ملكة الجوري
11-24-2019, 01:35 AM
قال عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه :
خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام .. و زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ...
فبينما أنا اسير إذا أنا ارى سواد على الطريق ..
فتميزت ذاك السواد فإذا هي عجوز عليها درع و خمار من صوف ..
فقلت لها : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
فقالت : ( سلام قولا من رب رحيم ) .
فقلت لها : يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟...
قالت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الاقصى الدي باركنا حوله ) .
فعلمت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس .
فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع ؟....
فقالت : ( ثلاث ليال سويا ) .
فقلت لها : ما أرى معك طعاماً تأكلين ؟...
فقالت : (هو يطعمني و يسقين ) ...
فقلت : فبأي شيء تتوضئين ؟.....
فقالت : ( فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا ) ...
فقلت لها : إن معي طعاما فهل تأكلين ؟....
فقالت : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) ...
فقلت : ليس هذا الشهر شهر رمضان .
قالت : ( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) .
فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر ....
قالت : ( وأن تصوموا خيراً لكم إن كنتم تعلمون ) . ..
فقلت : لم لا تكلميني مثل ما أكلمك . ..
قالت : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ...
فتعجبت من ردها وقلت : من أي الناس أنت ؟ ...
قالت : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ....
فقلت : قد أخطأت فاجعليني في حل ....
قالت : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) ....
فقلت : فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة ؟....
قالت : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) ....
قال : فانحنت ناقتي ....
فقالت : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) ....
فغضضت بصري عنها .. ولما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها .
قالت: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ....
فقلت لها : اصبري حتى أعقلها ....
فقالت : ( ففهمناها سليمان ) ....
فعقلت الناقة وقلت لها : اركبي .....
قالت : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) .....
فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح ......
فقالت : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ) ....
فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر ...
فقالت : ( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ) ....
فقلت لها : لقد أوتيتم خيراً كثيرا .....
فقالت : ( وما يذكر إلا ألو الألباب ) ....
فلما مشيت قليلاً قلت لها ألك زوج ؟ .....
قالت : ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم ) .
فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ...
فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها ؟ ...
فقالت : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .....
فعلمت أن لها أولاداً في القافلة ......
فقلت : وما شأنهم في الحج ؟ ....
فقالت : ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ....
فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت لها القباب والعمارات ....
فقلت : هذه القباب فمن لك فيها ؟ ....
قالت : ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً ) ( وكلم الله موسى تكليما ) ( يايحى خذ الكتاب بقوة ) ....
فناديت : يا إبراهيم .. يا موسى .. يا يحي ..فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا ... فلم استقر بهم الجلوس ...
قالت : ( ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه ) ....
فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي ....
فقالت : ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) ...
فقلت : الان طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها ...
فقالوا :
هذه أمنا لها أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ..فسبحان الله القادر على كل شي ..
فقلت: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ......
اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياء.. و لا بصارنا جلاء و لذنوبنا ممحصا و من النار مخلصا ..
http://up.hawahome.com/nupload/39830_1226279808.png
خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام .. و زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ...
فبينما أنا اسير إذا أنا ارى سواد على الطريق ..
فتميزت ذاك السواد فإذا هي عجوز عليها درع و خمار من صوف ..
فقلت لها : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
فقالت : ( سلام قولا من رب رحيم ) .
فقلت لها : يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟...
قالت : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الي المسجد الاقصى الدي باركنا حوله ) .
فعلمت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس .
فقلت لها : أنت منذ كم في هذا الموضع ؟....
فقالت : ( ثلاث ليال سويا ) .
فقلت لها : ما أرى معك طعاماً تأكلين ؟...
فقالت : (هو يطعمني و يسقين ) ...
فقلت : فبأي شيء تتوضئين ؟.....
فقالت : ( فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا ) ...
فقلت لها : إن معي طعاما فهل تأكلين ؟....
فقالت : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) ...
فقلت : ليس هذا الشهر شهر رمضان .
قالت : ( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) .
فقلت : قد أبيح لنا الإفطار في السفر ....
قالت : ( وأن تصوموا خيراً لكم إن كنتم تعلمون ) . ..
فقلت : لم لا تكلميني مثل ما أكلمك . ..
قالت : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ...
فتعجبت من ردها وقلت : من أي الناس أنت ؟ ...
قالت : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ....
فقلت : قد أخطأت فاجعليني في حل ....
قالت : ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) ....
فقلت : فهل لك أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة ؟....
قالت : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ) ....
قال : فانحنت ناقتي ....
فقالت : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) ....
فغضضت بصري عنها .. ولما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها .
قالت: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ....
فقلت لها : اصبري حتى أعقلها ....
فقالت : ( ففهمناها سليمان ) ....
فعقلت الناقة وقلت لها : اركبي .....
قالت : ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) .....
فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح ......
فقالت : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ) ....
فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر ...
فقالت : ( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ) ....
فقلت لها : لقد أوتيتم خيراً كثيرا .....
فقالت : ( وما يذكر إلا ألو الألباب ) ....
فلما مشيت قليلاً قلت لها ألك زوج ؟ .....
قالت : ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم ) .
فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ...
فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها ؟ ...
فقالت : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .....
فعلمت أن لها أولاداً في القافلة ......
فقلت : وما شأنهم في الحج ؟ ....
فقالت : ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ....
فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت لها القباب والعمارات ....
فقلت : هذه القباب فمن لك فيها ؟ ....
قالت : ( واتخذ الله إبراهيم خليلاً ) ( وكلم الله موسى تكليما ) ( يايحى خذ الكتاب بقوة ) ....
فناديت : يا إبراهيم .. يا موسى .. يا يحي ..فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا ... فلم استقر بهم الجلوس ...
قالت : ( ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه ) ....
فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي ....
فقالت : ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية ) ...
فقلت : الان طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها ...
فقالوا :
هذه أمنا لها أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ..فسبحان الله القادر على كل شي ..
فقلت: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) ......
اللهم اجعل القرآن لقلوبنا ضياء.. و لا بصارنا جلاء و لذنوبنا ممحصا و من النار مخلصا ..
http://up.hawahome.com/nupload/39830_1226279808.png