه يصعد الكلم الطيب"، وطيب الكلام هو ما كان مخلصا، فلتفرح على ما كان منه، ولتصرخ على ما شابتك فيه النية،
لتسعد بخطوات سعيتها ابتغاء وجه ربك، ولتخسأ بما كان في مراءاة الناس.
إن مقامك الحقيقي -أيها القلب- يمكنك أن تعرفه في لحظات البكاء في جوف الليل الآخر،
وفي التضحيات الكبيرة عندما يناديك العطاء، أو تنتظر أن تعرفه عند حشرجة الروح إذ هي تخرج من الحلقوم.

إن صرخة "رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت" حري بها أن تقض مضجعنا، وتؤرق منامنا،
ولا تجعلنا نستلذ بطعام ولا شراب، ولا حياة ولا متاع، فهل آن لنا أن نتوقى تلك الصرخة،
وهل آن لنا أن نبادر إلى إصلاح ما فات قبل أن نصرخ فلا عود، ونسترجع الفوت؟ ولا ثمّ إلا الصراخ؟!
إن من عظمة الوحي الإسلامي أنه لا يُحمل أحدا تبعة خطيئة أحد، ولا يبتدئ مع أحد على أنه مذنب،
بل الأصل براءة الذمة، والأصل نقاوة التاريخ، والتوبة تجب ما قبلها,
و"الحسنات يذهبن السيئات"، "ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً".

إنه لا سبيل أيها القلب إلا بالمسارعة إلى التطهير الكامل من آثار تاريخ الذنب ولنبدأ بعملية الحرق،
وأقصد به الندم، فإن الندم الصادق نار ملتهبة تحرق الذنب، وفي الحديث: (الندم توبة)
رواه أحمد.

فاحرق إذن كل ما لا ترتجي أن تلقاه إذا أنت رحلت، ثم لتتألم قليلا وأنت تجبر نفسك على كراهية الخطيئة،
فلا توبة كاملة مع استشعار حلاوة الذنب، فإن استطعت أن تكرهه فأنت أنت،
ولئن بقيت حلاوته فيك فلا تأمن على نفسك أن تراجعه يوما، ثم لتضع نفسك في متقلب العبادة، وأله بها نفسك،
وأشغلها بين العلم والطاعة والذكر، وإياك أن تفرغها فتشغلك بذكر ذنب جديد..

تلك كانت همسات قلب محب، فاضت فاغرورقت بها عين القلب، فأدمعت نصحا لمن تحب.


دمتم بحفظ الرحمن

البرنسيسه فاتنة
12-25-2019, 02:36 AM
جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك

مجنون قصايد
12-25-2019, 02:42 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

لا أشبه احد ّ!
12-25-2019, 05:00 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك

جنــــون
12-25-2019, 06:40 AM
يسلمو ع المرور

غزلان
12-25-2019, 05:32 PM
الله يعطيك العافية

ملكة الجوري
12-26-2019, 01:04 AM
الله يجزاك الجنه
و
ينورقلبك
بارك الله فيك
و
فقك الله لمايحبه
و
يرضاه

نجم الجدي
12-26-2019, 02:00 AM
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع


حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك


اخوك
نجم الجدي

ضامية الشوق
12-28-2019, 08:32 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

همس الروح
12-28-2019, 08:56 PM
الف شكر لك ولجلبك الراقي

سعودي وافتخر
12-29-2019, 01:12 AM
جزاك الله خير

طرح رائع
يعطيك العافيه

الغنــــــد
12-31-2019, 05:13 AM
طرح. جميل

سلمت يديااااتك يارب

وننتظر القاادم الأجمل
يعطيك العاافيه

أبو نادر
01-03-2020, 10:41 PM
أَثابَكم الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,,
وَلَا حَرَمَكم,,اجْر مَاقَدَّمَتم وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا
دُمْتم بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,

طاهرة القلب
01-09-2020, 09:33 PM
جع ـلهُ.. آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتكـ
أنآرَ.. آللهْ.. بصيرتكـ.. وَ بصرِكـ.. بـ/ نور.. آلإيمآنْ

عـــودالليل
01-11-2020, 01:34 AM
‏جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

‏محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي



‏ليل المواجع
محمد الحريري

إرتواء نبض
01-12-2020, 03:22 AM
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

عازفة القيثار
01-13-2020, 11:35 PM
جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحور

جنــــون
01-14-2020, 01:56 PM
يسلمو ع المرور