إرتواء نبض
04-14-2019, 09:23 PM
قال نوح: رأيت امرأة تأتي أبا عبد الله البراثي فتجلس تسمع كلامه ولا تكاد تتكلم، ولا تسأل عن شيء، فقلت لها ذات يوم: لا أراك – يرحمك الله – تتكلمين، ولا تسألين عن شيء! فقالت: ((قليل الكلام خير منكثيره إلا ما كان من ذكر الله - عز وجل -، والمنصت أفهم للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه، وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعةٍ، أرادك الله برحمةٍ، و إن سلكت سبيل المعرضين فلا تلم إلا نفسك إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين)).
قال: ثم استبكت فقامت.
وسمعتها تعظ ابنها يومًا وتقول:
((ويحك يا بني! احذر بطالات الليل والنهار، فتنقضي الأعمار وأنت غير ناظر لنفسك، ولا مستعد لسفرك.
ويحك يا بني! ما من الجنة عِوض، ولا في ركوب المعاصي ثمن من حلول النار.
ويحك يا بني! مَهِّد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وجِدَّ قبل أن يجد الأمر بك، واحذر سطوات الدهر، وكيد الملعون عند هجوم الدنيا بالفتن، وتقبلها بالعبر، فعند ذلك يهتم التقي كيف ينجو من مصائبها)).
ثم قالت:
((بؤسًا لك يا بني، إن عصيت الله وقد عرفته وعرفت إحسانه، وأطعت إبليس وقد عرفته وعرفت طغيانه)). ["صفة الصفوة" لابن الجوزى]
قال: ثم استبكت فقامت.
وسمعتها تعظ ابنها يومًا وتقول:
((ويحك يا بني! احذر بطالات الليل والنهار، فتنقضي الأعمار وأنت غير ناظر لنفسك، ولا مستعد لسفرك.
ويحك يا بني! ما من الجنة عِوض، ولا في ركوب المعاصي ثمن من حلول النار.
ويحك يا بني! مَهِّد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وجِدَّ قبل أن يجد الأمر بك، واحذر سطوات الدهر، وكيد الملعون عند هجوم الدنيا بالفتن، وتقبلها بالعبر، فعند ذلك يهتم التقي كيف ينجو من مصائبها)).
ثم قالت:
((بؤسًا لك يا بني، إن عصيت الله وقد عرفته وعرفت إحسانه، وأطعت إبليس وقد عرفته وعرفت طغيانه)). ["صفة الصفوة" لابن الجوزى]