كـــآدي
12-11-2018, 11:51 AM
كانت المشاركة للآخرين في السراء والضراء جليا عندهن وهي اداب اسلامية اصيلة اوجبها الله ورسوله علي كل مسلم رجلا كان او امراة " فقد زارت العابدة ( آمنة الرملية ) بشر بن الحارث حين اعتل ، وانها لعنده اذ دخل أحمد بن حنبل يعوده فقال : من هذه ؟ فقال : هذه آمنة الرملية بلغها علتي فجاءت من الرملة تعودني . قال : فسلها تدعوا لنا . فقالت : اللهم ان بشر بن الحارث واحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما "(33)
في المقابل كان الناس يواسين العابدات في مصابهن وكل مايلم بهن من احزان أو مرض فلا يجدن منهن الا الصبر الجميل من ذلك : ماروي عن العابدة ( زينب الطبرية )حيث اجتمع الرجال والنساء يواونها في اصبعها حين قطع فقالت : يا اخوتي واخواتي أنساني لذة ثوابها وجعها ، فوهب الله لي ولكم الرضا والعفو عما مضي (34).
ورابعة العدوية حين تسأل : "متي يكون العبد راضيا ؟ فقالت اذا سرته المصيبة كما سرته النعمة" (35). وعلي شاكلتها العابدة ( ام الأسود بنت زيد العدوية ) حين سئلت عن قول الله تعالي : ( فاصفح الصفح الجميل ) فقالت رضا بلا عتاب(36)
والسيدة نفيسة رضي الله عنها تثني علي الصبر بمفهومه الايجابي الذي يعني الصبر علي البلاء الذي يقع بالمؤمن من مرض مما لايستطيع دفعه ، وكذلك الصبر علي مشقات طريق مدافعة الباطل واهله وليس الصبر بمعني الاستسلام والوهن والضعف امام كل ظالم فتقول : " الصبر يلازم المؤمن بقدر مافي قلبه من ايمان ، وحسب الصابر ان الله معه . وعلي المؤمن أن يستبشر بالمشاق التي تعترضه فانها سبيل لرفع درجته عند الله وقد جعل الأجر علي قدر المشقة . ( والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة : اية 261(37)
وفي هذا المعني تقول العابدة ( ام علي ) : " دعا الله تعالي الخلق اليه بأنواع البر واللطف فما اجابوه ، فصب عليهم أنواع البلاء ليردهم بالبلاء اليه لأنه أحبهم"(38) . ( وسوية العابدة ) تناجي ربها قائلة : " الهي خلقت سوية من طينة لازبة ، غمرتها بنعمتك تغدوها من حال الي حال وكل أحوالك لها حسنة ، وكل بلائك عندها جميل "(39)
فالرضا معني حصوله انتهاء الأزمات النفسية الناتجة عن القوي المتجاذبة التي تحاول أن تأخذ بتلابيب العبد نحو الحياة في اتجاه الهوي(40). "وهو وان لم يجيء الأمر به كما جاء الأمر بالصبر الا ان الله مدح واثني علي أصحابه ، مما يدل علي أنه في مقدور البشر اكتسابه وهو يمثل نهاية التوكل
في المقابل كان الناس يواسين العابدات في مصابهن وكل مايلم بهن من احزان أو مرض فلا يجدن منهن الا الصبر الجميل من ذلك : ماروي عن العابدة ( زينب الطبرية )حيث اجتمع الرجال والنساء يواونها في اصبعها حين قطع فقالت : يا اخوتي واخواتي أنساني لذة ثوابها وجعها ، فوهب الله لي ولكم الرضا والعفو عما مضي (34).
ورابعة العدوية حين تسأل : "متي يكون العبد راضيا ؟ فقالت اذا سرته المصيبة كما سرته النعمة" (35). وعلي شاكلتها العابدة ( ام الأسود بنت زيد العدوية ) حين سئلت عن قول الله تعالي : ( فاصفح الصفح الجميل ) فقالت رضا بلا عتاب(36)
والسيدة نفيسة رضي الله عنها تثني علي الصبر بمفهومه الايجابي الذي يعني الصبر علي البلاء الذي يقع بالمؤمن من مرض مما لايستطيع دفعه ، وكذلك الصبر علي مشقات طريق مدافعة الباطل واهله وليس الصبر بمعني الاستسلام والوهن والضعف امام كل ظالم فتقول : " الصبر يلازم المؤمن بقدر مافي قلبه من ايمان ، وحسب الصابر ان الله معه . وعلي المؤمن أن يستبشر بالمشاق التي تعترضه فانها سبيل لرفع درجته عند الله وقد جعل الأجر علي قدر المشقة . ( والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة : اية 261(37)
وفي هذا المعني تقول العابدة ( ام علي ) : " دعا الله تعالي الخلق اليه بأنواع البر واللطف فما اجابوه ، فصب عليهم أنواع البلاء ليردهم بالبلاء اليه لأنه أحبهم"(38) . ( وسوية العابدة ) تناجي ربها قائلة : " الهي خلقت سوية من طينة لازبة ، غمرتها بنعمتك تغدوها من حال الي حال وكل أحوالك لها حسنة ، وكل بلائك عندها جميل "(39)
فالرضا معني حصوله انتهاء الأزمات النفسية الناتجة عن القوي المتجاذبة التي تحاول أن تأخذ بتلابيب العبد نحو الحياة في اتجاه الهوي(40). "وهو وان لم يجيء الأمر به كما جاء الأمر بالصبر الا ان الله مدح واثني علي أصحابه ، مما يدل علي أنه في مقدور البشر اكتسابه وهو يمثل نهاية التوكل