ضامية الشوق
07-21-2018, 10:51 PM
من شعر الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدَّبَان التكريتي
(هاتان قصيدتان تاريخيتان نادرتان للعلامة الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي (1328-1413هـ=1910-1993م).
وتاريخ الأولى (1959م)، والثانية (1960م)، وهما متعلقتان بحال العراق في أثناء المد الشيوعي، والقصيدتان منشورتان بتاريخهما موقعتان بـ (أبو يونس)، وذلك لخطورة الوضع آنذاك.
عذَّبوا "يُسرى"...
(نُشرتْ في الصفحة الأولى من جريدة "الفجر الجديد"، السنة الأولى، العدد (72)، الثلاثاء 12 صفر 18 آب 1959م).
عذَّبَ الأشرارُ يُسْرى
وأتوا ظُلماً ونُكرا
عذَّبُوها أسْمَعوها
مِنْ بذيء القولِ هُجرا
ضربوا الأقدامَ حتى
شاهدوا ورماً وكَسْرا
ضربوا ضرْباً شديداً
لطموا وَجْهاً وصَدْرا
ما اكتفوا بالضرب حتى
أخذوا بالشَّعر جرَّا
وعلى الجسمِ المُعنّى
أطفأ الأشرارُ جَمْرا
عذَّبوا ليلاً طويلاً
عذَّبوا صُبحاً وعَصْرا
كم تنادينا ولكنْ
قد عرانا النومُ طرَّا
يا لقومي أين قومي؟
سُدَّتِ الآذانُ وَقرا
كم تنادي يا لقومي
قد لقيتُ اليوم عُسْرا
لم أطق بعدُ احتمالاً
ضقتُ ذرعاً ضقتُ صَبرا
ومن الإرهاق دوماً
قد أذاقوني الأمرَّا
♦ ♦ ♦
أختُنا يا قومُ نادتْ
تشتكي ألماً وضرا
أختُنا لاقتْ هواناً
لم تجدْ منه مَفرا
أختُنا ذاقتْ عذاباً
مِنْ وحوشِ الغابِ جَهرا
لم تجدْ منا مُجيباً
لم تجدْ غوثاً ونَصرا
مسَّها ما مسَّ قوماً
قد لقوا عنتاً وغَدرا
مِنْ وحوشٍ قد تمادوا
في الخنا ظُلماً وكُفرا
هذه أفعالُ شخصٍ
مِنْ حياءٍ قد تعرَّى
هذه أفعالُ رهطٍ
قد بنوا للغدرِ وَكرا
بفعالِ السُّوء عنهم
جاءت الأنباءُ تترى
نشروا الفوضى سريعاً
ملأوا الآفاقَ ذُعرا
حاولوا للعينِ قلعاً
حاولوا للكفِّ بَترا
كسروا ضلعاً وساقاً
خلعوا سنّاً وظُفرا
كم بيوتٍ أصبحت
مِنْ ذويها اليومَ قَفرا
ويلهم كيف استباحوا
لذواتِ الطُّهر خِدْرا؟
كم ضعيفٍ كم بريءٍ
سحبوا بالحبلِ قَسْرا؟
ذبحوا الأطفالَ ذبحاً
طمروا الأحياءَ طَمْرا
قتلوا قتلاً فظيعاً
شطروا الأجسامَ شَطرا
فتكوا فتكاً ذريعاً
بذروا الشحناءَ بَذْرا
تلك أهوالٌ جسامٌ
مُلِئتْ خبثاً ومَكرا
وصفُها قد ندَّ عمَّنْ
يبتغي شعراً ونثرا
فأقولُ الآنَ: إني
قد بدا عجزي فعُذرا
♦ ♦ ♦
(هاتان قصيدتان تاريخيتان نادرتان للعلامة الأستاذ الشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي (1328-1413هـ=1910-1993م).
وتاريخ الأولى (1959م)، والثانية (1960م)، وهما متعلقتان بحال العراق في أثناء المد الشيوعي، والقصيدتان منشورتان بتاريخهما موقعتان بـ (أبو يونس)، وذلك لخطورة الوضع آنذاك.
عذَّبوا "يُسرى"...
(نُشرتْ في الصفحة الأولى من جريدة "الفجر الجديد"، السنة الأولى، العدد (72)، الثلاثاء 12 صفر 18 آب 1959م).
عذَّبَ الأشرارُ يُسْرى
وأتوا ظُلماً ونُكرا
عذَّبُوها أسْمَعوها
مِنْ بذيء القولِ هُجرا
ضربوا الأقدامَ حتى
شاهدوا ورماً وكَسْرا
ضربوا ضرْباً شديداً
لطموا وَجْهاً وصَدْرا
ما اكتفوا بالضرب حتى
أخذوا بالشَّعر جرَّا
وعلى الجسمِ المُعنّى
أطفأ الأشرارُ جَمْرا
عذَّبوا ليلاً طويلاً
عذَّبوا صُبحاً وعَصْرا
كم تنادينا ولكنْ
قد عرانا النومُ طرَّا
يا لقومي أين قومي؟
سُدَّتِ الآذانُ وَقرا
كم تنادي يا لقومي
قد لقيتُ اليوم عُسْرا
لم أطق بعدُ احتمالاً
ضقتُ ذرعاً ضقتُ صَبرا
ومن الإرهاق دوماً
قد أذاقوني الأمرَّا
♦ ♦ ♦
أختُنا يا قومُ نادتْ
تشتكي ألماً وضرا
أختُنا لاقتْ هواناً
لم تجدْ منه مَفرا
أختُنا ذاقتْ عذاباً
مِنْ وحوشِ الغابِ جَهرا
لم تجدْ منا مُجيباً
لم تجدْ غوثاً ونَصرا
مسَّها ما مسَّ قوماً
قد لقوا عنتاً وغَدرا
مِنْ وحوشٍ قد تمادوا
في الخنا ظُلماً وكُفرا
هذه أفعالُ شخصٍ
مِنْ حياءٍ قد تعرَّى
هذه أفعالُ رهطٍ
قد بنوا للغدرِ وَكرا
بفعالِ السُّوء عنهم
جاءت الأنباءُ تترى
نشروا الفوضى سريعاً
ملأوا الآفاقَ ذُعرا
حاولوا للعينِ قلعاً
حاولوا للكفِّ بَترا
كسروا ضلعاً وساقاً
خلعوا سنّاً وظُفرا
كم بيوتٍ أصبحت
مِنْ ذويها اليومَ قَفرا
ويلهم كيف استباحوا
لذواتِ الطُّهر خِدْرا؟
كم ضعيفٍ كم بريءٍ
سحبوا بالحبلِ قَسْرا؟
ذبحوا الأطفالَ ذبحاً
طمروا الأحياءَ طَمْرا
قتلوا قتلاً فظيعاً
شطروا الأجسامَ شَطرا
فتكوا فتكاً ذريعاً
بذروا الشحناءَ بَذْرا
تلك أهوالٌ جسامٌ
مُلِئتْ خبثاً ومَكرا
وصفُها قد ندَّ عمَّنْ
يبتغي شعراً ونثرا
فأقولُ الآنَ: إني
قد بدا عجزي فعُذرا
♦ ♦ ♦