إرتواء نبض
02-27-2019, 09:54 PM
أسطورة قرطاج لها أصول فينيقية صورية (نسبة لمدينة صور)، ومنها معبد ملقرت وكاهنه الأول ولعله كان يسمّى زكربعل وهو علم معروف لدى الفينيقيين في الشرق والمغرب لاسيما في قرطاج.
أمّا معبد ملقرت المشار إليه في الأسطورة، فلقد زاره المؤرخ الاغريقي هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد أثناء مروره بمدينة صور، ولكم شهادته كما وردت في الفصل الرابع والأربعين في السفر الثاني من تاريخه: «لقد شاهدت ذلك المعبد الممهور بأثمن الهدايا ومنها نصبان، أحدهما من ذهب خالص والآخر من زمرد يشعّ بريقا ساطعا في ظلمة الليل، وتجاذبت أطراف الحديث مع كهنة الاله، وسألت كما زمنا مرّ على إقامة مقدسهم، فتبينت أنّهم لا يتفقون هم أيضا مع الإغريق، وقد أجابوا أنّ هذا المقدس تزامن بناؤه مع تأسيس صور، وصور عامرة منذ ألفين وثلاثمائة سنة» فلا شكّ أنّ هذه المعطيات تلوّح إلى العمق الفينيقي الصوري في نسيج الأسطورة.
ولمّا تتوقّف سفن عليسة بجزيرة قبرص، توفّرت لحوك الأسطورة عناصر جديدة تثري نسيجها وكأنّها المشهد الثاني في المسرحيّة، فلقد حطّ الأسطول بشاطئ من شواطئ قبرص وتمّ الاتصال بجالية فينيقية الأصول، وقد كشف الغطاء عن بقايا معبد مخصوص لعبادة عشترت في مدينة كانت تسمى قتيون Kition، وهي التي تركت مكانها لمدينة لرنقة Larnaca فمعبد عشترت بمدينة قتيون ينشر شيئا من المصداقية على المرحلة القبرصية من أسطورة عليسة، مع العلم أنّ أقدم أساسات المعبد الفينيقي القبرصي ترقى إلى القرن التّاسع قبل ميلاد المسيح على أن الموقع كان آهلا بالقبارصة قبل نشأة المستوطنة الفينيقية، فالجالية التي خرجت من صور حلّت بقتيون وجدتها آهلة فانتصبت بجوارها وتعايشت مع سكانها دون اقصاء وسمّت قريتها قرت حدشت، ولعلّها سمّيت كذلك بالنسبة لقتيون القبرصية الأصول والتي كانت قبل أن تكون القرية الفينيقية المحدثة.
أمّا معبد ملقرت المشار إليه في الأسطورة، فلقد زاره المؤرخ الاغريقي هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد أثناء مروره بمدينة صور، ولكم شهادته كما وردت في الفصل الرابع والأربعين في السفر الثاني من تاريخه: «لقد شاهدت ذلك المعبد الممهور بأثمن الهدايا ومنها نصبان، أحدهما من ذهب خالص والآخر من زمرد يشعّ بريقا ساطعا في ظلمة الليل، وتجاذبت أطراف الحديث مع كهنة الاله، وسألت كما زمنا مرّ على إقامة مقدسهم، فتبينت أنّهم لا يتفقون هم أيضا مع الإغريق، وقد أجابوا أنّ هذا المقدس تزامن بناؤه مع تأسيس صور، وصور عامرة منذ ألفين وثلاثمائة سنة» فلا شكّ أنّ هذه المعطيات تلوّح إلى العمق الفينيقي الصوري في نسيج الأسطورة.
ولمّا تتوقّف سفن عليسة بجزيرة قبرص، توفّرت لحوك الأسطورة عناصر جديدة تثري نسيجها وكأنّها المشهد الثاني في المسرحيّة، فلقد حطّ الأسطول بشاطئ من شواطئ قبرص وتمّ الاتصال بجالية فينيقية الأصول، وقد كشف الغطاء عن بقايا معبد مخصوص لعبادة عشترت في مدينة كانت تسمى قتيون Kition، وهي التي تركت مكانها لمدينة لرنقة Larnaca فمعبد عشترت بمدينة قتيون ينشر شيئا من المصداقية على المرحلة القبرصية من أسطورة عليسة، مع العلم أنّ أقدم أساسات المعبد الفينيقي القبرصي ترقى إلى القرن التّاسع قبل ميلاد المسيح على أن الموقع كان آهلا بالقبارصة قبل نشأة المستوطنة الفينيقية، فالجالية التي خرجت من صور حلّت بقتيون وجدتها آهلة فانتصبت بجوارها وتعايشت مع سكانها دون اقصاء وسمّت قريتها قرت حدشت، ولعلّها سمّيت كذلك بالنسبة لقتيون القبرصية الأصول والتي كانت قبل أن تكون القرية الفينيقية المحدثة.