مشاهدة النسخة كاملة : 00وإنه أضحك وأبكى 00


عفوكـ يارب
02-07-2010, 02:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الله تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) الضحك المعتدل بلسم للهموم، ومرهم للأحزان، وله قوة عظيمة في فرح الروح، قال أبو الدرداء0 إني لأضحك حتى يكون إجمامًا لقلبي، وكان أكرم الناس صلى الله عليه وسلم- يضحك أحيانًا حتى تبدو نواجذه، وهذا ضحك العقلاء العارفين بداء النفس ودوائها، والضحك ذروة الانشراح، وقمة الراحة، ونهاية الانبساط، ولكنه ضحك بلا إسراف، فإن كثرة الضحك تميت القلب، ولكنه التوسط، قال عليه الصلاة والسلام-وتبسمك في وجه أخيك صدقة0 قال تعالى (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا)، وليس ضحك الاستهزاء والسخرية، قال تعالى (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآياتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ)، ومن نعيم أهل الجنة الضحك قال تعالى (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)، وكانت العرب تمدح ضحوك السن، وتجعله دليلاً على سعة الصدر، وجود الكف، وسخاوة الطبع، وكرم السجايا، ونداوة الخاطر
والحقيقة أن الإسلام بني على الوسطية والاعتدال، فلا عبوس مخيف قاتم، ولا قهقهة مستمرة عابثة.
ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد، ومعالجة الصعاب، ولو خيرت بين مال كثير أو منصب عظيم، وبين نفس راضية باسمة لاخترت الثانية، فما المال مع العبوس وما المنصب مع انقباض النفس وما جمال الزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيمًا لخير منه ألف مرة زوجة لم تبلغ مبلغها في الجمال، ولكن جعلت بيتها جنة".
وهناك نفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء شقاء، ونفوس تستطيع أن تخلق من كل شيء سعادة، وهناك المرأة في البيت لا تقع عينها إلا على الخطأ. فاليوم أسود لأن طبقًا انكسر، ولأن نوعًا من الطعام زاد الطاهي في ملحه، أو أنها عثرت على أوراق مبعثرة، فتهيج وتسب كل من في البيت، فإذا هو شعلة من نار، وهناك رجل ينغص على نفسه وعلى من حوله من كلمة يسمعها، أو يؤولها تأويلاً سيئًا، أو من عمل تافه حدث له أو حدث منه، أو من ربح خسره، أو كان ينتظره فلم يقع، فإذا الدنيا كلها سوداء في نظره، ثم هو يسودها على من حوله، هؤلاء عندهم قدرة على المبالغة في الشر، وليس عندهم قدرة على الخير، فلا يفرحون بما أوتوا ولو كان كثيرًا، ولا ينعمون بما نالوا ولو كان عظيمًا.
وأكثر الناس لا يفتحون أعينهم لمباهج الحياة، وإنما يفتحونها للدرهم والدينار، يمرون على الحدائق الغناء والأزهار الجميلة والماء المتدفق، والطيور المغردة فلا يأبهون لها، وإنما يأبهون لدينار يأتي ودينار يخرج كأن الدينار وسيلة للعيشة السعيدة فقلبوا الوضع، وباعوا العيشة السعيدة من أجل الدينار.
لا شيء أقتل للنفس من شعورها بضعفها، وصغر شأنها وقلة قيمتها، وأنها لا يمكن أن يصدر عنها عمل عظيم، ولا ينتظر منها خير كبير، هذا الشعور يفقد الإنسان الثقة بنفسه، والإيمان بقوتها، فإذا أقدم على عمل ارتاب في مقدرته، وفي إمكان نجاحه، وعالجه بفتور ففشل فيه،
الثقة بالنفس فضيلة كبرى عليها عماد النجاح في الحياة، وشتان بينها وبين الغرور الذي يعد رذيلة، والفرق بينهما أن الغرور اعتماد النفس على الخيال، وعلى الكبر الزائف، والثقة بالنفس اعتمادها على مقدرتها على تحمل المسؤولية وعلى تقوية ملكاتها، وتحسين استعدادها.

البرق النجدي
02-07-2010, 02:25 PM
جزيتي الجنان على طرحك لايماني الرائع

عفوكـ يارب
02-07-2010, 02:28 PM
ولمن قااااااااااااال

نظرة الحب
02-07-2010, 05:12 PM
ربي يسعدك اختي

يسلموووووووووووووووو

عفوكـ يارب
02-07-2010, 06:28 PM
منوررررررررررررره نظره

عـــودالليل
02-07-2010, 10:11 PM
ألف شكر

مروري شكر وتقدير للمجهود الراقي

عفوكـ يارب
02-08-2010, 07:59 AM
عواااااااااااااافي

أتـــ ع ـــبت حســـادي
02-08-2010, 12:26 PM
يسلموووو ربي يحفظك