مشاهدة النسخة كاملة : درر الشيخ علي الطنطاوي (1)


جنــــون
05-30-2018, 02:24 AM
درر الشيخ علي الطنطاوي (1)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونتوب إليه ونستغفره، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فهذه الدرة الأولى من درر فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء: الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، والتي انتقيتها من كتابه: "في سبيل الإصلاح".
قال - رحمه الله، ورفع درجته في أعلى عليين -:
1- كان الشعراء يصفون القمر، ويُشبِّهون به الغيد الحسان، فوصلنا إلى القمر ووطئناه بنعالنا، وإذا هو كالأرض: صخر ورمل وتراب.


2- من كان يفكر فيما يرى وما يسمع، فسيجد آيات وشواهد تقوي الإيمان في القلب المؤمن، أما من كان كالأنعام همُّه الطعام والشراب والزواج؛ فيمر عليها وهو غافل عنها، يقف عند الصنعة وينسى الصانع، يقول: ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]، وينسى قول الله: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].
3- إن هذه الكشوف العلمية، وهذه المخترعات الحضارية تقوي الإيمان عند من في قلبه إيمان.
4- البشر يخطئون ويصيبون، فلنرجع إلى من لا يخطئ أبدًا، لندع ما اختلف فيه البشر إلى ما شرعه خالق البشر؛ فالمقياس هو شرع الله (باختصار).
5- بعض الفِرَق التي تنتسب زورًا إلى الإسلام تدَّعي - كذبًا وجهلًا - ما لم يدَّعِه هؤلاء الأعداء؛ من أن المصاحف التي نقرأ فيها كلها قرآن، ولكن ليست كل القرآن، وهي دعوى لا أدري أيُّهما أظهر: سخافتها أم وقاحتها؟
6- الشيطان حين عجز عن تحريف تنزيله، دخل علينا من باب تأويله، حتى صار من الناس من يصرف الكلام عن معناه، ويوجهه إلى غير الوجه الذي أراده الله.


ودخل علينا من باب صرفنا عن تدبُّر آياته، وتفهُّم معانيه، والعمل بأوامره ونواهيه، إلى تصريف الصوت في تلاوته بالأنغام، وطرب الناس لسماع الصوت بدل الخشوع عند فهم المعاني.
7- العقيدة هي الأصل، ومن قام الليل كله وصام الدهر كله، وفي إيمانه شرك، كان كالتلميذ الذي أخذ أسئلة الامتحان وقعد في داره فأجاب عليها كلها، ولكنه سحب أوراقه من المدرسة، ومحا اسمه من سجلاتها (باختصار).
8- إن الدعاة منّا كُثُر، والمسلمون حاضرون ليستجيبوا لهؤلاء الدعاة، فإن لبثوا على خلافهم وتنازعهم، وتضارب مناهجهم، كان عليهم إثم أنفسهم، وإثم هذه الأمة التي تمشي وراءهم، وتقتدي بهم.
9- أين تلك الأقلام تُفهِم الشعبَ أن المستعمرين ما زهَّدوه في قرآنه، وصرفوه عن دينه، وشغلوه عن تاريخه، إلا ليسلبوه أحدَّ أسلحته، ويجرِّدوه من أمتن أدراعه، حتى إذا قابلوه أعزلَ عاريًا، هان عليهم اصطيادُه، وسهل استعباده.
10- فهل رأيت غنيًّا موسرًا، أورثه أبوه صناديق الذهب، ثم يتكاسل عن القيام إليها، ومعالجة قفلها، ثم يذهب فـ (يشحد) ذليلًا الملاليم والقروش من أكُفِّ أعدائه؛ ليتبلغ بها؟ هذا مثالنا حين نترك ديننا ونأخذ قوانين المستعمرين.


11- يا خجلتاه غدًا من كتَّاب التاريخ إذا جاؤوا يترجمون لأديب فيقولون: لقد رأى أعظم بطولة بدت من بشر، وشاهد أجلّ الأحداث التي رآها الناس، ثم لم يكتب فيها حرفًا، لقد شغلته عنها شواغل الأيام، ومباهج الأحلام، وملذات الغرام.


12- العلم إذا لم يكن معه أمانة، كان الجهل خيرًا منه، كالطبيب الفاجر، يغشّ المريض ويماطل في العلاج؛ ابتغاء دوام الحاجة إليه، وتدفّق المال عليه، بل ربما بالغ في الفجور فلم يمنعه علمه أن يقتل المريض بالسمِّ، بدلًا من شفائه بالدواء.
13- إن هذا العلم دين؛ فعلينا أن ننظر عمَّن نأخذ ديننا، وألَّا نأخذ العلم إلا عن رجل نثق بدينه كما نثق بعلمه، ونطمئن إلى إيمانه كما نطمئن إلى منطقه.

الوجه المليح
05-30-2018, 02:28 AM
يعطيك العافية

نجم الجدي
05-30-2018, 02:48 AM
يعطيك العافية على اختيار الموضوع
وحرصك على اختيارك مادة مفيدة

الله يكثر من أمثالك
وشكرا

نجم

بيلسان
05-30-2018, 04:37 AM
جزااااك الله عنا خير الجزاء
على الطرح الطيب

عـــودالليل
05-30-2018, 04:44 AM
من متابعيك وسآكون كذلك باذن الله
قد لا أوفيك حقك بالرد
فأتمنى قبوله


يعطيك العافيه

دووم هالتميز ماشاء الله عليك
ربي يحفظك

إرتواء نبض
05-30-2018, 07:54 AM
اقتطافة أنيقة
لاعدمنـآ هذا الجمال بالطرح..
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..

مجنون قصايد
05-30-2018, 08:18 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

ملكة الجوري
05-30-2018, 04:10 PM
http://www.hamsatq.com/kleeja/uploads/152330048675282.png

ضامية الشوق
05-30-2018, 04:50 PM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

فزولهآ
05-30-2018, 09:37 PM
طرح جميل

الغنــــــد
05-31-2018, 05:48 AM
يعطيك العااافيه
وشكرا لك مع تقديري

RioO
06-04-2018, 03:43 AM
جِزًآكٍ آللهُ خيرٍ آلجزٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً

لا أشبه احد ّ!
06-06-2018, 02:33 AM





آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك