لا أشبه احد ّ!
08-19-2018, 04:17 AM
الانسان بطبعه يميل الى حب المال والتكالب على جمعه بصورة قد تنسيه واجباته نحو ربه و نحو
اقاربه ومجتمعه,كما ان المال قد يدفعه الى ارتكاب الاعمال السيئه التي تعود بالضرر على
الناس,فيكون عقابه شديدا يوم القيامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعديت ضبحا*فالموريات قدحا*فالمغريات صبحا*فأثرنا ب نقعا*فوسطن به جمعا*ان الانسان
لربه لكنود*وانه على ذلك لشهيد* وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور *
وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير*
صدق الله العظيم
سورة العاديات (مكية عدد اياتها 11) __________________
لكن لما يتصور الإنسان أن المال من أجل متعته ، الآن أضع بين أيديكم تصورا آخر ، المال من أجل الرفاه ، المال من أجل الزهو ، المال من أجل البذخ ، من أجل الاستعلاء ، هذه كلها أمراض نفسية ، ورد في بعض الآثار :
" يحشر الناس أربع فرق يوم القيامة ، وفريق جمع المال من حلال تجارة مشروعة ، وأنفقه على الموائد الخضراء في الليالي الحمراء ، فيقال : خذوه إلى النار ، المجتمع المخملي حسابه سهل ، وفريق جمع المال من حرام ، عنده ملهى ، عنده راقصات ومغنون وخمر ، لكن تزوج واشترى بيتا وعاش حياة ، شراء البيت حلال ، وأنفقه في حلال ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، والثالث والعياذ بالله جمع المال من حرام ، وأنفقه في حرام ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، بقي الأخير الفريق الرابع جمع المال من حلال ، وأنفقه في حلال ، قال : هذا قفوه واسألوه " .
[ ورد في الأثر ]
الأول والثاني والثالث الحساب سريع جداً ، أما الرابع فقفوه واسألوه ، هل تاه بماله على مَن حوله ؟
قد تقول لغيرك : أين تسكن ؟ هو ساكن بحي راق جداً ، بيت ثمنه ثمانون مليونًا ، فترى المسؤول يخجل ، فيصغرك بمكان سكنك ، ومساحة بيتك ، وبراتبك ، كم تأخذ راتبا ، يصغّرك ، هذا الذي يستعلي بماله هذا شيطان يتكلم .
والله أيها الإخوة ، بإمكانك أن تطيب قلب أيّ إنسان ، وأنا أذكر أني دخلت إلى بيت أحد إخواننا الكرام غرفة الضيوف صدق أنه يجلس فيها أربعة أشخاص بصعوبة بالغة ، فهو خجل ، قلت له : يا بني النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق كانت غرفته لا تكفي لصلاته ونوم زوجته ، فإن أراد أن يصلي انزاحت جانباً ، مَن هو ؟ سيد الخلق .
قائد القوات الإسلامية في الشام أمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دخلوا إلى بيته فوجدوه غرفة فيها جلد غزال وقدرا مغطى برغيف خبز ، وسيفا معلَّقا ، قالوا : ما هذا يا أمين الأمة ؟ قال : هو للدنيا ، وعلى الدنيا كثير ، ألا يبلغنا المقيل ؟
هناك إنسان يستعلي بالمال ويفتخر ، يزهو ، يصغر الآخرين ، الله كبير .
جاء صهر إلى رجلٍ من أرقى الناس ، ويعيش في الخليج ، ودخله جيد ، لكن هو عنده تجارة واسعة جداً ، فقال : كم دخلك في الشهر ؟ قال له فرضاً : خمسون ألفا ، قال : لا يكفي هذا المبلغ ابني يومًا ، الله كبير ، دارت الأيام وصودرت أملاكه ، واضطر أن يتوسط بهذا الذي خطب ابنته أن يقبل العمل عنده ، فلما قبِل عمل عنده محاسباً ، الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
تروى قصة رمزية عن إنسانٍ جلس مع زوجته يأكلان الدجاج ، فطرق الباب سائلٌ ، همت الزوجة أن تعطيه قطعة من الطعام ، فنهرها زوجها ، ومنعها ، وقال : اطرديه ، بعد حين ساءت العلاقة بين الزوجين ، فطلقها ، ثم جاء مَن يخطبها ، وجلست معه ، وفي وقت من الأوقات كان يأكلان الدجاج ، طرق الباب ، فذهبت لتفتحه ، فرجعت مضطربة ، قال : مَن الطارق ؟ قالت : السائل ، قال : مَن هو ، ارتبكت ، قالت : زوجي الأول ، قال : هل تعلمين من أنا ؟ أنا السائل الأول .
الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
والله حدثني أخ قال : أنا عندي معمل ، وعندي سيارة كبيرة للسفر ، وسيارة أخرى ، وسيارة للمعمل ، قال : ما دخلت الحلويات بيتي إلا بأكبر كمية كبيرة والفواكه بأكبر كمية ، حدَّث عن حياته الناعمة ، أقسم لي بالله الآن أنه ينقّب في القمامة ليأكل ، قصة طويلة وواقعية ، إياك أن تزهو بمالك ، المؤمن إذا أغناه الله يزداد تواضعاً لله ، يزداد تواضعاً للفقراء ، ما أعظم سخاء الأغنياء على الفقراء ، وأعظم منه عفة الفقراء عن مال الأغنياء .
إذا كان طريق كسب المال وفق منهج الله فاكسبوا المال الحلال ، وحلوا به مشكلات المسلمين ، وإذا كان طريق كسب المال على حساب دينكم وقيمكم فالفقر وسام شرف لكم
اقاربه ومجتمعه,كما ان المال قد يدفعه الى ارتكاب الاعمال السيئه التي تعود بالضرر على
الناس,فيكون عقابه شديدا يوم القيامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعديت ضبحا*فالموريات قدحا*فالمغريات صبحا*فأثرنا ب نقعا*فوسطن به جمعا*ان الانسان
لربه لكنود*وانه على ذلك لشهيد* وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور *
وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير*
صدق الله العظيم
سورة العاديات (مكية عدد اياتها 11) __________________
لكن لما يتصور الإنسان أن المال من أجل متعته ، الآن أضع بين أيديكم تصورا آخر ، المال من أجل الرفاه ، المال من أجل الزهو ، المال من أجل البذخ ، من أجل الاستعلاء ، هذه كلها أمراض نفسية ، ورد في بعض الآثار :
" يحشر الناس أربع فرق يوم القيامة ، وفريق جمع المال من حلال تجارة مشروعة ، وأنفقه على الموائد الخضراء في الليالي الحمراء ، فيقال : خذوه إلى النار ، المجتمع المخملي حسابه سهل ، وفريق جمع المال من حرام ، عنده ملهى ، عنده راقصات ومغنون وخمر ، لكن تزوج واشترى بيتا وعاش حياة ، شراء البيت حلال ، وأنفقه في حلال ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، والثالث والعياذ بالله جمع المال من حرام ، وأنفقه في حرام ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، بقي الأخير الفريق الرابع جمع المال من حلال ، وأنفقه في حلال ، قال : هذا قفوه واسألوه " .
[ ورد في الأثر ]
الأول والثاني والثالث الحساب سريع جداً ، أما الرابع فقفوه واسألوه ، هل تاه بماله على مَن حوله ؟
قد تقول لغيرك : أين تسكن ؟ هو ساكن بحي راق جداً ، بيت ثمنه ثمانون مليونًا ، فترى المسؤول يخجل ، فيصغرك بمكان سكنك ، ومساحة بيتك ، وبراتبك ، كم تأخذ راتبا ، يصغّرك ، هذا الذي يستعلي بماله هذا شيطان يتكلم .
والله أيها الإخوة ، بإمكانك أن تطيب قلب أيّ إنسان ، وأنا أذكر أني دخلت إلى بيت أحد إخواننا الكرام غرفة الضيوف صدق أنه يجلس فيها أربعة أشخاص بصعوبة بالغة ، فهو خجل ، قلت له : يا بني النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق كانت غرفته لا تكفي لصلاته ونوم زوجته ، فإن أراد أن يصلي انزاحت جانباً ، مَن هو ؟ سيد الخلق .
قائد القوات الإسلامية في الشام أمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دخلوا إلى بيته فوجدوه غرفة فيها جلد غزال وقدرا مغطى برغيف خبز ، وسيفا معلَّقا ، قالوا : ما هذا يا أمين الأمة ؟ قال : هو للدنيا ، وعلى الدنيا كثير ، ألا يبلغنا المقيل ؟
هناك إنسان يستعلي بالمال ويفتخر ، يزهو ، يصغر الآخرين ، الله كبير .
جاء صهر إلى رجلٍ من أرقى الناس ، ويعيش في الخليج ، ودخله جيد ، لكن هو عنده تجارة واسعة جداً ، فقال : كم دخلك في الشهر ؟ قال له فرضاً : خمسون ألفا ، قال : لا يكفي هذا المبلغ ابني يومًا ، الله كبير ، دارت الأيام وصودرت أملاكه ، واضطر أن يتوسط بهذا الذي خطب ابنته أن يقبل العمل عنده ، فلما قبِل عمل عنده محاسباً ، الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
تروى قصة رمزية عن إنسانٍ جلس مع زوجته يأكلان الدجاج ، فطرق الباب سائلٌ ، همت الزوجة أن تعطيه قطعة من الطعام ، فنهرها زوجها ، ومنعها ، وقال : اطرديه ، بعد حين ساءت العلاقة بين الزوجين ، فطلقها ، ثم جاء مَن يخطبها ، وجلست معه ، وفي وقت من الأوقات كان يأكلان الدجاج ، طرق الباب ، فذهبت لتفتحه ، فرجعت مضطربة ، قال : مَن الطارق ؟ قالت : السائل ، قال : مَن هو ، ارتبكت ، قالت : زوجي الأول ، قال : هل تعلمين من أنا ؟ أنا السائل الأول .
الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
والله حدثني أخ قال : أنا عندي معمل ، وعندي سيارة كبيرة للسفر ، وسيارة أخرى ، وسيارة للمعمل ، قال : ما دخلت الحلويات بيتي إلا بأكبر كمية كبيرة والفواكه بأكبر كمية ، حدَّث عن حياته الناعمة ، أقسم لي بالله الآن أنه ينقّب في القمامة ليأكل ، قصة طويلة وواقعية ، إياك أن تزهو بمالك ، المؤمن إذا أغناه الله يزداد تواضعاً لله ، يزداد تواضعاً للفقراء ، ما أعظم سخاء الأغنياء على الفقراء ، وأعظم منه عفة الفقراء عن مال الأغنياء .
إذا كان طريق كسب المال وفق منهج الله فاكسبوا المال الحلال ، وحلوا به مشكلات المسلمين ، وإذا كان طريق كسب المال على حساب دينكم وقيمكم فالفقر وسام شرف لكم