إرتواء نبض
01-09-2019, 01:22 AM
سدلت وشاحها جانبًا محدقةً إلى فتات رغيف خبزٍ يابس ، لا زالت الساعة ثابتةً ، ولا تتقارب الثواني معًا لتمضي دقيقة ، بقت الشمس مختبئة خلف الجبل أمام ناظري الفتاة ، أو ، أنها ترى فقط آثارها الحية بأرواح السحابة .
تدفع المكنسة على أرضية البهو الصغير ، آملةً أن تمضي اللحظات دون أن تبحلق بعقارب الساعة، كانت مقلتيها الواسعة تضم أهدابًا ناعسة منتشرة عند جفنٍ أغيد ، وكانت حدقتيها السوداء تمتلئ لمعةً وسحرًا .
أزاحت خصلاتها الجعداء لتنبعث أشعة قاصدة المضي إلى عالمها اللامتناهي ، تستدير وتعيد الكرة حول دائرتها . . حين تريد الانسلاخ من أفكارها .
التقت عينيها بملاذها ، برسالةٍ تروي كل شيء بها ، شعورًا وكلمة ، تدفئها كما تفعل الشمس . إن ذلك الخط كان يعني لها كل شيء ، يذكرها بالتل الذي كانت تحب تسلقه ، وإمضاء الوقت فيه ، بحجة ذهابها إلى قطف بعضِ من المحصول ، إنها وحسب ، مزارعة صغيرة ، تجيد كل شيء تفعله والدتها الراحلة . .
حين بزغت الشمس سمعت إشارة عملها التي تعمله كل أسبوع ، حسنًا لتقم بمهمتها الشاقة ، تظاهرت بالإرهاق حين ظهرت المربية كعادتها التي تبغضها ، انتعلت حذائها وحملت الحقائِب بعينين ناعستين ، وحين وطأت خطواتها الأخيرة خارج سوار القصر ، ابتدأت خطواتها السعيدة إلى المزرعة ببسمتها الخجول . .
تجيد المزارعة الصغيرة قطف الفجل ببراعة ، والكثير من الأوراق الخضراء التي ستعد للعشاء ، وتلهمها النسمات ، لتتراقص الزهور بجانبها ببهاء ، وكأنما حلّ مطرٌ حول أوراقها اليانعة . .
تضع تلك السلة والحقائب جانبًا ، لتركض كطفلة إلى تلها الحبيب ، رسالتين ، بها حبتي قرنفل بزهورها، وزهرة وردية مشبعةً بالماء وآثار الحبِ على الورق ، كانت كفيلةً بأن تجعلها فرحة بهذا الصباح البارد ، جلست تلك الحالمة ، فوق التلة لتتأمل الورق ، بكل حذافيره ، ثم القراءة تحت قطرات السحابة الباكية ، وانهملت الدموع هملًا ، ودق القلب بنارٍ لظى ، شوقًا . .
سيقبل فصل الخريف ، وتبقى المزارعة خلف أسوار القصر تكنس أوراق الشجر . . !
منقول
تدفع المكنسة على أرضية البهو الصغير ، آملةً أن تمضي اللحظات دون أن تبحلق بعقارب الساعة، كانت مقلتيها الواسعة تضم أهدابًا ناعسة منتشرة عند جفنٍ أغيد ، وكانت حدقتيها السوداء تمتلئ لمعةً وسحرًا .
أزاحت خصلاتها الجعداء لتنبعث أشعة قاصدة المضي إلى عالمها اللامتناهي ، تستدير وتعيد الكرة حول دائرتها . . حين تريد الانسلاخ من أفكارها .
التقت عينيها بملاذها ، برسالةٍ تروي كل شيء بها ، شعورًا وكلمة ، تدفئها كما تفعل الشمس . إن ذلك الخط كان يعني لها كل شيء ، يذكرها بالتل الذي كانت تحب تسلقه ، وإمضاء الوقت فيه ، بحجة ذهابها إلى قطف بعضِ من المحصول ، إنها وحسب ، مزارعة صغيرة ، تجيد كل شيء تفعله والدتها الراحلة . .
حين بزغت الشمس سمعت إشارة عملها التي تعمله كل أسبوع ، حسنًا لتقم بمهمتها الشاقة ، تظاهرت بالإرهاق حين ظهرت المربية كعادتها التي تبغضها ، انتعلت حذائها وحملت الحقائِب بعينين ناعستين ، وحين وطأت خطواتها الأخيرة خارج سوار القصر ، ابتدأت خطواتها السعيدة إلى المزرعة ببسمتها الخجول . .
تجيد المزارعة الصغيرة قطف الفجل ببراعة ، والكثير من الأوراق الخضراء التي ستعد للعشاء ، وتلهمها النسمات ، لتتراقص الزهور بجانبها ببهاء ، وكأنما حلّ مطرٌ حول أوراقها اليانعة . .
تضع تلك السلة والحقائب جانبًا ، لتركض كطفلة إلى تلها الحبيب ، رسالتين ، بها حبتي قرنفل بزهورها، وزهرة وردية مشبعةً بالماء وآثار الحبِ على الورق ، كانت كفيلةً بأن تجعلها فرحة بهذا الصباح البارد ، جلست تلك الحالمة ، فوق التلة لتتأمل الورق ، بكل حذافيره ، ثم القراءة تحت قطرات السحابة الباكية ، وانهملت الدموع هملًا ، ودق القلب بنارٍ لظى ، شوقًا . .
سيقبل فصل الخريف ، وتبقى المزارعة خلف أسوار القصر تكنس أوراق الشجر . . !
منقول