ضامية الشوق
11-03-2018, 02:12 PM
سورة الفاتحة
......
1 - أول المتشابهات قول : الرحمن الرحيم مالك فيمن جعل بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة .
وفي تكراره قولان : قال علي بن عيسى : إنما كرر للتوكيد ، وأنشد قول الشاعر :
هلا سألت جموع كنـ ـدة يوم ولوا أين أينا
وقال قاسم بن حبيب : إنما كرر لأن المعنى : وجب الحمد لله ؛ لأنه الرحمن الرحيم .
قلت : إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج . وذكر في الآية الأولى المنعم ، ولم يذكر المنعم عليهم ،
فأعادها مع ذكرهم وقال : رب العالمين الرحمن لهم جميعا ، ينعم عليهم ويرزقهم الرحيم بالمؤمنين خاصة يوم الدين ،
ينعم عليهم ويغفر لهم .
2 - قوله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين كرر إياك وقدمه ، ولم يقتصر على ذكره مرة ، كما اقتصر على ذكر أحد
المفعولين في آيات كثيرة منها : ما ودعك ربك وما قلى . أي : ما قلاك . وكذلك الآيات التي بعدها
معناها : ( فآواك - فهداك - فأغناك ) ، لأن في التقديم فائدة ، وهي : قطع الاشتراك ، ولو حذف لم يدل على [ ص: 66 ]
التقديم ؛ لأنك لو قلت : إياك نعبد ونستعين ، لم يظهر أن التقدير : إياك نعبد وإياك نستعين ، أم : إياك نعبد ونستعينك ، فكرره .
3 - قوله تعالى : صراط الذين أنعمت عليهم كرر " الصراط " لعلة تقرب مما ذكرت في الرحمن الرحيم ؛ وذلك أن
الصراط هو : المكان المهيأ للسلوك ، فذكر في الأول المكان ، ولم يذكر السالكين ، فأعاده مع ذكرهم فقال : صراط الذين
أنعمت عليهم . أي الذي يسلكه النبيون والمؤمنون . ولهذا كرر أيضا في قوله : إلى صراط مستقيم صراط الله لأنه ذكر
المكان المهيأ ، ولم يذكر المهيئ . فأعاده مع ذكره فقال : صراط الله ، أي الذي هيأه للسالكين .
4 - قوله : عليهم ليس بتكرار ، لأن كل واحد منهما متصل بفعل غير الآخر ، وهو : الإنعام ، والغضب . وكل واحد
منهما يقتضيه اللفظ ، وما كان هذا سبيله فليس بتكرار ، ولا من المتشابه .
width=0 height=0
......
1 - أول المتشابهات قول : الرحمن الرحيم مالك فيمن جعل بسم الله الرحمن الرحيم آية من الفاتحة .
وفي تكراره قولان : قال علي بن عيسى : إنما كرر للتوكيد ، وأنشد قول الشاعر :
هلا سألت جموع كنـ ـدة يوم ولوا أين أينا
وقال قاسم بن حبيب : إنما كرر لأن المعنى : وجب الحمد لله ؛ لأنه الرحمن الرحيم .
قلت : إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج . وذكر في الآية الأولى المنعم ، ولم يذكر المنعم عليهم ،
فأعادها مع ذكرهم وقال : رب العالمين الرحمن لهم جميعا ، ينعم عليهم ويرزقهم الرحيم بالمؤمنين خاصة يوم الدين ،
ينعم عليهم ويغفر لهم .
2 - قوله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين كرر إياك وقدمه ، ولم يقتصر على ذكره مرة ، كما اقتصر على ذكر أحد
المفعولين في آيات كثيرة منها : ما ودعك ربك وما قلى . أي : ما قلاك . وكذلك الآيات التي بعدها
معناها : ( فآواك - فهداك - فأغناك ) ، لأن في التقديم فائدة ، وهي : قطع الاشتراك ، ولو حذف لم يدل على [ ص: 66 ]
التقديم ؛ لأنك لو قلت : إياك نعبد ونستعين ، لم يظهر أن التقدير : إياك نعبد وإياك نستعين ، أم : إياك نعبد ونستعينك ، فكرره .
3 - قوله تعالى : صراط الذين أنعمت عليهم كرر " الصراط " لعلة تقرب مما ذكرت في الرحمن الرحيم ؛ وذلك أن
الصراط هو : المكان المهيأ للسلوك ، فذكر في الأول المكان ، ولم يذكر السالكين ، فأعاده مع ذكرهم فقال : صراط الذين
أنعمت عليهم . أي الذي يسلكه النبيون والمؤمنون . ولهذا كرر أيضا في قوله : إلى صراط مستقيم صراط الله لأنه ذكر
المكان المهيأ ، ولم يذكر المهيئ . فأعاده مع ذكره فقال : صراط الله ، أي الذي هيأه للسالكين .
4 - قوله : عليهم ليس بتكرار ، لأن كل واحد منهما متصل بفعل غير الآخر ، وهو : الإنعام ، والغضب . وكل واحد
منهما يقتضيه اللفظ ، وما كان هذا سبيله فليس بتكرار ، ولا من المتشابه .
width=0 height=0