مشاهدة النسخة كاملة : رواية (أريـــد حُـبّـــاً) .... الجزء الثالث


نبض المشاعر
03-15-2019, 02:32 PM
الجزء الثالث ..... / أ




حملت أمتعتها وغادرت لبيت زوجها ... وما إن وصلت حتى وجدت

أم زوجها تمدّ لها شيكاً بثمانين ألفاً وهي تقول لوفاء (ياإبنتي .. أرجوك

هذا مال زوجك من إيجارات عمارة والده .. ليتك تسعين في علاجه)

تقدمت وفاء من أم زوجها وهي تبتسم ... ثم أخذت يدها وقبّلتها ولم

يتركهم الدمع تلك اللحظه حتى تجمّع في عينيهما وهما ينظران لبعضهما

وكأنهن يتنافسن على تعابير الحب لذلك الساكن في غرفته ... وحين

إقترب البكاء على أطراف حناجرهن ... قامت وفاء لكي تترك خالتها

قبل أن يثيرها بكاءها من رحمتها بالأم وابنها ... وما كادت لتصل عند

باب غرفة الزوج حتى صرخت الأم وقد أنفجر بكاءها وهي تستعيذ بالله

خشية أن يسمع أبنها بكاءها على حالهما ... توقفت وفاء تنظر

للباب وهي تبكي وتخشى أن تلتفت لخالتها فيثير كلاً منهما الآخر على

هذا الحزن في فراق البنت وصدمة الأبن ... لكنها لم تحتمل أن تترك

خالتها على هذا الوضع فالتفتت إليها وضمّتها بقوه وفجأه بدأت

الأم تصبّر وفاء وتقول لها : (يا ابنتي أرجو ألا يكون بكاءك حزناً على

حظك) .. (لا ياخالتي .. إنما أبكي رحمة بأن يغيّر الله حال هذا البيت

فأنا ما رجعت لكي أغادره) ودون أن تشعر وفاء قبّلت خالتها يد وفاء

وأوصتها بأن إبنها أمانة لديها تحفظه وتصون عرضه وتكتم سرّه ..

صمتت وفاء .. ثم قالت (يا خالتي ... ما بحت بسرِّ غيرِه لأبوح بسرِّه)

قامت وفاء وأمرت نجمه بأن تصعد لغرفتها وستقوم نيابة عنها بإيصال

خالتها لغرفتها ... ثم أزاحت المفرش وتمددت خالتها على السرير ..

فقامت وفاء بتغطيتها وأطفأت النور وأغلقت الباب ... وعند الباب

توقفت في صمت ثم شعرت بالدماء تتحرّك سريعاً في جسدها وتشعر

بحماس أن تقف مع هذه الأسره وكأن وحياً نزل من السماء يشجعها

على ما تقوم به وأن هناك ربّاً في السماء لم يبعث غيرها لهذا البيت

فهي أولى وأصبر وأكثر حيّاً لأهله .. إبتسمت بهذا الشعور الذي جاءها

ثم فطنت أن هناك ورقة بيدها ... فنظرت إليه فوجدته الشيك وقد لان

في كفِّ يدها نتيجة الضغط عليه .. فتحته خوفاً من تعرّق الشيك ومسح

ما به من كتابه .. ذهبت لغرفة زوجها ووجدته قد نام على كرسيه

سحبت كرسي لها وجلست أمامه تتأمّل ملامحه .. وكيف بدت ملامحه

تحمل بؤساً لا يدرك صاحبها أنها حلّت بوجهه وغدت الرسمات صامته

لتترك في عيون صاحبها ضياعاً وتوهاً في النظرات والمشاعر ...

أطالت النظر إليه وتخيّلت لو فتح عينيه وابتسم في وجهها فكيف تكون

سعادتها ... أقتربت منه ووضعت نظراتها حول جفنيه لترى هذا

الهدوء والسكون حول وجهه .. إقتربت أكثر تريد أن تستنشق الهواء

الذي يحيط بوجهه وأنفاسه .. شعرت بشوق كبير له وخشيت أن توقظه

بوضع خدها على خدّه ... أغمضت عينيها وبدأ الخيال يرحل بفكرها بعيداً

... كيف لو استيقظ وضمّها إلى صدره ... كيف لو قبّلها على خدها ..

كيف لو وكيف لو .. لكنها لم تتمالك نفسها حين هاجمها اليأس وانهارت

وهي بين يدي زوجها ... سقطت دمعة على ساعده لكنها لم توقظه

نظرت لسقف غرفتها ثم قالت وهي تبكي : يا ربي بيدك الأمر كله

ثم نهضت وأزاحت المفرش عن سريرهما ف رفعت زوجها وهو نائم

ووضعته على السرير واكتشفت أن قدماه تحملانه وتساعدها على

حمله نظرت إليه وقد تيقنت أنه ليس بمشلول فوق صدمته

وإنما فقط فضّل الجلوس على هذا المقعد المتحرك


بعد قليل الجزء الثالث ...../ب

نبض المشاعر
03-15-2019, 02:57 PM
الجزء الثالث / ب




...
نامت بجانبه وأخذت تنظر إليه وهو غارق في نومه وأطالت تتأمل ملامحه ثم

اقتربت منه وهي لا تزال راقدة على جنبها الأيسر وتنظر لملامحه ... ثم وضعت

كفّها على ساعده الأيمن وأخذت تُحرِّك أناملها ما بين الكوع والكتف .. ثم تترك

ساعده وتمسح بتلك الأنامل على صدره لكنه لم يستيقظ من نومه فحركت قدمها

لتضعها فوق قدمه وهي تتأمل ملامح وجهه وكأن جمال هذا الوجه بدأت بالظهور

وكان معها نبضات حُبٍّ تحركت به دماءها فنامت على هذا الوضع من الحب ... وفي

الصباح إستيقظت فوجدت نصف جسدها قد غمر نصف جسده ونظرت إلى عينيه

فوجدتها تنظر بين السقف وبين تلك البكلة التي تجمع شعرها خلف رأسها ...

شعرت أنه لا يريد إيقاظها أو ربما لا يعرف كيف يوقظها أو كان مستغرباً من

هذا الوضع ظل صامتاً لا يعرف ما حدث ولا كيف حدث ... قالت له: صباح الخير

فلم يجيبها غير أنه إلتفت برأسه إليها وأخذ ينظر إليها ... أخذت تنظر إلى عينيه

وتتأمل ماذا تحكي هذه النظرات هل هي حب أم إعجاب أم إستغراب لكن بدت

نظراته لا تعبّر عن شيء ... وما بين نظرات إبتسامة منها وصمت نظراتٍ منه ...

رفعت يدها من على صدره لتحركها ناحية خدّه وتمسح على خده في ظل

سكونٍ منه وهدوء نظرات نحوها من دون أن تحكي هذه النظرات بشيء ...

فجأه تنتبه أنها لم تصلي فنهضت مذعوره والتفتت إليه خشية أن

يزعجه تصرفها المفاجئ والذي يوحي على فزعها ... وقامت ثم صلّت

... ذهبت بعد ذلك وأبدلت ملابسها بلباس كانت خصصته لليلة الدخله

ولم تستخدمه ... توجهت لتسريحة مكياجها وتجملت له وهي بين الحين

والحين تنظر إليه لعله ينظر لها ولجمالها الفاتن ولمكياجها الذي زادها

جمالاً فوق جمال ... ثم تعطرت وأخذت تدور وهي تلهو حول سريره

وتدور لينتثر شعرها ويظهر ملامح جمالها بين رداء الحرير ولبسه

وبينما هي تلهو وتنظر إليه ... أقسمت بداخل نفسها أنك يا زوجي

لو لم يكن الحادث لقفزت تلحق بي في محيط هذه الغرفه ولن أجعلك

تصطادني ... غير أن السكون يعود مجدداً ليملأ الغرفه ثم بدأ اليأس

يتحرك في دم هذه العروس التي لم تفرح بليلة كهذه ... لتجلس على

طرف سريرها عند مكان قدميها حين نامت ولم تلتفت لذلك الساكن

خلفها ... ثم جمعت رداءها حول جسدها ... وكادت أن تصرخ معلنة

فقدها لصبرها مجدداً ... تمنت فقط أن يأتي من خلفها ويضمّها ويعتذر

من صمته القاتل لها ... قالت في نفسها: يا قلب أسكن ويا جسد إهدأ

فهناك ربٌّ يراكم وسيعوّضكم خيراً ... ثم قامت واستبدلت ملابسها

واستأذت من خالتها أن تذهب مع والدها لمستشفى يوجد به قسم

نفسي لمعالجة هذا الزوج المسكين ... ودخلت مع والدها عند الطبيب

النفسي وبمجرد أن بدأت قصتها حتى إغرورقت عيناها وعيني

والدها وأجهشت بالبكاء فأعطاها الطبيب منديلاً وما إن رأى عينيها حتى

صدمه جمال تلك العينين وجمال رمشها الطبيعي فأمرها أن تغطيهما ...

وأن تتوقف الطبيب عن سرد قصتها وإنما طلب منها أن تكتب القصه

ثم تأتي بها في اليوم التالي وأخبرها أجرة الكشف تبقى معلّقه حتى

يبدأ معها في المعالجه حين تُحضِر زوجها معها ... وما إن خرجت حتى رمى

الطبيب نفسه على المقعد وقال في نفسه: يا إلهي كيف لهذه العينين

الجميلتين أن تبكي ... وكيف لهذه الرِقّةُ أن تنكسر ... وأطال في الحديث

مع نفسه ... قالت الممرضه: ما بك يا دكتور ؟! ما الذي يُشغلك ... قال:

لا شيء ... ثم أمرها أن تدخل المريض التالي .. دخل المريض ...

وأخذ يتحدث مع الطبيب .. شعر الطبيب أنه غير مستمع جيّد مع

المريض فهو لا يزال يفكر في تلك الفتاة ... إستأذن من المريض

وذهب لأحد زملاءه الأطباء النفسيين وأخبره بأن يتولى معالجة ذلك

المريض ويخبره أن معالجته اليوم مجاناً وليستعيد ماله ... ثم حوّل

جميع مرضاه لذلك الطبيب ... لا يعلم ما الذي أصابه ولا كيف حدث ذلك

لكنه القلب الذي لا يزال يحتفظ بصورة هاتين العينين الباكيتين ...


وحتى لا أطيل عليكم .....

أنتظروني في الجزء الرابع .... تحيتي وتقديري لكم [/color]

إيمان
03-15-2019, 05:04 PM
.
.



سبحان الله
الرائع في وفاء رغم صعوبة ما تمر به إلا أن صبرها يمتد إلى مالا نهاية ولم تفقد الأمل ولم تتخلى بسهولة عن زوجها وحبيبها
مخلصة جدا وعلى أتم الإستعداد أن تقدم أجمل ما لديها ولو كان فيه هلاكها
هذا هو الحب الحقيقي الذي لا يعترف بالصعوبات واليأس والتعب
رغم العوض الجميل المقدم لها من غير زوجها لكنها ءاثرته على غيره فمن يهوى بصدق لا يستطيع التنقل من هنا لهناك
يبقى ثابتا مكانه يراعي حبه ويحثه على النمو في نفسه باهتمام بالغ وكبير
أما بالنسبة للزوج الحبيب في ذات الوقت فلا أدر لما أشعر أن هناك أملا في شفائه مما يعتريه
وأمه المكلومة عليه لا تلام على هلعها وقلقٍ دائم يكسر ضلوعها من ألمه الشديد وقوته على نفسها
أما الطبيب فأعجبني منه إنسانيته الجمة التي قل ما نجدها في غيره
حيث ألقى أمرا بعلاج زوج وفاء بلا مقابل
وهذا عظيم جدا ويدعو للدهشة


القصة قوية في أحداثها وسردها خيو
وننتظر الباقي على أحر من الجمر

ضامية الشوق
03-15-2019, 08:54 PM
ما شاء الله
قصه حيل حلوووو وسارده
جميل اعجبتني في انتظار الجزء الرابع
بكل شغف وشوق
قلمك فخم ومميز
اعجاب وتقيم وختم وتنبيه

بيلسان
03-16-2019, 06:58 AM
يعطيك العافيه ع الموضوع الشيق و المتميز
دام عطاؤك و تميزك و تألقك

تحيتي

الغنــــــد
03-16-2019, 10:42 AM
يسعد لي صباااااااحك

وتسلم الأناااامل على هيك

صفحة جميلة ورائعه كما تعودنااااااك


يعطيك العااافيه


وشكر لك

إرتواء نبض
03-17-2019, 05:31 AM
سرد جميل
قلمك في قمة الجمال
سلمت

ملكة الجوري
03-18-2019, 03:28 AM
سرد الأحداث والتطور في القصه
يجذب بقوه

يالها من وفاء صبوره حنونه وجميله

شوقتنــا أكثر يارب النهايه تكون جميله

يعطيك العافيه على القصه المميزه
لك كل الود والاحترام

نبض المشاعر
03-23-2019, 05:59 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=29289&dateline=1552890184

يا سلام عليك يا إيمان وعلى تعليقك الجميل
هذا التعليق الذي أجّج فكري في مفهوم الحب
ورغم أن مسمى القصه (أريد حبّاً) ورغم أن من حولها
يدور فكره في الإعجاب حتى عصام لم يكن ينظر إلى
وفاء على أنه حب ... فالحب يا سيدتي لا يدمّر بيوت
وحرصه على إيهام وفاء بذلك الحب فهو إعجاب
يؤدي إلى خراب بيت وفاء وتدمير حياتها
أريد حبّاً ... يا سيدتي نخاف الله فيه
فلا نتجاوز بعشقنا لهم ... بأن يستهوينا الشيطان
إما لمخالفة ربنا أو لتحطيم ذلك الميثاق الغليظ
أريد حبّاً ... يجمع لي بين رضى ربي ورضى من نحب

الطبيب يا سيدتي تنازل فقط عن مبلغ الكشف في ذلك اليوم
لأنه يرى أنه ليس من حقه الحصول عليه وهو لم يكشف عليه

ولا ألوم قلب الطبيب وكيف تحرّك بسبب جمالها
فالقلوب يا سيدتي تجرفنا بعيداً عن العقل
إلا أن هناك من يمسك نفسه مخافة لله
وهناك من يرتع في مراتع غيره
تحيتي لك أخت إيمان وتحيتي لتعليقك الرائع والإسهاب الواعي
شكراً لك سيدتي

نبض المشاعر
03-23-2019, 06:02 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=28589&dateline=1553114935

أخت ضاميه ... أنا ممتنّ لكل حرف كتبتيه
ولكل ثقة زرعتيها في قلمي
سنستمر ونهتم في القصص التي تعجبكم
تحيتي وتقديري لك أخت ضاميه

نبض المشاعر
03-23-2019, 06:06 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=28680&dateline=1552707521

أخت بيلسان .... ألف شكر لك ولتعليقك وتواجدك في قصتي
الله يرفع قدرك .....


عندي سؤال لو تكرمتي (معنى: بيلسان) يا ليت أخظى
بالإجابة على هذا السؤال
مجدداً لك كل الشكر والإمتنان ... تحيتي لك

نبض المشاعر
03-23-2019, 06:08 PM
ألف شكر منك يالغند على هذا التواجد وتعليقك
تحيتي لك

نبض المشاعر
03-23-2019, 06:09 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=27920&dateline=1550646413


أشكرك أخت إرتواء نبض على هذا التواجد الجميل منك
تحيتي لك سيدتي

نبض المشاعر
03-23-2019, 06:12 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=29073&dateline=1552421928

مرحباً بك أيتها الملكه
أشكرك يا سيدتي على تعليقك الجميل
ولن أستطيع وعدك بأن النهاية ستكون جميله
بل سأترك لك معرفة ذلك في الجزء السادس
تحيتي وتقديري لك أيتها الملكه

شموخ
04-18-2019, 03:40 PM
ماشااااااء الله على صبرها ووفائها له
سرد ممتع وفكر راقي
قلم ملكي يسعدك ربي ويحقق أمانيك

نبض المشاعر
04-19-2019, 11:26 PM
http://www.gsaidlil.com/vb/image.php?u=28080&dateline=1551857052

أخت شموخ الله يجزاك خير على التواجد والتعليق

شكراً لك سيدتي ولك تقديري وإحترامي