مشاهدة النسخة كاملة : الترابط في سورة القيامة


ضامية الشوق
09-25-2018, 10:42 PM
بعد الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحْبِه.

تتحدَّث سورة القيامة عن أهوال يوم القِيامة مِن أوَّلها إلى آخِرها، وقُدرة الله تعالى على إعادة خَلْق النَّاس، وبَعضِ البراهين على هذه القُدرة، وحسابهم على أعمالهم، وهذا مِن تمام عَدْلِه سبحانه وتعالى، وعدم عَبَثِيَّة خَلْق النَّاس.

ففي أوَّل السورة بعد القسَم قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [القيامة: 3]، وفي آخر السورة قوله تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]، ثمَّ الحجج الَّتي تثبت قُدرة الله على إعادة خَلْقِه، ثمَّ قوله تعالى في آخر آية: ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾ [القيامة: 40].

وذكرتْ علاماتِ يوم القيامة، منها أنَّه تعالى سيجْمع الشَّمس والقمَر، وهذا ثابت علميًّا، فالشَّمس والقمر علميًّا سيجتمِعانِ في يومٍ ما؛ لأنَّه ثبَت بقياساتٍ دقيقةٍ للغاية أنَّ القمر يَتباعد عنَّا بطريقة مستمرَّة بمعدَّل ثلاثة سنتيمترات في السَّنة، هذا التَّباعد سيُدخل القمر في وقت من الأوقات في نطاق جاذبيَّة الشَّمس فتبتلعه الشَّمس.

وذكر تعالى أنَّ الإنسان سيُنَبَّأ بكلِّ ما فعله، وسيُحاسِبه اللهُ عليه، ولن تَنفعَه مَعاذيره، ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15].

بعد هذه الآية الكريمة جاءتِ الآيات الَّتي تَكَلَّم فيها المفسِّرون القُدماء والمحْدثون محاولين معرفة مُناسبَتِها للسُّورة، وهي خِطاب للنَّبي عليْه الصَّلاة والسَّلام: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16، 17].

ففي "تيسير العزيز المنَّان في بيان إعجاز القرآن": "قالوا: إنَّه تعالى لمَّا ذَكَرَ القيامة، وكان مِن شأْن مَن يُقصِّر عن العمل لها حبُّ العاجلة، فنبَّه على أنَّه قد يعترض على فعل الخير، ويترك ما هو أجلُّ منه، وهو الإصْغاء إلى الوحْي وتفهُّم ما يُراد منه، والتَّشاغُل بالحفظ قد يَصُدُّ عن ذلك فأمر ألَّا يُبادر إلى الحفظ؛ لأنَّ تحفيظه مضمون على ربِّه، ولِيُصغي إلى ما يُراد منه، ويقضي ويتبع ما اشتمل عليه، ثمَّ لمَّا انقضَت الجملة المعْترضة رجع الكلام إلى ما يَتعلَّق بالإنسان المبتَدَأ بذكره وهو مِن جنسه، فقال: (كلا) وهي كلِمة رَدْعٍ، كأنَّه قال: بل أنتم يا بني آدم لكوْنِكم خُلِقْتم مِن عجلٍ تعجلون في كلِّ شيء، ومِن ثمَّ تحبُّون العاجلة".

وقال الدكتور فاضل السامرائي: "والسورة مطبوعة أيضًا بهذين الطَّابعَين مِن صفات النفس اللوَّامة، طابع العجلة التي تدعو إلى النَّدم واللَّوم، وطابع التباطُؤ وتفويتِ الفُرَص الَّذي يؤدِّي إلى النَّدم واللَّوم أيضًا، فالسُّورة مبنيَّة إذًا على ما ابتدأت به يوم القيامة، والنَّفس اللوامة في حيالها: العجلة والتباطؤ، وهذا فيما يتعلَّق بقوله تعالى في أوَّل السورة: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1، 2].

وفي عِلم النَّصِّ الحديث: مِن شروط النَّصِّ أن تتوافر فيه صفات ستَّة، ومنها السَّبك والحبك، والسَّبك هو التماسُك في الشكْل.

ولو بحثْنا في هذه الآيات شكليًّا لنرى ما الجامع بينها وبين بقيَّة السورة الكريمة، سنجد لفظتي "لتعجل" و"جمع"؛ ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16، 17].

ففي أوَّل السورة الكلام على عدم تصْديق الكفَّار لجمع عظام الإنسان مرَّة أخرى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ [القيامة: 3]، وأيضًا: ﴿ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ [القيامة: 9]، وبعد خطاب النبي أتَت الآية: ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20]؛ فهذه الآيات الأربع بها مِن الألفاظ ما في أوَّل السورة وما بعدها شكليًّا.

أمَّا من ناحية المعنى أو الحبْك فبَعد الآية مباشرة: ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾ [القيامة: 14، 15]، جاءت الآيات التي تُخاطب النَّبيَّ بما يجب فِعله حين ينزل القرآن، فبعد أن يَعتذر النَّاس يوم القيامة بِمعاذيرِهم الواهية، يُبيِّن الله تعالى أن ليس لهم عُذر إلاَّ أنَّهم كانوا يحبُّون العاجلة: ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾ [القيامة: 20]، والدَّليل على ذلك إرْسالُه النَّبيَّ وعنايته به كلَّ هذه العناية، فأيُّ عناية بَعدها، فليس عليه إلَّا الاستِماع لجبريل وهو يقرأ القُرآن، والله عليه جَمْعه في صدره بقُدْرته الَّتي بها سيَجمع العظامَ مرَّة أخرى.

فجمْعُ القرآن في الصدور هو آيةٌ مِن عند الله تعالى، مثل جَمْعه للعِظام، ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 48، 49].

وعلى الله أيضًا بيانُه بما فيه مِن حلال وحرام، كما قال المفسرون، وعلى النَّبيِّ الاتِّباع هو وأمَّته، ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 18، 19]، فما العذر؟
والجواب هو: كلَّا بل تحبُّون العاجلة، والقرآن يفسِّر بعضُه بعضًا، وقد جاء في أكثرَ مِن موضعٍ سؤالُ أهلِ النَّار عن تبليغ الرُّسل لهم، قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71].

ملكة الجوري
09-25-2018, 11:26 PM
http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/152330048675282.png

إرتواء نبض
09-25-2018, 11:28 PM
سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي

الغنــــــد
09-26-2018, 03:50 AM
جزااااااك الله بالخير

وربي يباااارك فيك

ضامية الشوق
09-26-2018, 11:50 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ملاك

ضامية الشوق
09-26-2018, 11:50 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ارتواء نبض

ضامية الشوق
09-26-2018, 11:51 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
الغند

مجنون قصايد
09-26-2018, 08:45 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ضامية الشوق
09-26-2018, 11:00 PM
حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
مجنون قصايد

عازفة القيثار
09-27-2018, 09:45 AM
جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحور

ضامية الشوق
09-28-2018, 12:04 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
عازفة القيثار

لا أشبه احد ّ!
09-30-2018, 07:12 PM
- أنتقآؤكْ رَبيعٌ فاتِنْ ..
أروتني معرفتٌك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

ضامية الشوق
10-01-2018, 12:05 AM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
أول أطيافي

نجم الجدي
10-01-2018, 01:53 AM
رووووعه
الله يعطيك العاافيه على
اختياارك الذوووق للموضووووع

ضامية الشوق
10-01-2018, 11:41 AM
حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
نجم الجدي

شفق النون
10-03-2018, 11:35 AM

دوحة ثرية ومميزة
راقني مآ قدمت هنآ
وأنتظر المزيد من روائعك
قبآئل الجوري بين يديك

*,

ضامية الشوق
10-03-2018, 12:50 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
شفق النون

بوزياد
10-05-2018, 06:59 PM
جزاك الله خير
طرح رآآئع ومفعم بالجمآل والرقي
سلمت يمنآآآآك
موضوعكـ راقني جدآ
ما ننحرم من روعة جديدكـ
تحيآتي لكـ لاعدمناكـ ..
http://im43.gulfup.com/aCfIPR.gif

ضامية الشوق
10-05-2018, 09:24 PM
حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
بو زياد

RioO
10-18-2018, 09:51 PM
بارك الله فيك
وجزاك خير الجزاء
على م قدمته من طرح قييم
شكرا من الاعماق

عـــودالليل
10-18-2018, 10:23 PM
من متابعيك وسآكون كذلك باذن الله
قد لا أوفيك حقك بالرد
فأتمنى قبوله


يعطيك العافيه

دووم هالتميز ماشاء الله عليك
ربي يحفظك

ضامية الشوق
10-19-2018, 04:17 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
ادمان

ضامية الشوق
10-19-2018, 04:18 PM
حضورك شرف لي
نورت أخي الكريم
عود الليل

كـــآدي
10-20-2018, 03:23 PM
هطول ثري
وطرح رائع يشُع منه التميز
لشخصيه عذبه أكثر تميز

http://img-fotki.yandex.ru/get/5639/65387414.a5/0_c3306_2075ada7_S.gifhttp://img-fotki.yandex.ru/get/6427/65387414.a5/0_c3300_1dd3920_S.gif

ضامية الشوق
10-20-2018, 03:42 PM
حضوركي شرف لي
نورتي عزيزتي
كادي