ضامية الشوق
09-04-2018, 03:24 PM
http://www6.0zz0.com/2011/11/22/07/865242911.jpg
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=49947&d=1438898421
الكسب الحلال
إذا أراد الله أن يبارك للعبد في ماله، هيّأ له الأسباب، وفتح في وجهه الأبواب، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]، وقال أبو ذر مرفوعاً: إن في القرآن آية لو أخذتها الناس لكفتهم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3].
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها إذاً تقوى الله، سر الأسرار، في عالم الاستثمار، فأين الأبرار من التجار، ومن عباد الله الأخيار، فإن في مجتمعنا نفوساً صالحة تراقب الله وتخشاه، صوراً مضيئة، ومواقف مشرفة، لأهل الخير والعطاء، والصدق والوفاء، فمن العدل أن نقول للمحسن أحسنت، كما نقول للمسيء أسأت، ومن الإنصاف أن لا يُبخس حقُ الصالحين الصادقين.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
وإن أردنا الصلاح لمجتمعنا فمن واجبنا جميعاً أن نتلمس الخير في نفوس الناس فينشر ويشهر، فهو بريق الأمل ونسمة الصباح الذي نرجوه، فلماذا ننسى خير الخيرين، وتضحية المخلصين، لماذا نغفل عن جهد العاملين، وورع العابدين، لما لا نذكر صلاح المؤمنات، وصبر الصابرات، لِمَ لا نتحدث عن عطاء المتصدقات، وعفاف الحافظات، لِمَ لا نتحدث عنهم وقد ذكرهم الله فقال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
أما بالنسبة لأكل الحلال، وتجنب الحرام،
فهناك فئة من الناس والحمد الله، تتقي الوقوع في الشبهات والحرام، ويتضح ذلك من كثرة أسئلتهم قبل الوقوع والإقدام، بل والندم متى عُرف الخطأ، والسؤال بكيفية السلامة والنجاة منه، والمواقف في هذا الباب كثيرة .....
رجل فقير ذو عيال، تراكمت عليه الديون، واشتدت به الحاجة، يبحث عن عمل أو وظيفة ليجد بها قوت يومه وعياله، فانسدت في وجهه الأبواب، وتقطعت به السبل فلم يجد سوى العمل في مؤسسة ربوية كحارس أو سائق، فسأل فلما علم بحرمتها ردها رغم حاجته وفقره.
وصاحب محلات عديدة لم تؤجر لسنوات؛ لشرطه أن لا يباع فيها شيء من المحرمات.
وآخر رفض فوائدَ ربوية بلغت مئات الألوف، لعلمه أن الله يمحق الربا. فرحم الله هذه النفوس، ضمائر سمت، وهمم علت، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها صور للمؤمنين الصادقين في إيمانهم، وفي توكلهم على الله، في زمن كثر فيه الغش والخداع، والتهاون والتحايل في الأحكام والمعاملات.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها قلوب ذاقت حلاوة الإيمان وسعادة الدنيا بأكل الحلال، في زمن أصبحت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة من أكلها الحرام والشبهات.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس طيبة لا تأكل إلا طيباً، فأغناها الله بالقناعة والرضا، وبارك لها في القليل، في زمن أصاب الناس فيه الجشع والطمع. شعارهم فيه: هل من مزيد.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس كالنحلة إن أكلتَ أكلت طيبًا، وأن أطعمت أطعمتَ طيبًا، وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه، قلوب استغنت بالله يوم أن استغنى الناس بالدنيا، وفرحت بالله يوم فرح الناس بالدنيا، وأنسوا بالله يوم أن أنس الناس بأموالهم وكبرائهم، فنالوا بذلك غاية العز والرفعة، والسعادة والراحة.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس تخاف الله، وهي على يقين أن الله يمهل ولا يهمل، وأنه يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته. نفوس تربت على خشية الله ومراقبته، وعلى الورع وترك الشبهات، إنها أبصار تقرأ في سيرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أنه جزع ليلة فلم ينم. فقيل له ما الذي أسهرك يا رسول الله؟ فقال: "إني انقلبت إلى بيتي فوجدت تمرة ساقطة فأكلتها فذكرت أن في بيتنا تمرًا من تمر الصدقة، فلا أدري أهي من تمر أهلي أم من تمر الصدقة، ذلك الذي أسهرني؟!" سبحان الله تمرة تقض مضجع الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فأين من يعبّ من الحرام في الليل والنهار؟!
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحِكَمِه. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين
http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=49947&d=1438898421
الكسب الحلال
إذا أراد الله أن يبارك للعبد في ماله، هيّأ له الأسباب، وفتح في وجهه الأبواب، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]، وقال أبو ذر مرفوعاً: إن في القرآن آية لو أخذتها الناس لكفتهم: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3].
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها إذاً تقوى الله، سر الأسرار، في عالم الاستثمار، فأين الأبرار من التجار، ومن عباد الله الأخيار، فإن في مجتمعنا نفوساً صالحة تراقب الله وتخشاه، صوراً مضيئة، ومواقف مشرفة، لأهل الخير والعطاء، والصدق والوفاء، فمن العدل أن نقول للمحسن أحسنت، كما نقول للمسيء أسأت، ومن الإنصاف أن لا يُبخس حقُ الصالحين الصادقين.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
وإن أردنا الصلاح لمجتمعنا فمن واجبنا جميعاً أن نتلمس الخير في نفوس الناس فينشر ويشهر، فهو بريق الأمل ونسمة الصباح الذي نرجوه، فلماذا ننسى خير الخيرين، وتضحية المخلصين، لماذا نغفل عن جهد العاملين، وورع العابدين، لما لا نذكر صلاح المؤمنات، وصبر الصابرات، لِمَ لا نتحدث عن عطاء المتصدقات، وعفاف الحافظات، لِمَ لا نتحدث عنهم وقد ذكرهم الله فقال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
أما بالنسبة لأكل الحلال، وتجنب الحرام،
فهناك فئة من الناس والحمد الله، تتقي الوقوع في الشبهات والحرام، ويتضح ذلك من كثرة أسئلتهم قبل الوقوع والإقدام، بل والندم متى عُرف الخطأ، والسؤال بكيفية السلامة والنجاة منه، والمواقف في هذا الباب كثيرة .....
رجل فقير ذو عيال، تراكمت عليه الديون، واشتدت به الحاجة، يبحث عن عمل أو وظيفة ليجد بها قوت يومه وعياله، فانسدت في وجهه الأبواب، وتقطعت به السبل فلم يجد سوى العمل في مؤسسة ربوية كحارس أو سائق، فسأل فلما علم بحرمتها ردها رغم حاجته وفقره.
وصاحب محلات عديدة لم تؤجر لسنوات؛ لشرطه أن لا يباع فيها شيء من المحرمات.
وآخر رفض فوائدَ ربوية بلغت مئات الألوف، لعلمه أن الله يمحق الربا. فرحم الله هذه النفوس، ضمائر سمت، وهمم علت، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها صور للمؤمنين الصادقين في إيمانهم، وفي توكلهم على الله، في زمن كثر فيه الغش والخداع، والتهاون والتحايل في الأحكام والمعاملات.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها قلوب ذاقت حلاوة الإيمان وسعادة الدنيا بأكل الحلال، في زمن أصبحت القلوب كالحجارة أو أشد قسوة من أكلها الحرام والشبهات.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس طيبة لا تأكل إلا طيباً، فأغناها الله بالقناعة والرضا، وبارك لها في القليل، في زمن أصاب الناس فيه الجشع والطمع. شعارهم فيه: هل من مزيد.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس كالنحلة إن أكلتَ أكلت طيبًا، وأن أطعمت أطعمتَ طيبًا، وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه، قلوب استغنت بالله يوم أن استغنى الناس بالدنيا، وفرحت بالله يوم فرح الناس بالدنيا، وأنسوا بالله يوم أن أنس الناس بأموالهم وكبرائهم، فنالوا بذلك غاية العز والرفعة، والسعادة والراحة.
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
إنها نفوس تخاف الله، وهي على يقين أن الله يمهل ولا يهمل، وأنه يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته. نفوس تربت على خشية الله ومراقبته، وعلى الورع وترك الشبهات، إنها أبصار تقرأ في سيرة الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أنه جزع ليلة فلم ينم. فقيل له ما الذي أسهرك يا رسول الله؟ فقال: "إني انقلبت إلى بيتي فوجدت تمرة ساقطة فأكلتها فذكرت أن في بيتنا تمرًا من تمر الصدقة، فلا أدري أهي من تمر أهلي أم من تمر الصدقة، ذلك الذي أسهرني؟!" سبحان الله تمرة تقض مضجع الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فأين من يعبّ من الحرام في الليل والنهار؟!
http://www.al-fateh.net/images/i-151/g665.gif
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحِكَمِه. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين