جنــــون
10-13-2019, 08:07 PM
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
ســيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين .
الرغبة في امتلاك المفقود
يعيش الإنسان في الحياة العملية أوقانا صعبة يُدمي لها القلب وينعقد لها اللسان بسبب القلق الذي يُضعفه ويُحبط عزيمته ويجعله خاضعا مذلولا وعاجزا عن اتخاذ قرارات سليمة تُنجيه وتُجني غيره، وهذا يُدخل الفرد في دوامة من التساؤلات المرهقة والمحيرة، وبلا ريب، فالمشاكل الناجمة عن ذلك تُمرض الكثير من الناس نفسيا بحيث يًصبح التخلص من القيود منهكا لا يًفلح الجميع في التغلب عليه، فالقلق المستمر يأبى التوقف عن مطاردتهم وملاحقتهم والخضوع لإرادتهم الهشة، فهو لا يعطيهم فرصة للعودة إلى المسار الصحيح، والسبب الرئيسي الذي يعرقل مسيرهم إلى الأمام هو امتلاك المفقود.
المشكلة العويصة تكمن في الرغبة الفطرية الجامحة التي يفشل الكثير من الناس في ترويضها والسيطرة عليها، بل والعيش بجانبها ومصارحتها والألفة بمصاحبتها ومرافقتها، فنحن ننظر إلى الدنيا من زاوية ضيقة، فالسعي لامتلاك المفقود لارضاء النفس هو الوباء الفتاك، فهو يحدث فوضى عارمة داخل كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، وهذا يشمل الصغار والكبار بدون استثناء، قد يطلب الصغير من أباه شراء هاتف ذكي جديد في عصر التكنولوجيا لأنه يرى من حوله يبتسمون وعلامات البهجة لا تكاد تفارق محياهم في فترة من الفترات بينما هم منغمسون في النظر إلى تلك الشاشة الصغيرة المضيئة التي تنتقل بهم إلى عوالم أخرى جملية، وما إن يواعده والده بالأمر حتى يتمنى الطفل الحصول على ذلك الجهاز في لمح البصر، لكن ما إن يضعه بين يديه البريئتين وتمر ساعات قليلة معدودة حتى يشتهي شيئا آخر وينظر للهاتف المحمول على أنه اختراع عادي بغض النظر عن استعمالاته المتعددة سواء أكانت سلبية أم ايجابية.
نحن، بلا شك، نطلب كل ما لا نملك وما نملك ليس مهما لنا في تلك اللحظة كما قال الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه، فمشكلة الرغبة أنها لا تُناقش ولا تُحاور ولا تفهم ولا تتعب ولاتكل أو تمل، لكن بدل ذلك فهي تُلح بشكل متواصل نظرا لأنها لا تتقبل التعقل، والحل هو أن نحاول تكييفها مع الواقع والسيطرة عليها وكبح جماحها، قد يحلم الشخص بالزواج من أميرة والحصول على فيلا وسيارة ومدخول شهري مميز، وهذا ينطبق على الفتاة أيضا، لكنه يصطدم بالحقيقة المرة ولا يجد عنده الإمكانيات اللازمة لسد فجواته وعُيوبه وإرضاء نزواته، لذلك فهو يتقبل الوضعية ويكتفي بغرفة في السطح مع زوجة متواضعة يكمل معها حياتا طيبة، في حين أن هناك من يعجز عن التكيف مع الظروف المحيطة به الشيء الذي يسبب أمراض نفسية خطيرة.
مطالب الحياة كثيرة وتكاد لا تنتهي خصوصا في ظل التغيرات المستمرة التي تطرأ على العالم الذي نسكنه، والرغبة في الحصول على المفقود سلاح ذو حدين، إما أن يُبعثر الأوراق أو يُبقيها مرتبة، إما الهلاك أو النجاة، والخيار الحكيم هو السبيل للنجاح مادامت العدسة التي نرى من خلالها العالم واسعة، لذلك فالتكيف مع الظروف والرضا بالواقع وتقبل حقيقية أننا لا نستطيع امتلاك كل ما نرغب به يمكن إنقاذ المرء وتخليص روحه من الأغلال، أما تعطل جهاز التكيف والفشل في التأقلم فهذا يؤدي إلى أضرار لا تحمد عقباها بحيث تعزل الشخص وتُبقيه منفردا بأفكاره وأوهامه التي تعقد حياته أكثر.
1) هل لرغبة الإنسان في امتلاك المفقود حدود؟كيف؟
2) كيف يمكن ترويض النفس للقناعة بالموجود؟
2) مالأمراض التي يمكن أن تنجم عن تعطل جهاز التكيف؟
3) مساحة حرة لأقلامكم النيرة لمناقشة أفكار أخرى
لها علاقة بالموضوع؟
منقول
ســيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين .
الرغبة في امتلاك المفقود
يعيش الإنسان في الحياة العملية أوقانا صعبة يُدمي لها القلب وينعقد لها اللسان بسبب القلق الذي يُضعفه ويُحبط عزيمته ويجعله خاضعا مذلولا وعاجزا عن اتخاذ قرارات سليمة تُنجيه وتُجني غيره، وهذا يُدخل الفرد في دوامة من التساؤلات المرهقة والمحيرة، وبلا ريب، فالمشاكل الناجمة عن ذلك تُمرض الكثير من الناس نفسيا بحيث يًصبح التخلص من القيود منهكا لا يًفلح الجميع في التغلب عليه، فالقلق المستمر يأبى التوقف عن مطاردتهم وملاحقتهم والخضوع لإرادتهم الهشة، فهو لا يعطيهم فرصة للعودة إلى المسار الصحيح، والسبب الرئيسي الذي يعرقل مسيرهم إلى الأمام هو امتلاك المفقود.
المشكلة العويصة تكمن في الرغبة الفطرية الجامحة التي يفشل الكثير من الناس في ترويضها والسيطرة عليها، بل والعيش بجانبها ومصارحتها والألفة بمصاحبتها ومرافقتها، فنحن ننظر إلى الدنيا من زاوية ضيقة، فالسعي لامتلاك المفقود لارضاء النفس هو الوباء الفتاك، فهو يحدث فوضى عارمة داخل كل المجتمعات بدرجات متفاوتة، وهذا يشمل الصغار والكبار بدون استثناء، قد يطلب الصغير من أباه شراء هاتف ذكي جديد في عصر التكنولوجيا لأنه يرى من حوله يبتسمون وعلامات البهجة لا تكاد تفارق محياهم في فترة من الفترات بينما هم منغمسون في النظر إلى تلك الشاشة الصغيرة المضيئة التي تنتقل بهم إلى عوالم أخرى جملية، وما إن يواعده والده بالأمر حتى يتمنى الطفل الحصول على ذلك الجهاز في لمح البصر، لكن ما إن يضعه بين يديه البريئتين وتمر ساعات قليلة معدودة حتى يشتهي شيئا آخر وينظر للهاتف المحمول على أنه اختراع عادي بغض النظر عن استعمالاته المتعددة سواء أكانت سلبية أم ايجابية.
نحن، بلا شك، نطلب كل ما لا نملك وما نملك ليس مهما لنا في تلك اللحظة كما قال الدكتور مصطفى محمود رحمة الله عليه، فمشكلة الرغبة أنها لا تُناقش ولا تُحاور ولا تفهم ولا تتعب ولاتكل أو تمل، لكن بدل ذلك فهي تُلح بشكل متواصل نظرا لأنها لا تتقبل التعقل، والحل هو أن نحاول تكييفها مع الواقع والسيطرة عليها وكبح جماحها، قد يحلم الشخص بالزواج من أميرة والحصول على فيلا وسيارة ومدخول شهري مميز، وهذا ينطبق على الفتاة أيضا، لكنه يصطدم بالحقيقة المرة ولا يجد عنده الإمكانيات اللازمة لسد فجواته وعُيوبه وإرضاء نزواته، لذلك فهو يتقبل الوضعية ويكتفي بغرفة في السطح مع زوجة متواضعة يكمل معها حياتا طيبة، في حين أن هناك من يعجز عن التكيف مع الظروف المحيطة به الشيء الذي يسبب أمراض نفسية خطيرة.
مطالب الحياة كثيرة وتكاد لا تنتهي خصوصا في ظل التغيرات المستمرة التي تطرأ على العالم الذي نسكنه، والرغبة في الحصول على المفقود سلاح ذو حدين، إما أن يُبعثر الأوراق أو يُبقيها مرتبة، إما الهلاك أو النجاة، والخيار الحكيم هو السبيل للنجاح مادامت العدسة التي نرى من خلالها العالم واسعة، لذلك فالتكيف مع الظروف والرضا بالواقع وتقبل حقيقية أننا لا نستطيع امتلاك كل ما نرغب به يمكن إنقاذ المرء وتخليص روحه من الأغلال، أما تعطل جهاز التكيف والفشل في التأقلم فهذا يؤدي إلى أضرار لا تحمد عقباها بحيث تعزل الشخص وتُبقيه منفردا بأفكاره وأوهامه التي تعقد حياته أكثر.
1) هل لرغبة الإنسان في امتلاك المفقود حدود؟كيف؟
2) كيف يمكن ترويض النفس للقناعة بالموجود؟
2) مالأمراض التي يمكن أن تنجم عن تعطل جهاز التكيف؟
3) مساحة حرة لأقلامكم النيرة لمناقشة أفكار أخرى
لها علاقة بالموضوع؟
منقول